أخر وأكبر مسجد في الصين.. يفقد قبابه ومآذنه أمام التعصب الديني والثقافي
تاريخ النشر: 26th, May 2024 GMT
فقد آخر وأكبر مسجد في الصين على الطراز العربي قبته، وتم تعديل مآذنه بشكل جذري، مما أثار مخاوف بشأن التعصب المتزايد في البلاد، ووفقا لصحيفة الغارديان، يعتقد الخبراء أن التعديلات الأخيرة هي جزء من حملة الحكومة الصينية لإضفاء الطابع الصيني على أماكن العبادة الإسلامية في البلاد.
مسجد شاديان الكبير
والمسجد الذي طُمست هويته العربية الإسلامية بشكل كامل، هو مسجد شاديان الكبير الذي يوصف بأنه أكبر وأعظم مكان للعبادة الإسلامية في الصين، ويطل المسجد على البلدة الصغيرة التي أخذ اسمه منها، ويقع في مقاطعة يونان الجنوبية الغربية.
ووفقًا للتقارير، حتى العام الماضي، كان المبنى مزينًا بقبة خضراء مبلطة ومزينة بهلال. وكان محاطًا أيضًا بأربعة قباب أصغر ومآذن مرتفعة، وفي عام 2022، تم تزيين جناح المدخل بهلال كبير ونجمة مصنوعة من البلاط الأسود الزاهي.
ما هي التغييرات الجديدة على هوية المسجد؟
تظهر أحدث صور الأقمار الصناعية وروايات الشهود التي حصلت عليها صحيفة الغارديان أنه تمت إزالة القبة واستبدالها بسطح باغودة على الطراز الصيني الهان، وهو شكل دائري مأخوذ من العقيدة البوذية يعبر عن مرور الفصول وتكرارها، ومن ناحية أخرى، تم تقصير مآذن المسجد وتحويلها إلى أبراج باغودة، لا يوجد سوى أثر خافت للهلال والبلاط النجمي الذي كان يميز الشرفة الأمامية للمسجد.
محاولات لطمس الهوية الإسلامية
وهذه ليست الحالة الأولى التي يتم فيها تعديل مسجد وفقًا للدعاية الصينية، كما واجه مسجد ناجياينج التاريخي الآخر في يونان، والذي يقع على بعد أقل من 100 ميل فقط من مسجد شاديان، محنة مماثلة، وفي عام 2018، نشرت الحكومة الصينية خطة خمسية تناولت "تطويع الإسلام"، وكان أحد الأجزاء الرئيسية للخطة هو مقاومة "الأنماط المعمارية الأجنبية" وتعزيز "العمارة الإسلامية... المليئة بالخصائص الصينية". ليس هذا فحسب، فقد أظهرت مذكرة مسربة للحزب الشيوعي أن السلطات المحلية تلقت تعليمات "بالالتزام بمبدأ هدم المزيد والبناء أقل".
إن تطويع هذين المسجدين البارزين يمثل نجاح الحملة، وقال رسلان يوسوبوف، عالم الأنثروبولوجيا بجامعة كورنيل، لصحيفة الغارديان: "حتى لو بقيت مساجد صغيرة على الطراز العربي في القرى، فسيكون من الصعب على المجتمعات المحلية الاعتراض على إضفاء الطابع الصيني عليها". وقالت هانا ثيكر، مؤرخة الإسلام في الصين بجامعة بليموث: إن حملة إضفاء الطابع الصيني على المساجد تقدمت "من مقاطعة إلى مقاطعة". مقاطعة يوننان التي تعد واحدة من المقاطعات الأبعد عن بكين تم التعامل معها أخيرًا، وأضاف ثيكر: "بحلول عام 2023، كان هناك شعور بين المجتمعات بأن الإضفاء الطابع الصيني على الهندسة المعمارية سيصل إلى مساجد يونان الشهيرة، باعتبارها آخر المساجد الكبرى غير الملوثة في الصين".
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الطابع الصيني التعصب فی الصین
إقرأ أيضاً:
جامعة الفيوم تؤكد دورها المجتمعي والثقافي في ندوة بمعرض الكتاب
تحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة، نظّمت الهيئة المصرية العامة للكتاب، برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين، ندوة بعنوان "جامعة الفيوم ودورها المجتمعي والثقافي"، وذلك ضمن فعاليات معرض الفيوم للكتاب.
شارك في الندوة نخبة من أساتذة الجامعة، هم: الدكتور عرفة صبري نائب رئيس الجامعة لشئون الدراسات العليا والبحوث، والدكتورة آمال ربيع كامل، والدكتورة وفاء يسري، وأدار اللقاء الدكتور وائل طوبار.
أكد الدكتور عرفة صبري في كلمته على أهمية التكامل بين استراتيجية الدولة وجهود جامعة الفيوم في مجالات التنمية المجتمعية، لا سيّما ما يتصل بالمعرفة والبحث العلمي، وتأهيل الكوادر القادرة على خدمة الوطن من خلال البحوث العلمية والتطبيقية.
وأشار إلى دور الجامعة في تقديم حلول مبتكرة للتحديات التي تواجه المجتمع، مثل نقص المياه، والزراعة الذكية، ومشكلات التنمية.
كما شدد على أهمية نقل مخرجات البحث العلمي إلى الصناعة من خلال ما يُعرف بـ"الحضانات التكنولوجية"، مؤكدًا أن هذا المسار يمثل أحد أهداف الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي، ويعزز من حسن استغلال رأس المال البشري، عبر إعداد العقول بالمناهج والتدريب المناسب، والتأهيل لسوق العمل.
واختتم حديثه بالتأكيد على أهمية الحفاظ على الهوية الوطنية ونشر الوعي المجتمعي عبر الدوريات، والأنشطة الثقافية، والمطبوعات التوعوية.
من جانبها، تناولت الدكتورة آمال ربيع كامل قضية محو الأمية، موضحة أن الجهل لا يقتصر على عدم إجادة القراءة والكتابة، بل يشمل كذلك ضعف الوعي في التعامل مع التكنولوجيا الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي، مما ينعكس سلبًا على المجتمع.
واستعرضت تجربة الجامعة في هذا المجال، مشيرة إلى إلزام الطلاب بمحو أمية ثلاثة من أفراد المجتمع كشرط للتخرج، في إطار دور الجامعة في تعزيز التعليم المجتمعي.
أما الدكتورة وفاء يسري، فأكدت على وجود تنسيق دائم وتعاون فعّال بين كليات جامعة الفيوم ومؤسسات المجتمع المدني، بهدف دراسة المشكلات المجتمعية ووضع حلول ملائمة لها.
وأضافت أن تنمية المجتمع المحلي، وخاصة في محافظة الفيوم، تأتي على رأس أولويات الجامعة، من خلال مواجهة الجهل بمختلف صوره، والارتقاء بالسلوكيات الاجتماعية، وتعزيز الانتماء الوطني، وقد لاقت الندوة حضورا كبيرا لافتا من جمهور المعرض، من كافة الفئات العمرية، خاصة مرحلة الشباب.