انتهت حفلتنا يا يافا
وبدأت حفلة خيبر المرعبة
(فشل استهداف النووي.. أيقظ خيبر) الحلقة العاشرة
كل شيء صار واضحًا الآن.
ليست تهديدات، ولا حتى رسائل نارية عابرة.
إنه البيان الذي يكتب أول سطر في كتاب الحرب:
«الآن بدأت الحرب.»¹
ومَن نطقها… لم يكن وزيرًا أو محللًا، بل كان الحرس الثوري نفسه.
وهكذا… لم تعد إسرائيل تسأل إن كانت الحرب قادمة، بل متى ستصل الصواريخ التالية !!
***
تل أبيب، مقر الأمن القومي، 4:45 فجر الأحد 22 يونيو 2025م.


كان الجنرال آفي جلعاد يحدّق في شاشات ملأتها صور نيران ترتفع من نطنز وفوردو وأصفهان. ومعلومات استخباراتية أن الضربات الأمريكية لم تكن مجدية .
صاروخ خيبر يشقّ السماء، ويرتطم بصحراء النقب كنيزك مرعب .
دخل مساعده مهرولًا:
– سيدي، ضُربت مواقعنا في رهط وبالقرب من ديمونا! بصاروخ غير معروف يبدو مدمرا للغاية
لم يلتفت الجنرال وقال بصوت واهن متمتماً :
– خيبر…؟ يستخدمونه الآن؟!
– هي المرة الأولى يا سيدي، وقد وثقوه بالفيديو.. الإيرانيون لا يخفون شيئًا بعد اليوم.
ضرب الطاولة بقبضته:
– بل نحن من خبّأ كل شيء، حتى الحقيقة.
ثم نظر إلى الخريطة أمامه وقال بصوت مرتجف:
– أمريكا قصفت إيران.. وإيران ردّت علينا باعتبارنا مصالحها الكبيرة
وأنهى كلماته بجملة لم يفهمها أحد في الغرفة، لكنها خرجت كنبؤة مأساوية:
– كل خيبر.. له باب. وقد كُسر بابنا.
***
المشهد الثاني – حيفا، مركز الأعصاب العسكرية الشمالية – 5:50 صباحًا
المقدمة داخل الشاشة تقول: «إيران تُدخل صاروخًا جديدًا للمعركة: خيبر.»
لكن اللواء موشيه تسور يعرف أن الجديد ليس السلاح… بل الجحيم الذي حمله.
وقف وسط قاعة الاتصالات، والضباط يهمسون حوله:
– لا تبدو الضربات الأمريكية ناجعة !!
– الضربة الإيرانية منظمة، ليست رد فعل عاطفي
– خيبر صاروخ من الجيل القديم من الكراهية.. لا توجد قبة تعترض كراهية عمرها ألف عام.»
قطع تسور الهمسات وهو يقول:
– أوقفوا كلّ الاتصالات الخارجة.. لا أريد أي تسريب.
ثم أكمل بصوت ثابت:
– من الآن، سنتعامل مع المعركة كما نتعامل مع الأساطير..
اقترب منه ضابط شاب وسأل:
– «هل تعني أننا سنلجأ للرموز؟»
هزّ رأسه:
– «بل سنواجه رموزنا.»
ثم سحب ورقة مهترئة من حقيبته، ووضعها على الطاولة. كانت تحمل رسمة قديمة لحرفٍ عبريّ ملفوف بالأفاعي.
قال ببطء:
– هل سمعتم بأسطورة هازارا؟²
– لا، سيدي.
أجاب وعيناه لا ترمشان:
– مخلوقٌ يظهر عند نهايات العصور.. لا يأكل اللحم، بل يلتهم ذاكرة الأمم.
إذا نظرت إليه، نسيت لماذا بدأت الحرب.. وإذا سمعته، شككت أنك موجود.»
ثم أردف وهو يحدق في صور صواريخ «خيبر»:
– أعتقد أنه وصل.. واسمُه الآن: خيبر.
***
المشهد الثالث – القدس، منزل مغلق داخل مستوطنة – 6:30 صباحًا
كان تساحي هنغبي، مستشار الأمن القومي السابق، جالسًا في ملجأ بيته، يحدق في شاشة تنقل البث الإيراني للحظة إطلاق صاروخ «خيبر».
– إنهم يصورون الضربة وكأنها نشيد وطني..
قالها وهو ينظر لزوجته.
هزّت المرأة رأسها بصمت.
ثم أردف وهو يرفع صوته:
– نحن أصبحنا الهدف المباشر.. أمريكا لم تعد الدرع، بل الشيطان الذي أيقظ الوحش.
اقترب منه حفيده الصغير وسأله بخوف:
– جدي.. لماذا لم توقفوا الحرب قبل أن تبدأ؟
لم يجب هنغبي مباشرة. بل قال:
– إيران بدأت الآن.. وخيبر لا يردّ السلام.
وأردف كأنه يخاطب نفسه:
– حين تخرج خيبر من الظل.. يعود التاريخ من قبره، ومعه كل صراخ خيبر القديم.
انتهى..
الهوامش والإشارات المعرفية:
1- بيان الحرس الثوري الإيراني – 22 يونيو 2025:
جاء هذا البيان بعد ساعات من القصف الأمريكي لمنشآت نووية إيرانية في فوردو ونطنز وأصفهان، وأعلن فيه الحرس الثوري رسميًا أن الحرب قد بدأت، في تحول استراتيجي غير مسبوق منذ بداية التصعيد.
2- أسطورة «هازارا» (חזרא):
كائن أسطوري نادر الذكر في كتابات يهودية غنوصية متأخرة، يقال إنه يظهر في نهاية الأزمنة، ويأخذ هيئة بشرية غريبة، هدفه ليس القتل بل محو التاريخ، وجعل الأمم تنسى أسباب حروبها وصراعاتها يُقال إن مجرد ظهوره يضعف الهوية الجماعية ويُربك الشعور بالزمان .
3- صاروخ «خيبر»:
صاروخ باليستي إيراني بعيد المدى، سُمّي بهذا الاسم في إشارة إلى معركة خيبر التاريخية، ويرمز في الخطاب الإيراني إلى النصر على القوى العاتية، خصوصًا إسرائيل .
4- آفي جلعاد: جنرال إسرائيلي، شغل مناصب عدة داخل الأمن القومي.
5- موشيه تسور: أحد كبار قادة العمليات الميدانية في شمال إسرائيل، معروف بتطرفه واهتمامه بالتاريخ التوراتي.
6- تساحي هنغبي: سياسي إسرائيلي بارز، شغل عدة مناصب أمنية

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

جهود أهلية لإعادة إحياء درب السلسلة بين الحمراء والرستاق

تتميز جبال ولاية الحمراء بوجود ممرات وطرق ومسارات للمشي الجبلي تعود إلى فترات زمنية غابرة، كان الإنسان العماني يستخدمها للتنقل بين القرى والبلدان المجاورة للعمل والتسوق والسفر، وتتعرض هذه المسارات للاندثار أو الاختفاء، ما دفع خلال السنوات الأخيرة إلى إعادة إحيائها عبر تنظيم رحلات للمشي الجبلي، وترميم الطرق الجبلية، وإعادة بناء بعض الممرات والجسور والبرك والأحواض المائية.

وتشارك في ذلك الفرق التطوعية الأهلية والفرق الرياضية المتخصصة بالمسير الجبلي والمغامرات، التي تنظم رحلات متواصلة في جبل شمس سالكة الطرق القديمة التي استخدمها الآباء والأجداد للتنقل بين القرى والبلدات المنتشرة في ربوع الجبل.

ومن بين هذه الفرق، فريق الحمراء للرياضات الجبلية الذي سعى منذ تأسيسه إلى تنظيم مجموعة من الرحلات لاكتشاف وإحياء الطرق والممرات الجبلية، ومن بينها طريق السلسلة أو "السنسلة" كما يسميه الأهالي، وسُمّي بذلك لوجود سلاسل تمسك الخشب المصفوف على شق الجبل.

وحول هذا الطريق، قال خلف بن حمد العبري من مسفاة العبريين: إن الطريق مقام على سفح صخري يزيد ارتفاعه على 30 مترًا، وتم مد ثلاثة خطوط طولية بسلسلة حديدية بطول نحو 13 مترًا، وصفّ قطعًا خشبية من أشجار العلعلان والعتم (الزيتون البري) وربطها بسلاسل حديدية، واستُبعد استخدام أي نوع من الحبال في تثبيت الممر حفاظًا على السلامة.

ويعد طريق السنسلة الجبلي الرابط الوحيد مشيًا على الأقدام بين ولاية الحمراء ووادي السحتن بولاية الرستاق، حيث تبدأ رحلة المشي من ولاية الحمراء إلى بلدة مسفاة العبريين عبر ممشى جبلي يسمى "الملوي" المهدد بالاختفاء بسبب الحيازات أو إقامة مخططات سكنية من قبل وزارة الإسكان والتخطيط العمراني، دون مراعاة حرمة هذا الممشى رغم وجود شواهد حضارية تدل على تاريخه.

وأضاف العبري: بعد الوصول إلى مسفاة العبريين يبدأ الصعود باتجاه الشمال الشرقي مرورًا بـ"العقبة الحمرة"، وبعض أماكن تجمع المياه مثل بركة دعن الغر، وصولًا إلى بركة الشرف وبيت الشرف، ثم النزول إلى السنسلة، ومنها إلى أقرب بلدة في وادي السحتن وهي الهويب، وتستغرق الرحلة من مسفاة العبريين إلى السنسلة نحو 5 ساعات، ومن السنسلة إلى الهويب بين 45 دقيقة وساعة.

من جهته، أشار بدر بن سيف الشكري إلى أن طريق السلسلة يربط بين ولاية الحمراء ووادي السحتن وله مساران؛ الأول من مسفاة العبريين عبر طريق "العقبة الحمرة" مرورًا ببركة مسجد دعن الغر للتزود بالماء، ثم صباح بن عدي المطل على الشرف، فالمكبر المطل على وادي السحتن، أما المسار الثاني فيبدأ من الدار البيضاء مرورًا بالحرف، ثم علعلان المربض، فعش النسر، وعقبة الشواغي، ثم عين حبنة، فالهيامة، ولمعلا، وغور التين، ولخروس للتزود بالماء، وصولًا إلى السلسلة، ثم عقبة لهويب أول بلدان وادي السحتن التابعة لولاية الرستاق.

مقالات مشابهة

  • بالأرقام.. عدد الصواريخ التي أطلقتها البحرية الأمريكية للدفاع عن إسرائيل من الهجمات اليمنية
  • الاتحاد الأوروبي يهدد الاحتلال الإسرائيلي..هل بدأت نهاية إسرائيل السياسية؟
  • الحرب الاقتصادية بدأت: الإمارات تتخذ إجراءً آخر ضد السودان.. إليكم التفاصيل
  • جهود أهلية لإعادة إحياء درب السلسلة بين الحمراء والرستاق
  • إسرائيل تعلن الحرب على طلاب المدارس اليهودية
  • البرلمان الروسي: التحضيرات لقمة بوتين وترامب بدأت بالفعل
  • رابط تسجيل رغبات المرحلة الثانية من تنسيق الجامعات 2025.. متاح الآن
  • تقرير عبري: مصر بدأت تدريب قوات لتولي الأمن في غزة لمرحلة ما بعد الحرب
  • إعلام عبري: إسرائيل تستعد لعملية عسكرية ضد الحوثيين في اليمن
  • سعر الدولار مقابل الجنيه المصري الآن داخل البنوك.. الأخضر بكام النهارده؟