يزداد التوتر في منطقة المحيط الهادئ مع إطلاق كوريا الشمالية صاروخًا باليستيًا على سواحلها الشرقية، وعلى حدودها دولة اليابان، في الوقت الذي أرسلت فيه ألمانيا منذ أيام سفينة حربية إلى المحيط الهادئ للرد على التوترات في بحر الصين الجنوبي بين الصين وتايوان.

وأفاد الجيش الكوري الجنوبي، بأن كوريا الشمالية أطلقت عددًا من الصواريخ الباليستية قصيرة المدى باتجاه بحر اليابان المتواجد في المحيط الهادئ، وذلك بعد يوم من إجراء الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية تدريبات مشتركة هناك، حسب وكالة «رويترز».

من جانبها، أدانت كوريا الجنوبية إطلاق الصاروخ ووصفته بأنه استفزاز علني، وأضافت أن المقذوفين أُطلقا من بلدة وونسان على الساحل الشرقي، وحلقا لمسافة نحو 300 كيلومتر قبل أن يهبطا في البحر.

كما أفادت وسائل إعلام كورية شمالية رسمية أن الزعيم كيم جونج أون شاهد اختبار قاذفات صواريخ متعددة كبيرة جدًا عيار 600 ملم، وصواريخ إطلاق متعددة عيار 240 ملم في الأسابيع الأخيرة، كما زار منشآت الإنتاج.

اختبار صواريخ باليستية تكتيكية بتقنية جديدة

أعلنت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية الرسمية، أن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون أشرف على اختبار صواريخ باليستية تكتيكية، مزودة بتقنية توجيه جديدة، في استعداده الكامل للحرب.

وأكدت وكالة الأنباء الكورية الشمالية أن «كيم» كان راضيًا عن إطلاق الصاروخ، الذي سقط في بحر اليابان بالمحيط الهادي.

الصين وأمريكا تتنافسان

تتنافس الصين والولايات المتحدة على الموارد البحرية والتفوق العسكري بين الدول الجزرية المعزولة في جنوب المحيط الهادئ، وهو صراع بين القوى العظمى لكسب النفوذ على اقتصاداتها.

بحر الصين الجنوبي.. منطقة حساسة جغرافيًا

يعد بحر اليابان منطقة حساسة جغرافيًا واستراتيجيًا، وعلى حدوده تقع دول اليابان، وكوريا الشمالية والجنوبية، وروسيا، والصين، وهي دول تتعارض مصالحها مع بعضها البعض، وبينهم خلافات سياسية وتاريخية.

ألمانيا ترسل سفينة حربية إلى المحيط الهادي

كانت ألمانيا قد أرسلت سفينة حربية إلى المحيط الهادي في وقت سابق من شهر مايو الجاري، وقال وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس إن تلك التوترات في بحر الصين الجنوبي تضغط على حرية الملاحة والمرور على طرق التجارة، إذ يندفع نحو 40% من التجارة الخارجية لأوروبا عبر بحر الصين الجنوبي.

ومنذ يومين، أجرى خفر السواحل الصيني تدريبًا منتظمًا خلال عمليات حماية الحقوق وإنفاذ القانون في منطقة من مياه المحيط الهادي.

وكان الجيش الصيني قد أعلن أنه راقب وأبعد السفينة الأمريكية «هالسي» التي دخلت المياه الإقليمية لجزر باراسيل في بحر الصين الجنوبي، وقال الجيش الصيني إن الخطوة الأمريكية تنتهك بشكل خطير سيادة الصين وأمنها، وأكد أيضًا أن القوات الصينية في حالة تأهب قصوى لحماية أمنها القومي.

يذكر أن العديد من السفن الحربية الأمريكية موجودة أيضًا في المحيط الهادي تحسبًا لأي أعمال عدائية ولحماية المنطقة، بينما تدق التهديدات بين الدول طبول الحرب.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: المحيط الهادي الصين بحر الصين الجنوبي بحر اليابان كوريا الشمالية أمريكا بحر الصین الجنوبی کوریا الشمالیة المحیط الهادئ المحیط الهادی فی بحر

إقرأ أيضاً:

الصين توسّع نفوذها البحري في المحيط الهادئ: استعراض لقدرات خفر السواحل وخطط لدوريات مشتركة

في خطوة قد تُشعل التوترات في المحيط الهادئ، تتجه الصين نحو تفعيل عمليات تفتيش وصعود على سفن الصيد في أعالي البحار بالمحيط الهادئ للمرة الأولى، في منطقة تُعد مسرحاً لتداخل المصالح الإقليمية والدولية. اعلان

مسؤولون من جزر المحيط الهادئ أكدوا لوكالة رويترز أن بكين باتت تُظهر استعداداً فعلياً للدخول في مجال إنفاذ القانون البحري، بما يشمل منافسة أساطيل كبرى مثل تايوان وخفر السواحل الأميركي.

وفي تطور لافت استعرض خفر السواحل الصيني الأسبوع الماضي، قدرات إحدى أضخم سفنه "هايشون 60" التابعة لخفر السواحل، "والتي تُستخدم عادة في تطبيق القانون البحري بمضيق تايوان"، أمام وزراء من دول جزرية في المحيط، كما أظهرت بكين انخراطًا متزايدًا في النقاشات الخاصة بوضع قواعد عمليات التفتيش في أعالي البحار، بحسب وثائق رسمية ومقابلات مع مسؤولين.

Relatedفرنسا وإندونيسيا تُعززان التعاون الأمني في المحيط الهادئ وسط تصاعد التوترات مع الصينمناورات صينية في بحر تسمان تُجبر رحلات جوية مدنية على تغيير مسارها الصين تختبر صاروخًا باليستيًا عابرًا للقارات في المحيط الهادئ وسط تصاعد التوتر مع الولايات المتحدة

وفي هذا السياق قال آلان راهاري، مدير العمليات بوكالة منتدى مصايد الأسماك، في مقابلة مع رويترز: "استضافة القادة، واستعراض قدراتهم في العمليات البحرية... كلها مؤشرات على رغبتهم في الدخول إلى هذا المجال".

وتعد وكالة منتدى مصايد الأسماك الجهة المسؤولة عن مراقبة أنشطة الصيد غير القانوني لـ18 دولة من دول المحيط، بدعم من دوريات بحرية وجوية من أستراليا والولايات المتحدة وفرنسا ونيوزيلندا.

ووفقاً لمسؤولي المصايد، فإن المنطقة تشهد بالفعل ازدحاماً في أنشطة المراقبة، حيث تُعد الأساطيل الصينية والتايوانية الأكبر والأكثر تسجيلاً للمخالفات من قبل المفتشين، ورغم ذلك، تبقى الصين شريكاً أساسياً لبعض دول المنطقة في قطاع المصايد، ما قد يتيح لها توقيع اتفاقيات أمنية تُجيز لدوريات خفر سواحلها العمل في المياه الساحلية. وأوضح راهاري: "الاتفاقيات بشأن دوريات خفر السواحل الصيني قد تُبرم ضمن صفقات أمنية مع هذه الدول".

وفي 2024، سجّلت الصين 26 سفينة تابعة لخفر السواحل لدى لجنة مصايد الأسماك في غرب ووسط المحيط الهادئ (WCPFC)، بغرض تنفيذ عمليات صعود وتفتيش في منطقة شاسعة تسيطر فيها الولايات المتحدة وأستراليا على الجزء الأكبر من أساطيل الرقابة.

حضور سياسي دون تنفيذ فعلي

حتى الآن، لم تُبلّغ اللجنة بأي عمليات تفتيش صينية في أعالي البحار، لكن مسؤولين صينيين أصبحوا أكثر نشاطًا في النقاشات المتعلقة بالقواعد التنظيمية، بحسب المديرة التنفيذية للجنة، ريا موس-كريستيان، التي قالت: "الصين دعت العام الماضي إلى مراجعة الإرشادات، وفي مارس، شارك مسؤولون صينيون في اجتماع افتراضي لمناقشة مبادرة تقودها أستراليا لتعزيز القواعد الطوعية".

ويشترط القانون الدولي في الوقت الراهن على مفتشي اللجنة الحصول على موافقة من "دولة العلم" التابعة للسفينة المشتبه بها قبل الصعود إليها، وقال راهاري: "قد يكون الأمر معقدًا جدًا دبلوماسيًا إذا حاولت سفينة خفر سواحل صينية الصعود إلى سفينة صيد تايوانية"، مشيرًا إلى أن بكين لا تعترف أصلاً بتايوان كدولة مستقلة.

استعراض القدرات في عرض البحر

الأسبوع الماضي زار وزراء خارجية من عشر دول جزرية في المحيط الهادئ مدينة شيامن الصينية، حيث صعدوا على متن السفينة Haixun 06 التابعة لخفر السواحل الصيني — وهي قادرة على الإبحار لمسافة 18,500 كيلومتر (أو 60 يومًا متواصلة) دون إعادة التزوّد بالإمدادات.

وقال وزير خارجية بابوا غينيا الجديدة، جاستن تكاتشينكو، إن الوزراء شاهدوا عرضًا لحالة طوارئ بحرية، لكنهم لم يناقشوا تفاصيل تتعلق بالدوريات الصينية في المحيط.

يُذكر أن بابوا غينيا الجديدة تتفاوض على اتفاقية دفاع جديدة مع أستراليا، وكانت قد وقّعت اتفاقًا أمنيًا مع الولايات المتحدة في عام 2023 يتيح لخفر السواحل الأميركي تسيير دوريات في منطقتها الاقتصادية الخالصة التي تبلغ 2.7 مليون كيلومتر مربع، أما فيجي، فأعلنت هذا الأسبوع إقرار اتفاقية أمنية بحرية جديدة مع أستراليا.

بدورها، نشرت هيئة الإذاعة الرسمية في ناورو صورًا لتمرين Haixun 06، مشيرة إلى أنه "يعزز أهمية التعاون البحري بين الصين ودول جزر المحيط"، وبموجب اتفاقية أمنية وُقعت في ديسمبر، تلتزم ناورو بإخطار أستراليا قبل السماح لأي سفينة صينية بالدخول إلى موانئها.

سباق نفوذ متسارع

بدورها وقعت الولايات المتحدة اتفاقيات مع 12 دولة من جزر المحيط الهادئ، تتيح لخفر سواحلها تنفيذ القانون داخل المناطق الاقتصادية الخالصة لهذه الدول، وقد كثّفت من وتيرة دورياتها خلال العام الماضي.

وفي سابقة توتر مشابهة، كشفت رويترز أن أول دورية لخفر السواحل الأميركي في مياه فانواتو هذا العام، شهدت صعود مسؤولين محليين إلى عدة سفن صيد صينية، حيث تم تسجيل مخالفات، الأمر الذي قوبل بانتقاد من بكين.

منذ عام 2008، تم تسجيل 158 مخالفة ضد سفن صيد صينية، تمثل 46% من عمليات الصعود التي نفذها مفتشون من الولايات المتحدة وفرنسا وأستراليا، وفق بيانات لجنة WCPFC، وفي المقابل، سُجلت 233 مخالفة ضد سفن صيد تايوانية، ما يعكس حجم التحديات التي تواجهها المنطقة في ضبط هذا القطاع المتشابك.

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • تايوان تجري تدريبات عسكرية بالقرب من بحر الصين الجنوبي
  • التنافس الأمريكي الصيني في بحر الصين الجنوبي (2-3)
  • خطأ قاتل من مدافع كوريا الشمالية يحرم بلاده من تحقيق أول انتصار في التصفيات الآسيوية
  • هدف في مرماه يضعه في مأزق.. "ورطة" لاعب كوريا الشمالية
  • فجأة.. كوريا الشمالية بلا إنترنت
  • انقطاع كبير لخدمة الإنترنت في كوريا الشمالية
  • انقطاع واسع للإنترنت في كوريا الشمالية ومواقع رسمية خارج الخدمة
  • الصين توسّع نفوذها البحري في المحيط الهادئ: استعراض لقدرات خفر السواحل وخطط لدوريات مشتركة
  • فاجأت خبراء البحرية.. كوريا الشمالية تعيد تعويم مدمرة باستخدام بالونات
  • موجات حر قياسية بجنوب غرب المحيط الهادي عام 2024