شهدت مصر في الآونة الأخيرة قرارًا حكوميًا بزيادة سعر رغيف العيش المدعم من 5 قروش إلى 20 قرش. وقد ثار العديد من النقاشات والجدل حول هذا القرار وما مبررات إصداره وما فوائده للمواطنين.
تأتي هذه الزيادة في أعقاب ارتفاع أسعار السلع والخدمات على المستوى العالمي، وخاصة أسعار القمح والطاقة، والتي انعكست على تكلفة إنتاج الخبز.
ومن جانب آخر، كان السعر السابق البالغ 5 قروش للرغيف المدعوم لا يعكس القيمة الحقيقية للتكاليف الإنتاجية، وكان يتم دعمه بشكل كبير من قبل الدولة. وأدى هذا إلى حدوث تشوهات في السوق وتفاقم الفجوة بين الأسعار الحقيقية والأسعار المدعومة.
ما حدث لم يكن رفعًا للدعم عن رغيف الخبز، الدعم مستمر، كل ما حدث أن الدولة بدل من أن تتحمل جنيه وربع، أصبحت تتحمل دعم لكل رغيف جنيه وخمسة قروش.
وقبل الحديث نعرض أرقام لا بد منها:
إجمالي الدعم 596 مليار جنيه، ودعم السلع التموينية 134 مليار جنيه ودعم المواد البترولية 147 مليار جنيه ودعم رغيف العيش 125 مليار جنيه.
على الرغم من أن رفع سعر الرغيف المدعوم قد يؤثر على القدرة الشرائية للطبقات الأكثر احتياجًا، إلا أن هناك عدة فوائد لهذا القرار:
المحافظة على استمرارية وجود الدعم الحكومي للخبز، والذي يعتبر ضرورة أساسية للطبقات الفقيرة والمتوسطة.
تحقيق توازن أفضل بين التكاليف الإنتاجية الحقيقية وأسعار البيع للمستهلكين، مما سيحد من الهدر والاستنزاف المالي للدولة.
إعادة توزيع الدعم بشكل أكثر عدالة واستهداف للفئات الأكثر احتياجًا، من خلال برامج الحماية الاجتماعية والمساعدات النقدية المباشرة.
تشجيع الاستثمار في قطاع الحبوب والمخابز، وتعزيز الكفاءة الإنتاجية والتنافسية في هذا القطاع الحيوي.
يمكن القول إن رفع سعر رغيف العيش المدعوم، على الرغم من تأثيره المباشر على القدرة الشرائية للطبقات الأكثر احتياجًا، إلا أنه خطوة ضرورية لحماية استمرارية الدعم الحكومي للخبز وإعادة توزيعه بشكل أكثر عدالة. وبذلك ستستفيد الطبقات الفقيرة على المدى الطويل من هذا القرار.
بشكل أو بأخرى ونعتقد أن الدولة جادة في هذا الأمر، وهو ضبط منظومة الدعم، عبر إصلاح شامل لأنظمة الدعم، بما في ذلك تحسين عمليات الاستهداف، وتعزيز الرقابة والمساءلة، وتبسيط الإجراءات، وزيادة الوعي المجتمعي. فقط بهذا الشكل سيتمكن الدعم من الوصول إلى مستحقيه الحقيقيين والقضاء على ظاهرة ضياعه، وهي خطوات نرى الدولة جادة في تحقيقها واتخذت فيها أشواطًا حقيقية.
و ان كنت آمل أن تتحلى الحكومة بالموضوعية و الشجاعة لرفع الدعم بصورة كاملة عن منظومة الدعم بالكامل و من ضمنها رفع الدعم بصورة كاملة عن رغيف العيش لما فى ذلك من رفعة للوطن و تحقيقا للعدالة الاجتماعية و ارساء مبادئ العدالة للجميع.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: رئيس الوزراء مصطفى مدبولي رغيف العيش الخبز المدعم قرار العيش رغیف العیش ملیار جنیه
إقرأ أيضاً:
وزير المالية: لدينا مبادرات جيدة لدعم القطاعات الإنتاجية والتصديرية ومنفتحون على أي أفكار تعزز تنافسية اقتصادنا
أجرى أحمد كجوك وزير المالية، جولة ميدانية بمعرض «فود أفريكا»، قائلاً: «إنني سعيد للغاية بما رأيته من نماذج متميزة لمشروعات استثمارية ناجحة بقطاع الحاصلات الزراعية والصناعات الغذائية».
أضاف كجوك، في حوار ودي مع المستثمرين والمصدرين، : «لدي شغف واهتمام بالاطلاع على التجارب المصرية المتميزة لشركائنا المستثمرين فى القطاعات الإنتاجية والتصديرية».
أوضح أن تحول عدد من المستوردين إلى مصنعين ومنتجين ومصدرين يؤكد قدرة القطاع الخاص على التطور ودفع النمو الاقتصادي، مؤكدًا أننا مهتمون جدًا بتنمية قطاع الصناعة وفتح أسواق تصديرية جديدة للمنتجات المصرية.
أشار الوزير، إلى أننا مستعدون للحوار الممتد مع شركائنا من مجتمع الأعمال والتحرك السريع لتحفيز الإنتاج والتصدير، ومتحمسون أيضًا للتعاون مع شباب الأعمال ومساندتهم بشتى الطرق حتى يكبروا ويتوسعوا ويصدروا للخارج، موضحًا أننا لدينا مبادرات جيدة لدعم القطاعات الإنتاجية والتصديرية، ومنفتحون على أي أفكار تعزز تنافسية اقتصادنا.
أعرب العارضون عن خالص شكرهم وتقديرهم لوزير المالية، قائلين: «نحن قادرون على المنافسة والتوسع والنمو، ونتطلع إلى مزيد من الدعم والتحفيز».
أكدت داليا قابيل المدير التنفيذي لشركة «كونسبت»، أن للمعارض دورًا مهمًا فى تسويق تطور وتميز المنتجات المصرية، بما في ذلك الصناعات الغذائية والحاصلات الزراعية، استهدافًا لفتح أسواق جديدة للصادرات المصرية، موضحة أن زيارة وزير المالية تمثل «رسالة دعم وتحفيز» من الحكومة للمصنعين والمنتجين والمصدرين.
أشارت إلى تحول عدد من المستوردين إلى منتجين ومصنعين ومصدرين على نحو يعكس القدرات التنافسية للاقتصاد المصرى فى الإنتاج والتصدير.
قال تامر صفوت مدير عام شركة «كونسبت»، إن مصر تستعيد مكانتها الرائدة على خريطة المعارض العالمية، مؤكدًا أن المحاصيل الزراعية بما في ذلك الموالح والخضروات والفواكه، والصناعات الغذائية، تتمتع بقدرات تنافسية كبيرة فى مختلف الأسواق الدولية، فضلاً على تفوقنا فى مجال التعبئة والتغليف الذى كان أحد التحديات السابقة.
ويعد معرض «فود أفريكا»، أحد أكبر المعارض المتخصصة في الصناعات الغذائية والحاصلات الزراعية، الذي يضم أكثر من 1200 شركة مصرية وأجنبية، من بينها شركات عالمية تعمل داخل السوق المصرية، وتنتج سلعًا غذائية متنوعة يتم تصدير جزء كبير منها إلى الأسواق الخارجية.
اقرأ أيضاًسعر الريال السعودي مقابل الجنيه المصري اليوم الجمعة 12 ديسمبر 2025
«الصناعة» تنفي وجود أي حساب رسمي للفريق كامل الوزير على مواقع التواصل
أول تعليق من «التعليم» بشأن تحويل غير المسددين لمصروفات المدارس الخاصة إلى مدارس حكومية