قالت وكالة بلومبيرغ إن عددا من مليارديرات وول ستريت يحتشدون بثبات خلف الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، دون أن تردعهم إدانته الأخيرة بجناية في محاكمة تاريخية.

وأُدين ترامب أمس الخميس بـ34 تهمة جنائية في قضية تتعلق بدفع أموال خلافا للقانون، مما يمثل أول إدانة جنائية لرئيس أميركي سابق على ما ذكرته بلومبيرغ.

وعلى الرغم من التداعيات القانونية الخطيرة التي يواجهها ترامب، يظل داعموه الماليون ملتزمين، ويرون أن سياساته مفيدة لمصالحهم المالية المستقبلية.

ويتجلى هذا الولاء -وفقا للوكالة- من خلال الدعم الكبير الذي لا يزال يتلقاه من الشخصيات الرئيسية داخل النخبة المالية الأميركية.

دعم دائم وسط الجدل

وظهر التزام عمالقة وول ستريت تجاه ترامب بشكل بارز في حفل جمع التبرعات الفاخر في فندق بيير في جادة مانهاتن الخامسة بنيويورك، والذي عقد قبل 16 يومًا من صدور الحكم.

الحدث، الذي حضره ممولون مؤثرون واستضافه الملياردير هوارد لوتنيك، سلط الضوء على المشاعر السائدة بين الحاضرين: ترامب هو مرشحهم المفضل للرئاسة بغض النظر عن نتيجة المحاكمة، وفق وصف بلومبيرغ.

ورفض أوميد مالك، رئيس صندوق 1789 كابيتال والمشارك في استضافة الحدث، تأثير الحكم على دعمه لترامب، مرددًا المشاعر السائدة بين الداعمين الماليين للرئيس الأميركي السابق.

ونقلت بلومبيرغ عن أوميد مالك وصفه المحاكمة بكونها "تسليحا للنظام القانوني"، مما يعكس تصورا واسع النطاق بين مؤيدي ترامب بأن الإجراءات القانونية لها دوافع سياسية.

دوافع مالية وتداعيات سياسية

وتشير الوكالة إلى أن الدافع الأساسي لهذا الدعم الدائم هو الدافع المالي. وتحظى وعود ترامب بخفض الضرائب على الأثرياء وإلغاء القيود التنظيمية بقبول خاص لدى هذه المجموعة.

مراقبون يتوقعون أن المشاكل القانونية التي يواجهها ترامب يمكن أن تعزز جاذبيته، على نحو متناقض، وتصوره كـ"فدائي" لنظام قضائي متحيز سياسيا (رويترز)

ويتناقض هذا الشعور بشكل حاد مع سياسات الرئيس جو بايدن، الذي يدعو إلى زيادة الضرائب على الأثرياء وتشديد القواعد التنظيمية.

وقبل ساعات فقط من صدور حكم الإدانة، أكدت شخصيات بارزة مثل ستيفن شوارزمان من شركة بلاكستون، دعمها لترامب.

وكان شوارزمان، الذي تقدر ثروته بـ41 مليار دولار، قد نأى بنفسه عن ترامب في أعقاب أعمال الشغب في الكابيتول، لكنه أعاد منذ ذلك الحين ترتيب نفسه مع الرئيس السابق، وفقا لبلومبيرغ.

المصالح الاقتصادية ربما تفوق الاعتبارات القانونية والأخلاقية بالنسبة لبعض القادة الماليين الأكثر نفوذا في أميركا

ردود فعل متفاوتة

وكانت ردود فعل مجتمع وول ستريت على إدانة ترامب مختلطة، حيث اختار البعض مثل الملياردير باري ستيرنليخت البقاء على الحياد في الوقت الحالي.

وفي الوقت نفسه، يتوقع آخرون أن المشاكل القانونية التي يواجهها ترامب يمكن أن تعزز جاذبيته، على نحو متناقض، وتصوره كـ"فدائي" لنظام قضائي متحيز سياسيا، وفقا للوكالة.

ومع احتدام السباق الرئاسي، تستمر أجندة ترامب المالية في اجتذاب قدر كبير من الدعم من وول ستريت، مما يشير إلى أن المصالح الاقتصادية ربما تفوق الاعتبارات القانونية والأخلاقية بالنسبة لبعض القادة الماليين الأكثر نفوذا في أميركا.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات وول ستریت

إقرأ أيضاً:

عاصفة في الخليج.. ترامب يشعل فتيل نزاع التسمية وتداعياته القانونية والسياسية!

بقلم: د. أيمن سلامة
‏أستاذ القانون الدولي العام، الزائر بأكاديمية ناصر‏

القاهرة (زمان التركية)ــ في خطوة من شأنها أن تزيد من حدة التوتر الإقليمي، يتردد بقوة أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب يعتزم إعلان تبني تسمية “الخليج العربي” حصريًا خلال زيارته المرتقبة لدول الخليج العربية. هذه الخطوة، التي تبدو ظاهريًا بسيطة، تحمل في طياتها تداعيات قانونية وسياسية عميقة، وتعيد إلى الواجهة صراعًا تاريخيًا حول هوية هذا المسطح المائي الاستراتيجي.

فبينما يصر العرب على تسميته “الخليج العربي” انطلاقًا من حقيقة وجودهم التاريخي والجغرافي على امتداد سواحله، تتمسك إيران بشدة بتسمية “الخليج الفارسي” باعتبارها التسمية التاريخية والأكثر قدمًا في الوثائق والخرائط القديمة. هذا الخلاف اللغوي لم يبق حبيسًا للجدالات الثقافية والإعلامية، بل تحول إلى ساحة للتجاذبات السياسية الحادة، حيث يعتبر كل طرف في التسمية اعترافًا بسيادته ونفوذه في المنطقة.

على الصعيد القانوني، تعتمد الأمم المتحدة والعديد من الخرائط الدولية تسمية “الخليج الفارسي” كلغة محايدة وتاريخية.
إلا أن إعلان دولة كبرى مثل الولايات المتحدة تبني تسمية “الخليج العربي” رسميًا سيشكل سابقة قد تدفع دولًا أخرى إلى اتخاذ مواقف مماثلة، مما يخلق حالة من عدم الاستقرار في المصطلحات الجغرافية المعتمدة دوليًا.

أما على الصعيد السياسي، فإن هذه الخطوة من قبل ترامب، إذا ما تأكدت، ستُفسر حتمًا على أنها انحياز واضح للرواية العربية ودعم لمواقف دول الخليج في مواجهة إيران.

إن تبني تسمية “الخليج العربي” من قبل شخصية سياسية بارزة بحجم ترامب ليس مجرد تغيير في مصطلح جغرافي، بل هو تحرك سياسي وقانوني يحمل في طياته بذور نزاعات مستقبلية وتأثيرات جيوسياسية لا يمكن تجاهلها. يبقى السؤال: هل ستشعل هذه التسمية عاصفة دبلوماسية وقانونية في الخليج؟

Tags: الخليج العربيالخليج الفارسيترامبزسارة ترامب الى السعودية

مقالات مشابهة

  • تحذير سعودي لترامب: لا تطبيع مع إسرائيل دون إنهاء الاحتلال
  • توماس فريدمان لترامب: نتنياهو ليس حليفا لنا بل يهدد مصالحنا
  • البابا ليو الرابع عشر هل هو موال لترامب أم خصم له؟
  • صحيفة فرنسية: انتصار غير مكتمل لترامب في اليمن قبل جولته الشرق أوسطية (ترجمة خاصة)
  • ليو الرابع عشر.. هل يمثل تحديا لترامب وشعار "أميركا أولا"؟
  • محمد علي الحوثي: الأزمة المفتعلة لنتنياهو تكشف تلاعبه وغطرسته لترامب
  • شركة إماراتية تغازل وول ستريت بمليارات الدولارات قبل زيارة ترامب
  • بلومبيرغ: زيارة ترامب تدفع قطر إلى إبرام صفقة كبرى مع بوينغ
  • رئيس الوزراء الكندي لترامب: في عالم العقارات هناك أماكن ليست للبيع (شاهد)
  • عاصفة في الخليج.. ترامب يشعل فتيل نزاع التسمية وتداعياته القانونية والسياسية!