إسقاط ثاني طائرة أمريكية في شهر .. صنعاء تعزز فعاليتها الجوية
تاريخ النشر: 18th, May 2024 GMT
يمانيون – متابعات
مرة جديدة، تمكّنت القوات الجوية من إسقاط طائرة أمريكية من دون طيار من نوع «أم كيو – 9 ريبر»، خلال الساعات الماضية، في سماء محافظة مأرب،لتثبت فعالية دفاعاتها الجوية في مواجهة الطيران التجسّسي الأمريكي، بعدما أظهرت القوات البحرية اليمنية، بدورها، فعالية كبيرة في البحر ضد السفن الحربية الأميركية والبريطانية والأوروبية.
وأوضحت مصادر مطّلعة، أن إسقاط الطائرة جرى أثناء تحليقها في سماء مناطق التماس الواقعة في إطار محافظة مأرب شرقيّ صنعاء، وسقط حطامها في منطقة الخسيف في مديرية وادي عبيدة جنوبيّ شرقيّ مدينة مأرب، خارج مناطق سيطرة «أنصار الله».
وأفادت مصادر قبلية، بأن العثور على حطام الطائرة تمّ بعد دقائق من دويّ انفجار منتصف ليل الخميس – الجمعة، مضيفة أن الطائرة كانت تحلّق بشكل مكثف في أجواء وادي عبيدة، وأن تحليق الطيران التجسّسي والهجومي في سماء المنطقة يأتي في إطار سلسلة عمليات تنفذها واشنطن بين الفينة والأخرى، تحت مبرّر ملاحقة عناصر تنظيم «القاعدة» الإرهابي، كون الوادي الواسع النطاق يُعدّ أحد معاقل التنظيم. وبعدما تداول ناشطون في قبيلة عبيدة صوراً لحطام الطائرة وهو سليم، عاد آخرون ونشروا صوراً أظهرت قيام السلطات الأمنية في مأرب بإحراق الحطام.
ردّت صنعاء على حديث ابن سلمان عن «مخاطر العمليات في البحر الأحمر»
على خلفية ذلك، قالت مصادر استخبارية إن توجيهات صدرت من السفارة الأمريكية في اليمن، ومقرّها الرياض، إلى سلطات مأرب بسرعة إحراق حطام الطائرة، مشيرة إلى أن الإحراق تم من قبل جهات أمنية، تحت مبرّر عدم وقوع هذا النوع من الطائرات الحديثة بيد أطراف معادية، ولا سيما أن كلفة إنتاجها عالية وتصل إلى 32 مليون دولار، كونها تمتلك أجهزة استشعار عن بعد، ومجموعة اتصالات متعدّدة المهام، وأسلحة موجّهة، وتُستخدم في تنفيذ مهام تجسّسية وقتالية في الوقت ذاته. وفي الإطار نفسه، كشف الناشط السياسي، سالم المصعبي، وهو من أبناء حريب، عن تعرّض سلطات «حزب الإصلاح» في مدينة مأرب لضغوط أميركية نتج منها إحراق الحطام. وقال في منشور له على منصة «إكس»، إن جهة خارجية تواصلت مع السلطات التابعة لـ«حزب الإصلاح»، ووجّهت بسرعة إحراق الطائرة خشية وقوعها بأيدي القبائل وبيعها لـ»أنصار الله»، مضيفاً أن الجانب الأميركي رفض تعهداً من محافظ مأرب التابع للحكومة الموالية للتحالف السعودي – الإماراتي، سلطان العرادة، بتأمين الحطام، وطلب إحراقه بشكل فوري تحت طائلة شن غارات على مكان سقوط الطائرة.
في المقابل، سرّبت سلطات مأرب رواية أخرى عبر وسائل إعلامها، وادّعت بأن إحراق حطام الطائرة جرى من قبل مسلحين قبليين بعد سقوط ثلاث ضحايا جراء اشتباك بينهم على الحطام، وبرّرت إحراقها بأنه جاء لإيقاف الفتنة بين القبائل. وتعدّ هذه الطائرة الرابعة التي تسقطها قوات صنعاء منذ تشرين الثاني الماضي، والثانية في غضون شهر بعد تمكّن دفاعات صنعاء الجوية من إسقاط طائرة مماثلة في سماء محافظة صعدة مطلع الشهر الجاري. ويؤكد مراقبون أن إسقاط هذا النوع من الطائرات بالوتيرة التي يحصل بها، يؤكد أن قوات صنعاء قادرة إلى حدّ ما على حماية سماء المحافظات التابعة لها.
على صعيد آخر، سخرت صنعاء من مخرجات قمة المنامة التي اختتمت أعمالها، مساء أول من أمس. وردّ عضو المكتب السياسي لأنصار الله محمد البخيتي، على ما جاء في خطاب وليّ العهد السعودي، محمد بن سلمان، حول «مخاطر عمليات البحر الأحمر على الملاحة الدولية»، بالقول في منشور له على منصة «إكس»، إن ابن سلمان «يدعو اليمن إلى وقف عملياته ضد إسرائيل، متبنّياً وجهة نظر تل أبيب»، ومذكّراً السعودية بأنها لا تزال حتى الآن تهدّد أمن وحرية الملاحة إلى اليمن». وأكد أن «صنعاء قادرة على التعامل بالمثل مع السعودية، إلا أنها تتجنّب ذلك حرصاً على وقف الصراعات الداخلية والتفرّغ لمواجهة أمريكا».
المسيرة نت: رشيد الحداد
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: فی سماء
إقرأ أيضاً:
طائرة زواري.. كيف طورت حماس سلاحا جويا لتجاوز التفوق التقني الإسرائيلي؟
أبرزت حرب غزة، حتى قبل انتهائها، خطورة الاستهانة بالخصم أو بقدراته وطموحاته، مهما بدت بعيدة عن الواقع، كما إن من بين الأمثلة اللافتة الفعالية الكبيرة لوسائل بسيطة استخدمتها حركة المقاومة الإسلامية حماس، ضمن الحرب الجوية.
وتناول كاتب في مقال لصحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية ما اعتبره اختراعا فريدا، هو طائرة مسيرة متفجرة تحمل اسم "زواري"، جرى تصميمها لتكون بمثابة "سلاح خارق" على غرار نماذج تاريخية طورتها ألمانيا النازية، بوصفها أداة متقدمة ومرنة قادرة على إحداث المفاجأة وتحقيق نتائج تتجاوز ما حققته حماس فعليا، رغم توفر مقومات النجاح.
ووصف الكاتب طائرة "زواري" بأنها مسيرة صغيرة بطول يقارب مترا واحدا، وباع جناحين يقل عن مترين، وقطر جسم أكبر قليلا من رغيف خبز البيتا، ويبلغ وزنها نحو 12 كيلوغراما، مع محرك كهربائي وبطاريات في الخلف لمعادلة وزن القنبلة في المقدمة، فيما تراوح وزن الحمولة المتفجرة بين ثلاثة وأربعة كيلوغرامات.
وأشار إلى أن شكل الطائرة بدائي، موضحا أن هذا يعكس واقعا مفاده أن حماس حاولت على مدى عشر سنوات تطوير طائرة مسيرة اعتمادا على مكونات تمكنت من الحصول عليها، بهدف إصابة أهداف بدقة من مسافات بعيدة تصل إلى عشرات الكيلومترات.
وبين أن تصميم "زواري" سعى إلى تجاوز تفوق جيش الاحتلال الإسرائيلي التقني، إذ فضلت حماس آلية إطلاق تعتمد على ضغط الغاز بدلا من الصواريخ، لتفادي البصمة الحرارية، إدراكا منها لحساسية أنظمة الاستشعار الإسرائيلية.
وأضاف أن سرعة الطائرة بلغت نحو 80 كيلومترا في الساعة، مع اعتمادها على نظام ملاحة بالأقمار الصناعية بسيط، لعدم قدرة حماس على الوصول إلى تجهيزات أكثر تعقيدا، ومع علمها بإمكانية تعطيل أنظمة GPS.
وأوضح أن بعض النسخ زودت بكاميرا في مقدمة الطائرة، بما يسمح بتشغيلها عن بعد، وأن ترددات الاتصال المستخدمة مماثلة لترددات منتجات مدنية، ما يجعل التشويش عليها أقل سهولة، ولفت إلى أن هذا النموذج ليس حكرا على حماس، إذ استخدمته هيئة تحرير الشام في سوريا لتجاوز التشويش ومهاجمة أهداف متحركة.
ورجح الكاتب أن يكون تطوير "زواري" جاء ردا على تحركات جيش الاحتلال الإسرائيلي، مع الإشارة إلى أن مكونات الطائرة جمعت بين أجزاء من طائرات إيرانية من طراز "أبابيل" ومعدات مدنية، من بينها كاميرا صينية مقلدة من "غو برو"، وأن رحلاتها التجريبية بدأت منذ عام 2020 على الأقل.
وأوضح أن اسم "زواري" أطلق تيمنا بالمهندس التونسي محمد الزواري، الذي وصفه برائد الحرب الجوية في حماس، والذي أسس فعليا ما يسمى بسلاح الجو التابع للحركة، قبل اغتياله في تونس عام 2016.
وأشار إلى أن خطورة "زواري" تكمن في كونها سلاحا معياريا قابلا للتعديل، يمكن تجهيزه بكاميرات ليلية وبطاريات أقوى ومضخمات إشارة، وتغيير تسليحه من قنابل عنقودية إلى قذائف مضادة للدروع، موضحا أن رأسها المتفجر قد يكون من نوع القنابل الحرارية الضغطية المصنعة في غزة.
وقال إنه اطلع على ادعاءات حول هذه القدرات دون التمكن من التحقق منها، مشيرا إلى عدم وجود معلومات تؤكد استخدام حماس فعليا لهذا النوع من الرؤوس الحربية، رغم امتلاكها القدرة النظرية.
وتساءل الكاتب عن أسباب عدم استغلال حماس لصعوبة ملاحقة الطائرات المسيرة، معتبرا أن الإجابة تكمن في عقلية محمد الضيف، الذي بنى قوة نارية بسيطة ومركزة، مفضلا الصواريخ والأسلحة التقليدية المجربة على استثمارات معقدة ومحدودة العدد.
وأشار إلى أن تصنيع "زواري" تطلب بيئة وخبرات لا تتوفر بسهولة في غزة، كما أوضح أن حماس نجحت تقنيا في تطوير سلاح مبتكر.