رئيس "الشورى البحريني": حريصون على بناء علاقات وثيقة مع دول العالم
تاريخ النشر: 18th, May 2024 GMT
أكد رئيس مجلس الشورى البحريني " السيد علي بن صالح الصالح " اليوم السبت أن المملكة تحرص على بناء العلاقات الوثيقة والمثمرة مع دول العالم كافة، وتعمل على ترسيخ القيم والمبادئ الإنسانية ، وخصوصًا في مجال التعايش والتسامح والسلام بين الجميع.
المستشار حنفي جبالي يستقبل الصالح رئيس مجلس الشورى البحريني رئيس مجلس النواب يستقبل رئيس مجلس الشورى البحرينيوأوضح الصالح خلال استقباله سفير الجمهورية الإيطالية لدى مملكة البحرين " أندريا كاتالانو" - حسبما ذكرت وكالة الأنباء البحرينية ، أنَّ حرص البلدين على توسيع الشراكات القائمة في العديد من القطاعات والمجالات الحيوية، يسهم في تعزيز علاقات الصداقة، وينمّي المصالح المشتركة ، مشيدًا باحتضان إيطاليا لكرسي الملك حمد للحوار بين الأديان والتعايش السلمي، في جامعة سابينزا الإيطالية، بما يعزز الجهود المشتركة بين البلدين لنشر ثقافة السلام والتسامح والتعايش .
من جانبه، أثني السفير الإيطالي على دور مملكة البحرين في دعم ونشر السلام العالمي، والدعوة المتواصلة لتعزيز التعايش السلمي والحوار بين الجميع، بما ينهض بالمصالح المشتركة بين الدول، ويسهم في استدامة التنمية والتقدم في دول العالم كافة.
البحرين تدعو لمؤتمر دولي للسلام في الشرق الأوسط
انطلقت أمس أعمال القمة العربية العادية الـ33 بالعاصمة البحرينية المنامة، وتسلمت البحرين رئاسة القمة من السعودية، رئيس القمة السابقة.
وأكد العاهل البحرينى، حمد بن عيسى آل خليفة، أن القمة العربية تُعقد وسط ظروف إقليمية ودولية بالغة التعقيد من حروب مدمرة، ومآسٍ إنسانية مؤلمة، وتهديداتٍ تمس أمتنَا فى هويتها وأمنها وسيادتها ووحدة وسلامة أراضيها.
وقال فى كلمته، خلال ترؤسه أعمال القمة، إنه مع استمرار هذه المخاطر المحيطة بأمننا القومى العربى يتزايد حجم المسؤولية الملقاة على عاتقنا لحماية مسيرتنا العربية المشتركة، ولفتح صفحة جديدة من الاستقرار والتنمية تقرّبنا من تطلعاتنا المشروعة، كقوة حضارية قادرة على فهم متطلبات العصر ومواكبة عجلة تقدمه.
وأضاف: فى ضوء ما يتعرض له الشعب الفلسطينى الشقيق من إنكار لحقوقه المشروعة فى الأمن والحرية وتقرير المصير، تزداد حاجتنا لبلورة موقف عربى ودولى مشترك وعاجل، يعتمد طريق التحاور والتضامن الجماعى لوقف نزف الحروب، وإحلال السلام النهائى والعادل، كخيار لا بديل له، إن أردنا الانتصار لإرادتنا الإنسانية فى معركة السلام.
وتابع: نجتمع اليوم من أجل فلسطين، وإننا لنؤكد أن مصلحة شعبها يرتكز على وحدة صفه، كهدف منشود لا حياد عنه، وستظل منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعى لهذه الوحدة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: البحرين مجلس الشورى البحريني
إقرأ أيضاً:
الشراكة الاستراتيجية بين الصين وآسيان ودول الخليج
تشو شيوان **
في ظل التحولات الجيوسياسية والاقتصادية المتسارعة التي يشهدها العالم، برزت القمة الثلاثية بين رابطة دول جنوب شرق آسيا "آسيان" والصين ومجلس التعاون الخليجي، التي عقدت في كوالالمبور يومي 27 و28 مايو 2025، كحدث استثنائي يعكس إدراكًا مشتركًا لأهمية التعاون الإقليمي في مواجهة التحديات العالمية، ومن الواجب أن ننظر للقمة على أنها لم تكن مجرد اجتماع دبلوماسي روتيني، بل كانت خطوة استراتيجية نحو تشكيل شراكة اقتصادية قادرة على إعادة رسم خريطة القوى في نظام دولي يتجه نحو التعددية القُطبية.
جاءت القمة في وقت تواجه فيه العديد من دول آسيان تحديات اقتصادية جراء الرسوم الجمركية الأمريكية التي تراوحت بين 10% و49%؛ مما أثر على صادراتها، ومن هنا أكد رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم على أهمية هذه الشراكة الثلاثية لتعزيز المرونة الاقتصادية وبناء أسواق بديلة تقلل من الاعتماد على الاقتصادات الغربية، وهذه النقطة تحديدًا أجدها من أهم النقاط التي جاءت في القمة فكما يبدو أن هناك نهج عالمي يقول أنه من الواجب تقليل الاعتماد على الاقتصادات الغربية طالما لنا فرص وأهداف مشتركة بين دول الشرق والجنوب.
من حيث الأرقام، فإنَّ حجم التبادل التجاري بين دول مجلس التعاون وآسيان بلغ 137 مليار دولار في 2022، بينما تجاوزت التجارة بين الصين وآسيان 700 مليار دولار، مما يجعل هذه الكتلة الاقتصادية قوة لا يستهان بها في النظام التجاري العالمي، وقد لعبت الصين دورًا محوريًا في القمة، حيث سعت إلى تعزيز شراكتها مع كل من آسيان ومجلس التعاون الخليجي عبر مبادرات مثل مبادرة الحزام والطريق التي طرحها الرئيس الصيني شي جين بينغ، والتي دعمت مشاريع بنية تحتية كبرى في جنوب شرق آسيا، كما أعلن رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ عن استعداد الصين لإنشاء منطقة تجارة حرة بين الأطراف الثلاثة، مما سيعزز التكامل الاقتصادي ويسهل تدفق السلع والاستثمارات، وأن توجد القمة مشاريع كبرى مثل المناطق الحرة المشتركة أجده أمرًا مهمًا سيدفع بالنمو الاقتصادي في كلٍ من دول الآسيان ودول مجلس التعاون الخليجي وأيضًا الصين.
إن المصالح والأهداف المشتركة هي الضامن الأكيد لنجاح مثل هذا التعاون؛ فالصين بوصفها ثاني أكبر اقتصاد في العالم، تسعى لتوسيع شراكاتها التجارية والاستثمارية في كل من منطقة جنوب شرق آسيا والخليج، وهما منطقتان غنيتان بالموارد الطبيعية وتشهدان نموًا اقتصاديًا عاليًا، وفي المقابل تتطلع دول آسيان ومجلس التعاون الخليجي إلى الاستفادة من السوق الصيني الضخم والتكنولوجيا المتقدمة التي تمتلكها الصين، بالإضافة إلى تنويع شراكاتها الاقتصادية بعيدًا عن الاعتماد التقليدي على القوى الغربية، ومع تحقق هذه المصالح المشتركة سنشهد علاقات أكثر ترابطًا في المستقبل.
وفضلًا عن الجانب الاقتصادي، تحمل هذه القمة دلالات سياسية مهمة؛ ففي عالم تسوده التوترات الجيوسياسية، يمثل تعزيز الحوار والتفاهم المتبادل بين الحضارات المختلفة ضرورة مُلحَّة، وفي هذا الجانب قد أكد رئيس مجلس الدولة الصيني على أهمية "إدارة الخلافات بشكل فعّال من خلال التفاهم المتبادل، واستكشاف مسار جديد للتقدم الشامل لمختلف الحضارات"، وهذه التصريحات تشير إلى رغبة مشتركة في بناء نظام عالمي أكثر توازنًا وتعددية، بعيدًا عن الهيمنة القطبية الواحدة التي باتت عبئًا سياسيًا واقتصاديًا على العديد من دول العالم.
في الختام.. يمكن القول إن القمة الثلاثية في ماليزيا تمثل خطوة مُهمة نحو بناء شراكة استراتيجية متينة بين الصين وآسيان ومجلس التعاون الخليجي، وإن نجاح هذه القمة يعتمد على قدرة الأطراف الثلاثة على تحويل الخطط إلى واقع ملموس، والمؤشرات إيجابية خاصة مع توقعات بأن يتجاوز حجم التجارة بين مجلس التعاون وآسيان والصين 500 مليار دولار بحلول 2030، وهذه الشراكة ليست فقط خطوة نحو تعافي اقتصادات المنطقة؛ بل أيضًا رسالة واضحة بأن العالم لم يعد أحادي القطبية، وأن الشراكة قادرة على صياغة مستقبل أكثر توازنًا، وأجد أن القمة الثلاثية نموذجًا للتعاون في عالم متعدد الأقطاب؛ حيث تبرز قوى جديدة تقودها مصالح مشتركة ورؤى استراتيجية بعيدة المدى، والدرس الأهم هنا هو أن التعاون الإقليمي لم يعد خيارًا؛ بل ضرورة في عالم مليء بالتحديات.
** صحفي في مجموعة الصين للإعلام، متخصص بالشؤون الصينية وبقضايا الشرق الأوسط والعلاقات الصينية- العربية
رابط مختصر