ما دور رئيس الـ "سي أي إيه" في مفاوضات غزة ؟
تاريخ النشر: 2nd, June 2024 GMT
ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية "سي أي إيه"، ويليام بيرنز، يخوض معركة شاقة في المفاوضات السرية التي تهدف إلى إقناع إسرائيل وحماس بالاتفاق على وقف إطلاق النار في غزة، وذلك بالتزامن مع إعلان الرئيس الأميركي، جو بايدن، عن خارطة طريق من 3 مراحل لإنهاء الحرب في القطاع.
وذكرت أنه في أوائل مارس الماضي، كانت المحادثات المتقطعة لوقف القتال في غزة مهددة بالانهيار مرة أخرى.
وأرجعت الصحيفة سبب التعثر في المحادثات إلى اتهام المندوبين العرب من قطر ومصر، الذين يعملون كوسطاء لحماس، رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، بأنه ليس لديه مصلحة حقيقية في السلام. وردت حماس على الضغوط من أجل التوصل إلى تسوية، وصورت المصريين على أنهم أتباع لإسرائيل، وفقا لأشخاص مطلعين على المفاوضات السرية.
ووفقا للصحيفة، حاول بيرنز التهدئة ودفع الأطراف إلى العودة إلى التفاوض على اتفاق من شأنه أن يؤدي إلى وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن والسجناء قبل عطلة رمضان، لكن انقطعت المحادثات دون التوصل إلى اتفاق.
وأوضحت الصحيفة أنه بعد أشهر، لا يزال بيرنز وزملاؤه الوسطاء يحاولون إيجاد حلول للأزمة.
وذكرت أنه لم تسفر بعد جولات متعددة من المفاوضات وما يقرب من اثنتي عشرة رحلة قام بها رئيس وكالة المخابرات المركزية إلى الشرق الأوسط وأوروبا عن وقف دائم لإطلاق النار، وسط شكوك برفض عقد اتفاقا للتهدئة من قبل كل من القائد العسكري لحماس، يحيى السنوار، ونتانياهو.
وبالنسبة لبيرنز، (68 عاما)، ذكرت الصحيفة أنه هذه المهمة قد تكون الأصعب في مسيرة مهنية استمرت أربعة عقود من دبلوماسية القنوات الخلفية عالية المخاطر. لقد شبه مؤخرًا هذا الجهد بـ "دفع صخرة كبيرة جدًا إلى أعلى تلة شديدة الانحدار".
وأشارت إلى أن لوجستيات المفاوضات شديدة الصعوبة، إذ لا تتعامل إسرائيل ولا واشنطن بشكل مباشر مع حماس، لأنهما يعتبراها جماعة إرهابية. وتتقاسم قطر كل مقترح لوقف إطلاق النار مع الجناح السياسي لحماس، ويتم نقله بدوره إلى السنوار، الذي يعتقد أنه يختبئ في متاهة أنفاق الحركة تحت قطاع غزة، وبالتالي، يمكن أن تستغرق الردود أيامًا.
وقال مسؤولون حاليون وسابقون في الولايات المتحدة والشرق الأوسط للصحيفة إن المخاطر تتجاوز الموت والمعاناة الإنسانية في غزة وإسرائيل.
ونقلت الصحيفة عن أفنر غولوف، المدير الكبير السابق في مجلس الأمن القومي الإسرائيلي ونائب رئيس منظمة مايند إسرائيل، وهي منظمة غير ربحية تركز على الأمن ومقرها في إسرائيل، قوله إن عمل بيرنز بشأن وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن هو مفتاح إطلاق الجهود الدبلوماسية الأميركية الأخرى في المنطقة، وعلى رأسها الآمال الأمريكية في التوصل إلى اتفاق تاريخي من شأنه تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل.
وعلى مدى حياته المهنية كدبلوماسي كبير ورئيس للمخابرات، أوضحت الصحيفة أن بيرنز أجرى محادثات صعبة مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، قبل غزوه لأوكرانيا، كما تدخل في المفاوضات النووية السرية مع إيران، والمناقشات حول الإرهاب وأسلحة الدمار الشامل مع الدكتاتور الليبي، معمر القذافي.
وفي عهد بايدن، ذكرت الصحيفة أن بيرنز شارك شخصيا في الأزمات الأمنية الثلاث الكبرى، أفغانستان وأوكرانيا والآن غزة، كما نقلت الصحيفة عن آرون ديفيد ميلر، وهو صديق قديم عمل مع بيرنز في وزارة الخارجية.
ووفقا للصحيفة، اعترف بيرنز علناً بخصوصية دوره المكثف في محادثات غزة. وتعززت مشاركته في أكتوبر الماضي، عندما اتفقت قطر ومصر وإسرائيل والولايات المتحدة على تشكيل خلية سرية للتفاوض بشأن إطلاق سراح الرهائن الذين احتجزتهم حماس خلال هجومها على إسرائيل في 7 أكتوبر.
وذكرت الصحيفة أن هذه الخلية السرية سرعان ما أصبحت هذه الخلية قناة "دبلوماسية استخباراتية" بين بيرنز ونظرائه، وهم ديفيد بارنيا، رئيس وكالة التجسس الإسرائيلية (الموساد)، ورئيس المخابرات المصرية عباس كامل، ورئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني.
ووفقا للصحيفة، حققت المجموعة، التي يطلق عليها أحيانًا اسم الرباعية، انتصارًا في أواخر نوفمبر، عندما تمكنت من تأمين وقف إطلاق النار لمدة أسبوع بين إسرائيل وحماس، والذي شهد إطلاق سراح أكثر من 100 رهينة كانت حماس تحتجزهم و240 سجينًا فلسطينيًا من السجون الإسرائيلية.
لكن ذكرت "وول ستريت جورنال" أن آمال وقف إطلاق النار تبخرت مع تجدد القتال، وتعثرت الجهود التي بذلت لمدة ستة أشهر لإحياء وتوسيع هذا الاتفاق إلى حد كبير بسبب مطالبة حماس بإنهاء الهجوم العسكري الإسرائيلي على غزة، وإصرار إسرائيل على أن يتم وقف إطلاق النار على مراحل.
وفي ظهوره العلني مؤخراً، قال بيرنز إن إسرائيل أظهرت مرونة كبيرة في مقترحات وقف إطلاق النار، وألقى المسؤولية على حماس لرفضها. وقال أمام مجلس الشؤون العالمية في ولاية كونيتيكت، في 19 أبريل، إن موقف الجماعة المسلحة "يمثل عقبة كبيرة جدًا في الوقت الحالي".
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: ما دور رئيس سي آي إيه مفاوضات غزة مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية ويليام بيرنز المفاوضات السرية إقناع إسرائيل خارطة طريق وقف إطلاق النار الصحیفة أن إطلاق سراح
إقرأ أيضاً:
مصادر: إسرائيل تقبل إنهاء الحرب إذا أوقف خامنئي إطلاق النار
نقلت صحيفة يديعوت أحرنوت عن مصادر إسرائيلية قولها إن إسرائيل ستقبل بوقف إطلاق النار إذا أوقف المرشد الإيراني إطلاق النار وقال إنه يريد إنهاء الحرب.
وأضافت الصحيفة نقلا عن المصادر أن تل أبيب ترغب بإنهاء الصراع بأسرع وقت وربما هذا الأسبوع وأنها لا تريد حرب استنزاف، لكنها مستعدة لذلك.
كما وقالت المصادر إن إسرائيل ترى فرصة ضئيلة للدخول في مفاوضات لاتفاق نووي حاليا وخاصة وأنها نجحت في تدمير مئات الكيلوغرامات من اليورانيوم الإيراني المخصب.
وعلى الصعيد العسكري، قالت المصادر للصحيفة إن إيران تملك الآن نحو مئتي منصة إطلاق صواريخ ونحو ألف وخمسمئة صاروخ.
وفي سياق متصل، نقلت صحيفة "هآرتس" عن مصدر إسرائيلي قوله إن إسرائيل "تعتقد أن الرسائل التي بعثتها إيران عقب الهجوم الأميركي (لا تبشر بالخير)".
ونقلت "هآرتس" عن المصدر قوله إن إسرائيل "تأمل أن يتغير موقف خامنئي من إجراء محادثات بعد الضربات الأميركية".
ولم يستبعد المصدر "احتمال التصعيد في الأيام المقبلة إذا شرعت إيران في تنفيذ تهديداتها باستهداف المواقع الأميركية".
وكان المندوب الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة داني دانون قد قال خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي، الأحد، إن الولايات المتحدة أنقذت العالم من كارثة نووية.
وأوضح دانون أن "إيران استخدمت المفاوضات للتمويه لكسب وقت لبناء صواريخ وتخصيب اليورانيوم.
وأضاف: "تكلفة عدم التحرك كانت لتصبح كارثية. هذا هو ما يبدو عليه آخر خط دفاع عندما تفشل كل الخطوط الأخرى".
وشدد على أنه "إذا أصبحت إيران دولة نووية كان ذلك سيصبح حكما بالإعدام".