سلطنة عمان ومملكة الأردن تمتلكان مقومات اقتصادية واعدة يمكن تعزيزها واستثمارها
تاريخ النشر: 21st, May 2024 GMT
تشهد العلاقات العمانية الأردنية تاريخا طويلا من التعاون الاقتصادي المثمر، وتعززت هذه العلاقات بزيارة جلال السلطان هيثم بن طارق حفظه الله إلى المملكة الأردنية الهاشمية، في ضوء هذه الزيارة السامية، أجرت "عمان" استطلاعا صحفيا مع عدد من الخبراء الاقتصاديين لاستكشاف أفق التعاون الاقتصادي بين البلدين، وأوضح الخبراء الاقتصاديون أن العديد من المجالات يمكن أن تشهد تطورا ونموا في العلاقات التجارية بين البلدين منها قطاع الطاقة المتجددة، والتعدين، والزراعة، والبرمجيات، والقطاع اللوجستي وغيرها من القطاعات، ويقدم الاستطلاع الصحفي أبرز الرؤى وتوقعات الخبراء حول كيفية تعزيز العلاقات والفرص الاستثمارين بين البلدين وتحقيق استفادة متبادلة.
علاقات وطيدة
أكدت المكرمة الدكتورة شمسة بنت مسعود الشيبانية عضو في مجلس الدولة أن العلاقات العمانية الأردنية تتميز بالقوة والمتانة، وتقوم على أسس من التعاون المشترك والتفاهم المتبادل، وتتمتع الدولتان بعلاقات دبلوماسية واقتصادية وثقافية وطيدة، ويحرص قادة البلدين على تعزيز هذه العلاقات من خلال تبادل الزيارات الرسمية والتعاون في مختلف المجالات، وعلى الصعيد الاقتصادي هناك تبادل تجاري بين البلدين واستثمارات مشتركة في مجالات متعددة مثل التعليم والصحة والطاقة، كما تعمل سلطنة عمان والمملكة الأردنية الهاشمية على تعزيز التعاون الثقافي والعلمي من خلال تبادل الخبرات وإقامة الفعاليات الثقافية المشتركة؛ فالعلاقات العمانية الأردنية تعكس عمق الروابط بين البلدين والرغبة المشتركة في تعزيز التعاون بما يخدم مصالح الشعبين، مشيرة إلى أن العلاقات بين البلدين تمتد لعقود طويلة، وهي تستند إلى روابط تاريخية وثقافية واجتماعية قوية، يتميز البلدان بتوجهات سياسية معتدلة وحرص على تعزيز السلام والاستقرار في المنطقة، مما يعزز من تعاونهما في مختلف المجالات.
وحول العلاقات الدبلوماسية، قالت الشيبانية: يتمتع البلدان بعلاقات دبلوماسية راسخة منذ عدة عقود، وتتمثل هذه العلاقات في تبادل السفارات والزيارات الرسمية المتكررة بين قادة البلدين، ويعكس هذا التعاون الدبلوماسي المستمر حرص البلدين على التشاور والتنسيق في القضايا الإقليمية والدولية. وأوضحت أن العلاقات الثقافية والعلمية بين البلدين تتميز بالتعاون المشترك في مجالات التعليم والثقافة والبحث العلمي وتشمل التبادل الطلابي والبحوث المشتركة والفعاليات الثقافية، كما يشمل التعاون الأمني والعسكري تبادل المعلومات والتدريبات المشتركة والمشاركة في الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب وتعزيز الأمن الإقليمي.
وقالت الدكتورة شمسة شهدت السنوات الأخيرة تبادلا نشطا للزيارات الرسمية بين قادة ومسؤولي البلدين، حيث تسهم هذه الزيارات في تعزيز العلاقات الثنائية والتشاور حول القضايا ذات الاهتمام المشترك. وأكدت الشيبانية أن البلدين يحرصان على تعزيز علاقاتهما في المستقبل من خلال تطوير مجالات جديدة للتعاون، وتعزيز العلاقات القائمة بما يخدم مصالح الشعبين، ويسهم في تحقيق الاستقرار والتنمية في المنطقة.
علاقات متأصلة عبر التاريخ
من جانبه قال الدكتور قيس بن داود السابعي -قانوني وخبير اقتصادي-: العلاقات العمانية الأردنية ليست وليدة اليوم إنما تعد علاقات قديمة ومتأصلة عبر التاريخ، تحتويها قواعد وآفاق مستقبلية أرستها دعائم الخير والمحبة والأمن منذ أكثر من 50 عاما، وذلك في عهد الراحلين جلالة السلطان قابون بن سعيد وجلالة الملك الحسين بن طلال –طيب الله ثراهما- إذ قادا هذين البلدين في ظروف صعبة إلى محطات ومراحل من التطور والازدهار حتى باتت هذه العلاقة اليوم نموذجا رائدا في المنطقة في جميع ومختلف المجالات، وقد كان البلدان الشقيقان سندا وعونا لبعضهما في مختلف التحديات.
وأضاف الدكتور: تتواصل في الوقت الحاضر العلاقات بين البلدين في مختلف القطاعات، كالقطاع التعليمي والثقافي والعسكري والتنمية والاقتصادي وفرص الاستثمار والتجارية والصحة والتعدين.
وحول الصادرات بين البلدين، قال الدكتور: تعد صادرات سلطنة عمان إلى الأردن نصف جاهزة مثل الحديد والصلب ومنتجات البولي إيثلين وغيرها، أما صادرات الأردن إلى سلطنة عمان فتتمثل في المنتجات الدوائية والفواكه والخضروات والمجوهرات وغيرها. مشيرا إلى وجود لجنة مشتركة بين سلطنة عمان والمملكة الأردنية الهاشمية تساهم في تعزيز العلاقة الثنائية في مختلف المجالات الاقتصادية.
وأكد السابعي أنه يجب النظر في تبادل الخبرات والموارد البشرية، ومجالات الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي والاقتصاد المعرفي والبحث العلمي، كما يجب تعزيز القطاع الاقتصادي والاستثمار والتبادل التجاري، والسياحة والمعادن والصناعات البيتروكيماوية وقطاع إعادة التكرير، واللوجستيات.
فرص واعدة
وقالت الدكتورة حبيبة المغيرية أكاديمية وخبيرة اقتصادية إن الفرص الاقتصادية والتجارية بين سلطنة عمان والمملكة الأردنية الهاشمية واعدة، وتوفر العديد من مجالات التعاون، التي من الممكن أن تشهد نموا خصوصا نتيجة هذه الزيارة، حيث تشمل بعض الفرص الاقتصادية في قطاعات التجارة والاستثمار والسياحة وتبادل المعرفة في مجالات التعليم والبحث العلمي والابتكار، وأيضا في قطاع تطوير البنية التحتية والسياحة.
وأفادت أنه يمكن للبلدين الاستفادة من تعزيز العلاقات التجارية الثنائية من خلال استكشاف الفرص المتاحة لزيادة تبادل السلع والخدمات، من خلال تحديد أسواق التصدير والاستيراد المحتملة، وتقليل الحواجز التجارية، وفي مجال الاستثمار فإن هناك فرصا للاستثمار المتبادل في مختلف القطاعات مثل السياحة، والبنية التحتية، والطاقة، والتكنولوجيا، والزراعة خصوصا مع وجود بوابة استثمر بسهولة.
ولفتت الدكتورة حبيبة إلى أن تشجيع تدفقات الاستثمار بين البلدين يمكن أن يساعد في تحفيز النمو الاقتصادي، وخلق فرص عمل، وتعزيز الابتكار، وفي مجال السياحة، يتمتع كلا البلدين بمعالم ثقافية وطبيعية فريدة يمكن من خلالها جذب السياح من مختلف دول العالم، حيث يمكن التعاون من خلال الترويج للحزم السياحية المشتركة، وطرق السفر والحملات التسويقية لتعزيز صناعة السياحة وخلق فرص عمل جديدة. مشيرة إلى أنه يمكن لمشاريع البنية التحتية المشتركة مثل شبكات النقل والموانئ والمرافق أن تساهم في التنمية الاقتصادية والربط الإقليمي؛ إذ إن الاستثمار في البنية الأساسية يقود لخلق فرص لمشاركة القطاع الخاص، وإقامة الشراكات بين القطاعين العام والخاص.
وأشارت إلى أن إقامة شراكات بين الجامعات والمؤسسات البحثية يمكن أن يسهل تبادل المعرفة وتنمية المهارات في مجالات التعليم والبحث العلمي والابتكار من خلال الاستفادة من الخبرات والموارد المشتركة.
وبينت الدكتورة حبيبة المغيرية أن العلاقات الاقتصادية بين سلطنة عمان والمملكة الأردنية الهاشمية ليست حديثة؛ إذ إنه يجمع البلدين تعاون مشترك في مجالات عدة تمتد لعقود، وقد شارك البلدان في أنشطة تجارية واقتصادية، ووقعا اتفاقيات مختلفة لتعزيز التعاون الاقتصادي، ويمكن تعزيز العلاقة الاقتصادية بين البلدين من خلال توقيع وتفعيل العديد من الاتفاقيات في قطاع التجارة والسلع والخدمات والاستثمار والسياحة والمشاريع المشتركة في القطاعات الأخرى، إضافة إلى أن كلا البلدين يعملان معا لتحسين التكامل الاقتصادي وتحقيق الاستقرار في المنطقة.
ميزات تنافسية
من جانب آخر قال عبدالله بن سعيد السعيدي محلل اقتصادي: إن الزيارة بين سلطنة عمان والمملكة الأردنية الهاشمية ستعزز العديد من المجالات بين البلدين؛ بحكم أن كل بلد له ميزاته ومجالاته وميزته التنافسية في بعض القطاعات والتعاون والتكاتف في المجالات يسهم في خدمة البلدين ويحقق رفاهية الشعبين.
وعرج المحلل الاقتصادي إلى الحديث عن المجالات التي من المؤمل أن تبرم فيها اتفاقيات أو مذكرات تفاهم وتعاون، وذكر منها قطاع الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر لأن البلدين تتمتعان بمميزات نسبية وخبرات متراكمة، حيث تمتلك سلطنة عمان موقعا جغرافيا مميزا يمكن أن تستفيد منه الأردن في تعزيز القطاع اللوجستي من خلال إنشاء مواقع للشحن والتخزين للبضائع، وجذب الاستثمارات الأردنية في القطاع.
مضيفا: إن سلطنة عمان تمتلك خبرات واسعة في قطاع إدارة المياه والاستزراع السمكي، وتحلية المياه التي يمكن أن تستفاد منها المملكة الأردنية الهاشمية.
وتابع حديثه: في حين أن الأردن متقدمة في قطاع الصناعات الغذائية وأصبحت تنافس الصناعات المستوردة من الدول الأخرى، مثل الأغذية المحفوظة والمعلبات، وصناعة الأفلام وصناعة الألعاب والبرمجيات، والتعليم والتدريب المهني في جميع المستويات، كون المملكة الأردنية الهاشمية متقدمة في قطاع التدريب التقني من خلال جامعة الحسن التقنية في الأردن، وأيضا مجال السياحة.
وأوضح السعيدي أنه يمكن للبدين تعزيز الفرص الاستثمارية في قطاع التعدين، والصناعات الكيميائية مثل الفوسفات والأسمدة، بما يسهم في تعزيز الاقتصاد بين البلدين، ودعم التكامل بما ينعكس على رفاهية الشعوب، كما يمكن تعزيز التعاون في مجالات أخرى أوسع بين البلدين لضمان تحقيق عوائد اقتصادية تسهم في دعم الناتج المحلي الإجمالي للبلدين.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: تعزیز العلاقات مختلف المجالات والبحث العلمی تعزیز التعاون بین البلدین أن العلاقات فی المنطقة العدید من على تعزیز فی مجالات فی مختلف فی تعزیز من خلال یمکن أن فی قطاع إلى أن
إقرأ أيضاً:
محادثات روسية سورية في موسكو.. تركيز على تعزيز العلاقات
أجرى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره السوري أسعد الشيباني اليوم الخميس، في موسكو محادثات تناولت العلاقات الثنائية بين البلدين.
وأكد لافروف خلال اللقاء أن روسيا تعول على مشاركة الرئيس السوري أحمد الشرع في القمة الروسية-العربية المزمع عقدها في روسيا، مما يعكس تطلع موسكو لتعزيز التعاون الإقليمي مع دمشق.
وجاء اللقاء في إطار التنسيق المستمر بين الجانبين لمناقشة القضايا المشتركة وتعزيز العلاقات السياسية والدبلوماسية بين روسيا وسوريا.
موسكو تؤكد أهمية قواعدها العسكرية بتعزيز السلام في سوريا
أعلن سيرغي فيرشينين، نائب وزير الخارجية الروسي، اليوم الخميس، أن الاتصالات بين موسكو ودمشق بشأن قواعد الجيش الروسي في سوريا ما تزال مستمرة، مؤكداً أن هذه القواعد تشكل عاملاً مهماً في تحقيق الاستقرار بالمنطقة.
وفي تصريح صحفي، قال فيرشينين: “بالطبع هناك اتصالات حول القواعد الروسية في سوريا، وهي موجّهة، من بين أمور أخرى، لضمان سلامة مواطنينا”.
وأضاف أن القواعد الروسية “كانت وما تزال عاملًا من عوامل الاستقرار في المنطقة”، مشيراً إلى إمكانيتها في دعم وتعزيز فعالية المساعدات الإنسانية المقدمة للسكان السوريين.
يذكر أن القواعد الروسية في سوريا، وعلى رأسها قاعدة حميميم الجوية، تلعب دوراً محورياً في العمليات العسكرية والدعم اللوجستي داخل سوريا، وتُعد من العوامل الأساسية التي تؤثر في مسار الأوضاع الأمنية والسياسية في المنطقة.
قائد الأمن الداخلي يشرح ملابسات وفاة يوسف اللباد في أحد مساجد دمشق
أوضح قائد الأمن الداخلي في محافظة دمشق، العميد أسامة محمد خير عاتكة، ملابسات الحادث المؤسف الذي وقع للشاب يوسف اللباد في أحد المساجد في العاصمة السورية، وأدى إلى وفاته.
ونقلت الداخلية السورية عن عاتكة قوله: “في ضوء الحادث المؤسف الذي وقع للشاب يوسف اللباد في أحد المساجد في دمشق، نود أن نقدم توضيحا حول الأحداث التي جرت”.
وأضاف: “يوم الثلاثاء بتاريخ 29 الشهر الجاري، وردت تقارير عن شاب في حالة نفسية غير مستقرة، حيث دخل المسجد الأموي وهو في حالة من عدم الاتزان وبدأ يتفوه بعبارات غير مفهومة كما وثّقت كاميرات المراقبة داخل المسجد”، حسبما نقلت وكالة الأنباء السورية “سانا”.
وأوضح أنه “تم التعامل مع الحالة من قبل عناصر حماية المسجد، الذين حاولوا تهدئته ومنعه من إيذاء نفسه أو الآخرين”.
وتابع: “أثناء وجوده في غرفة الحراسة، أقدم على إيذاء نفسه بشكل عنيف عبر ضرب رأسه بأجسام صلبة، ما تسبب له بإصابات بالغة. وقد تم الاتصال بالإسعاف على الفور، إلا أنه فارق الحياة رغم محاولة إسعافه”.
وشدد على “خطورة هذا الحادث ونسعى جاهدين لتحديد جميع الملابسات المحيطة به”.
واختتم قائلا: “نعمل بالتعاون مع الجهات المختصة لإجراء تحقيق شامل وشفاف، وسنقوم بإصدار المزيد من المعلومات حالما تتوفر”.
وأثارت حادثة وفاة اللباد جدلا على مواقع التواصل، حيث قال أشخاص إنه تعرض للتعذيب، وطالبوا بإجراء تحقيق شفاف يوضح ملابسات ما وصفوه بـ”الجريمة”.
وكان “المرصد السوري لحقوق الإنسان” قد قال إن الشاب توفي تحت التعذيب، بعد اعتقاله قبل أيام من محيط المسجد الأموي، دون معرفة الأسباب أو التهم الموجهة إليه، مشيرا إلى أنه قد عاد مؤخرا من ألمانيا في زيارة قصيرة إلى سوريا.
وزير المالية الإسرائيلي يدعو لإقامة “ممراً إنسانياً” لإغاثة الدروز المحاصرين في السويداء بسوريا
دعا وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، إلى إقامة ممراً إنسانياً لإدخال الغذاء والدواء إلى الدروز في محافظة السويداء جنوبي سوريا، وذلك في ظل التصعيد العسكري المستمر في المنطقة.
وقال سموتريتش، عبر حسابه على منصة “إكس”، إنه زار مع رئيس الطائفة الدرزية في إسرائيل موفق طريف غرفة العمليات التي أُنشئت في جولس شمالي إسرائيل للتواصل مع الدروز في السويداء ومتابعة أوضاعهم.
ووصف الوزير الإسرائيلي الوضع في السويداء بـ”الصعب للغاية”، واعتبر وقف إطلاق النار الحالي “هدوءاً مخادعاً” يهدف إلى محاصرة الدروز وتخريب قرى المنطقة، مما أدى إلى أزمة إنسانية حادة.
وطالب سموتريتش بالحصول على ممراً إنسانياً فوريًا لإدخال المساعدات الغذائية والدوائية والمعدات الضرورية، داعياً إلى الاستعداد العسكري للدفاع عن الدروز وفرض ردع قوي ضد النظام السوري لمنع تجدد الهجمات.
من جانبه، أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى أن عدد القتلى في الاشتباكات التي اندلعت الأسبوع الماضي في السويداء تجاوز 1120 قتيلًا، بينهم 427 مقاتلاً و298 مدنياً من الدروز، و354 من قوات النظام السوري، بالإضافة إلى 21 من أبناء العشائر.
آخر تحديث: 31 يوليو 2025 - 10:44