كلام الناس
نورالدين مدني
رغم أنني لست من الذين يتحسرون على الزمن الجميل الذي استمتعنا بالحياة في رحابه، إلا أنني حزين على تراجع الحس الإنساني والعلاقات الإنسانية ليس فقط وسط الأسر والعائلات إنما أيضاً وسط شعوب العالم.
على المستوى الشخصي يحزنني عدم تمكني من تقديم العون للذين يستحقون الدعم والمساندة وهم يواجهون تداعيات الحروب والنزاعات المسلحة وأنظمة القهر والظلم في بلادهم وإجبروا على مغادرة بيوتهم وممتلكاتهم مابين نازحين ومهاجرين يبحثون عن مكان امن يحتضنهم.
لكنني لم أقل كما قال الشاعر السوداني الراحل المقيم إسماعيل حسن : لو بإيدي كنت زللت المحال إنما ظللت قدر استطاعتي أدفع المساعي المبذولة لوقف الحروب والنزاعات في بلادنا المنكوبة واسترداد عافيتها الديمقراطية والمجتمعية.
للأسف كما ذكرت سلفاً لم تعد الدول الحاضنة للاجئين تفتح أبوابها للذين يطرقون أبوابها بل وصل الحال في بعض هذه الدول لملاحقة اللاجئين إليها الذين وصلوا لأطرافها بشق الانفس وإجبارهم على المغادرة والعودة للجحيم الذي فروا منه.
نحن نقدر الأسباب الأمنية والاقتصادية التي جعلت بعض الدول الحاضنة تشدد في شروط وإجراءات إستقبال اللاجئين لكن المرفوض هو عدم تعميم التشدد في إجراءات استقبال المهاجرين الذين استفادت من السابقين من جدودهم وابائهم في إثراء الحياة المجتمعية والبناء الحضاري فيها.
لذلم نناشد كل الدول الحاضنة عدم سدالأبواب أمام الذين اضطرتهم الضغوط الطاردة لمغادرة بيوتهم وممتلكاتهم، واستعجال إحتضانهم دون تفريط أو تشدد لأنقاذ الإنسانية وتعزيز التعايش المجتمعي الإيجابي والسلام العالمي في أرض الله الرحيبة.
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
زلزال دبلوماسي: هولندا تُغلق أبوابها بوجه بن غفير وسموتريتش وتكشف الاسباب
وفي رسالة نُشرت مساء الاثنين، أفادت الحكومة بأنها استدعت السفير الإسرائيلي لدى لاهاي للاحتجاج على الوضع "الذي لا يُحتمل ولا يمكن الدفاع عنه" في غزة، بحسب ما أوردته وكالة "رويترز".
وزير الخارجية الهولندي، كاسبار فالديكامب، أكد في بيان للبرلمان أن قرار الحظر جاء بسبب ما وصفه بـ"تحريض متكرر من الوزيرين على العنف ودعوات مباشرة للتطهير العرقي"، مشيراً إلى أن بلاده لن تتهاون مع الخطاب الذي يذكي نيران الصراع.
من جانبه، علّق بن غفير على القرار عبر حسابه في "إكس" قائلاً: "حتى لو مُنعت من دخول أوروبا بأكملها، سأواصل الدفاع عن بلدنا، والمطالبة بإسقاط حماس ودعم جنودنا".
الخطوة الهولندية جاءت بعد إعلان رئيس الوزراء ديك شوف دراسة إجراءات وطنية ضد إسرائيل، تزامناً مع دعم بلاده لتجميد جزئي لتمويل الباحثين الإسرائيليين ضمن برامج الاتحاد الأوروبي.
يُذكر أن دولاً مثل بريطانيا، كندا، أستراليا، نيوزيلندا، والنرويج اتخذت مواقف مماثلة الشهر الماضي.
كما لوّحت الحكومة الهولندية بدفع الاتحاد الأوروبي نحو فرض عقوبات تجارية على إسرائيل، في حال ثبت خرقها لاتفاقية الشراكة الخاصة بالمساعدات.
هذا التصعيد يعكس تحوّلاً أوروبياً متسارعاً في التعامل مع حكومة نتنياهو المتشددة، ويفتح الباب أمام مزيد من الإجراءات الصارمة في حال استمرت الانتهاكات بحق المدنيين في غزة.