توصل تحليل أجرته وكالة سند للتحقق الإخباري في شبكة الجزيرة، إلى أن مساحة قطاع غزة انكمشت بنحو 32% بفعل المنطقة العازلة والعمليات الإسرائيلية المتواصلة بالمناطق الحدودية وما يتصل بها من محاور عسكرية داخل أراضي قطاع غزة، ولم تتوقف هذه العمليات التي بدأت منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي حتى اليوم.

ووسّع جيش الاحتلال من مساحات المنطقة العازلة التي يعتزم إقامتها على الشريط الحدودي مع قطاع غزة، في الوقت الذي يستمر فيه بأعمال نسف وهدم ممنهج للأحياء والمباني السكنية والمنشآت القريبة من الحدود، التي جرى رصد آثارها حتى مايو/أيار الجاري.

وتظهر نتائج تحليل ورصد المناطق المدمرة عبر صور الأقمار الصناعية، تآكل المساحة الإجمالية لقطاع غزة بما يقارب 120 كيلومترا مربعا، أي بنسبة تصل إلى 32% من إجمالي مساحة القطاع (360 كيلومترا مربعا)، حيث إن هذه النسبة قد تتزايد في ضوء استمرار العمليات الإسرائيلية.

وتصل مساحة المنطقة العازلة الحدودية، إضافة إلى محور نتساريم إلى قرابة 96 كيلومترا مربعا، أي ما يعادل 26% من مساحة قطاع غزة، ويضاف إلى ذلك نحو 24 كيلومترا مربعا من مساحة المناطق المدمرة والمتصلة بالمنطقة العازلة بنسبة تصل إلى 6% من إجمالي مساحة قطاع غزة، لتصبح نتيجة المساحة المتقلصة هي 32%.

ويأتي ذلك وسط تصريحات إسرائيلية بإنشاء منطقة عازلة في عمق قطاع غزة وعلى طول حدود القطاع، بزعم أنها منطقة مؤقتة وغير معلنة المساحة بغرض نزع السلاح من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وفقا لوسائل الإعلام الإسرائيلية.

وبرغم تصريح وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في 23 يناير/كانون الثاني 2024، بوضوح موقف الولايات المتحدة بشأن معارضة أي تغيير دائم في التكوين الإقليمي لغزة ورفض أي تهجير دائم لسكانها، تستمر عمليات التجريف والإزالة الواسعة حتى الآن، وقد كشفت إسرائيل في وقت سابق عن حاجتها لأكثر من 100 جرافة عملاقة من نوع "دي9" بغرض توسع وتسريع عملية إنشاء المنطقة العازلة.

خريطة توضح المنطقة العازلة الإسرائيلية في قطاع غزة والدمار المتصل بها (بلانت لابز)

وتمكن التحليل من رصد نسبة الدمار وعمقه في عدد من مناطق قطاع غزة، انطلاقا من المنطقة الشمالية حتى أقصى جنوب القطاع على النحو الآتي:

محافظة الشمال:  مدينة بيت حانون: بلغ عمق مساحة التدمير قرابة 2500 متر من المنطقة الحدودية. مدينة بيت لاهيا: وصل عمق مساحة التدمير إلى 5 آلاف متر تقريبا من المنطقة الحدودية. مخيم جباليا: وصل عمق مساحة التدمير إلى 3 آلاف متر تقريبا من المنطقة الحدودية. المحافظة الوسطى: منطقة جحر الديك/ محور نتساريم: وصل عمق مساحة التدمير نحو 5 آلاف متر شمال وجنوب المحور الذي يفصل قطاع غزة إلى قسمين. مخيم البريج: وصل عمق مساحة التدمير إلى 1700 متر تقريبا من المنطقة الحدودية. مخيم المغازي: وصل عمق التدمير إلى ألفي متر تقريبا من المنطقة الحدودية. المحافظة الجنوبية: منطقة كيسوفيم: وصل عمق مساحة التدمير التقريبي في هذه المنطقة الواقعة شرق خان يونس إلى 3700 متر من المنطقة الحدودية. منطقة بني سهيلا: تعد من الأماكن الأشد تضررا في شرق خان يونس ووصل عمق مساحات التدمير فيها إلى 4 آلاف متر من المنطقة الحدودية. مدينة رفح: وصل عمق مساحة التدمير إلى 5100 متر تقريبا من المنطقة الحدودية حتى حي السلام. منهجية التحليل

واعتمد التحليل على تحديد مساحات الدمار عبر مراجعة ورصد الشريط الحدودي لقطاع غزة مع الجانب الإسرائيلي، وحصر وتضمين عمق مساحات التدمير والتجريف المتصلة داخل القطاع وحتى الشريط الحدودي، ثم قياس المسافات ما بين الشريط الحدودي وأماكن التجريف السابق حصرها في عمق قطاع غزة.

وأعقب ذلك رسم خط متصل بين جميع النقاط المتشابهة التي وصلت عندها جميع أعمال التجريف والتدمير للمباني السكنية، ليتضح مما سبق أن عمليات التدمير والإزالة قد جرت بنمط منتظم لكافة المناطق المطلة على الشريط الحدودي لقطاع غزة.

ومن خلال عقد مقارنة بين المناطق التي تمت تسويتها بالأرض مع وثائق الأمم المتحدة الدورية لخرائط القطاع والتي يصدر لها تحديثات كل فترة، تبين أن المناطق التي تتم الإشارة لها عادة في خرائط ووثائق الأمم المتحدة بأنها مناطق خطر، قد تم تجريفها وإزالتها بالكامل حاليا.

ويعني هذا تحويل الجيش الإسرائيلي للمنطقة الموصوفة بـ"منطقة الخطر" في تقرير الأمم المتحدة إلى منطقة عازلة جديدة، مع استمرار تمدد تلك المنطقة بعمق جغرافي أكبر في بعض الأماكن داخل قطاع غزة.

وتكشف هذه النتائج والوقائع، المنهجيةَ التي يعمل عليها الجيش الإسرائيلي، من خلال تقليص مساحة غزة، واستحداث حدود جديدة داخل الحدود، وفرضها كواقع جديد داخل وخارج القطاع المحاصر.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات المنطقة العازلة الشریط الحدودی کیلومترا مربعا مساحة قطاع غزة آلاف متر

إقرأ أيضاً:

فلسطين تنفي علاقتها بالجماعة المسلحة التي تنهب المساعدات في غزة

نفت السلطة الوطنية الفلسطينية اليوم الأحد وجود أي علاقة لها مع جماعة مسلحة تنهب المساعدات الإنسانية في قطاع غزة.

وقال الناطق باسم الأجهزة الأمنية أنور رجب: "نحن كمؤسسة رسمية لا علاقة لنا بجماعة (القوات الشعبية التي يتزعمها ياسر) أبو شباب".

وأضاف أن ادعاء تلك الجماعة بأنها "تتبع للرئاسة الفلسطينية أو الشرعية لا صحة له".

وشدد على أن هذه الجهة لا تربطهم بها "أي علاقة" مشيرا إلى أن ما تقوم به هو "دور مخالف للقانون وخارج إطار النقاش".

وادعت عصابة مسلحة تسمى "القوات الشعبية" على صفحتها بمنصة "فيسبوك"، الخميس، إنها تعمل "تحت مظلة الشرعية الفلسطينية".

ويوم السبت، قالت هذه العصابة إنه تتم دراسة إدخال مساعدات إنسانية إلى شمال قطاع غزة "بالتنسيق مع الصليب الأحمر والجيش الإسرائيلي وبحمايتها"، الأمر الذي نفته بشكل قاطع اللجنة الدولية للصليب الأحمر، مساء السبت.

وكانت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، قد نشرت تقريرا الجمعة، وصفت فيه عصابة "القوات الشعبية" بأنها "ميليشيا محلية تمارس التهريب والابتزاز ولا تهتم بالقضية الفلسطينية"، وفق ما نقلته عن مسؤول إسرائيلي لم تسمّه.

وأضافت أن زعيمها ياسر أبو شباب، وهو بدوي يبلغ من العمر 32 عاما من سكان رفح، "اشتهر بعد اتهامه بنهب شاحنات تابعة للأمم المتحدة العام الماضي، وإعادة بيع المساعدات الإنسانية"، وهي اتهامات نفى صحتها.

وأعترف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الخميس الماضي للمرة الأولى بأن حكومته تدعم هذه العصابة بالسلاح، مبررا ذلك باستخدامها من قبله ضد حركة "حماس" في قطاع غزة.

فيما أكدت "حماس" أن "هذه العصابات التي امتهنت الخيانة والسرقة تتحرك تحت إشراف أمني صهيوني مباشر"، مؤكدة أنها "أدوات رخيصة بيد العدو، وعدو حقيقي لشعبنا الفلسطيني".

وذكرت أن "هذه العصابات ستتم ملاحقتها ومحاسبتها بحزمٍ من قوى شعبنا والأجهزة المختصة".

وفي أكثر من مناسبة، أكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، أن "عصابات مسلحة" مدعومة من إسرائيل تنهب المساعدات الإنسانية الشحيحة التي تدخل غزة، وسط حصار إسرائيلي خانق.

مقالات مشابهة

  • محافظ الإسماعيلية: المنطقة الحرة فى المحافظة واعدة وبها 163 مشروعًا باستثمارات 900 مليون دولار
  • السياسات المصرية تجاه غزة وسيناء بين التدمير والتجويع
  • فلسطين تنفي علاقتها بالجماعة المسلحة التي تنهب المساعدات في غزة
  • إسرائيل تعلن استعادة جثمان أسير تايلندي من قطاع غزة
  • محافظ الإسكندرية يُسلّم «توك توك» جديد لسيدة تعويضًا عن مركبتها التي غرقت بسبب العاصفة الثلجية
  • بسبب موجة الحر التي تضرب لبنان.. تحذير من مصلحة الابحاث Lari
  • أمير منطقة جازان يعايد الشيخ العامري.
  • أمير منطقة حائل يستقبل المهنئين بعيد الأضحى
  • أمير منطقة الجوف يستقبل المهنئين بعيد الأضحى
  • أمير منطقة جازان ونائبه يؤديان صلاة عيد الأضحى