في ظل تفاقم الحرب الأهلية، يبرز دور المثقفين في السعي نحو السلام الدائم. بين سخف المناصرين للحرب من كلا الجانبين، ومعاناة البسطاء من شظف العيش، وتعالي النخب وانحدارهم في الأزمات، وضلال المتعلمين الذين يسعون وراء مكاسب أنانية، وتكبر الساسة الذين يعرضون عن النصح ويرفضون الحوار العقلاني، يتضح أن جميع هؤلاء شركاء في استمرار الحرب.


الحروب الأهلية هي صراعات داخلية تنشب بين جماعات مختلفة داخل الدولة الواحدة، وغالبًا ما يكون الهدف منها هو السيطرة على مقاليد الحكم. تاريخيًا، كانت هناك أسباب متعددة للحروب الأهلية، تشمل الأسباب السياسية، الطبقية، الدينية، والعرقية. من الناحية الفكرية، يُلاحظ أن الحروب الأهلية قد لا تحظى بالتنظير الفلسفي الكافي، وقد يُعزى ذلك إلى أن الفلاسفة غالبًا ما يتحدثون عن فكرة الحرب في عموميتها وليس ضمن خصوصية الحرب الأهلية. ومع ذلك، هناك بعض الأعمال الفلسفية التي تناولت الحروب الأهلية بشكل مباشر، مثل كتاب “الحرب الأهلية: تاريخ فلسفي وسياسي” للباحث الفرنسي غيوم باريرا.

تختلف أسباب نشوب الحروب الأهلية وفقًا للظروف والتحولات السياسية والاجتماعية. إليك بعض الأسباب المشتركة التي قد تؤدي إلى نشوب حروب أهلية: الانقسامات السياسية والاجتماعية: توجد انقسامات داخلية بين مجموعات مختلفة تعبر عن اختلافات في الرؤى السياسية والاجتماعية. الصراع بين النخب الحاكمة أو الأحزاب السياسية يمكن أن يؤدي إلى تصاعد التوترات. الفقر وعدم المساواة: الفقر والتهميش الاقتصادي يمكن أن يؤدي إلى تصاعد الغضب والاحتجاجات، وهذا يعد من المعضلات البارزة في السودان.
العرق والمذهب: الانقسامات العرقية أو الدينية قد تكون أسبابًا للحروب الأهلية، حيث تنشأ الصراعات بين مجموعات مختلفة تعتمد على الهوية العرقية أو الدينية.
الفساد وغياب العدالة: الفساد في الحكومة أو النظام القائم يمكن أن يؤدي إلى تصاعد التوترات، وعدم تقديم العدالة يزيد من عدم الرضا والاحتجاجات.
التدخل الخارجي: تأثير القوى الخارجية على الشؤون الداخلية للدولة قد يؤدي إلى تصاعد التوترات والصراعات.
التهميش والتحولات الاجتماعية: عدم تلبية احتياجات مجموعات معينة يمكن أن يؤدي إلى تصاعد الاحتجاجات والصراعات.
يعتمد نشوب الحروب الأهلية على تفاعل مجموعة متنوعة من العوامل، وتحديد الأسباب يتطلب دراسة دقيقة للظروف الخاصة بكل حالة.

وهناك العديد من الأمثلة التاريخية على الحروب الأهلية التي شهدتها العالم. دعونا نستعرض بعضًا من هذه الأمثلة: , حرب الأخوة بين ألفونسو ملك ليون وسانشو ملك قشتالة (1067-1072): كانت حربًا أهلية بين مملكتي ليون وقشتالة في إسبانيا، والصراع كان بين الأخوة ألفونسو السادس وسانشو الثاني، وانتهت بتوقيع اتفاقية بينهما.
الحرب الأهلية النرويجية (1130-1240): كانت سلسلة من النزاعات بين المملكات النرويجية المختلفة، والصراعات تركزت حول السلطة والتنافس بين الأسر الملكية.
حرب الوردتين في إنجلترا (1455-1485): كانت حربًا أهلية بين أسرتي لانكاستر ويورك، والصراع كان حول من يجب أن يكون ملكًا لإنجلترا.
حرب أونين في اليابان (1467-1477): كانت حربًا أهلية بين الساموراي والدول الإقليمية، والصراع كان بسبب السلطة والتنافس بين الأمراء.
الحروب الدينية الفرنسية (1562-1598): كانت حربًا أهلية بين البروتستانت والكاثوليك في فرنسا، والصرا
الحرب الأهلية الأمريكية (1861-1865): كانت صراعًا بين الولايات الاتحادية والولايات الانفصالية (الكونفدرالية)، حيث دار النزاع حول قضايا العبودية والانفصال.
وعبر التاريخ، شهد العالم العديد من الحروب الأهلية التي تركت آثارًا جسيمة على المجتمعات والدول المتورطة فيها.

وعواقب الحروب الأهلية: الخسائر البشرية: تسببت الحروب الأهلية في فقدان العديد من الأرواح والإصابات، مما أثر على الأفراد والعائلات وترك آثارًا نفسية وجسدية مدمرة.

تدمير البنية التحتية: أدت إلى تخريب الطرق، الجسور، المستشفيات، والمدارس، مما أثر سلبًا على الاقتصاد وحياة الناس.

النزوح واللجوء: اضطر الكثيرون للفرار من منازلهم بحثًا عن الأمان، مما أدى إلى أزمات لاجئين وتحديات اقتصادية واجتماعية.

تفاقم الفقر والجوع: أثرت الحروب على الإنتاج الزراعي والاقتصادي، مما زاد من معدلات الفقر والجوع.
الأمن الإقليمي والدولي: قد تؤدي الحروب إلى تصاعد التوترات بين الدول المجاورة وتؤثر على الاستقرار الإقليمي والعلاقات الدولية.
تراجع الثقة في المؤسسات والحكومات: يؤدي الصراع المستمر إلى تراجع الثقة في الحكومات والمؤسسات ويعيق عملية البناء والتنمية.
البيئة والثقافة: تؤدي الحروب إلى تلوث البيئة وتدمير الموارد الطبيعية وتؤثر على التراث الثقافي والتنوع الثقافي.
بناء السلام بعد الحرب الأهلية: إنهاء العنف: يجب أن يكون السلام المستدام هو الهدف الأول، وهذا يعني وضع حد للعنف بشكل نهائي.
الحوار والمصالحة: تشجيع الحوار بين الأطراف المتنازعة والعمل على المصالحة الوطنية وتنظيم مؤتمرات للسلام تضم جميع الأطراف المعنية.
إعادة الإعمار والتنمية: إعادة بناء البنية التحتية والمؤسسات التي دمرتها الحرب وتوفير الدعم الاقتصادي لإعادة إحياء الاقتصاد وخلق فرص عمل.
العدالة الانتقالية: أن تطبيق مبادئ العدالة الانتقالية التي تشمل الحقيقة، العدالة، والتعويض، وإنشاء لجان للحقيقة والمصالحة للتحقيق في الجرائم التي ارتكبت خلال الحرب.

دعم المجتمع المدني: تعزيز دور المجتمع المدني في عملية السلام ودعم المنظمات غير الحكومية التي تعمل على الأرض.

إصلاح القطاع الأمني: إعادة هيكلة القوات المسلحة والأمنية لتكون ممثلة لجميع أطياف المجتمع ونزع سلاح المجموعات المسلحة وإعادة دمجهم في المجتمع.

التعليم والثقافة: تعزيز التعليم والثقافة السلمية وتشجيع المبادرات الثقافية التي تروج للتفاهم والتسامح.

الدعم الدولي: الحصول على دعم دولي لمساعدة الدولة على التعافي وإرسال بعثات حفظ السلام والمساعدات الإنسانية عند الضرورة.

التنمية المستدامة: العمل على تحقيق أهداف التنمية المستدامة لضمان عدم ترك أحد خلف الركب وتعزيز الحكم الرشيد والشفافية ومحاربة الفساد وإجراء انتخابات حرة ونزيهة لضمان تمثيل جميع أطياف المجتمع.
تجربة رواندا في ما بعد الحرب الأهلية: وتعتبر تجربة رواندا في ما بعد الحرب الأهلية والإبادة الجماعية مثالاً بارزاً للتحول نحو السلام وإعادة البناء. هناك عدة قيم ومبادئ راسخة ساهمت في تحقيق السلام وإعادة بناء دولة ما بعد الحرب، ومن أهم هذه القيم:

المصالحة الوطنية: التركيز على المصالحة الوطنية من خلال إعادة بناء الهوية الرواندية وإنهاء الصراعات.

العدالة والمحاسبة: إنشاء محكمة جنائية دولية لرواندا ومحاكم “جاشاشا” المحلية لمحاسبة المتورطين في الإبادة الجماعية.

الإصلاحات الدستورية والمؤسساتية: إطلاق مجموعة من الإصلاحات الدستورية والمؤسساتية والقطاعية لتعزيز الحكم الرشيد. وكتلك التنمية الاقتصادية

و يجب تشجيع الحوار بين جميع الأطراف المعنية، بما في ذلك الفصائل المتحاربة والمجتمع المدني، لتحقيق تفاهم مشترك. وهنا تبرز أهمية العدالة الانتقالية، وهي تطبيق مبادئ العدالة الانتقالية لمعالجة الجرائم والانتهاكات التي وقعت خلال الحرب.
التنمية المستدامة: يجب وضع خطط للتنمية الاقتصادية والاجتماعية تضمن الازدهار والعدالة لجميع المواطنين.
المؤسساتية وسيادة القانون: من الضروري بناء مؤسسات قوية وفعالة تحترم سيادة القانون وتضمن الحقوق والحريات.
الأمن والاستقرار: يجب تأمين البيئة الأمنية اللازمة لحماية المواطنين وتعزيز الاستقرار.
التعليم والثقافة: من المهم تعزيز التعليم والثقافة السلمية لبناء جيل واعٍ يسهم في تحقيق السلام.
التمثيل السياسي: يجب ضمان تمثيل جميع الأطراف في العملية السياسية والمؤسسات الحكومية.
الدعم الدولي: يجب الاستفادة من الدعم الدولي لتعزيز السلام والتنمية.
المصالحة والتسامح: يجب تشجيع المصالحة والتسامح بين مختلف شرائح المجتمع.
الشفافية ومكافحة الفساد: يجب تعزيز الشفافية ومكافحة الفساد لبناء ثقة المواطنين في الدولة.
هذه الرؤية تتطلب تعاونًا وتنسيقًا بين جميع الأطراف، والتزامًا بالعمل المشترك نحو هدف مشترك هو السلام والازدهار للجميع.
لتحقيق تسوية حقيقية في السودان، يجب أولاً ترتيب الأوضاع العسكرية والأمنية قبل الدخول في تسوية سياسية؛ لضمان عدم الانقلاب عليها مجددًا. يتطلب هذا تظافر الجهود الدولية، بما في ذلك دور الولايات المتحدة، لاستمرار الضغط على الأطراف الإقليمية بضرورة مساعدة السودان للخروج من محنته. كما يتطلب استمرار الضغط على الأطراف المحلية الفاعلة على الأرض لتقديم التنازلات السياسية اللازمة للوصول إلى تسوية تنهي الحرب وتبني دولة المواطنة المتساوية التي تحمي حقوق ومصالح الجميع.
في نهاية المطاف، السلام ليس مجرد غياب الحرب، بل هو بناء مجتمع يسوده العدل والمساواة والتنمية المستدامة، حيث يشعر كل فرد بأنه جزء لا يتجزأ من نسيجه الاجتماعي والسياسي. ومن خلال العمل المشترك والإرادة الصادقة، يمكن للسودان أن يتجاوز تحدياته ويبني مستقبلًا مزدهرًا لجميع مواطنيه.

زهير عثمان حمد

feedback@sudanile.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: العدالة الانتقالیة إلى تصاعد التوترات التنمیة المستدامة التعلیم والثقافة الحروب الأهلیة الحرب الأهلیة جمیع الأطراف بعد الحرب الأطراف ا الأهلیة ا

إقرأ أيضاً:

فيلم الحرب الأهلية أمريكا المستقبلية تتفكك وحكومتها تشن حملات على الولايات

لا شك أن تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية كيفما نتصفحه نجده غارقا في العنف والصراعات الدموية التي حصدت مئات الألوف من الضحايا من مختلف الأعراق حتى صارت فصول ذلك التاريخ كابوسا مروعا تتذكره الأجيال بمزيد من الهلع، مما يمكن أن تؤول إليه أمريكا المترابطة فيدراليا، فيما إذا تفكك الاتحاد وتفجرت الصراعات بين الولايات.

ولعل هذه ليست فرضية ولا من الخيال العلمي، فمن جهة هنالك ولايات ما انفكت تعلن عن رغبتها علنا في زمننا الحاضر في الانفصال كولاية تكساس وكاليفورنيا وكارولينا الجنوبية وفيرمونت والاسكا، وما بين النوايا الانفصالية وبين الصراع والحرب الأهلية هنالك واقع يفرض نفسها قوامه العنف الكامن وراء النوايا.

هذه المعطيات لطالما عالجتها السينما وخاصة على خلفية الحرب الأهلية الأمريكية التي اندلعت بين شمال الولايات المتحدة وجنوبها في عام 1861 واستمرت لحوالي خمس سنوات وخلفت وراءها حوالي مليون ضحية بين قتيل وجريح في أقل التقديرات، وقد جسدتها السينما من خلال العديد من الأفلام نذكر منها، الولايات المقسّمة 2022، المجد وصناعة التاريخ 2000، كولت 2005، الجبل البارد 2003، اندرسون فيل 1997، الأزرق والرمادي 1982، لينكولن 2008، الخروج من الإنسانية 2011، الحرب الأهلية 1990، خيول الجنود 1959 وغيرها.

ويأتي هذا الفيلم للمخرج الإنجليزي البارع اليكس غارلاند وهو كاتب سيناريو ومنتج أيضا وسبق أن عرف بأفلامه المتميزة مثل: اكس ماشينا والرجال والإبادة، وها هو يقدم لنا هذا الفيلم مجسدا لصورة الحلم الأمريكي وهو ينهار وولايات أمريكا وهي تتصارع فيما بينها والسلاح مشاع والقتل يصل إلى مستوى الإبادة الجماعية وحكومة الولايات المتحدة تستسلم وتتم مطاردتها وقتل حتى رئيسها في مكتبه حتى تنتهي أمريكا إلى حالة من الفوضى على خلفية انهار من الدم.

يجسد المخرج هذا الفيلم الذي بدا عرضه في الصالات البريطانية والأمريكية قبل شهر من الآن والذي رافقه اهتمام نقدي وإعلامي واسع، يجسد وقائع الانهيار الأمريكي من وجهة نظر فريق صحفي يرافق كل شيء من بداياته ممثلا في المصورة الصحفية لي -الممثلة كريستين دونست، ومعها زميلها المنتج الإعلامي والمحرر جو- يقوم بالدور الممثل انغر مورا، وها هما يجتمعان بصديقهما الصحفي المخضرم سامي- يقوم بالدور ستيفن ماكنلي وقد اكتهل وتقاعد، إلا انه مع ذلك يصر على مصاحبتهما في رحلتهما من نيويورك إلى العاصمة واشنطن ليكونوا شهودا على زحف التمرد الذي يريد إسقاط الدولة الأمريكية وخلال الرحلة تنظم إليهم الصحفية الشابة جيسي - تقوم بالدور الممثلة كيل سبايني.

سوف ننتقل من خلال هذا التحول إلى نوعين من المعالجة الدرامية، الأول هو سينما الطريق وما سوف يواجهه الفريق في رحلته بين الولايات وما سوف يعكسه من صور شنيعة للحرب الأهلية الطاحنة، والنوع الثاني من المعالجة هو ما حاول بعض النقاد إسباغه على الفيلم على أساس أن أحداثه افتراضية ونوع من الخيال العلمي، لكن رأيا كهذا لا يجد له قبولا من منطلق أن العنف كامن في الذات الأمريكية وجزء أساس من تاريخها.

أما إذا انتقلنا إلى مكابدات تلك الرحلة، فها نحن على سبيل المثال نجد الفريق الذي يلبس الخوذة والقميص أو الجاكيت الواقي الذي كتبت عليه كلمة الصحافة ومع ذلك فلن يهتم متمردون كثر بحصانة الصحفيين وها هو الفريق يشهد قيام مسلحين بحفر مقبرة جماعية لعشرات الأشخاص الذين تمت تصفيتهم وهم يتكدسون بعضهم فوق بعض ومن ثم ليطلق المسلحون النار على صحفيين من هونج كونج ويردونهما قتيلين على مرأى كل من لي وجو وجيسي وكاد الدور أن يأتي عليهما لولا إنقاذهما بواسطة صديقهما سامي.

على وفق هذه الوقائع تجري أحداث الفيلم، فيما تقوم لي بدور شديد الانضباط والتماسك بل يمكنك أن تقول إنها المرأة الحديدية الجديرة بكونها خائضة الحروب والصراعات بكاميرتها وها هي رغم حدّة شخصيتها ترعى جيسي، الفتاة الشابة الطموحة وهو ما تم التأسيس عليه في البناء السردي باتجاهات غزيرة في تنوعها.

وفي هذا الصدد يتحدث الناقد مات زولر في موقع روجر ايبيرت قائلا:" إن هذا الفيلم إنما يستمد الكثير من قوته من الصور التي تفوح منها رائحة الإبادة الجماعية والإعدام خارج نطاق القانون، تلك هي صورة أخرى لأمريكا، صورة صادمة واستثنائية من خلال قصة عن الصحفيين الذين تنهار البلاد أمام أعينهم ولكنهم يواصلون ملاحقة القصة الصحفية المنشودة ومصممون على الإمساك بها حتى لو كانت سببا في مقتلهم".

واقعيا إن الفيلم يلامس ما يمكن أن نسميه بأنه "صدمة المستقبل" ممثلا في صعود الفاشية الأمريكية على انقاض الدولة من خلال معالجة فيلمية ذكية ابتعد خلالها المخرج جارلاند، عن ملامسة التفاصيل بل إنه يخفي السرد المباشر تحت سرد فرعي، سعى من خلاله إلى خلق تجربة مقنعة من خلال شهادة صحفيين وليس سياسيين وكانت شهادة ذات مصداقية.

أما الناقد اليكس بيلنغتون في موقع فيرست شونغ فيقول، "أعتقد أن الحرب الأهلية هو فيلم إشكالي وهذا ليس بالأمر الجيد. بصرف النظر عن السرد غير السياسي المتمثل في أننا سنتتبع مصوري الحرب الذين يفترض أنهم موضوعيون، لا يوجد حقًا ما يقوله من جديد أو مثير للاهتمام أو فريد عن الحرب. إنه مجرد فيلم حرب لطيف آخر، يكرر كل مجازات أفلام الحروب الأهلية ولكن تدور الأحداث في أمريكا هذه المرة".

بالطبع أن رأي كهذا لا ينال من الحل الإخراجي ولا يشخص مشكلات في الإخراج والسرد الفيلمي لكنه لا يريد أن يتقبل إسقاط فيلم من هذا النوع على أمريكا التي هي وحدها من ترى أية بقعة في العالم وهي تتفكك أو تضربها جائحة الحرب الأهلية إلا أمريكا نفسها.

أما الناقدة مانولا دارغيس في نيويورك تايمز فتقول: إن فيلم "الحرب الأهلية" قدم نوعا من الوحشية الشديدة، على الرغم من أن العديد من أفلام الإثارة المعاصرة هي أكثر وحشية من هذا الفيلم، ويرجع ذلك جزئيًا إلى أن العنف هو إحدى الطرق التي يمكن للمخرجين عديمي الخيال أن يضعوا لمستهم، ولهذا كان من حلول هذا المخرج أن قدم عنفا شرسا طويلًا بما يكفي لتفريغ مدن وتشرد مجتمعات رغم انه ليس من الواضح لماذا بدأت الحرب أصلا أو من أطلق الطلقة الأولى".

وبالطبع فإن فيلما روائيا ليس مطالبا أن يسرد قائمة توقعات عن احتمالات تفكك أمريكا ومن السبب وكيف من الممكن أن تندلع الحرب الأهلية وهي من الإزاحات النقدية المثيرة للنقاش بترك أحداث وبنية الفيلم وجمالياته الإخراجية والبحث عن إجابات لأسئلة كهذه.

.....

إخراج/ اليكس غارلاند

تمثيل/ كريستين دونست، كيل سبايني، وانغر مورا، ستيفن ماكنلي

التقييمات/ آي أم دي بي 8 من 10، روتين توماتو 81 من 100، ميتاكريتيك 75 من 100

مقالات مشابهة

  • وزير العدل: دعم القيادة غير المحدود يضع على أفراد العدالة مسؤولية كبيرة
  • الجامعة العربية تطالب المجتمع الدولي بالعمل على إنهاء الحرب في غزة
  • وزير العدل: دعم القيادة الرشيدة غير المحدود يضع على أفراد العدالة مسؤولية كبيرة لتحقيق التطلعات العدلية
  • أين المثقفون العرب؟
  • فيلم الحرب الأهلية أمريكا المستقبلية تتفكك وحكومتها تشن حملات على الولايات
  • حكومة تايوان: الحفاظ على السلام في مضيق تايوان مسؤولية مشتركة
  • حصار «تل أبيب» وسيناريوهات الفصل الأخير من الحرب
  • الأمم المتحدة تكشف عدد الأشخاص الذين فروا من ديارهم بالعالم جراء الحروب
  • السودان.. “رفض” محادثات السلام ينذر بخطر تدخل “خبيث” لإطالة أمد الحرب
  • السودان.. رفض محادثات السلام ينذر بخطر تدخل خبيث لإطالة أمد الحرب