صور قديمة تكشف بعض أسرار قمر "الخوف" الغامض قرب المريخ
تاريخ النشر: 24th, May 2024 GMT
وجدت دراسة، بناء على صور لم تُنشر سابقا، أن قمر المريخ "فوبوس" قد يكون في الواقع مذنبا، أو على الأقل جزءا من مذنب، استحوذ عليه الكوكب الأحمر منذ فترة طويلة.
إقرأ المزيدويعني اسم "فوبوس" باللغة اليونانية القديمة "الخوف". ولسنوات عديدة، ظل العلماء في حيرة بشأن أصول "فوبوس" وتوأمه "ديموس".
وتشير فرضية أخرى إلى أن اصطداما عملاقا، مثل ذلك الذي خلق قمرنا، أدى إلى إخراج الثنائي من الكوكب الأحمر، لكن "فوبوس" الذي يبدو على شكل حبة بطاطا، لديه تركيبة كيميائية مختلفة عن المريخ، ما يجعل هذا السيناريو غير مرجح أيضا.
وكانت سونيا فورناسير، أستاذة علم الفلك في جامعة باريس سيتي والمؤلفة الرئيسية للدراسة الجديدة وهي عالمة أدوات في مهمة استكشاف أقمار المريخ (MMX) التابعة لوكالة استكشاف الفضاء اليابانية التي من المقرر إطلاقها في عام 2026 والتي تهدف إلى معرفة كيفية ولادة "فوبوس" بالضبط، تعمل مع علماء آخرين على تحليل الصور لضبط المسار المخطط للمركبة الفضائية، عندما عثرت على الصور الغير المنشورة.
إقرأ المزيدوتم التقاط هذه الصور الغريبة التي يبلغ عددها 300 صورة، بواسطة كاميرات عالية الدقة على متن المركبة الفضائية "مارس إكسبريس" (Mars Express) التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية (ESA) والتي تدرس المريخ وأقماره منذ عام 2003، وتوثق بشكل رائع ميزات "فوبوس". ويشمل ذلك "فوهة ستيكني" التي يبلغ عرضها 9 كيلومترات (5.6 ميل)، وهي أكبر معالم "فوبوس".
واستخدمت فورناسير وزملاؤها اللقطات لتحليل شدة ضوء الشمس المنعكس من "فوبوس" من زوايا مختلفة. وسمحت لهم هذه التقنية التي تسمى قياس الضوء، بتحديد مقدار الضوء الذي يعكسه فوبوس عندما تكون الشمس أمامه مباشرة أو بزاوية معاكسة.
واكتشف الفريق أن سطح "فوبوس" لم يعكس الضوء بشكل موحد. وكانت بعض المناطق، مثل الحافة الشمالية الشرقية للفوهة، عاكسة للغاية. لكن تحليل الفريق أظهر أيضا أن سطح "فوبوس" بدا أكثر سطوعا بشكل ملحوظ عندما كانت الشمس فوقه مباشرة.
وهذه الظاهرة التي تسمى "طفرة المقابلة" (opposition surge) هي سمة مميزة للعديد من أجسام النظام الشمسي الخالية من الهواء. كما وجد العلماء أن سطح "فوبوس" كان مساميا، مثل الرمل. وقد دفع هذا الفريق إلى اقتراح أن سطح القمر قد يكون مغطى بطبقة غبار سميكة ذات جزيئات مخددة، والتي تختفي ظلالها عند إضاءتها مباشرة.
وهاتان الخاصيتان هما أيضا من سمات مذنبات عائلة المشتري، وهي مذنبات يتم تعديل مداراتها بفعل جاذبية المشتري. وتشمل هذه المذنبات المذنب 67P.
إقرأ المزيدوفي الواقع، تطابقت الخصائص الضوئية لـ"فوبوس" مع خصائص المذنب 67P بشكل مثالي تقريبا. لذلك، استنتج الفريق أن "فوبوس" ربما كان مذنبا استولى عليه المريخ.
وأشارت فورناسير إلى أنه إذا كان "فوبوس" مذنبا، فربما كان "ديموس" مذنبا أيضا. وفي الواقع، بناء على الدراسة، يشير فريقها إلى أن القمرين ربما كانا مرتبطين بعضهما ببعض في السابق كمذنب واحد ثنائي الفصوص تم احتجازه وتمزقه في النهاية بسبب جاذبية المريخ.
ومع ذلك، فإن تفسير المذنب يواجه أيضا بعض الإشكاليات، حيث أن بعض العوامل الضوئية، مثل جزء الضوء المتناثر، لا تتطابق مع تلك الخاصة بالمذنبات. وفي النهاية، ستكون مهمة استكشاف أقمار المريخ (MMX)، التي سيأخذ عينات من "فوبوس"، أفضل أمل لحل أصول هذا القمر الغامض.
المصدر: لايف ساينس
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: الفضاء المذنبات المريخ دراسات علمية قمر مركبات فضائية معلومات عامة معلومات علمية الکوکب الأحمر أن سطح
إقرأ أيضاً:
البشر سيحولون المريخ إلى كوكب أخضر.. دراسة تؤكد
تشير دراسة جديدة إلى أن فكرة تحويل كوكب المريخ ليصبح صالحا للحياة قد لا تكون مجرد خيال علمي، بل هدف يمكن تحقيقه مع التقدم التكنولوجي الحالي.
منذ طرحها، بدت فكرة "تيرافورمينغ"، أي تعديل مناخ المريخ وبنيته ليتناسب مع متطلبات الحياة، وكأنها من قصص الخيال. لكن ورقة بحثية حديثة تدعو إلى التعامل مع هذا الطموح بجدية.
قالت إريكا ديبينيديكتيس، المديرة التنفيذية لمختبرات "بايونير لابز" والمؤلفة الرئيسية للدراسة، في تصريحات نقلها موقع Space، إن تيرافورمينغ المريخ قبل ثلاثين عاما، لم يكن مجرد تحدٍّ، بل كان مستحيلا. أما اليوم، ومع ابتكارات مثل مركبة "ستارشيب" من سبيس إكس والتقدم في علم الأحياء الصناعي، أصبح هذا الحلم أقرب إلى الواقع.
وأضافت ديبينيديكتيس أن بعض المؤيدين يرون أن زيادة الحياة في الكون أفضل من غيابها، وأن تيرافورمينغ المريخ قد يكون أول عمل من نوعه للبشرية في مجال العناية بكوكب.
الدراسة الجديدة لمنشورة في مجلة Nature Astronomy ناقشت أيضا الجوانب الأخلاقية المعقدة التي ترافق هذا المشروع الطموح، وتطرح تصورا عمليا لكيفية تنفيذ مثل هذا التحول على مراحل.
لماذا نحول المريخ؟
قال إدوين كايت، الأستاذ المشارك بجامعة شيكاغو والمشارك في الدراسة، إن البعثات الروبوتية أثبتت أن المريخ كوكب قابل للحياة، لذا فإن تحويله يمكن اعتباره أكبر مشروع لإعادة التأهيل النهائي في تاريخ البشرية.
وذكر تقرير لموقع Space، أن التحول الكامل للمريخ قد يستغرق قرونا أو حتى آلاف السنين، لكن الهدف على المدى البعيد هو خلق بيئة تسمح بوجود مياه سائلة مستقرة، وأوكسجين يمكن تنفسه، ونظام بيئي نابض بالحياة. في المراحل الأولى، قد يقتصر الأمر على نمو ميكروبات، أما في المستقبل البعيد، فقد تبنى مدن بشرية قائمة على سطح المريخ.
ماذا عن كوكب الأرض؟
يرى بعض العلماء أن تيرافورمينغ المريخ يمكن أن يعود بالفائدة على الأرض أيضا، من خلال التجارب التي تتيح لنا فهما أعمق لكيفية التحكم في البية.
تقول نينا لانزا، عالمة الكواكب في مختبر لوس ألاموس الوطني والمشاركة في الدراسة: "إذا أردنا معرفة كيفية تعديل بيئتنا الأرضية لتناسبنا نحن والكائنات الأخرى، فربما يكون من الحكمة تجربة ذلك أولا على المريخ. شخصيًا، أفضّل أن نكون أكثر حذرا عندما يتعلق الأمر بكوكبنا، فهو الموطن الوحيد الذي نملكه".
كيف يمكن تنفيذ تيرافورمينغ؟
لتحويل كوكب المريخ إلى كوكب صالح للحياة، تقترح الدراسة خطة من ثلاث مراحل:
المرحلة الأولى: استخدام تقنيات هندسية غير حيوية لتدفئة الكوكب، مثل نشر مرايا عاكسة للطاقة الشمسية، أو توزيع جسيمات دقيقة، أو تغطية السطح بمواد عازلة مثل الإيروجيل، لرفع حرارة الكوكب بما لا يقل عن 30 درجة مئوية. الهدف من ذلك إذابة الجليد الجوفي وإطلاق ثاني أوكسيد الكربون لزيادة كثافة الغلاف الجوي.
المرحلة الثانية: إدخال ميكروبات مُعدّلة وراثيا قادرة على تحمل الظروف القاسية، تبدأ بإنتاج الأوكسجين والمركبات العضوية، تمهيدا لخلق بيئة داعمة للحياة.
المرحلة الثالثة: وهي الأطول، وتشمل بناء نظام بيئي متكامل، وزيادة الضغط الجوي ومستوى الأوكسجين تدريجيًا، تمهيدًا لنمو نباتات أكثر تعقيدا، وربما تمكين الإنسان من التنفس على سطح المريخ دون أجهزة مساعدة.