المكسيك.. هكذا تحولت قرية صيد لواحدة من أشهر وجهات الحفلات عالميًا
تاريخ النشر: 20th, May 2024 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- تتمحور كانكون بأكملها بحسب اعتقاد البعض حول الأجواء المشمسة، والرمال، والحفلات. ولكن، الأمر ليس كذلك بالتحديد.
ربما أصبحت هذه المنطقة السياحية الشهيرة في شبه جزيرة يوكاتان مرادفة للبذخ، ولكن كانكون أكثر من مجرد وجهة ملائمة لعطلة شاطئية.
لقد مضى 50 عامًا منذ افتتاح أول فندق في كانكون.
وفي أوائل السبعينيات، كانت هذه الوجهة ساحلاً جميلاً وفارغًا إلا من قرية صيد صغيرة.
ولكن الازدهار في هذا المكان لم يكن عضويًا، بل كان في الواقع جزءًا من خطةٍ لإنشاء ما وصفته الحكومة المكسيكية آنذاك بـ"ملعب يقدّر بملايين الدولارات".
وحصلت الخطة، التي سُميت بـ"مشروع كانكون" (The Cancun Project)، على الموافقة في عام 1969، ووُضِع حجر الأساس فيها خلال عام 1970، بهدف بناء مدينة ٍجديدة من الصفر.
وحققت مدينة كانكون نجاحًا هائلاً الآن، حيث قام بزيارتها حوالي 21 مليون شخص في عام 2023، متجاوزةً بذلك توقعات وزارة السياحة.
المصارعة مع الماضيليس من الضروري أن تقتصر ليلة في كانكون على المشروبات الكحولية، والرقص في الشارع، إذ يمكن تجربة شيء محلي، مثل الاستمتاع بليلة رياضية عبر مشاهدة المصارعة المكسيكية "Lucha Libre".
وهذه رياضة ذات قاعدة جماهيرية ضخمة، ويتعارك المصارعون المعروفين باسم "Luchadores" خلالها، بأقنعة تغطي وجوههم.
ورغم أنّ هذا النوع من المصارعة، الذي يعود إلى القرن العشرين، يُعد شكلاً تاريخيًا من وسائل الترفيه، إلا أنّ هناك شيئًا أقدم يمكن الاستمتاع به في كانكون.
وقبل آلاف الأعوام من وصول مدينة كانكون إلى المشهد السياحي، قامت إمبراطورية المايا ببناء المعابد والمدن هنا، ولا تزال آثارها ظاهرة بين الفنادق الشبيهة بالأهرام، والتي تحاكي تصميمها الأصلي.
الغوص في التاريخمن المفيد التعمق في الغابة للتعرّف إلى الحضارة المتطورة التي نشأت هنا، و"بويرتو موريلوس" تحديدًا، وفجواتها الصخرية الشهيرة.
وتكوّنت هذه الفجوات العميقة في جميع أنحاء هذا الجزء من المكسيك، وتشكلت خلال العصر الجليدي الأخير، عند انهيار الحجر الجيري الضعيف.
وقال عالم الأحياء ومؤسس منظمة "Cenotes Urbanos"، وهي منظمة غير ربحية للحفاظ على البيئة، روبرتو روهو: "أطلقوا عليها اسم شيبالبا".
والكلمة مشتقة من لغة شعب المايا، واعتبرها شعبها بمثابة مكان مقدس، ووسيلة للوصول إلى العالم السفلي.
وأضاف روهو: "العديد من الأهرامات أو المعابد مبنية فوق فجوة أو كهف، أو تكون قريبة جدًا من هذه الأماكن، لأنّها كانت مهمة جدًا بالنسبة لهم".
تجربة روحانيةتحتوي غابة شبه الجزيرة هذه أيضًا على أسرار أخرى.
وعلى بُعد ساعتين من كانكون، في تولوم تحديدًا، يوجد متحف ومركز فنون استثنائي.
المصدر: CNN Arabic
إقرأ أيضاً:
غضب عالمي من «خديعة» تذاكر «مونديال 2026»!
معتز الشامي (أبوظبي)
كشفت صحيفة ذا أتليتك، عن تفجر موجة من الغضب بين جماهير كرة القدم حول العالم، بعد أن شعر آلاف المشجعين بأنهم تعرضوا لعملية «خداع منظم» من الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، بعدما اشتروا رموزا رقمية تُمنحهم ما يسمى «حق شراء تذاكر كأس العالم 2026» دون معرفة الأسعار أو الفئات مسبقاً.
وبحسب تحقيق نشرته الصحيفة، باع «الفيفا» عبر منصته الرقمية «FIFA Collect»، التي تديرها بالتعاون مع شركة «موديكس» المتخصصة في تقنيات «البلوك تشين»، عشرات الآلاف من رموز «RTB» خلال العام الماضي، بأسعار تراوحت بين 300 و4000 دولار لكل رمز، وهذه الرموز لا تمثل تذاكر فعلية، بل تمنح صاحبها فقط حق شراء تذكرة في وقت لاحق، وبسعر لم يُحدد سلفاً.
وكانت تظن الجماهير التي سارعت لشراء هذه الرموز، أنها وسيلة مضمونة لتفادي سحب القرعة التقليدي وللحصول على تذاكر بسعر مقبول، لكن المفاجأة جاءت الثلاثاء الماضي، حين أعلنت إدارة «FIFA Collect» أن 70% من التذاكر المخصصة لحاملي الرموز ستكون من الفئة الأولى «الأغلى»، و28% من الفئة الثانية، و2% فقط من الفئة الثالثة، بينما الفئة الرابعة الأرخص غير متاحة إطلاقاً، وقال أحد المشترين للصحيفة: «دفعت آلاف الدولارات لأحصل على حق شراء تذاكر بأسعار معقولة، لكنني اكتشفت أنني سأدفع الآن نحو 2735 دولاراً للتذكرة الواحدة من الفئة الأولى، لو كنت أعلم هذا من البداية، لما اشتريت شيئاً».
وفي المقابل، انهارت أسعار الرموز الرقمية في السوق الثانوية بعد الإعلان، حيث كتب أحد المستخدمين في منتدى ديسكورد، «السوق ينهار بشدة، لقد خُدعنا»
وأكد العديد من المشترين، أن «الفيفا» لم يكشف مسبقاً أي تفاصيل عن الأسعار أو الفئات، رغم وعود البريد الإلكتروني الرسمي في ديسمبر 2024 بأن «التذاكر ستكون متاحة عبر فئات متعددة لتناسب مختلف التفضيلات والميزانيات»، إلا أن الواقع أثبت العكس، خاصة بعد أن تبيّن أن أسعار تذاكر كأس العالم 2026 في بعض المباريات، مثل لقاء الافتتاح للمنتخب الأميركي في لوس أنجلوس، والتي تتجاوز كل التوقعات، حيث تبدأ من 1940 دولاراً للفئة الثانية وتصل إلى أكثر من 2700 دولار للفئة الأولى.
وحين واجهت الصحيفة الاتحاد الدولي لكرة القدم بالانتقادات، جاء الرد بأن «توزيع الفئات والأسعار يخضع لمعادلات العرض والطلب وسعة الملاعب»، مشيرة إلى أن الهدف هو «تحقيق توازن بين إتاحة التذاكر للجماهير وضمان تجربة مميزة»، لكن المشجعين لم يقتنعوا، إذ قال أحدهم عبر واتساب: «استغلونا طوال الوقت، لا يوجد ما يمكننا فعله الآن، لقد تم خداعنا» وفي المقابل، واصلت «فيفا كولكت» بيع رموز جديدة حتى نهاية الأسبوع الماضي، من بينها ما أسمته «حزم المجد» بأسعار وصلت إلى 3999 دولاراً للحق في شراء تذكرتين لمباراة المكسيك الثالثة، و999 دولاراً لمباراة الافتتاح للمنتخب الأميركي.
وتشير التقديرات إلى أن «الفيفا» جمع أكثر من 35 مليون دولار من بيع هذه الرموز منذ إطلاقها في 2024، في حين لم توضح الجهة المنظمة نسبة الأرباح التي تذهب لفيفا أو لشركة «موديكس»، مكتفية بالقول إن «20% من العائدات» تُخصص لصندوق التعليم العالمي التابع لفيفا لدعم الأطفال في أكثر من 200 دولة، وتم الإعلان حتى الآن عن جمع 3.1 مليون دولار لهذا الغرض.
ورغم تبريرات «الفيفا» بأن المشروع «يهدف لتطوير نظام رقمي مبتكر»، إلا أن الغالبية العظمى من المستخدمين ترى فيه أغلى وأقل شفافية في تاريخ تذاكر البطولات الكبرى.
وبهذا، يتحول مشروع FIFA Collect من تجربة رقمية واعدة إلى قصة تحذيرية حول غياب الشفافية واستغلال الحماس الجماهيري، في وقت ما زال عشاق كرة القدم حول العالم يحلمون فقط بفرصة «عادلة» لرؤية كأس العالم من المدرجات.