هل بإمكان ترامب الترشح للرئاسة؟.. نيويورك تايمز تجيب
تاريخ النشر: 31st, May 2024 GMT
بعد إدانته في 34 تهمة، بات الجميع يتساءل عن مصير المستقبل السياسي للرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، والذي يستعد للدخول في منافسة شرسة مع جو بايدن في انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
وأكد تقرير نشرته نيويورك تايمز أنه برغم تلك الإدانات، فإن الحملة الانتخابية لترامب لا تواجه أي قيود رسمية، لكن المشكل سيطرح بحدة في 11 يوليو/تموز المقبل، وهو تاريخ النطق بالحكم في ملف إدانات محكمة نيويورك.
وبحسب صحيفة نيويورك تايمز فإن دستور الولايات المتحدة يحدد شروطا قليلة في ما يخص أهلية الرؤساء، فيشدد على ضرورة ألا يقل عمرهم عن 35 عاما، وأن يكونوا مواطنين طبيعيين وعاشوا في داخل البلاد لمدة 14 عاما على الأقل.
لكن الأهم أنه لا توجد قيود على أساس السجل الجنائي، علما أن بعض الولايات فقط تمنع المجرمين من الترشح لمناصب الولاية والمناصب المحلية، لكن هذه القوانين لا تطبق على المكاتب الفدرالية.
إبعاد ترامب
وتضيف الصحيفة أنه بالإمكان -نظريا- إبعاد ترامب عن الاقتراع من خلال تمرير تشريع يشترط سجلا جنائيا نظيفا للترشح للرئاسة، لكن هذا الموضوع سيكون على أساس هش من الناحية القانونية.
فالواقع تحكمه تفاصيل قانونية وسياسية أخرى، وقد قضت المحكمة العليا بالإجماع في مارس/آذار بأن الولايات لا يمكنها منع ترامب من التصويت بموجب المادة 3 من التعديل 14، الذي يحرم الأشخاص الذين "شاركوا في التمرد" من الترشح.
وزادت الصحيفة الأميركية أن دعاوى قضائية حاولت التأكيد على أن تصرفات ترامب قبل وأثناء أحداث 6 يناير/كانون الثاني 2021 تستوفي هذا الشرط وبالتالي لا بد من إبعاده عن الترشح.
لكن المحكمة العليا بأغلبيتها المحافظة -ثلاثة منهم عيّنهم ترامب نفسه- خلصت إلى أن الكونغرس هو وحده من يملك سلطة تطبيق المادة 3 ضد المرشحين للمناصب الفدرالية.
وبالنظر إلى أن الجمهوريين لديهم سيطرة على مجلس النواب، فإن هذا الشرط لن يتحقق.
مؤهل أم لا؟ونقلت نيويورك تايمز عن ريتشارد هاسن، خبير قانون الانتخابات في جامعة كاليفورنيا بلوس أنجلوس، قوله "سواء حوكم ترامب وأدين أو نال البراءة فهذا موضوع منفصل عن قصة كونه مؤهلا لخوض الانتخابات أم لا".
علما بأن ترامب -تضيف الصحيفة- حصل على أغلبية أصوات المندوبين في مؤتمر الحزب الجمهوري، وليست لدى الحزب آلية لترشيح شخص آخر، كما أن الشخصيات البارزة داخل الحزب لم تبد اهتماما بأي مرشح آخر غير ترامب.
وتبرز على السطح قضية أخرى يراها المتابعون مهمة، وتتلخص في كون ترامب مسجلا للتصويت في فلوريدا، والمدانون بارتكاب جرائم هناك محرومون من التصويت بعين المكان، ويستعيد معظم المدانين حقوقهم بعد إكمال مدة عقوبتهم. وبخصوص هذه النقطة، لن يكون لدى ترامب الوقت الكافي لإنهاء كل الملفات قبل يوم الانتخابات.
ولأن قواعد الانتخابات في نيويورك توصف بأنها أكثر تساهلا، بحيث يمكن للمدانين التصويت أثناء الإفراج المشروط أو المراقبة، فإذا نجح ترامب في الاستفادة من حق التصويت هناك، فإن فلوريدا ستتبع النهج نفسه.
عفو ذاتيلكن نيويورك تتبنى هي الأخرى حرمان المدان من حقوقه الانتخابية إن كان باقيا داخل السجن، لذلك إنْ سُجن ترامب فسيحرم من حق التصويت.
وتوضح الصحيفة الأميركية أن انتخاب رئيس مسجون من شأنه خلق أزمة قانونية سيكون منوطا بالمحاكم حلها.
ونظريا يمكن تجريد ترامب من سلطته بموجب التعديل 25 الذي يتحدث عن تفاصيل نقل السلطة إلى نائب الرئيس إن كان الرئيس "غير قادر على القيام بسلطات وواجبات منصبه". لكن هذا الأمر يتطلب من نائب الرئيس وأغلبية أعضاء الحكومة إعلان أن ترامب غير قادر على أداء واجباته، وهذا احتمال مستبعد.
أيضا، إذا أدين ترامب في إحدى القضيتين الفدراليتين قبل الانتخابات، ثم فاز بالرئاسة، فقد يسعى لإصدار عفو ذاتي عن نفسه، أو على الأقل تخفيف العقوبة.
وهذا -بحسب القانون الأميركي- يترك إدانته سارية المفعول، لكن يمنع سجنه، وسيبقى الإشكال بالنسبة للمحكمة العليا حينها هو بحث مدى دستورية العفو الذاتي.
وبحسب نيويورك تايمز، فلا توجه وزارة العدل اتهامات للرؤساء أثناء الخدمة، وهي سياسة حُددت في مذكرة عام 1973 خلال عهد الرئيس السابق ريتشارد نيكسون، صاحب فضيحة ووترغيت.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات ترجمات نیویورک تایمز
إقرأ أيضاً:
واشنطن بوست: التراجع عن دعم الديمقراطية يقوّض مكانة أميركا
في تحول جذري عن السياسات التقليدية للولايات المتحدة، اختارت إدارة الرئيس دونالد ترامب، بتوجيه وزير خارجيتها ماركو روبيو، إلى تقليص الدور الأميركي في دعم الديمقراطية في العالم، بحسب صحيفة واشنطن بوست.
وانتقدت هيئة تحرير الصحيفة في افتتاحيتها هذا التوجه، ووصفته بأنه خطأ يقلل من أهمية الانتخابات الحرة والنزيهة في العالم باعتبارها مسألة في صميم السياسة الخارجية الأميركية.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2معاريف: الأمراض النفسية للجنود وباء صامت يقوّض المجتمع الإسرائيليlist 2 of 2إعلام إسرائيلي: إسرائيل أصبحت دولة جرباء وهي تعيش انحطاطا غير مسبوقend of listوجاءت الافتتاحية تعليقا على توجيه أصدره روبيو للعاملين في وزارته في وقت سابق من الشهر الجاري، يوليو/تموز، بضرورة "تجنب إبداء الرأي بشأن نزاهة أو عدالة أو شرعية" الانتخابات التي تُجرى في الدول الأجنبية.
يأتي هذا التحول -بحسب الصحيفة- عقب خطاب ألقاه ترامب في مايو/أيار الماضي، انتقد فيه رؤساء أميركا السابقين لأنهم "كانوا يلقون المحاضرات على الآخرين في كيفية الحكم".
وقد شدد ترامب على أن وظيفته هي "الدفاع عن أميركا وتعزيز المصالح الأساسية في الاستقرار والازدهار والسلام"، وليست فرض القيم.
وأشارت هيئة تحرير واشنطن بوست إلى أن مواقف الولايات المتحدة تأرجحت بين الواقعية والمثالية، ولطالما كانت على استعداد لغض الطرف عن الاستبداد وانتهاكات حقوق الإنسان من أجل تعزيز مصالحها الإستراتيجية.
ولفتت إلى أن روبيو نفسه كان، حتى وقت قريب، من أبرز المدافعين عن الديمقراطية، إذ دعم بقوة المعارضة في فنزويلا، وأدان القمع في هونغ كونغ، ورعى تشريعات تعزز حقوق الإنسان.
ترامب شدد على أن وظيفته هي "الدفاع عن أميركا وتعزيز المصالح الأساسية في الاستقرار والازدهار والسلام"، وليست فرض القيم
لكن الصحيفة رأت أن التوجيه الجديد يفتح الباب لتناقضات واضحة، حيث يسمح فقط بـ"استثناءات نادرة" للتعليق على الانتخابات، إذا كانت هناك "مصلحة أميركية واضحة ومقنعة".
وهنا يكمن الإشكال، فعندما يناسبهم الأمر، لا يتردد ترامب وإدارته في إلقاء المحاضرات على دول معينة -حتى وإن كانت حليفة- في كيفية العيش وإدارة شؤونها.
إعلانويرى المنتقدون أن هذا الشرط يُستغل انتقائيا لخدمة أجندات سياسية ضيقة، كما يظهر في تصريحات ترامب وروبيو الأخيرة.
فالرئيس الأميركي لم يتردد في مهاجمة رئيس البرازيل اليساري لولا دا سيلفا بسبب محاكمة سلفه جايير بولسونارو.
كما انتقد روبيو تصنيف الحكومة الألمانية لحزب يميني متطرف على أنه تهديد للديمقراطية، بل وشكك في شرعية الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، رغم أن التوجيه الرسمي يحضّ على الصمت، وفق هيئة تحرير الصحيفة.
ويحذّر المقال الافتتاحي من أن هذا الاستخدام الانتقائي للقيم يُقوّض المصداقية الأخلاقية للولايات المتحدة على الساحة الدولية.
فحين تُستخدم المبادئ بطريقة "متناقضة"، حتى المواقف المبدئية تبدو مدفوعة بمصالح سياسية، ويؤدي ذلك -بحسب الصحيفة- إلى إضعاف الثقة في التزام أميركا بالديمقراطية، ويُثبّط آمال الشعوب والحركات المؤيدة للحرية والشفافية في العالم، على حد تعبير واشنطن بوست.