لجريدة عمان:
2025-07-07@14:23:05 GMT

صرخة فلسطيني: أطفالنا يقتلهم الجوع

تاريخ النشر: 21st, May 2025 GMT

غزة "رويترز": كان محمود الحو، وهو أب لأربعة أطفال، ضمن جمع من الفلسطينيين الذين احتشدوا أمام مطبخ خيري في غزة، يتدافعون بأجسادهم للأمام ويلوحون بالأطباق في سعي محموم للحصول على طبق من الحساء.

ويبكي أطفال صغار يشعرون بضغط الحشود عليهم من الخلف. ويحمل أحدهم طبقا بلاستيكيا على أمل الحصول على بعض مغارف الحساء.

وواصل الحو التقدم وسط الحشد حتى حصل على نصيبه.

ويقوم الحو بذلك كل يوم لأنه يخشى أن يموت أطفاله من الجوع. فهو يسير وسط أنقاض جباليا في شمال غزة بحثا عن الطعام وينتظر وسط حشود مذعورة لمدة تصل إلى ست ساعات حتى يحصل بالكاد على ما يكفي لإطعام أسرته.

وفي بعض الأيام يحالفه الحظ ويتمكن من العثور على حساء العدس. وفي أيام أخرى يعود خالي الوفاض.

وقال الحو (39 عاما) "أنا عمري 39 سنة مش قادر، أنا عندي برضه بنت مريضة مش قادر أوفر لها أي حاجة، مفيش خبز، مفيش حاجة".

وأضاف "يعني من الساعة تمانية الصبح جاي واقف عند التكية هانا عشان نحصل بس على صحن نسد رمق الجوع اللي احنا عايشينه. يعني الصحن اللي احنا بناخده مبيكفيش نفر يعني، ومفيش خبز بناكل فيه هذا فبناكله بالملعقة، يعني بيظله البني آدم جعان. قد ما ياكل بيظله جعان لأنه مفيش خبز، مفيش طحين الواحد يغمس فيه".

ومنعت إسرائيل دخول الإمدادات الطبية والغذائية والوقود إلى غزة منذ بداية شهر مارس مما دفع خبراء دوليين إلى التحذير من مجاعة وشيكة في القطاع المحاصر الذي يسكنه 2.3 مليون فلسطيني.

وسُمح لبعض الشاحنات بدخول غزة الاثنين، بعد أن وافقت إسرائيل على السماح باستئناف عمليات تسليم مساعدات إنسانية محدودة في أعقاب ضغوط دولية متزايدة. لكن بحلول ليل الثلاثاء، قالت الأمم المتحدة إنه لم يتم توزيع أي مساعدات.

وبالإضافة إلى نقص المساعدات، اشتد القتال في غزة. وأعلن الجيش الإسرائيلي الأسبوع الماضي بدء عملية جديدة كبرى ضد حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس). ويقول مسعفون في المنطقة إن الغارات الإسرائيلية أسفرت عن مقتل أكثر من 500 شخص خلال الأيام الثمانية الماضية.

وأدت الحملة الإسرائيلية المتصاعدة إلى توتر علاقاتها مع معظم أنحاء العالم. وقالت دول أوروبية، بما في ذلك فرنسا وألمانيا وبريطانيا، إن الوضع في غزة لا يطاق، وحتى دعم أقرب حليف لها، الولايات المتحدة يبدو الآن متذبذبا.

وتنفي إسرائيل ان غزة تواجه أزمة جوع. وتزعم إن حصارها يهدف جزئيا إلى منع مقاتلي حماس من تحويل إمدادات المساعدات والاستيلاء عليها. ونفت حماس القيام بذلك مؤكدة استخدام إسرائيل التجويع كتكتيك عسكري.

* بحث يومي عن الطعام

سكان غزة مثل الحو، الذين يعيشون في قلب الحرب التي دخلت الآن شهرها العشرين، ليس لديهم صوت يعبر عنهم في النقاش.

ويدور عالم الحو حول المشي إلى مطابخ الطعام الخيرية (التكايا) يوميا، وسط الدمار الناجم عن القصف الإسرائيلي.

وتقول السلطات الصحية الفلسطينية، إن الحملة العسكرية الإسرائيلية على غزة أسفرت عن استشهاد أكثر من 53 ألف شخص.

وحتى قبل اندلاع الحرب، التي دارت بعض من أسوأ معاركها حول منزل العائلة في جباليا، كانت عائلة الحو تعاني من صعوبات ومشاكل. فابنة أخيه، التي تعيش معهم، تستخدم كرسيا متحركا.

ويقول أيضا إن ابنته تعاني من مرض القلب والربو الشعبي. وتقع جباليا إلى الشمال مباشرة من مدينة غزة،

ويصعد الحو الدرج إلى شقته المكونة من غرفة واحدة، حيث ينتظره أطفاله جالسين على حشية فراش. ولا مفاجأة في ما يحضره معه إلى المنزل. فهو الحساء في كل مرة.

ويضع الحساء في أوعية معدنية صغيرة ويسلمها لأطفاله الأربعة وطفلي أخيه.ويجلس الأطفال في هدوء ويأكلون ببطء وحذر.

وقال الحو "الحمد لله، زي ما انتوا شايفين، هاي هدا منه فطور وغدا وعشاء، الحمد لله بعد ما حصلنا على التكية". وأضاف أن عائلته لم تجد شيئا لتأكله في اليوم السابق.وقال "أتمنى أن الكل يقف جنبنا. أطفالنا بتموت بالبطيء".

"أطفالنا بتموت بالبطيء".. صرخة فلسطيني يبحث عن الطعام مع استمرار العمليات الإسرائيلية .

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

«الناس يسقطون من الجوع».. نداء أممي عاجل من غزة

وسط مشهد إنساني بالغ القسوة، أطلقت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) نداءً عاجلًا للعالم، محذّرة من أن الوضع في قطاع غزة بلغ “حدودًا كارثية”، مؤكدة أن سكان القطاع “يسقطون مغشيًا عليهم في الشوارع من شدة الجوع”، بينما تنهار مقومات الحياة واحدة تلو الأخرى.

وفي بيان صادم وصفته الوكالة بـ”الإنساني والطارئ”، كشفت الأونروا أن نظام توزيع المساعدات الحالي في القطاع “أذل العائلات الجائعة والخائفة والمصابة والمنهكة”، وسلبها كرامتها الإنسانية، قائلة: “لا ينبغي لأي إنسان، في أي مكان، أن يجبر على الاختيار بين الموت أو إطعام أطفاله”.

انهيار شامل في البنية الإنسانية

مع انقطاع الكهرباء والاتصالات وغياب الوقود منذ أكثر من شهرين، توقفت العيادات والمستشفيات عن العمل، وتكدّست القمامة في الشوارع، فيما أصبحت المياه النظيفة نادرة والدواء شبه معدوم.

وتقول الأونروا: “المستشفيات عاجزة، والناس يموتون في صمت.. كل شيء ينفد.. الوقت ينفد.. الطعام ينفد.. الأدوية تنفد.. الأماكن الآمنة نفدت”.

وأضافت: “الناس لا يموتون فقط بسبب القصف، بل أيضًا بسبب الجوع والبرد والعدوى. أطفال ينامون بأمعاء خاوية، مرضى يموتون دون علاج، وعائلات تبحث في الأنقاض عن لقمة أو مأوى”.

المساعدات تتحول إلى خطر

أشارت الأونروا إلى أن قوافل المساعدات المحدودة التي يسمح بدخولها إلى غزة لا تلبي أدنى الاحتياجات، وأن محاولات الحصول عليها تحولت إلى مآسٍ إنسانية، ففي مشاهد مروعة، قُتل وجُرح فلسطينيون أثناء تزاحمهم على الشاحنات بسبب التدافع أو إطلاق النار.

وطالبت الوكالة بفتح تحقيقات عاجلة في تلك الحوادث، داعية إلى ضمان سلامة المدنيين عند توزيع الغذاء.

المجتمع الدولي قادر.. لكنه محاصر

رغم هذا الانهيار، شددت الوكالة على أن هناك إمكانية لإيصال المساعدات الإنسانية بشكل آمن وفعّال إذا توفر “الوصول والإرادة السياسية”، مستشهدة بتجارب سابقة خلال فترات وقف إطلاق النار المؤقتة، حيث أثبت المجتمع الدولي قدرته على إيصال المساعدات بكفاءة عند توفر الظروف المناسبة.

“دعونا نعمل”.. نداء يتجاوز السياسة

في ختام نداءها، خاطبت الأونروا الضمير العالمي قائلة: “دعونا نقوم بعملنا.. يجب رفع الحصار فورًا، ويجب إدخال الوقود، ويجب وقف إطلاق النار الآن”.

وأكدت أن ما يجري في غزة ليس أزمة مؤقتة، بل “انهيار شامل للحياة”، داعية إلى اتخاذ قرارات شجاعة قبل أن يفقد العالم آخر بصيص أمل في إنقاذ الأرواح.

مجاعة تلوح في الأفق

التحذيرات الأممية تتقاطع مع تقديرات منظمات إنسانية أخرى تحدثت عن “نقطة اللاعودة” التي تجاوزها الوضع في غزة، مشيرة إلى أن المجاعة باتت واقعا يوميا لا مجرد خطر محتمل. ملايين المحاصرين بلا طعام، بلا ماء، بلا دواء، بينما العالم يراقب من بعيد، عاجزًا أو مترددًا.

في غزة، لم يعد السؤال “متى ينتهي الحصار؟”، بل “هل يبقى أحد على قيد الحياة حين ينتهي؟”.

الشرق الأوسط على مفترق طرق بانتظار قرار “أبو صهيب”: اتفاق مشرف أو حرب لا هوادة فيها

بين التهدئة والانفجار، يترقّب الشرق الأوسط قرار القائد الجديد لكتائب القسام، عز الدين الحداد، المعروف بلقب “أبو صهيب”، والذي بات يشغل حاليًا القيادة الفعلية للجناح العسكري لحركة حماس في قطاع غزة، بحسب ما كشفت عنه صحيفة نيويورك تايمز نقلًا عن مصادر استخباراتية في الشرق الأوسط ومسؤولين إسرائيليين.

ويحمل الحداد، في منتصف الخمسينيات من عمره، تاريخًا طويلاً داخل الحركة، ويُعد أحد أبرز العقول المدبرة لهجوم 7 أكتوبر 2023، المعروف باسم “طوفان الأقصى”، الذي أودى بحياة نحو 1200 إسرائيلي وأدى إلى أسر قرابة 250 شخصًا، بينهم جنود، وتُشير التقديرات الإسرائيلية إلى أن أكثر من 883 جنديًا قُتلوا منذ بداية الحرب على غزة.

المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، العميد إيفي ديفرين، أكد أن الحداد بات الآن يقود “حماس” فعليًا في غزة، ووفق مصادر أمنية، فإن صعوده في هرم القيادة يعكس توجّهًا متصلبًا من الحركة، إذ يعارض الحداد بشدة أي صفقة تُفضي إلى إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين دون تحقيق شرطين أساسيين: وقف الحرب بشكل كامل وانسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع.

وبينما تضغط واشنطن من أجل هدنة مبدئية مدتها 60 يومًا، يأمل الوسطاء في دفع الطرفين نحو تسوية دائمة، لكن القرار الحاسم يبقى بيد “أبو صهيب”، الذي ظهر في مقابلة نادرة عبر قناة “الجزيرة” ليؤكد أن حماس “لن تقبل بأي اتفاق لا يشمل وقف الحرب، وسحب الاحتلال، ورفع الحصار، وبدء الإعمار، وتحرير الأسرى”.

ويصفه مسؤولون أمنيون إسرائيليون بأنه شخصية حذرة ومتشددة، يحتفظ بنفس “الخطوط الحمراء” التي تمسّك بها قادة حماس السابقون، ويتحدث الحداد العبرية بطلاقة، ويُعتقد أنه قضى بعض الوقت مع الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في شمال غزة، ما يمنحه فهمًا دقيقًا لتأثير الورقة التي يمتلكها.

وفي الأسابيع الأخيرة، صعّد الحداد من لهجته، مؤكدًا في تصريحات مغلقة ومتداولة عبر وسطاء أن “الخيار الآن بين اتفاق مشرف ينهي الحصار والاحتلال، أو حرب تحرير واستشهاد لن تتوقف”.

الحداد دفع ثمنًا شخصيًا للحرب، إذ قُتل نجله الأكبر “صهيب” خلال الغارات، كما أعلنت إسرائيل في أبريل مقتل أحد أقرب مساعديه، محمود أبو حسيرة، ويُعد الحداد أحد آخر أعضاء المجلس العسكري الأعلى لحماس الذين لا يزالون على قيد الحياة.

مقالات مشابهة

  • رسوم التعليم الأهلي في عدن تتجاوز المليون والسكان يصرخون: “أطفالنا خارج المدارس!”
  • مصدر فلسطيني: ترامب مستعد لضمان عدم عودة إسرائيل للقتال بعد انتهاء الـ60 يومًا من وقف إطلاق النار إذا رأى ذلك مناسبا
  • جان بيير فيليو: ألعاب الجوع في غزة جرائم يومية
  • عملية «الراية السوداء».. إسرائيل تهاجم الحوثيين والرد الصاروخي يضرب الأراضي الإسرائيلية
  • ‏القناة 12 الإسرائيلية: إسرائيل تدرس إقامة "منطقة إنسانية" جنوبي قطاع غزة لتجميع السكان و"تمكين حكم مدني منزوع السلاح" بعيدا عن حماس
  • أم خالد بعد انفصالها عن زوجها: مفيش ست بتخرب بيتها بإيديها.. فيديو
  • فيروز أركان تُطلق صرخة اعتزاز بالنفس في أحدث أغانيها «ما تحاولش»
  • «الناس يسقطون من الجوع».. نداء أممي عاجل من غزة
  • انفصال الشباب عن الواقع.. هروب نفسي أم صرخة لإنقاذ الذات؟
  • جوع قاتل في غزة والأونروا تطالب برفع الحصار فورًا