الريامي يدرس منهج الدرجيني في «كتاب طبقات المشايخ بالمغرب»
تاريخ النشر: 29th, May 2024 GMT
العُمانية: يقدم الدكتور علي بن سعيد الريامي دراسة مفصلة لمنهج أبي العباس أحمد بن سعيد الدرجيني في كتابه «طبقات المشايخ بالمغرب» الذي يتضمن تراجم لعلماء الإباضية في المغرب العربي.
وجاء الكتاب الصادر ضمن منشورات الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء (2024)، في 608 صفحات من القطع المتوسطة، وضم أربعة فصول ومقدمة وخاتمة، وقائمة بالمصادر والمراجع.
يقول الريامي في مقدمة كتابه: «إن الدرجيني (ت: 670هـ/ 1271م تقريباً) ألّف «كتاب طبقات المشايخ» بناءً على طلب إباضيَّة المشرق بعُمان؛ رغبةً منهم في الاطلاع على سِيَر إخوانهم في المغرب».
ويضيف أن الدرجيني استفاد في الجزء الأول من كتابه من سِيَر أبي زكرياء يحيى بن أبي بكر الوارجلاني (توفي بعد 474هـ/ 1081م)، كاشفاً في دراسته عن حجم التداخل بين الكتابين، والكيفيَّة التي تعامل بها الدرجيني مع سِيَر أبي زكرياء.
ويوضِّح أن الجزء الثاني من كتاب الدرجيني يشتمل على تراجم لعلماء الإباضيَّة في المشرق والمغرب، وكان لتراجم المغرب النصيبُ الأوفر منها، مشيراً إلى أن الدرجيني استفاد في هذا الجزء من سِيَر أبي عمَّار التي يبدو أنها فُقدت، وأخذ عنه فكرة تقسيم العلماء إلى طبقات، هذا إلى جانب استفادته الكبيرة من «سِيَر الوسياني»، لأبي الربيع سليمان بن عبد السلام.
ويشير الريامي إلى أن عنوان الكتاب لا يشتمل على مصطلح «المغرب»، وأن المحقِّق أقحم مصطلح «المغرب» على العنوان، لتأكيد عناية الكتاب بسِيَر مشايخ الإباضيَّة بالمغرب.
ويرصد الريامي في الفصول الثاني والثالث والرابع، موارد الدرجيني ومنهجه وأهمَّ الجوانب التي تطرَّق إليها في كتابه، وهو «ما لم تتم دراسته من قبلُ بشكلٍ معمَّق في دراسةٍ علميَّة» وفقاً له.
ويوضِّح أن أهميَّة دراسة منهج الدرجيني من خلال كتابه «طبقات المشايخ» تأتي من «محاولة التعرُّف على موقعه الثقافي، ومقدار فائدته لكونه يمثِّل مرحلةً وسطى بالنسبة لحركة التأليف في موضوع سِيَر العلماء والأئمة الإباضيَّة، علاوةً على أنه وكتابه (طبقات المشايخ) لم يحظيا بدراسةٍ علميَّة أكاديميَّة وافية».
ومن هذا المنطلق، «كان من غير الممكن الوقوفُ على منهج الدرجيني، وبيانُ مدى القيمة العلميَّة لكتابه، إلا من خلال دراسة مادَّته ومقارنتها مع المؤلَّفات التي سبقته في المجال نفسه، خاصَّةً أنه يُعَدُّ أحد المصادر الرئيسية لدراسة الأوضاع: السياسيَّة والاقتصاديَّة والاجتماعيَّة والفكريَّة والثقافيَّة، لمجتمعاتٍ طالما كان هناك اعتقاد أنها تعيش ما يُشبه العُزلة والاستقلاليَّة، في أفكارها وأنظمتها السياسيَّة والإداريَّة والاجتماعيَّة، في عصرٍ كان يسوده الاضطرابُ السياسيّ».
ويقول الريامي: إن قيمة الكتاب تبرز - خاصة الجزء الثاني منه - فيما أدَّاهُ الدرجيني من استكمال حلقةٍ مهمةٍ في كتابة السير الإباضية التي بدأها سلفه أبو زكرياء الوارجلاني، وتعد أخباره عن تأسيس نظام العزَّابة بالمغرب، ذات أهمية كبيرة، وبالأخص حديثه عن حلقة وارجلان التي انتسب إليها طالباً مدة سنتين، إذ كان حديثه من واقع تجربةٍ عايَشها، فقد تحدث عن هيكلية هذا النظام، والمجالات التي تُشرف عليها حلقة العزَّابة، ونظامها التعليمي، وفكرها التربوي.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
تراث الإمارات يتألق في «موسم طانطان» بالمغرب
أبوظبي (وام)
تشارك الإمارات في الدورة الـ 18 لموسم طانطان الثقافي، الذي تنطلق فعالياته اليوم في المملكة المغربية، تحت عنوان «موسم طانطان.. شاهد حي على عالمية ثقافة الرحل»، ويستمر حتى 18 مايو الجاري، برعاية صاحب الجلالة الملك محمد السادس، ملك المملكة المغربية الشقيقة.
ويعد موسم طانطان، الذي أدرجته منظمة اليونسكو في عام 2008 ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للإنسانية، منصة ملهمة للحوار الثقافي بين مختلف المجتمعات، وفرصة للتعبير عن المظاهر التراثية والقواسم الحضارية المشتركة المتجسدة في الثقافة الشعبية الصحراوية.
التراث الإماراتي
تستعرض هيئة أبوظبي للتراث، من خلال جناح الإمارات، عدداً من عناصر التراث الإماراتي المعنوي، إلى جانب تنظيم المسابقات التراثية، مثل «سباق الهجن»، و«مزاينة الإبل» و«مسابقة المحالب»، بالتعاون مع اتحاد الإمارات لسباقات الهجن، وترعى جناح الدولة مسابقة التبوريدة التي تعد من المسابقات التراثية المغربية.
ويضم الجناح معرضاً للصور يجسد العلاقات التاريخية المتينة التي تربط البلدين الشقيقين، إلى جانب لوحات من المصنوعات اليدوية التقليدية بالتعاون مع الاتحاد النسائي العام، ومعروضات من البيئة البحرية والأكلات الشعبية الإماراتية والقهوة العربية والملابس الرجالية والنسائية والمجوهرات الشعبية.
ومن المسابقات التي تنظمها «الهيئة»، خلال مشاركتها في موسم طانطان، مسابقة الطبخ الشعبي وإعداد الآتاي المغربي، والألعاب الشعبية، والشعر الحساني، ومسابقة إعداد الخيمة الصحراوية.
كما تنظم «الهيئة» أمسية شعرية، يحييها شعراء من الإمارات والمغرب، إضافة إلى المشاركة في الحفلات الغنائية وغيرها من الفعاليات الثقافية والتراثية المتنوعة التي يحتضنها موسم طانطان.
مشاركات الإمارات
كانت أول مشاركة للدولة في موسم طانطان عام 2014، ضيف شرف في الدورة العاشرة التي أقيمت تحت شعار «التراث الثقافي غير المادي ودوره في تنمية وتقارب الشعوب».
وفي عام 2015، شاركت الإمارات في الدورة الـ 11، تحت شعار «تراث إنساني ضامن للتماسك الاجتماعي وعامل تنموي»، وذلك في إطار تعزيز تقارب التراث الصحراوي الإماراتي والمغربي، لاسيما في مجال تربية الإبل وما يرتبط بها من مسابقات.
كما شاركت في دورة عام 2016 التي عُقدت تحت شعار «موسم طانطان ملتقى مغرب التنوع»؛ بهدف تعزيز التعاون الثقافي مع دول العالم. وسجلت الدولة مشاركتها الرابعة في موسم طانطان عام 2017، في دورته الـ 13 التي حملت شعار «موسم طانطان.. موروث ثقافي مغربي ببعد إفريقي». أما في عام 2018، فشاركت في الدورة الـ 14 التي أُقيمت تحت شعار «موسم طانطان.. عامل إشعاع الثقافة الحسانية»، لتسليط الضوء على الأدب الشعبي النبطي. وجاءت مشاركتها في دورة عام 2019، التي عُقدت تحت شعار «موسم طانطان.. حاضن لثقافة الرحل العالمية»، متزامنة مع عام التسامح.
وركز جناح دولة الإمارات في دورة عام 2023، التي أقيمت تحت شعار «ترسيخ للهوية ورافعة للتنمية المستدامة»، على إبراز التراث الأصيل والهوية الحضارية للدولة.
كما شاركت الدولة العام الماضي في الدورة الـ 17 لموسم طانطان، التي أقيمت تحت شعار «20 عاما من الصون والتنمية البشرية»، واستقطب جناحها آلاف الزوار، وحظيت فعالياته التراثية والثقافية والفنية بأصداء إعلامية وشعبية واسعة في مختلف أنحاء المملكة المغربية.
برنامج ثري
يتضمن موسم طانطان برنامجاً ثقافياً غنياً ومتميزاً، يجمع بين الماضي والحاضر، ويسلط الضوء على التراث الصحراوي العالمي بشكل عام، والتراث الصحراوي المغربي على وجه الخصوص، ويعد الموسم حدثاً عالمياً مسجلاً في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي المعنوي في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو».