تحليل للجزيرة: انكماش 32% من مساحة قطاع غزة بسبب منطقة إسرائيل العازلة
تاريخ النشر: 29th, May 2024 GMT
توصل تحليل أجرته وكالة سند للتحقق الإخباري في شبكة الجزيرة، إلى أن مساحة قطاع غزة انكمشت بنحو 32% بفعل المنطقة العازلة والعمليات الإسرائيلية المتواصلة بالمناطق الحدودية وما يتصل بها من محاور عسكرية داخل أراضي قطاع غزة، ولم تتوقف هذه العمليات التي بدأت منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي حتى اليوم.
ووسّع جيش الاحتلال من مساحات المنطقة العازلة التي يعتزم إقامتها على الشريط الحدودي مع قطاع غزة، في الوقت الذي يستمر فيه بأعمال نسف وهدم ممنهج للأحياء والمباني السكنية والمنشآت القريبة من الحدود، التي جرى رصد آثارها حتى مايو/أيار الجاري.
وتظهر نتائج تحليل ورصد المناطق المدمرة عبر صور الأقمار الصناعية، تآكل المساحة الإجمالية لقطاع غزة بما يقارب 120 كيلومترا مربعا، أي بنسبة تصل إلى 32% من إجمالي مساحة القطاع (360 كيلومترا مربعا)، حيث إن هذه النسبة قد تتزايد في ضوء استمرار العمليات الإسرائيلية.
وتصل مساحة المنطقة العازلة الحدودية، إضافة إلى محور نتساريم إلى قرابة 96 كيلومترا مربعا، أي ما يعادل 26% من مساحة قطاع غزة، ويضاف إلى ذلك نحو 24 كيلومترا مربعا من مساحة المناطق المدمرة والمتصلة بالمنطقة العازلة بنسبة تصل إلى 6% من إجمالي مساحة قطاع غزة، لتصبح نتيجة المساحة المتقلصة هي 32%.
ويأتي ذلك وسط تصريحات إسرائيلية بإنشاء منطقة عازلة في عمق قطاع غزة وعلى طول حدود القطاع، بزعم أنها منطقة مؤقتة وغير معلنة المساحة بغرض نزع السلاح من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وفقا لوسائل الإعلام الإسرائيلية.
وبرغم تصريح وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في 23 يناير/كانون الثاني 2024، بوضوح موقف الولايات المتحدة بشأن معارضة أي تغيير دائم في التكوين الإقليمي لغزة ورفض أي تهجير دائم لسكانها، تستمر عمليات التجريف والإزالة الواسعة حتى الآن، وقد كشفت إسرائيل في وقت سابق عن حاجتها لأكثر من 100 جرافة عملاقة من نوع "دي9" بغرض توسع وتسريع عملية إنشاء المنطقة العازلة.
وتمكن التحليل من رصد نسبة الدمار وعمقه في عدد من مناطق قطاع غزة، انطلاقا من المنطقة الشمالية حتى أقصى جنوب القطاع على النحو الآتي:
محافظة الشمال: مدينة بيت حانون: بلغ عمق مساحة التدمير قرابة 2500 متر من المنطقة الحدودية. مدينة بيت لاهيا: وصل عمق مساحة التدمير إلى 5 آلاف متر تقريبا من المنطقة الحدودية. مخيم جباليا: وصل عمق مساحة التدمير إلى 3 آلاف متر تقريبا من المنطقة الحدودية. المحافظة الوسطى: منطقة جحر الديك/ محور نتساريم: وصل عمق مساحة التدمير نحو 5 آلاف متر شمال وجنوب المحور الذي يفصل قطاع غزة إلى قسمين. مخيم البريج: وصل عمق مساحة التدمير إلى 1700 متر تقريبا من المنطقة الحدودية. مخيم المغازي: وصل عمق التدمير إلى ألفي متر تقريبا من المنطقة الحدودية. المحافظة الجنوبية: منطقة كيسوفيم: وصل عمق مساحة التدمير التقريبي في هذه المنطقة الواقعة شرق خان يونس إلى 3700 متر من المنطقة الحدودية. منطقة بني سهيلا: تعد من الأماكن الأشد تضررا في شرق خان يونس ووصل عمق مساحات التدمير فيها إلى 4 آلاف متر من المنطقة الحدودية. مدينة رفح: وصل عمق مساحة التدمير إلى 5100 متر تقريبا من المنطقة الحدودية حتى حي السلام. منهجية التحليلواعتمد التحليل على تحديد مساحات الدمار عبر مراجعة ورصد الشريط الحدودي لقطاع غزة مع الجانب الإسرائيلي، وحصر وتضمين عمق مساحات التدمير والتجريف المتصلة داخل القطاع وحتى الشريط الحدودي، ثم قياس المسافات ما بين الشريط الحدودي وأماكن التجريف السابق حصرها في عمق قطاع غزة.
وأعقب ذلك رسم خط متصل بين جميع النقاط المتشابهة التي وصلت عندها جميع أعمال التجريف والتدمير للمباني السكنية، ليتضح مما سبق أن عمليات التدمير والإزالة قد جرت بنمط منتظم لكافة المناطق المطلة على الشريط الحدودي لقطاع غزة.
ومن خلال عقد مقارنة بين المناطق التي تمت تسويتها بالأرض مع وثائق الأمم المتحدة الدورية لخرائط القطاع والتي يصدر لها تحديثات كل فترة، تبين أن المناطق التي تتم الإشارة لها عادة في خرائط ووثائق الأمم المتحدة بأنها مناطق خطر، قد تم تجريفها وإزالتها بالكامل حاليا.
ويعني هذا تحويل الجيش الإسرائيلي للمنطقة الموصوفة بـ"منطقة الخطر" في تقرير الأمم المتحدة إلى منطقة عازلة جديدة، مع استمرار تمدد تلك المنطقة بعمق جغرافي أكبر في بعض الأماكن داخل قطاع غزة.
وتكشف هذه النتائج والوقائع، المنهجيةَ التي يعمل عليها الجيش الإسرائيلي، من خلال تقليص مساحة غزة، واستحداث حدود جديدة داخل الحدود، وفرضها كواقع جديد داخل وخارج القطاع المحاصر.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات المنطقة العازلة الشریط الحدودی کیلومترا مربعا مساحة قطاع غزة آلاف متر
إقرأ أيضاً:
زلزال عنيف.. روسيا تسجل أحد أقوى الزلازل في تاريخها الحديث
في حدث جيولوجي استثنائي، ضرب زلزال ضخم بقوة 8.8 درجة على مقياس ريختر منطقة كامتشاتكا الواقعة في أقصى شرق روسيا، ما أثار قلقا واسعا في الأوساط العلمية والبيئية، وأعاد إلى الأذهان سلسلة من الكوارث الزلزالية الكبرى التي شهدتها المنطقة خلال العقود الماضية.
أقوي 10 زلازلا تم تسجيلهاالزلزال، الذي وقع صباح الثلاثاء بالتوقيت المحلي، صنف ضمن أقوى عشرة زلازل تم تسجيلها عالميا، ليضع كامتشاتكا مجددا تحت مجهر علماء الزلازل، خاصةً أن المنطقة سبق أن شهدت زلزالا مدمر عام 1952 بلغت قوته 9 درجات، مسببا موجات تسونامي عنيفة وصلت آثارها إلى سواحل هاواي.
منطقة نشطة جيولوجياكامتشاتكا تقع فوق ما يُعرف بـ"منطقة الاندساس"، وهي نقطة التقاء بين صفائح تكتونية تتصادم ببطء، مما يؤدي إلى تراكم ضغط هائل في باطن الأرض يطلق فجأة عبر زلازل عنيفة.
ووفقا للخبراء، فإن هذا النمط الجيولوجي يجعل من المنطقة واحدة من أخطر المناطق الزلزالية على مستوى العالم.
وقد شعر سكان مدينة بتروبافلوفسك كامتشاتسكي والتجمعات السكانية المحيطة بهزات قوية نتيجة الزلزال، وسط حالة تأهب تحسبًا لاحتمال حدوث موجات تسونامي أو هزات ارتدادية عنيفة.
تسلسل زلزالي يثير التساؤلاتالزلزال الأخير يأتي في سياق نشاط زلزالي ملحوظ شهدته المنطقة خلال العامين الماضيين، من بينها هزتان بقوتي 7.1 و7.4 درجات، ما يثير تساؤلات جدية حول ما إذا كانت المنطقة تمر بمرحلة تصاعدية في النشاط الزلزالي، ضمن ما يُعرف بـ"الدورة الزلزالية طويلة الأمد" في مناطق الاندساس.
تاريخ يعيد نفسهالزلزال المدمر الذي ضرب كامتشاتكا عام 1952 يُعد من بين الأعنف في القرن العشرين، وقد تسبب آنذاك في موجات تسونامي كارثية أدت إلى خسائر بشرية ومادية جسيمة، في وقت كانت فيه وسائل الرصد والاتصال محدودة واليوم، يعيد الزلزال الجديد فتح ملف هذه الظواهر الطبيعية المتكررة، وسط مخاوف من تكرار سيناريو مشابه.
هل يمكن التنبؤ بالزلازل الكبرى؟رغم التقدم العلمي في دراسة الظواهر الزلزالية، لا يزال التنبؤ الدقيق بالزلازل الكبرى غير ممكن حتى الآن.
ويؤكد العلماء أن الهزات المتوسطة قد تمثل مؤشرات أولية، لكنها لا توفر نمطًا ثابتًا أو آلية إنذار مبكر موثوقة.
ومن المتوقع، بحسب المختصين، أن تستمر المنطقة في تسجيل هزات ارتدادية خلال الأيام والأسابيع المقبلة، بعضها قد يتجاوز 7 درجات على مقياس ريختر.
كامتشاتكا مركز دراسات زلزالية عالميالحدث الزلزالي الأخير من شأنه أن يطلق موجة جديدة من الدراسات والأبحاث الجيولوجية، على غرار ما حدث عقب زلزال تشيلي في 2010، بهدف فهم طبيعة الكسور الزلزالية وتأثيراتها على البنية التحتية والسواحل المجاورة، بالإضافة إلى علاقتها بالنشاط البركاني في المنطقة.