ثاني بطي الشامسي لـ«الاتحاد»:: استراتيجية شرطة أبوظبي قائمة على البحث والتطوير
تاريخ النشر: 24th, May 2024 GMT
جمعة النعيمي (أبوظبي)
أخبار ذات صلةأكد اللواء ثاني بطي الشامسي، مدير أكاديمية سيف بن زايد للعلوم الشرطية والأمنية، أن الاستراتيجية التي تعتمدها شرطة أبوظبي قائمة على دعم البحث والتطوير، وتعزيز الشراكات مع المؤسسات الأكاديمية والبحثية، والالتزام بترقية وتطوير منظومة العمل الحكومي المتميّز والمبتكر تنفيذاً لتوجيهات القيادة الرشيدة، حيث إن شرطة أبوظبي تضع العنصر البشري على سلم أولوياتها، وتعمل على توفير جميع الإمكانات المتاحة لترسيخ ثقافة التميّز والابتكار لدى جميع كوادرها وتطوير قدراتهم من خلال مختلف البرامج النظرية والتطبيقية التي تشاركنا في تنفيذها أكاديمية ربدان بالاستناد إلى أفضل المعايير والممارسات العالمية، حيث تم التركيز على بلورة رؤية محفزة لتعزيز مسارات تطويرية، تسهم في بناء أجيال من المفكرين والمبدعين، وابتكار طرق منهجية جديدة تواكب مستجدات المستقبل ورسم المستقبل المعرفي لمنتسبي شرطة أبوظبي، عبر تسليح الأجيال بالعلم والريادة المعرفية، واستنهاض عقول أبنائها، ودفعهم إلى البحث والاستقصاء والتعلّم، وتطوير مخزونهم المعرفي، والإسهام بفاعلية في استدامة النهضة الحضارية والعلمية.
تعزيز الأمن الوطني
وقال اللواء ثاني بطي الشامسي، مدير أكاديمية سيف بن زايد للعلوم الشرطية والأمنية في حوار مع «الاتحاد»: تسعى شرطة أبوظبي إلى تنفيذ رؤية القيادة الرشيدة في تبني التقنيات المتطورة، لتعزيز الأمن الوطني وبناء القدرات بما يحقق التطلعات في مواجهة التحديات الأمنية العالمية واستشراف المستقبل خلال السنوات المقبلة وننطلق للمستقبل، من خلال مجهودات وإبداعات كوادرنا الوطنية في إدارة المدينة الآمنة والتي عملت على توظيف أحدث التطورات التقنية مثل منظومة المرور الذكية المطبقة وتوظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي بهدف تعزيز استدامة الأمن والأمان وتطوير الأنظمة الذكية المبتكرة التي تعزز مفهوم الأمن الاستباقي في مواجهة التحديات المستقبلية».
خدمات استباقية
وأكد الشامسي بأن شرطة أبوظبي تنطلق بخطوات واعدة وواثقة نحو المستقبل من خلال رؤيتها «أبوظبي رائدة عالمياً في استدامة الأمن والأمان»، ورسالتها من خلال العمل على استدامة الشعور بالأمن والأمان في إمارة أبوظبي لتحقيق ريادة مؤسسية شرطية تستشرف المستقبل بخدمات استباقية مبتكرة تعزز جودة حياة المجتمع، وركزت التحديثات على العديد من المحاور من أبرزها القيم المؤسسية للقيادة العامة لشرطة أبوظبي في ما يتعلق بالريادة والابتكار، فعلى مستوى الريادة نتبنى في شرطة أبوظبي مجموعة من المهارات التي يتمتع بها الموظف أو المنتسب في تحفيز مجموعة فرق العمل لتحقيق الأهداف، وعلى مستوى الابتكار من خلال المقدرة على تطوير فكرة أو عمل أو تصميم أو أسلوب أو أي شيء آخر وبطريقة أفضل وأيسر وأكثر استخداماً وجدوى وتنعكس محاور الريادة والابتكار في تعزيز التوجه المستقبلي من خلال توظيف الذكاء الاصطناعي في تعزيز الاستجابة بمواجهة التحديات الأمنية واستدامة الأمن والأمان بصورة مبتكرة».
تقنيات الذكاء الاصطناعي
وأضاف اللواء ثاني بطي الشامسي: «استطاعت كوادرنا الوطنية تطبيق أحدث التقنيات في الذكاء الاصطناعي واستخدام أحدث التقنيات في إدارة المدينة الآمنة، والتي تعكس جهود شرطة أبوظبي للارتقاء بالخدمات بما يعزز من قدراتها كواحدة من أجهزة الشرطة الرائدة في استخدام الأنظمة والممارسات المتطورة، وطبقت شرطة أبوظبي تقنيات الذكاء الاصطناعي في مختلف ميادين العمل الشرطي والأمني من خلال التحليل الاستباقي في التعامل مع الأزمات الطارئة والسرعة في زمن الاستجابة الأمنية، مما أسهم في زيادة فاعلية الأجهزة الأمنية لدعم متخذي القرار، عبر تطبيق أنظمة متطورة في المجال الأمني والمروري على أسس التكامل والترابط ضمن تقنيات الذكاء الاصطناعي وأنظمة البيانات والتحليلات والخرائط وغيرها، وتقوم بتحليل البيانات التاريخية والآنية واللحظية، من أجل دعم التنبؤات التحليلية والمستقبلية وتوفيرها للقطاعات الشرطية التي تسهم في تحقيق مستوى أعلى في خفض الحوادث المرورية ودعم جودة الحياة كما تحلل الطرق وتوزع الدوريات عن طريق الذكاء الاصطناعي، وتضع خطة الانتشار خلال المناسبات والأحداث والفعاليات، ما أدى إلى زيادة سرعة الاستجابة للدوريات لأي طارئ.
ملامح جديدة
أكد اللواء ثاني بطي الشامسي أن معرض آيسنار أبوظبي 2024 يجمع الخبراء والمختصين في مجال الأمن الوطني لرسم ملامح جديدة للعالم يميزها التواصل والأمان، لتبادل الأفكار والحلول المبتكرة بمجال الأمن الداخلي ومستقبل الشرطة والذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني وحماية البنية التحتية الحيوية، ومن هذا المنطلق فإن «ايسنار أبوظبي 2024» استطاع أن يقدم رؤية تخدم العمل الشرطي والأمني، ويؤكد أن شرطة أبوظبي تتبع منهجية متميزة في جهودها التطويرية باستخدام أحدث التقنيات المواكبة للتطورات عالمياً وترسيخ ثقافة الابتكار المؤسسية، وتمكينها لتحقيق رؤية وأهداف إمارة أبوظبي ومواكبة تطلعات القيادة الرشيدة في تعزيز الريادة العالمية في استدامة الأمن والأمان.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: آيسنار الإمارات آيسنار أبوظبي شرطة أبوظبي تقنیات الذکاء الاصطناعی شرطة أبوظبی من خلال
إقرأ أيضاً:
غوغل تعيد رسم خارطة البحث الطبي بالذكاء الاصطناعي
في عصر يلجأ فيه الملايين إلى الإنترنت يوميا للبحث عن إجابات للأسئلة الصحية، أصبحت الحاجة إلى معلومات طبية موثوقة ودقيقة أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى.
ومع تزايد حجم المحتوى الطبي المتاح عبر الشبكة، تواجه منصات البحث، مثل "غوغل"، تحديًا كبيرًا في تحقيق التوازن بين توفير إجابات سريعة وضمان دقتها العلمية.
ويأتي هنا دور الذكاء الاصطناعي كأداة حاسمة لمعالجة هذه المعضلة، إذ تطور "غوغل" تقنيات مبتكرة لفهم الأسئلة الطبية المعقدة، وتصفية المصادر غير الموثوقة، والتعاون مع الخبراء الطبيين لبناء نظام بحث أكثر أمانًا وموثوقية.
دمجت "غوغل" منذ سنوات نماذج الذكاء الاصطناعي في خدماتها الصحية، بدءًا من تحليل صور الأشعة، مرورًا بالتنبؤ بمخاطر الأمراض، ووصولًا إلى تحسين جودة المعلومات الطبية.
ولكن التطورات الجديدة تركز بشكل خاص على فهم نية المستخدم حين يطرح سؤالًا صحيا، والرد عليه بإجابات مبنية على بيانات موثوقة، بل صياغتها بأسلوب مفهوم وسهل.
وتتعلق نسبة كبيرة من عمليات البحث اليومية بالصحة. وفي هذا السياق، تصبح دقة الفهم وتحديد المصدر أمرًا بالغ الحساسية، وخصوصًا عندما تتعلق الأسئلة بحالات حرجة أو أمراض مزمنة أو نصائح علاجية.
الذكاء الاصطناعي يُحسِّن فهم الأسئلة الطبيةتعتمد "غوغل" على نماذج لغوية متقدمة، ولكنها لا تكتفي بالتحليل اللغوي المعتاد، بل تخضع الأسئلة الطبية لسلسلة من العمليات التي تهدف إلى فهم القصد، وتصنيف المستوى الطبي للسؤال، وتحديد حساسيته من حيث كونه يتطلب تدخلًا متخصصًا أو مجرد معلومة عامة. ويأتي هنا دور تقنيات معالجة اللغة الطبيعية من أجل تحليل الأسئلة الطبية التي يكتبها المستخدمون بأشكال مختلفة.
وفي عام 2019، قدمت "غوغل" النموذج اللغوي "بيرت" (BERT) الذي يحسّن فهم السياق في الجملة من خلال تحليل علاقة الكلمات ببعضها بدلًا من معالجتها بشكل منفرد.
إعلانويعد هذا النموذج مفيدًا في تفسير الأسئلة الطبية التي تحتوي على مصطلحات متخصصة أو الأسئلة التي تكتب باللغة العامية.
وعندما يبحث شخص عن "ألم في الصدر مع دوخة"، يحدد النموذج اللغوي العلاقة بين الأعراض ويقترح أسبابًا محتملة، مثل وجود مشاكل قلبية أو انخفاض ضغط الدم، بدلًا من تقديم نتائج عامة.
ولا يقتصر دوره على استرجاع صفحات تحتوي على كلمات مطابقة، بل على فهم القصد الحقيقي خلف السؤال وتفسير السياق وتحليل النية بطريقة أقرب إلى التفكير البشري.
كذلك طوّرت "غوغل" أنظمة ذكاء اصطناعي قادرة على التمييز بين الاستخدامات المختلفة للمصطلح الطبي نفسه.
فعلى سبيل المثال، فإن كلمة "ورم" قد تشير إلى حالة خطيرة أو إلى ورم حميد، حسب السياق. وتعتمد الخوارزميات على تحليل آلاف الوثائق الطبية والدراسات العلمية لتعلم الفروق الدقيقة.
وكشفت "غوغل" عن نموذج "ميد-بالم" (Med-PaLM) المدرب خصيصًا على بيانات طبية، ويعدّ أحد النماذج الأولى القادرة على الإجابة عن أسئلة طبية معقدة بدقة توازي دقة الأطباء البشر في بعض الاختبارات.
ويستطيع هذا النموذج معالجة أشكال متنوعة من البيانات الطبية، بما في ذلك النصوص والصور، مثل الأشعة السينية والمسح الضوئي، وحتى المعلومات الجينية، مما يتيح فهمًا أكثر شمولًا لصحة المريض.
حرب خفية ضد التضليللا شك في أن واحدة من أخطر الإشكالات التي تواجه المستخدم اليوم هي تداخل المعلومات الطبية الصحيحة مع المحتوى غير الدقيق أو المضلل أو حتى الضار.
ومن أجل مواجهة هذا التحدي، تلعب الخوارزميات الجديدة دورًا محوريا في غربلة المحتوى وتصنيفه بالاعتماد على أنظمة تصنيف المصادر.
ولا تنظر هذه الأنظمة إلى شهرة الموقع أو عدد الزيارات فقط، بل تقيّم جملة مؤشرات، مثل وجود مراجعة طبية واضحة للمحتوى، والكشف عن اسم المؤلف وخبرته، وذكر المصادر العلمية الأصلية، وتوافق المعلومات مع الإرشادات الطبية الموصى بها عالميا.
وقد أدخلت الشركة تحسينات جوهرية على الخوارزميات التي تستخدم عند التعامل مع المحتوى الصحي، لتصنيف مدى ثقة المستخدم بالمعلومة قبل أن تظهر له.
وتعطي "غوغل" الأولية للمحتوى الذي يُحدّث وفقًا لأحدث الأبحاث الطبية، في حين تكتشف الخوارزميات المحتوى الذي يعتمد على نظريات مؤامرة أو ادعاءات غير مدعومة بدراسات.
كما تعتمد "غوغل" لمراجعة المحتوى الطبي على تعاونها مع منظمات، مثل "منظمة الصحة العالمية" (WHO) و"مايو كلينك" (Mayo Clinic) و"المركز الأميركي لمكافحة الأمراض" (CDC).
لا يمكن للذكاء الاصطناعي وحده أن يحل محل الخبرة البشرية في المجال الطبي. لذلك، تعتمد "غوغل" على شراكات إستراتيجية مع أطباء وباحثين لضمان توافق تقنياتها مع الممارسات السريرية الحالية.
وقد وظفت الشركة أطباء واختصاصيين يعملون بشكل مباشر مع فرق تطوير الذكاء الاصطناعي لمراجعة النتائج وتقديم ملاحظات علمية تسهم في تدريب النماذج.
وتستخدم هذه المراجعات لاحقًا لتحسين أداء أنظمة البحث وضبط استجابات الذكاء الاصطناعي بناء على الملاحظات الإكلينيكية الفعلية.
إعلانوساعدت هذه الشراكات في تقليل ظهور المعلومات غير الدقيقة بنسبة كبيرة في بعض المواضيع الطبية العالية الحساسية، مثل السرطان والاكتئاب وصحة الأطفال.
وبالتعاون مع جامعات مثل "هارفارد" و "ستانفورد"، تطور "غوغل" أدوات تساعد الأطباء في تشخيص الأمراض عبر دمج الذكاء الاصطناعي مع البيانات السريرية.
وتتيح "غوغل" لمنظمات طبية إمكانية تحديث المحتوى الطبي مباشرة في قاعدة بياناتها، بما يضمن وصول المستخدمين إلى أحدث التوصيات.
الحدود الأخلاقية لتدخل الذكاء الاصطناعي في الصحةرغم كل هذا التقدم، تعترف "غوغل" أن الذكاء الاصطناعي ليس بديلًا عن التشخيص الطبي.
وتحرص الشركة في جميع النتائج التي تتعلق بالصحة على إضافة عبارات تحذيرية تؤكد ضرورة مراجعة الطبيب المختص وعدم الاعتماد الكلي على المعلومات المقدمة.
كما وضعت سياسات تمنع استخدام منصاتها للإعلانات التي تروّج لعلاجات غير مثبتة علميا، أو التي تستغل مخاوف المرضى. وتُراجع هذه السياسات دوريا بالتعاون مع جهات رقابية وصحية عالمية.
التحديات والانتقاداتلا تزال جهود "غوغل" تواجه انتقادات، منها الخصوصية والتحيز الخوارزمي والمسؤولية القانونية والأخطاء والهلاوس التي قد تنتج عن الأنظمة الجديدة.
ويتطلب بناء النماذج الطبية الوصول إلى بيانات حساسة للمرضى، ويثير مخاوف قانونية وأخلاقية. وحذر بعض المراقبين من أن "غوغل" قد تستخدم بيانات صحية من دون موافقة المرضى.
وإذا كانت البيانات المستخدمة في التدقيق تمثل فئة ديمغرافية معينة، فإن ذلك يعني إهمال احتياجات مجموعات أخرى.
كما أن هناك نقاشات مستمرة حول من يتحمل مسؤولية الخطأ في التشخيص الافتراضي وتبعاته الصحية.
ختامًا، بين خوارزميات تصفية المحتوى، وفهم السياق الطبي، والتعاون مع الخبراء، تضع "غوغل" الذكاء الاصطناعي في قلب إستراتيجيتها لتقديم تجربة بحث صحي أكثر موثوقية وإنسانية.
وتطمح الشركة إلى أن تصبح شريكًا معرفيا في الرعاية الصحية الرقمية، مستندة إلى الخوارزميات الدقيقة، والمصادر الموثوقة، والشراكات مع القطاع الطبي.