الأسبوع:
2025-10-14@23:31:28 GMT

الخَلْط عند التنويرييِّن.. وفتنةُ "تكوين"!!

تاريخ النشر: 20th, May 2024 GMT

الخَلْط عند التنويرييِّن.. وفتنةُ 'تكوين'!!

مؤخراً ظَهَرت جماعةٌ يرى أعضاؤها في أنفسِهِم تَميزاً وتعالياً على الناس يُطلِقون علي أنفسِهم (تَنويرييِّن)، يدعون لإعْمالِ العَقل والاجتهاد في إعادة تفسير القرآن والأحاديث النبوية بالتشكيك في تفسيرات الأئمة (دون غيرهم من الكتب السَماويِّة)

يُرَدِد أعضاءُ هذا التكوين المُضَلِّل أن حرية الفكر تكْفُل لكلِ فردٍ تفسير القرآن والأحاديث ويجب ألا يكون ذلك منوطاً بدارسين متخصصين فقط حتي لو كانوا من شيوخِ الأزهر وعُلمائِهِ، جاهلين أو مُتَناسين قول الله تعالى: { فَلَوْلَا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَائِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ } التوبة ١٢٢.

وفي قول الله تعالى: { إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} والذكر يعني القرآن.

ويقول عز وجل: {واسْألُوا أهْلَ الذِّكرِ إنْ كُنْتُم لا تَعلَمُونْ}. وهذا دليل على أن للقرآن أهلا يخْتصُّون بتفسيرهِ وتبيينهِ للناس ولكن هؤلاء الضَّالِّين يَشطَحون ويهْرُفون بما لا يَعرِفون بغرض التشكيك في تفسيرات الأئمةِ والعُلَماء الذين بذلوا جهداً كبيراً ووقتاً طويلاً في البحثِ والاستقصاء و الإسناد الصحيح للأحاديث قولاً وفعلاً. فتطاولوا على الصحابةِ وآل بيت النبي بل وتناولوا أعراضَهم بوقاحةٍ وسوءِ أدب.

فهؤلاء المُرٰجِفون من أَتْباعِ الشَّيطان يَتَدثَّرون بما يعتَبرونه تنويراً وتجديداً يتماشىَ مع مُتغيراتِ الحياة للتَّخَففِ من تكاليف الإسلام مُتذَرِّعينَ بمقولاتٍ أساءوا فَهمها فاخْتَلطَت عليهم المفاهيم.. فالإسلام يَمنحُ الإنسان حريةَ الاعتقاد فمَن شاءَ فليؤمِن ومَنْ شاءَ فليكفُر.. أَمَّا إذا آمَن بمحمدٍ ﷺ فعليهِ الالتزام بأُصولِ الدِّين الذي اتبعه جُملةً وتفصيلاً، قال تعالى: { وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا}.

وفي وجوبِ الرِّجوعِ للكتاب والسنة قال تعالى: {أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ ۖ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِۚ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا}..

فالاجتهاد والتجديد لا يعنيان هَدْم ثوابتِ القرآن والسنة بل التَذْكيِرُ بها وتصحيحُ ما طَرَأ عليها مِن إهمالٍ وتقصيرٍ من المسلمين أو تحريف أحدثه المستشرقون مِمَنْ لا يتحدثون لُغةَ القرآن فاسْتعصىٰ عليهم فَهْمُ الآياتِ ودلالاتها ونصوص بعض الأحاديث. ومنها مثلا "استفت قلبك" اعتبروه رخصةً ليفعل الإنسان ما يهواهُ ويميلُ إليه دون قيود.وهذا خطأ فالمسلم لا يسّتَفتِ قلبه (مثلا) في الصَلواتِ المفروضة وعدد ركعاتها ولا يجتهِد في اختيار شهر الصِّيام أو مواقيت الحَج.. الخ. ويشير البعضُ الى قولهِ ﷺ "أنتم أعلمُ بشئونِ دُنياكُم" ونَسَوا أنه كان أمرا دنيويا يخصُ أهل المدينة. ويستدلون بقول الله "أفلا تعقلون" و"أفلا تتفكرون" وجَهِلوا أنهما بقصدِ التوبيخ لعدم تَدَبُرِهِم ما بلَّغَهم بهِ الرسول لا ليأتوا بمفهومٍ جديد.فالدِّين لمْ يترك صغيرةً ولا كبيرةً إلاّٰ أحصاها وفي حَجَّةِ الوداع نَزَل قولُ الله: "الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا".

المصدر: الأسبوع

إقرأ أيضاً:

تعرف على فيديو.. الدنيا عقد مؤقت والمالك هو الله

الاستقامة على منهج الله من صفات المتقين والتوفيق للتوبة إلى الله، والحرص على طاعته؛ نعمة من أجل النعم؛ فاحمدي الله تعالى، واشكريه قلبا ولسانا وعملا.
و وقال طه لا ريب في كون الدنيا دار اختبار وابتلاء بالسراء والضراء، قال تعالى: وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ .

وقال تعالى: وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا.

قال ابن عباس -رضي الله عنهما-: أي جعلت بعضكم بلاء لبعض؛ لتصبروا على ما تسمعون منهم، وترون من خلافهم. انتهى من تفسير البغوي.
وفي الأدب المفرد عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: المؤمن الذي يخالط الناس، ويصبر على أذاهم، خير من الذي لا يخالط الناس، ولا يصبر على أذاهم.
فمعاشرة الناس بالأخلاق الحسنة؛ من أفضل العبادات، وأعظمها أجرا.

ففي الأدب المفرد عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق.
وفي سنن أبي داود عن أبي الدرداء، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، قال: ما من شيء أثقل في الميزان، من حُسْنِ الخلق.
وفيه عن عائشة، قالت: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: إن المؤمن ليدرك بحسن خُلُقه، درجة الصائم القائم.
وإذا كان حسن الخلق مطلوبا مع الناس عموما؛ فأولى الناس بذلك الوالدان والأقارب؛ فهؤلاء لهم حق في البر والصلة؛ فيتعين الصبر عليهم والإحسان إليهم.
فاستعيني بالله تعالى، واجتهدي في بر والديك وصلة رحمك، وقابلي السيئة بالحسنة، وتجاوزي عن الهفوات، واحتسبي الأجر من الله.

فإذا أديت الكفارة الواجبة، وتبت من المعصية، ومن نقض العهد مع الله، فإن ذلك يمحو عنك الذنب، إذ التائب من الذنب كمن لا ذنب له، كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وليس ثَمَّ ذنب مهما عظم، إلا والتوبة تكفره وتمحوه، كما قال الله تعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى: ونحن حقيقة قولنا إن التائب لا يعذب لا في الدنيا ولا في الآخرة، لا شرعًا ولا قدرًا. انتهى.

ولا يلزم أن يكون وجود ابنك مع أبيه بعيدًا عنك عقوبة على ذنب، بل قد يكون مجرد ابتلاء، فاصبري واستمري على التواصل معه، وتعاهديه بالتوجيهات الحسنة، وأكثري من الدعاء والاستغفار له ولابنتك، وسؤاله سبحانه أن يحفظهما، وينبتهما نباتًا حسنًا على مبادئ الدين وقيمه النبيلة.

 

مقالات مشابهة

  • هل الكلام على الآخرين ينقض الوضوء؟.. الإفتاء ترد
  • كيفية سجود الشكر لله تعالى وما حكمه؟
  • كيف فضل الله تعالى النبي ﷺ بين سائر الأنبياء؟
  • تعرف على الفرق بين اللهو واللعب المذكور فى القرآن الكريم
  • تعرف على فيديو.. الدنيا عقد مؤقت والمالك هو الله
  • ملتقى التفسير بالجامع الأزهر: البحار شاهد حي على الإعجاز العلمي في القرآن
  • أمين البحوث الإسلاميَّة: الإيمان والعِلم طريقان متكاملان والدِّين لا يتعارض مع حقائق الكون والعقل
  • أمين البحوث الإسلاميَّة: الإيمان والعِلم طريقان متكاملان
  • د. عبدالله بن عمر بن محمد نصيف في ذمة الله
  • 7 محطات في القرآن لراحة البال والسكينة.. يغفلها الكثيرون