لا يزال الرئيس التونسي، قيس سعيد، يمارس القمع بحق المعارضة، مع اقتراب الاستحقاق الرئاسي والانتخابات، في محاولة لخنق المعارضة، ونشطاء المجتمع المدني.

ونشرت صحيفة "فايناشال تايمز" تقريرًا تناولت فيها المجلة القمع الجديدة التي شنها الرئيس التونسي قيس سعيد حملة قمع جديدة على المعارضة، استهدفت المحامين والصحفيين ونشطاء المجتمع المدني قبل الانتخابات الرئاسية في وقت لاحق من هذه السنة.



وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن محكمة في تونس العاصمة، أصدرت مساء الأربعاء الماضي، حكمًا بالسجن لمدة سنة على صحفيين إذاعيين بسبب تعليقات سياسية أدلوا بها على وسائل التواصل الاجتماعي والإذاعة.

ونقلت الصحيفة عن زياد دبار رئيس نقابة الصحفيين التونسيين قوله لإذاعة موزاييك إف إم المحلية: "لقد دخلنا الآن في منطق تجريم الرأي".

وأشارت الصحيفة إلى أنه تم اعتقال ما لا يقل عن 10 أشخاص هذا الشهر فيما وصفته منظمة العفو الدولية بـ "حملة قمعية غير مسبوقة" ضد شخصيات المجتمع المدني.




وذكرت الصحيفة أنه من بين المعتقلين مسؤولين في منظمات غير حكومية تساعد المهاجرين غير الشرعيين من بلدان أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.

وأوضحت الصحيفة أن دبار انتقد قانون 2022 الخاص بالجرائم الإلكترونية والذي تم استخدامه بشكل متزايد ضد الصحفيين وغيرهم من المعارضين.

ولفتت الصحيفة إلى أن سعيد تم انتخابه في سنة 2019، وقام بعملية استيلاء واسعة النطاق على السلطة في سنة 2021، ومنذ ذلك الحين قام بتفكيك منهجي للديمقراطية الناشئة في البلاد، وسجن المعارضين وتغيير الدستور لتركيز السلطة في يديه.

وأضافت الصحيفة أن تونس كان يُنظر إليها، حتى سنة 2021، على أنها الديمقراطية الوحيدة التي خرجت من الانتفاضات العربية سنة 2011.

ومن المقرر إجراء انتخابات رئاسية في وقت لاحق من هذه السنة، لكن لم يتم الإعلان عن موعد لها، وليس من الواضح ما إذا كان سعيد سيواجه أي منافسين جديين بموجب القواعد الجديدة التي تسمح له باختيار أعضاء اللجنة الانتخابية.

وبينت الصحيفة أنه على الرغم من الاستبداد المتزايد، من المقرر أن تتلقى تونس ما يصل إلى 278 مليون يورو من الاتحاد الأوروبي حتى سنة 2027 لإدارة الهجرة، كما تلقت بشكل منفصل 150 مليار يورو لدعم الميزانية في آذار/  مارس. وتعد البلاد نقطة انطلاق رئيسية للمهاجرين غير الشرعيين الذين يسعون للوصول إلى أوروبا عبر القوارب إلى إيطاليا.

وقالت المفوضية الأوروبية هذا الشهر إنها تشعر بالقلق إزاء موجة الاعتقالات.



وأشارت الصحيفة إلى أنه من بين المعتقلين في حملة القمع سونيا الدهماني، وهي محامية صريحة ومعلقة تلفزيونية، كانت قد أدلت بتصريحات ساخرة تلقي بظلال من الشك على تأكيدات الرئيس بأن المهاجرين من جنوب الصحراء الكبرى يريدون الاستقرار في تونس.

وبحسب الصحيفة، ادعى سعيد السنة الماضية أن بلاده كانت هدفًا لمؤامرة لتغيير تركيبتها الديموغرافية من خلال جلب أشخاص من دول جنوب الصحراء الكبرى. وأثارت تصريحاته موجة من الهجمات العنيفة ضد المهاجرين.

وقالت الصحيفة إنه قد تم تصوير عملية اعتقال الدهماني في 11 أيار/ مايو بالفيديو. وأثارت لقطات لرجال ملثمين وهم يسحبونها خارج مقر نقابة المحامين غضبا بين المحامين، الذين نظموا إضرابًا لمدة يوم واحد يوم الاثنين.

ونقلت الصحيفة عن دليلة بن مبارك، المحامية، التي كان شقيقها من بين السياسيين المعارضين المؤيدين للديمقراطية الذين سجنهم سعيد السنة الماضية، قولها: إن الصحفيين والمحامين وغيرهم من منتقدي الرئيس شعروا بالتهديد.

وقالت دليلة: "نحن جميعا نعتبر أنفسنا أحرارًا مؤقتًا"، مضيفة أن هناك "جهدًا ممنهجًا لتشويه" الأشخاص الذين يتخذون موقفًا مستقلًا أو يدعمون حقوق الإنسان. فهم متهمون بالخيانة والعملاء لدول أجنبية.

وتابعت الصحيفة أن حملة القمع امتدت إلى مجموعات المجتمع المدني التي تعمل مع المهاجرين، بما في ذلك "منيمتي" والفرع التونسي لمنظمة "تارداسيل"، وهي مجموعة فرنسية؛ حيث يشكون من تعرض موظفيهم للمضايقة والاستجواب بشأن التمويل. وقد وصف سعيد نفسه مجموعات المجتمع المدني بـ "الخونة" وادعى أنهم "مدفوعون بالأجور الأجنبية".

وذكرت الصحيفة أن رئيسة "منيمتي"، سعدية مصباح، وهي ناشطة تونسية سوداء مناهضة للتمييز، اعتقلت في تحقيق بشأن غسيل أموال هذا الشهر.

ونقلت الصحيفة عن موظف في منظمة غير حكومية مقرها تونس تعمل مع المهاجرين، طلب عدم ذكر اسمه خوفاً من الانتقام، قوله: "إذا نظرت إلى جميع الأشخاص الذين تم استدعاؤهم، فستجد أن كل ذلك لأسباب مالية. ولكن إذا نظرت عن كثب، ستجدهم قد ساعدوا المهاجرين جميعًا".

وأضاف الموظف: "نحن نستعد؛ حيث سيتعين على الجميع مواجهة هذا. نحن خائفون . إن مساعدة الناس سوف تصبح جريمة. لقد تم بالفعل استدعاء غالبية شركائنا. إنهم في السجن."

وقال موظف في منظمة غير حكومية تونسية أخرى إنهم غادروا البلاد الشهر الماضي بعد تلقيهم تهديدات، وبعد أن استجوبتهم السلطات مرارًا وتكرارًا بشأن تمويلهم وفتشت مكاتبهم. لقد اشتدت حدة الاستجواب بعد أن قدمت المنظمة غير الحكومية شكوى نيابة عن مهاجر مسجون.

وأضاف الموظف: "قال إنه تم بيعه إلى الميليشيات الليبية من قبل الحرس الوطني التونسي. وصلتنا رسالة منه مفادها أنه يتعرض للتعذيب وهو في أحد سجون ليبيا. وطالبوا بفدية قدرها 1000 يورو لإطلاق سراحه. كما تم نقل حوالي 50 سجينًا آخر [من تونس] إلى ليبيا".

واختتمت الصحيفة تقريرها موضحة أن السلطات التونسية نفذت اعتقالات واسعة النطاق للمهاجرين واللاجئين في الأشهر الأخيرة وطردتهم إلى الجزائر أو ليبيا، وفقًا لدبلوماسيين ومنظمات دولية ومنظمات غير حكومية. وسبق أن نفت وزارة الخارجية التونسية انتهاك حقوق المهاجرين.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية التونسي سعيد المعارضة الانتخابات الديمقراطية تونس معارضة انتخابات ديمقراطية سعيد صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المجتمع المدنی غیر حکومیة الصحیفة أن

إقرأ أيضاً:

"يعودون في توابيت".. هل تنجح النقابات في دفع السعودية لحماية حقوق العمال المهاجرين قبل مونديال 2034؟

في خطوة تصعيدية لافتة، تقدّمت نقابات عمالية من 36 دولة بشكوى رسمية إلى منظمة العمل الدولية، احتجاجًا على ما وصفته بـ"انتهاكات حقوقية خطيرة" يتعرض لها العمال المهاجرون في المملكة العربية السعودية. اعلان

وطالبت الشكوى، التي كشفت عنها صحيفة الغارديان البريطانية، بتشكيل لجنة تحقيق، وهي من أقوى الأدوات التي تمتلكها المنظمة الأممية، وذلك في ظل تنامي المخاوف بشأن غياب التحسينات الحقيقية في ظروف العمل، مع بدء تصعيد مشاريع البناء المرتبطة باستضافة المملكة لكأس العالم في عام 2034.

وقال لوك تريانغل، الأمين العام للاتحاد الدولي لنقابات العمال، إن "حجم وخطورة الانتهاكات في السعودية يتطلبان أقوى رد ممكن"، مؤكدًا أن "هذه دعوة عاجلة لإصلاح حقيقي وشامل وتشاركي". وأضاف: "لا يمكننا أن نتحمل وفاة عامل مهاجر آخر في السعودية. لا يمكن أن نبقى صامتين بينما يواجه العمال، وخصوصًا عمال البناء والخدمات المنزلية، انتهاكات صارخة لحقوقهم الأساسية. يجب أن يتوقف ذلك الآن".

ومن اللافت أن هذه الشكوى جاءت بالتزامن مع إعلان منظمة العمل الدولية عن توقيع اتفاق تعاون جديد مع السعودية على هامش مؤتمر العمل الدولي المنعقد في جنيف هذا الأسبوع. ووفقًا لهذا الاتفاق الأولي، الذي يمتد لعامين، من المتوقع أن تبدأ السعودية بمواءمة قوانينها مع معايير العمل الدولية.

محتجون يتظاهرون في أتلانتا، السعودية في 18 نوفمبر/تشرين الثاني 2013، تنديدًا بتعامل السعودية مع العمال الإثيوبيين.David Goldman/AP

وعلى الرغم من هذا الإعلان، لا تزال منظمات حقوقية ونقابية عديدة تحذر من أن مشاريع كأس العالم وغيرها من المشروعات العملاقة في السعودية قد تتضرر صورتها بفعل الانتهاكات المستمرة بحق العمال المهاجرين، وتشمل هذه الانتهاكات: الرسوم المبالغ فيها للتوظيف، عدم دفع الأجور، عقود عمل زائفة، احتجاز جوازات السفر، والتعرض لدرجات حرارة مميتة.

وتشير تقارير حقوقية إلى أن آلاف العمال قد يلقون حتفهم مع تسارع وتيرة أعمال البناء، حيث ذكرت منظمة "فير سكوير" الشهر الماضي أن الوضع ينذر بكارثة إنسانية.

ويُذكر أن عدد العمال المهاجرين في السعودية ارتفع بشكل لافت في السنوات الأخيرة ليتجاوز 13 مليونًا، مدفوعًا بطفرة إنشائية ضخمة مرتبطة بكأس العالم والمشاريع الكبرى المسماة بغيغا.

نشطاء إندونيسيون يتظاهرون أمام السفارة السعودية في جاكرتا، 13 أغسطس/آب 2007، مطالبين الرياض بالاعتذار وتعويض عائلات أربع عاملات تعرّضن للتعذيب، توفيت اثنتان منهن.Tatan Syuflana/AP2007

ورغم توقيع الاتفاق الجديد، يبقى العمل النقابي محظورًا في المملكة. ويتضمن الاتفاق أيضًا بنودًا لتسهيل تغيير الوظائف، وتطبيق حد أدنى للأجور، وتضمين العمال المهاجرين في لجان تمثيل العمال. كما يلتزم الاتفاق بتحسين نظام التعويض للعمال المصابين أو المتوفين، وتوسيع الحماية للعاملين في المنازل، والذين ظلوا مستبعدين من بنود رئيسية في قانون العمل السعودي.

لكن هذه الإصلاحات المقترحة لم تُرضِ النقابات الدولية، حيث دفعت نقابات من المملكة المتحدة واليابان وكندا وأستراليا و13 دولة أفريقية، منها نيجيريا وغانا والسنغال، إلى تقديم الشكوى، على الرغم من المعارضة الشديدة من الجانب السعودي.

وتتضمن الشكوى، بحسب ما اطلعت عليه صحيفة الغارديان، عشرات الحالات التي يُزعم أنها تنطوي على اتجار بالبشر، وعمل قسري، وسرقة أجور، وانتهاكات جسدية وجنسية بحق العمال المهاجرين.

وقال عمر عثمان، الأمين العام لاتحاد نقابات العمال الصوماليين وأحد الموقّعين على الشكوى: "يذهب الأفارقة إلى السعودية بحثًا عن الحياة، لكنهم يعودون في توابيت".

Relatedلاعبو كرة القدم: تعبنا من كثرة المباريات.. وبطولة الفيفا الجديدة هي القشة التي قصمت ظهر البعيررئيس الفيفا في حديث خاص لـ"يورونيوز": هذا زمن كرة القدم النسائيةالفيفا: مونديال 2034 فرصة ذهبية للسعودية ودعوات لضمان سلامة العمال الأجانب في مواقع البناء

وتأتي هذه الشكوى بعد شكاوى مماثلة قدمتها هذا العام منظمة عمال البناء والأخشاب الدولية إلى منظمة العمل الدولية بشأن أوضاع العمال في السعودية. كما أثارت نقابات عمالية أفريقية المخاوف بشأن معاملة العمال المهاجرين في مراسلات مع الاتحاد الدولي لكرة القدم.

وفي خطاب موجه إلى منظمة هيومن رايتس ووتش في أبريل/ نيسان الماضي، كتب ماتياس غرافستروم، الأمين العام للفيفا، أن "تنفيذ التدابير المدرجة في استراتيجية ملف الاستضافة قد بدأ بالفعل ويُعد أولوية للفيفا". ويُفهم أن الشكوى النقابية تُقر ببدء هذا الحوار، لكنها تصر على ضرورة اتخاذ خطوات عاجلة أكثر حزمًا.

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • حراك مستمر في إسبانيا للمطالبة بفرض حظر شامل على تجارة السلاح مع إسرائيل
  • صلاة وخطبة عيد الأضحى المبارك في ساحة الجندي المجهول بمنطقة المهاجرين
  • "يعودون في توابيت".. هل تنجح النقابات في دفع السعودية لحماية حقوق العمال المهاجرين قبل مونديال 2034؟
  • وزير التعليم العالي يهنئ المواطنين والمجتمع الأكاديمي بعيد الأضحى
  • استبعاد زعيم المعارضة في كوت ديفوار من الانتخابات الرئاسية
  • استبعاد 4 مرشحين معارضين من قوائم الانتخابات الرئاسية في ساحل العاج
  • وزير الأوقاف: تفويج الحجاج الى عرفات مستمر حتى منتصف الليل
  • ارتفاع مستمر.. تعرف على كمية استهلاك الفرد العراقي من الكهرباء
  • عربيد: العمل البيئي مسؤولية مشتركة بين الدولة والمجتمع
  • البعثة الأممية تواصل مشاوراتها.. «خوري» تلتقي ممثلي الشباب والمجتمع المدني والأحزاب السياسية