معارض هندي بارز يعود للسجن ومودي يتطلع إلى فوز آخر في الانتخابات
تاريخ النشر: 3rd, June 2024 GMT
أعلن أحد المعارضين البارزين لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي أنه سيعود إلى السجن، اليوم الأحد، بعد انتهاء إذن قضائي بالإفراج عنه بكفالة لتمكينه من خوض حملة الانتخابات التي يتوقع أن تسجل فوزا ساحقا جديدا للزعيم القومي الهندوسي.
وألقي القبض على أرفيند كيجريوال، رئيس وزراء نيودلهي وأحد الزعماء الرئيسيين لتحالف المعارضة الذي تَشكّل لمنافسة مودي في الانتخابات، واحتُجز في 21 مارس/آذار من قبل وكالة مكافحة الجرائم المالية.
وكيجريوال البالغ 55 عاما، هو أحد قادة ائتلاف المعارضة لمنافسة مودي. وتُتهم حكومة كيجريوال بتلقي رشاوى في إطار منح تراخيص بيع الكحول لشركات خاصة.
لكن وفقا لمؤيديه، فإن اعتقال كيجريوال، الذي ينفي التهم الموجهة إليه، يهدف إلى تهميش معارضي مودي. ووصف أحدهم القضية بأنها "مؤامرة سياسية" دبرها حزب بهاراتيا جاناتا الهندوسي القومي الحاكم.
كيجريوال يسلم نفسهوأعلن كيجريوال أنه سيسلم نفسه لسلطات السجن في نيودلهي بعد ظهر الأحد. وكتب عبر وسائل التواصل الاجتماعي "خرجت لحملة الانتخابات لـ21 يوما (..) واليوم سأسلم نفسي".
ومن المتوقع أن تسفر الانتخابات التي انطلقت في 19 أبريل/نيسان الماضي واستمرت 6 أسابيع عن فوز مودي بولاية ثالثة، وذلك بحسب استطلاعات الرأي.
وكان مودي (73 عاما) قاد حزبه القومي الهندوسي بهاراتيا جاناتا إلى فوز ساحق في الانتخابات عامَي 2014 و2019، مستندا إلى سعيه لرسم صورة المدافع عن حقوق أتباع الديانة الهندوسية الذين يشكلون الغالبية في البلاد.
ومن المقرر أن تتم عملية فرز الأصوات وإعلان نتائج الانتخابات الثلاثاء.
وبعيد إغلاق مراكز الاقتراع، أكد مودي على منصة إكس "أستطيع أن أقول بثقة إن شعب الهند صوّت بأعداد قياسية لإعادة انتخاب الحكومة".
وفي فاراناسي التي تعد بمثابة العاصمة الروحية للهندوس، يقول مناصرو مودي إن فوزه مضمون. وأكد ناند لال الذي يبيع الزهور خارج أحد المعابد "ستعود حكومته".
وانتهى التصويت في سابع وآخر مرحلة من الانتخابات التي استمرت لـ6 أسابيع، والتي جرت في ظل ارتفاع كبير لدرجات الحرارة.
وقضى على الأقل 33 موظفا في مراكز اقتراع بسبب القيظ، أمس السبت، وذلك في ولاية أوتار براديش الشمالية وحدها، حيث وصلت الحرارة إلى 46.9 درجة، بحسب مسؤول انتخابي.
استهداف الخصوموطالما نفى المعارض البارز كيجريوال ارتكاب أي مخالفات منذ أن تم توجيه مزاعم الفساد ضده لأول مرة.
ولدى توليه منصبه للمرة الأولى منذ نحو عقد، كان كيجريوال مدافعا قويا عن مكافحة الفساد، ورفض مرارا التجاوب مع استدعائه لاستجوابه في إطار التحقيق.
وأعلن كيجريوال أنه سيزور نصبا تذكاريا للمهاتما غاندي ويصلي في معبد هندوسي و"يلتقي بجميع العمال" والقادة في مقر حزبه قبل العودة إلى السجن.
ونُظمت مسيرات لدعم كيجريوال في مدن عدة بعد اعتقاله.
وفي مايو/أيار الماضي، أمرت المحكمة العليا بالإفراج عنه بكفالة ليتمكن من خوض الانتخابات العامة.
كما اتهم كيجريوال شخصيا رئيس الوزراء باستهداف خصومه بتحقيقات جنائية، ورفض التخلي عن منصبه بعد اعتقاله.
وعند خروجه من السجن كان في استقباله أكثر من ألف من أنصاره وتعهد بالقتال "بكل قوته" للإطاحة بمودي. وأكد "علينا إنقاذ هذا البلد من الدكتاتورية".
وهو واحد من زعماء معارضين يخضعون لتحقيق جنائي، مثل راهول غاندي (53 عاما)، وهو سليل عائلة تولى العديد من أفرادها رئاسة الوزراء، والذي عُزل لفترة وجيزة من البرلمان العام الماضي بعد إدانته بتهمة التشهير.
كما يتهم الحكومة بتراجع الممارسات الديمقراطية وينتقد دعمها للغالبية الدينية في الهند على حساب أقليات كبيرة تشعر بالقلق بشأن مستقبلها، بما في ذلك 210 ملايين مسلم.
ويتهم ناشطون في مجال حقوق الإنسان والمعارضة، حكومة مودي باستغلال القضاء لتحقيق أهداف سياسية.
ووفقا لمنظمة "فريدوم هاوس" الأميركية غير الحكومية، فإن حزب بهاراتيا جاناتا "يستغل المؤسسات الحكومية بشكل متزايد لمهاجمة المعارضين السياسيين".
وألقي القبض أيضا على هيمانت سورين، رئيس الوزراء السابق لولاية جهارخاند الشرقية، في فبراير/شباط الماضي في تحقيق منفصل بالفساد.
وكيجريوال وراهول غاندي وسورين جميعهم أعضاء في تحالف معارضة يتألف من أكثر من 20 حزبا، لكن الكتلة تكافح من أجل تحقيق تقدم ضد مودي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
غارات إسرائيلية عنيفة على إيران واغتيال قائد بارز| .. ومحلل: تل أبيب تتخطى الخط الأحمر
في تصعيد جديد وخطير للصراع المتواصل بين إيران وإسرائيل، شنت القوات الجوية الإسرائيلية صباح اليوم ، سلسلة من الغارات الجوية استهدفت مواقع متعددة في وسط إيران، شملت محافظتي أصفهان وقم.
سلسلة من الغارات الجوية بإيرانوفي هذا الصدد، قال الدكتور عبد الله نعمة، المحلل السياسي اللبناني، إن إيران تمارس حقها الطبيعي والقانوني والمشروع في الدفاع عن نفسها، في مواجهة ما وصفه بـ"الهجمات الإسرائيلية الجنونية وغير القانونية".
وأضاف نعمة- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أنه من المرجح أن تكون الولايات المتحدة الأمريكية هي الرابح الأكبر من التصعيد الإقليمي، إذ ستتمكن من تحصيل مئات المليارات من الدول الخليجية تحت غطاء "الحماية والدفاع".
وأشار نعمة، إلى أن هذا السيناريو يعيد إلى الأذهان ما حدث خلال زيارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى المنطقة، والتي وصفها بنفسه بأنها كانت "زيارة جباية مالية باسم الأمن"، في إشارة إلى استغلال المخاوف الأمنية لتعزيز العوائد الاقتصادية الأمريكية.
وفيما يخص مصر، أكد: "يدرك الكيان الإسرائيلي تماما أن تجاوز "الخط الأحمر" مع مصر سيكون بمثابة انتحار سياسي وعسكري.
تابع: "فمصر، الدولة المحورية في المنطقة، تمتلك قوة عسكرية ضاربة، وزعيما يتسم بالحزم، بالإضافة إلى أجهزة أمنية واستخباراتية عالية الكفاءة، ومع امتلاكها لهذه المقومات، فإن مصر ليست فقط قادرة على الردع، بل تعرف جيدا متى تتحرك وكيف تتخذ القرار".
واختتم: "يستند في ذلك إلى قاعدة راسخة في العمل السيادي، فمن يملك المعلومات يملك القرار، وهو ما يمنح مصر تفوقا استراتيجيا في أي معادلة أمنية أو سياسية بالمنطقة".
استهداف المنشآت النووية في أصفهانومن جانبه، أكد نائب محافظ أصفهان أن أحد المواقع النووية في المحافظة كان من بين الأهداف التي طالتها الغارات الإسرائيلية.
وأوضح المسؤول الإيراني أنه لم يتم رصد أي تسرب لمواد خطرة، مطمئنا المواطنين بأنه "لا داعي للقلق".
كما دعا المواطنين إلى عدم التجمهر في محيط مواقع الاستهداف، مشددا على ضرورة إفساح المجال أمام فرق الإغاثة وإدارة الأزمات للقيام بمهامها على الوجه الأكمل.
اغتيال قيادي عسكري في "قم"وفي محافظة قم، أعلن التلفزيون الإيراني عن مقتل شخصين وإصابة أربعة آخرين جراء غارة إسرائيلية استهدفت مبنى سكنيا في منطقة سالارية، وأفادت وكالة "مهر" الإيرانية بأن الدفاعات الجوية في المدينة تم تفعيلها للتعامل مع الهجوم.
وفي تطور لافت، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه نفذ "غارات دقيقة" استهدفت شخصية عسكرية بارزة، مؤكدا اغتيال أمين فور جودخي، قائد وحدة الطائرات المسيّرة الثانية في الحرس الثوري الإيراني.
وأوضح أن الهجوم استهدف موقعه في منطقة سالارية، وأن فور جودخي كان قد تولى منصبه قبل ثمانية أيام فقط، عقب اغتيال سلفه طهار فور.
غارات على مواقع صاروخيةفي سياق متصل، أعلن سلاح الجو الإسرائيلي تنفيذ موجة إضافية من الغارات الجوية استهدفت مواقع لتخزين وإطلاق الصواريخ في وسط إيران، ضمن إطار الاستراتيجية المستمرة لشل القدرات الهجومية الإيرانية.
كيف كان الرد الإيراني؟وردا على هذه الضربات، أطلقت إيران دفعة جديدة من الصواريخ باتجاه الأراضي الإسرائيلية، وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه تمكن من اعتراض جميع الصواريخ بنجاح، رغم سقوط بعض الشظايا على مبنى في وسط إسرائيل، ما أدى إلى اندلاع حريق دون وقوع إصابات.
وأفاد الحرس الثوري الإيراني بأنه نفذ الموجة الثامنة عشرة من عملية "الوعد الصادق 3"، والتي استهدفت مواقع في وسط إسرائيل، من بينها مطار بن غوريون.
وقد استخدمت إيران في هذه الهجمات طائرات مسيرة انتحارية وقتالية من طراز "شاهد 136"، إلى جانب صواريخ دقيقة موجهة تعمل بالوقودين الصلب والسائل.
وفي ضوء التطورات المتسارعة، حذر رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير من أن "إسرائيل مقبلة على أيام صعبة" في مواجهة إيران، لكنه أعرب عن ثقته بأن "الجيش الإسرائيلي سينهي هذه الحرب منتصرا".
ويأتي هذا التصعيد المتبادل في وقت يشهد فيه الشرق الأوسط حالة من التوتر غير المسبوق، وسط تحذيرات إقليمية ودولية من احتمال تحول المواجهة إلى حرب أوسع نطاقا، تهدد أمن واستقرار المنطقة برمتها.