وقال راخمان إن ارتدادات هذه الخطوة ستكون عاتية، مشيرا إلى أن 4 أسئلة رئيسية تطرح نفسها على الفور.

أولا، كيف سيكون التأثير الداخلي في إسرائيل؟

ثانيا، كيف سيؤثر القرار على الحرب في غزة والشرق الأوسط عموما؟

ثالثا، هل تمادت الجنائية الدولية ووضعت مستقبلها على المحك؟

ورابعا -وهو مرتبط بالسؤال السابق- كيف سترد الولايات المتحدة على قرار الاتهام المقترح؟

وأشار الكاتب إلى أن طلب المدعي العام للجنائية الدولية إصدار مذكرات اعتقال بحق قادة في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إلى جانب نتنياهو وغالانت لن يخفف من أثر هذه الصفعة التي تلقتها إسرائيل.

وأوضح راخمان -وهو كبير معلقي فايننشال تايمز للشؤون الخارجية وسليل عائلة يهودية- أن القرار الذي صدر اليوم الاثنين يأتي في وقت يرزح فيه نتنياهو تحت ضغط متزايد للتنحي عن منصبه، فقد هدده عضو مجلس الحرب بيني غانتس بأنه سيستقيل من الحكومة ما لم يضع إستراتيجية جديدة للحرب في غزة وما بعدها، وفق “الجزيرة”.

وانضم غانتس -الذي لم يمسه قرار الاتهام- إلى الأصوات الإسرائيلية التي اجتمعت على إدانة المحكمة الجنائية الدولية، لكن كثيرا من الإسرائيليين يرتعدون من فكرة تحوّلهم إلى دولة منبوذة، ولذلك فإن التخلص من نتنياهو وتنصيب رئيس وزراء جديد قد يصبح خيارا أكثر جاذبية مع مرور الوقت حين تسعى إسرائيل لترميم مكانتها الدولية، وفقا للكاتب.

فضلا عن ذلك، يشير راخمان إلى أن قرار الاتهام ستكون له تداعيات عملية شديدة على قدرة نتنياهو على أداء وظيفته. فالرحلات الخارجية ستصبح بالتأكيد أكثر صعوبة، لأنه سيكون معرضا لخطر الاعتقال في 124 دولة عضوة في نظام روما الأساسي الذي أسس للمحكمة الجنائية الدولية (ليس من بينها الولايات المتحدة أو روسيا أو الصين).

وسيمنّي المتفائلون أنفسهم بأن يؤدي قرار الجنائية الدولية -في المدى البعيد- لإقناع إسرائيل بأن إستراتيجيتها في غزة “تقودها للارتطام في جدار” وفق تعبير غانتس.

وهذا قد يقنع الفريق القادم من القادة الإسرائيليين بأن يأخذوا حل الدولتين مع فلسطين على محمل الجد. ويعلم الإسرائيليون الآن أن الطريق لاستعادة القبول على الساحة الدولية لا بد أن يتضمن عملية سلام جديدة وتهميش نتنياهو، وفقا للمقال.

أما عن سؤال الرد الأميركي، فهو الآن مسألة حرجة، حسب وصف الكاتب. وقد أعلن البيت الأبيض أنه لا يؤيد أي قرار اتهام لإسرائيل من قبل الجنائية الدولية بحجة أنها ليست صاحبة اختصاص في هذه القضية.

لكن الكاتب يلفت إلى أن هذا الاعتراض الأميركي هادئ ومحدود نسبيا إذا قورن بما يمكن أن يفعله دونالد ترامب -الرئيس السابق والمرشح لانتخابات الرئاسة عام 2024- ومعه أصوات من اليمين الأميركي طالبت بفرض عقوبات أميركية على الجنائية الدولية وقضاتها.

ويرى راخمان أن احتمال فرض عقوبات أميركية على المحكمة يلقي الضوء على عظم الخطوة التي اتخذتها بهذا القرار الاتهامي ضد نتنياهو وغالانت، والتي قد تضع مستقبلها على المحك.

وربما شعر المدعي العام للمحكمة كريم خان أنه لا خيار أمامه سوى القيام بذلك، فالمحكمة إذا أرادت أن تحتفظ بشرعيتها الدولية عليها أن تفعل شيئا إزاء جرائم الحرب أيا كان من يرتكبها وحيثما كان ذلك.

غير أن المحكمة تعمل ضمن سياق سياسي. وقد أصدرت قرار اتهام بحق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، دون فرصة تذكر في إخضاعه للمحاكمة.

وإذا استطاع نتنياهو أيضا التصدي لقرار الاتهام، فإن المحكمة تضع بذلك نفسها في موقف العاجز وعديم الفائدة، على حد تعبير الكاتب.

المصدر: ٢٦ سبتمبر نت

كلمات دلالية: إلى أن

إقرأ أيضاً:

"حقك تعرف".. الكاتب الصحفي عادل حمودة يطلق قناته الرسمية على يوتيوب

أطلق الكاتب الصحفي عادل حمودة قناته الرسمية على يوتيوب تحت اسم "حقك تعرف مع عادل حمودة"، حيث يقدم من خلالها تحليلات لأهم القضايا والأسرار التي تشغل الرأي العام المصري والعربي بأسلوبه المميز. بدأ البرنامج بعرض حلقتين رئيسيتين: الأولى تناولت الجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين، والثانية سلطت الضوء على حياة الدكتورة نوال الدجوي.
أعلن حمودة عن إطلاق القناة عبر منصات التواصل الاجتماعي، بما في ذلك فيسبوك وتويتر، حيث حظيت بترحيب واسع ووصف بأنها قناة صاحب القلم الحر والرؤية الثاقبة.

برنامج الكاتب الصحفي عادل حمودة على يوتيوب

وتناولت الحلقة الأولى من برنامج "حقك تعرف مع عادل حمودة" قصة الجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين، الذي وصفه حمودة بأنه "الجاسوس رقم 1 في إسرائيل" وأهم عميل صنعته "الموساد".

وكشف البرنامج كيف أطلقت إسرائيل حملة سياسية وإعلامية عالمية للإفراج عنه بعد اعتقاله، حيث كانت مستعدة لدفع مليون دولار كعربون (رقم ضخم عام 1965) والإفراج عن جميع الجواسيس السوريين في سجونها، إلا أن السلطات السورية أصرت على إعدامه.

أما الحلقة الثانية فركزت على سيرة الدكتورة نوال الدجوي، والتي أحدثت ضجة في الفترة الأخيرة بقضايا الميراث بين أحفادها، حيث استعرض حمودة بداياتها المبكرة في تأسيس أول مدرسة خاصة للغات في مصر بعمر 21 عامًا فقط. سلط الضوء على دور والدها الأكاديمي (أستاذ فلسفة وعلم نفس ثم وكيل وزارة المعارف)، وكيف حصلت على موافقة شخصية من الرئيس جمال عبد الناصر لفتح أول حساب بنكي بالدولار لمؤسستها التعليمية، في وقت كان يؤمم فيه التعليم والشركات.
يُذكر أن البرنامج يقدم محتوىً يستند إلى معلومات دقيقة لتحليل القضايا المطروحة.
ويمكنكم متابعة قناة عادل حمودة من هنا.
 

مقالات مشابهة

  • نيويورك تايمز: واشنطن تتوقع رد انتقامي كبير من روسيا على أوكرانيا
  • إقالة مفاجئة لـ 3 مسؤولين مؤيدين لإسرائيل بإدارة ترامب وسط خلافات مع نتنياهو
  • محللون: إسرائيل تلقت ضربة مزدوجة من اليمن وغزة ومتورطة بحرب استنزاف
  • مؤامرة ساحقة تهدد وجود إفريقيا: رئيس النيجر يفجّر قنبلة اتهامات ضد فرنسا!
  • محلل سياسي إسرائيلي كبير: “إسرائيل” فقدت شرعيتها الدولية لمواصلة الحرب
  • ايهود أولمرت: حكومة نتنياهو عصاية من المجرمين و أعداء لإسرائيل
  • "حقك تعرف".. الكاتب الصحفي عادل حمودة يطلق قناته الرسمية على يوتيوب
  • تقرير بفايننشال تايمز: داخل المعركة لإنقاذ المرضى بآخر مستشفيات غزة
  • هجوم حوثي انتحاري يتحول إلى فخ قاتل شرق الحزم.. الجيش اليمني يفجّر المفاجأة ويردّ بقوة ساحقة!
  • مكتب نتنياهو: إسرائيل وافقت على مقترح ويتكوف.. وحماس تواصل الرفض