ما هي خارطة طريق غولان لإنقاذ حزب العمل الإسرائيلي؟
تاريخ النشر: 31st, May 2024 GMT
في غمرة الخلافات الإسرائيلية الداخلية، والتورط في حرب غزة، لم يحظ فوز الجنرال يائير غولان برئاسة حزب العمل بكثير من الاهتمام، إلا أن أوساطا حزبية قدمت له ما يمكن وصفها "خارطة طريق" لاستعادة مكانة الحزب في الحلبة السياسية بعد تدهوره في السنوات الأخيرة، لعل أهمها خلق تمايز عن حزب الليكود، مع تجنب الأوهام السياسية، وتبني الاحتجاج.
وأكدت المستشارة الاستراتيجية، والعضو السابق في حزب "أزرق- أبيض"، هيلا شاي فيزان، أن "فوز غولان في رئاسة حزب العمل جاء على بعد خطوة واحدة من زوال، وعدم تجاوزه نسبة الحسم في الانتخابات، صحيح أنه في استطلاعات الرأي يبدو أن الجمهور الإسرائيلي بأكمله مائل في وجهات نظره إلى اليمين منذ بداية حرب السيوف الحديدية، لكن بالنسبة لجزء آخر من الجمهور فإنه يرى الأحزاب الحاكمة بأنها متطرفة، وأحزاب الوسط غير ثابتة بما فيه الكفاية في خطواتها".
وأضافت في مقال نشرته صحيفة يديعوت احرونوت، وترجمته "عربي21" أن "الإجراءات الفورية التي سيتخذها غولان في المستقبل القريب قد تضرّ بفرصه في إنقاذ حزبه، بعد أن أوشك أن يفقد أصله بالكامل، فيما يعيش الجيش فترة أمنية صعبة، مما يستدعي من غولان مزيدا من الإصرار على مواجهة الوضع القائم، بعد أن عانى أسلافه في كثير من الأحيان من فشل سياسي خطير؛ وأدى افتقارهم للخبرة السياسية، وخاصة عدم رغبتهم باتخاذ مواقف والقيام بأعمال مهمة على المستوى السياسي، لاسيما الجنرالات منهم مثل أمنون ليبكين شاحاك، مروراً بعمرام متسناع، إلى غابي أشكنازي، وآخرين".
وأشارت أن "غولان لا يغفل الوزن الكبير للبعد الأمني الذي حقق النجاح لحزب العمل في العقود الأولى من تأسيسه، مما قد يستدعي منه أن يتخذ على الفور عددًا من الإجراءات التي تهدف لإحياء "سمعته"، وإعادته لمكانته على الساحة السياسية، أولها تعزيز العناصر الصهيونية في الحزب، لأن حزب العمل هو باني الدولة ومشروع الاستيطان على مر السنين، وثانيها إعادة إرساء الأركان الأمنية في الحزب، لأن تركيبته الحالية تمتاز بالنساء واليسار الاجتماعي".
وأوضحت أن "الخطاب الأمني هو السائد في هذه الفترة لدى الإسرائيليين، وسيبقى كذلك في السنوات القادمة، ومن الجيد أن يشمل فوراً، ودون خوف، أشخاصاً في خلفيتهم الأمنية من أجل موازنة الاتجاه الذي اتخذه حزب العمل في السنوات الأخيرة، ويجب على غولان، الذي ابتعد كثيراً عن التماهي مع المفهوم الأمني المتشدد، بجانب الرغبة في حل سياسي طويل الأمد، أن يخلق تمايزا في الخطاب السياسي لحزب العمل، من حيث تعزيز ارتباطه بالاستيطان والاستعدادات العسكرية".
وأشارت أن "غولان مطالب بأن يخلق خطاباً "واقعياً ورصيناً" في الأفق السياسي على المدى المتوسط، دون أن يطمح لأن يصبح "حزب وسط"، بل أن يسعى ليكون "صقرا أمنيا"، وفق تصور أغلبية الجمهور الإسرائيلي، واستخدام الشعارات الأمنية، لأن اللعبة السياسية صعبة، وقذرة أحياناً، ومن المتوقع أن يواجه غولان اختبارات صعبة منذ السابع من أكتوبر".
تجدر الإشارة أن غولان وصل الى قمة حزب العمل، بدون بديل ومن دون منافسة، وستبقى من أسهل المعارك السياسية في حياته، لكن من الواضح، وفق الرؤية الإسرائيلية، أنه بدون الخطوات الواردة أعلاه، فمن الممكن أن ينجح في التأثير بالحزب لفترة قصيرة فقط، دون ان ينجح بتحويله إلى حزب كبير ومهيمن لديه القدرة على التأثير على شخصية دولة الاحتلال في السنوات المقبلة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية حزب العمل الاحتلال الاحتلال حزب العمل يائير غولان صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی السنوات حزب العمل
إقرأ أيضاً:
فاجعة في الجزائر.. عشرات القتلى والمصابين غربي البلاد
لقي 13 شخصا على الأقل مصرعهم وأصيب 23 آخرون، السبت، في حادث سير مروع بولاية بني عباس جنوب غربي الجزائر.
وقالت الحماية المدنية الجزائرية، إن الحادث نجم عن انحراف حافلة لنقل المسافرين ببلدية تبلبالة كانت متجهة نحو مدينة بشار، ما أدى إلى مصرع 12 شخصا في مكان الحادث.
وأضافت أن الحصيلة تبقى أولية بالنظر إلى استمرار عمليات الإنقاذ والإسعاف.
من جهته، قال الدرك الجزائري إن الحادث أسفر عن مصرع 13 شخصا وإصابة 35 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة.
وتتكرر حوادث سير حافلات النقل العام بشكل لافت في الجزائر منذ سنوات.
وخلال صيف العام الماضي، هوت حافلة في وادي الحراش بالعاصمة، ما تسبب في مصرع 18 شخصا وإصابة 24 آخرين في حادثة هزت الرأي العام المحلي.
وعقب ذلك قررت السلطات استيراد 10 آلاف حافلة جديدة بعد انتقادات واسعة للحكومة بسبب عدم توفير بدائل للناقلين وسط تقييد الاستيراد منذ سنوات.
كما تعتزم الحكومة وقف تشغيل أكثر من 84 ألف حافلة قديمة تجاوزت 30 عاما في الخدمة، في إجراء جاء عقب حادثة وادي الحراش بحسب الأناضول.
وتعاني الجزائر أيضا أزمة حادة في إطارات المركبات بأنواعها، ما أدى إلى ارتفاع الأسعار وندرة العديد من المقاسات.
وخلال السنوات الأخيرة، تبنت الحكومة خلال السنوات الأخيرة سياسة صارمة في استيراد مختلف السلع والبضائع، وأخضعتها لنظام الرخص بهدف تشجيع الاستثمار في صناعة المركبات محليا.
وأكد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، في مناسبات عدة، أنه لم يأمر بغلق الباب أمام الاستيراد، لكنه حريص على ترشيده بما يلبي حاجات البلاد ويسمح بازدهار الصناعة الوطنية.
ووفق بيانات المندوبية الوطنية للأمن عبر الطرقات، خلفت حوادث السير عام 2024 أكثر من 3700 قتيل وما يفوق 35 ألفا و500 جريح.