التحدّي الأخير...هذا ما يواجه لودريان في زيارته الخامسة
تاريخ النشر: 28th, May 2024 GMT
حتى ولو جاء جان ايف لودريان أو آموس هوكشتاين أو أي موفد آخر إلى لبنان فلن يتغيّر شيء إن لم يقرّر اللبنانيون أنفسهم أن يتغيّروا. وهذا التغيير غير وارد ما دام كل فريق يربط موقفه من الملفات اللبنانية الشائكة، وعلى رأسها ملف رئاسة الجمهورية، بما لديه من شروط لا تتطابق مع شروط الفريق الآخر. وهكذا تُطوى الأشهر، والشهر وراء الباب، من دون أن تلوح في أفق الأزمة اللبنانية المسدود أي بادرة أمل.
أمّا في الملف الرئاسي فإن "حزب الله"، الذي يعتبر نفسه مدافعًا عن كل لبنان من خلال العمليات العسكرية التي يقوم بها ضد مواقع العدو الإسرائيلي في الشمال الإسرائيلي، فإنه يتمسّك اليوم بترشيح رئيس تيار "المردة" الوزير السابق سليمان فرنجية أكثر من أي وقت مضى. فبعد كل هذه التضحيات التي قدّمها من خيرة شبابه لن يقبل بما لم يقبل به قبل سنة وسبعة أشهر. هذا ما تقوله أوساطه. وهذا ما تؤكده الوقائع. وهذا ما يصل إلى أسماع من هم في الخارج، الذين باتوا مقتنعين بأن أوان الحلّ في لبنان لم يحن بعد، خصوصًا أن أي حلّ، سواء أكان على مستوى الوضع الجنوبي أو الوضع الرئاسي، أو حتى الوضع الاقتصادي، سيكون مربوطًا بالتسوية الكبرى الجاري الاعداد لها على طاولة مفاوضات الكبار.
إلاّ أن ثمة فريقًا آخر من اللبنانيين يرى عكس ما يراه الخارج، وهو مغاير تمامًا لنظرة "حزب الله" إلى الملفات المطروحة. ويؤكد الذين ينتمون إلى هذا الفريق أن التجارب الكثيرة في الماضي أثبتت أن سياسة وضع العربة أمام الأحصنة لن توصل أصحابها إلى أي مكان، بل تبقى العربة في مكانها، وكذلك الأحصنة، التي لن تتمكن من التحرّك ما دامت هذه العربة معطلة في منتصف الطريق.
إن انتخاب رئيس للجمهورية اليوم، في رأي هذا الفريق، يجب أن يتقدّم على أي مسألة أخرى مهما كانت مهمة، لأن تغييب لبنان عن أي طاولة للمفاوضات سيكون حتميًا إن لم يكن على رأس الجمهورية رئيس يمثّل كل لبنان على اختلاف مشارب أبنائه. وهذا ما رأته "اللجنة الخماسية"، التي حذّرت اللبنانيين، في آخر بيان لها، من مغبة تغييب لبنان في المفاوضات الدولية والإقليمية، مع الخشية بأن تأتي التسويات على حساب الغائبين أو المغيَّبين أو المغيِّبين أنفسهم.
وفي رأي هذا الفريق أن انتخاب رئيس جديد للجمهورية يبقى أولاً وأخيراً محصوراً بإيجاد تسوية من شأنها إيجاد صيغة بالتراضي، تأخذ في الحسبان أن لا قدرة لـ "لثنائي الشيعي" على فرض مرشحه على المعارضة التي تقاطعت مع "التيار الوطني الحر" على ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور. كما أن عكس ذلك قد بات من المسلمات الواقعية، إذ أنه من المحال فرض مرشح المعارضة على "الثنائي الشيعي". وهذا الواقع الناتج عن التعادل السلبي سيقود حتمًا إلى ترجيح "الخيار الثالث". وهذا هو التحدّي الجدّي الذي سيواجه لودريان في زيارته السادسة للبنان، إلاّ إذا كان حمل معه مجموعة من الأفكار يمكن أن تستبدل التحفّظ وتأتي بموجة من التفاؤل، بخلاف زياراته السابقة التي غلبت عليها المراوحة، وتبادل الشروط بين الكتل النيابية الفاعلة. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: هذا ما
إقرأ أيضاً:
مكتبة الإسكندرية تطلق النسخة الخامسة من سلسلة "الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمّية"
تواصل مكتبة الإسكندرية، بالتعاون مع iQafé، تنظيم فعاليات سلسلة "الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمّية" التي تُعقد شهريًا، حيث تنطلق النسخة الخامسة عبر الإنترنت اليوم الأحد الموافق 29 يونيو، بمشاركة مجموعة من الخبراء والباحثين المتخصصين في الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمّية من مصر والعالم.
وتأتي هذه النسخة ضمن الأنشطة التمهيدية استعدادًا لإطلاق هاكاثون الإسكندرية للحوسبة الكمّية، المقرر عقده في الفترة من 3 إلى 5 سبتمبر 2025، بالتعاون مع المنظمة الأوروبية للأبحاث النووية (CERN) ومعهد الكمّية المفتوح (Open Quantum Institute - OQI).
وتهدف إلى تمكين الطلاب والباحثين في المنطقة من اكتساب مهارات وتقنيات متقدمة في علوم الكمّ.
وتُفتتح الفعالية بعرض تقديمي يعرّف المشاركين بمحاور الهاكاثون والفرص التي يقدمها، يليه برنامج من المحاضرات العلمية التي تناقش أحدث التطورات في مجالات التعلم الآلي، التعلم الآلي الكمّي، وتقنيات التحسين، ويقدمها نخبة من المتحدثين الدوليين البارزين.
وتأتي هذه الجلسة استمرارًا لرؤية مكتبة الإسكندرية التي تهدف لدعم العلم، وتعزيز قدرات الأجيال الشابة في المجالات التقنية الحديثة، من خلال الشراكات الدولية وبناء جسور التعاون مع المؤسسات الرائدة عالميًا.