ذكرى الصرخة.. نداء الحرية من أعماق الظلام
تاريخ النشر: 18th, May 2024 GMT
في خضم ليل حالك السواد، عندما يعم الظلم والطغيان، تندلع صرخة مدوية، صرخة الحق والعدالة التي تهز أركان الظالمين وتوقظ الأمة من سباتها العميق.
إنها صرخة السيد حسين بدر الدين الحوثي، صرخة “الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام”، التي دوّت معلنة ميلاد ثورة ضد المستكبرين وروحية غيرت مجرى التاريخ.
مثل صاعقة هزت أركان الظالمين، أيقظت صرخة الشهيد القائد الأمة الإسلامية من غفوتها، محذرة من مؤامرات أعدائها الساعين إلى تمزيق وحدتها وتدمير هويتها.
نادى الشهيد القائد بالعودة إلى القرآن الكريم والتمسك بتعاليم الإسلام الأصيلة، داعيًا الشباب المسلم إلى حمل راية الجهاد في وجه الظلم والفساد. حثهم على التحلي بالتقوى والشجاعة، وأن يكونوا مستعدين للتضحية من أجل دينهم ووطنهم.
وسرعان ما انتشرت دعوة الشهيد القائد في جميع أنحاء اليمن وخارجها، حيث وجدت صدى لدى الجماهير المتعطشة للعدالة والحرية. شكل أنصاره حركة شعبية واسعة، أصبحت فيما بعد تُعرف باسم “أنصار الله”.
واجهت حركة الشهيد القائد اضطهادًا عنيفًا من نظام صالح المدعوم سعوديًا، لكنها صمدت بقوة، واكتسبت المزيد من الدعم مع مرور الوقت. وفي عام 2011، اندلعت ثورة شعبية في اليمن أطاحت بنظام صالح، وأتاحت لأنصار الله فرصة المشاركة في العملية السياسية.
ومع ذلك، استمرت السعودية في التدخل في شؤون اليمن، مما أدى إلى اندلاع حرب أهلية مدمرة عام 2015. وعلى الرغم من التحديات الهائلة، واصلت حركة أنصار الله الكفاح من أجل العدالة والسيادة الوطنية.
وفي خضم هذه الحرب الضروس، برزت هذه القوة لتكون هي القوة التي تحمل أسم القوات المسلحة اليمنية كقوة لا يستهان بها، مدافعة عن سواحل اليمن وحمايتها من الغزاة الأجانب. لقد نفذت عمليات جريئة ضد سفن التحالف الأمريكي، وأثبتت أنها قوة فاعلة في الصراع.
واليوم، تظل صرخة الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي مصدر إلهام للأمة الإسلامية في كل مكان. إنها تذكرنا بأن الظلم لا يمكن أن يستمر إلى الأبد، وأن الأمة التي تتحد خلف قيمها ومبادئها ستنتصر في النهاية.
تحية وإجلال، إلى شهيد القرآن السيد حسين بدر الدين الحوثي، وإلى القوات المسلحة اليمنية الباسلة. ستبقى دعوتهم حية، وسنواصل الكفاح حتى تتحقق أهداف ثورتنا: العزة، والكرامة، والاستقلال.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
علي جمعة: الهجرة باقية إلى يوم الدين ولو كانت شبرا في سبيل الله
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، ان سيدنا النبي ﷺ عندما أمر أصحابه بالهجرة إلى الحبشة، ضرب لنا مثلاً إلى يوم الدين في هجرة الأمن؛ فمن ضيق عليه في وطنه، فلم يأمن على نفسه أو ماله أو عرضه، فله أن ينتقل إلى بلادٍ أخرى يجد فيها الأمن والأمان.
وأضاف جمعة، في منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أنه قد ضرب لنا مثلاً آخر في هجرة الإيمان، وهى التي فعلها كل الأنبياء، إذ هاجروا بالمؤمنين من ديارهم، فرأينا سيدنا إبراهيم عليه وعلى نبينا الصلاة السلام وهو يقول: {وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ}، وسيدنا إبراهيم ترك قومه وهاجر هجرة إيمان، وقد تكون أيضًا أمن، لأنهم ألقوه في النار .
وهاجر سيدنا موسى عليه السلام ببني إسرائيل، وهاجر سيدنا عيسى عليه السلام إلى مصر صغيرًا، وهاجر سيدنا نوح عليه السلام بسفينته فراراً من الغرق.
فهجرة الأنبياء مذكورة بتفاصيلها في القرآن الكريم.إذًا، مما يُرضي الله أن تُهاجر في سبيله؛ طلبًا للأمن أو طلبًا للإيمان، لكن الهجرة المخصوصة التي قُسِّمَ الصحابة بشأنها إلى "المهاجرين" و"أنصار" قد انتهت بفتح مكة، حتى قال رسول ﷺ بعد فتح مكة : «لا هجرة بعد الفتح؛ وإنما جهادٌ ونية».
ومع ذلك، فقد فتح لنا ﷺ باب الهجرة ووسع معناها جدا، فقال ﷺ : «والمهاجرُ مَنْ هجر ما نهى الله عنه». فبعد أن أغلق باب الهجرة المصطفوية لانتهاء زمانها، فتح باب الهجرة الإيمانية لبقائه إلى يوم الدين، «والمهاجرُ مَنْ هجر ما نهى الله عنه» ، وفي حديث «ولو أن تهاجر شبرًا من الأرض».
فما معنى "تهاجر شبرًا من الأرض"؟ كان بعض مشايخنا قديمًا –وكانت، وما زالت الزحام في المواصلات، واختلاط الرجال بالنساء، وما يصحب ذلك من أذى - يقول: "الآن ظهر الحديث، لو تحركت شبرًا لتحافظ على حرمة المرأة، أختك في الله، لكي لا تضايقها، فقد هاجرت في سبيل الله".
كنا نظن أن "شبرًا" مجاز، لكن تبين أنه حقيقي، أن تهاجر في سبيل الله يعني الابتعاد عن الأذى، والضرر، والإضرار، والمعصية، وسوء الأدب، وقلة الحياء، وقلة الديانة... هاجر.
وقد يتحول أحدهم من مكتبه إلى غرفة مجاورة، ونيته في ذلك أَلَّا يسمع الْغِيبة، ولا النميمة، ولا البهتان، فيكون بذلك هاجر مترًا من الأرض، وهكذا.
فهذا شعور ما زال باقيًا في قلب المؤمن؛ أن يُهاجر في سبيل الله، ولو شبرًا من الأرض.
إذًا، معنى الهجرة معنى واسع، فقد تكون : الهجرة للأمن، وقد تكون للإيمان، وقد تكون بعدًا عن المعصية، وقد تكون طلبًا للعلم، وقد تكون بِرًّا بالوالدين، وقد تكون في سبيل الله؛ طلبًا للجهاد بكل أنواعه، وقد تكون طلبًا للرزق، ... وغيرها من صور الهجرة التي لا تزال أبوابها مفتوحة لمن أراد وجه الله تعالى.