مسيّرات حزب الله تضرب نهاريا لأول مرة وإسرائيل تتدرب على توسيع الحرب
تاريخ النشر: 3rd, June 2024 GMT
بلغت مسيّرات حزب الله اللبناني لأول مرة مستوطنة نهاريا، وردّ الجيش الإسرائيلي بغارات استهدف بعضها منطقة البقاع شرقي لبنان، وأنهى بالتزامن تدريبات على توسيع رقعة الحرب.
وسقطت طائرة مسيرة أطلقها حزب الله أمس الأحد في نهاريا التي تبعد 7 كيلومترات عن الحدود مع لبنان بعد أن فشلت القبة الحديدية في التصدي لها، وتسبب انفجارها في اندلاع حريق، وتضاربت الأنباء عما إذا كان الهجوم أسفر عن إصابات.
وبحسب وسائل الإعلام الإسرائيلية، تعد هذه المرة الأولى التي تتجاوز فيها طائرة مسيّرة لحزب الله الدفاعات الجوية الإسرائيلية وتصل نهاريا منذ بدء المواجهات عبر الحدود في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وتدرس السلطات المحلية إمكانية إلغاء الدراسة في المؤسسات التعليمية بنهاريا اليوم الاثنين، وفقا لوسائل إعلام إسرائيلية.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن شكاوى انتشرت بعد إعلان الجيش أن صفارات الإنذار في نهاريا خاطئة ثم اتضح أن مسيرة انفجرت، مشيرة إلى أن الجيش اضطر إلى نشر بيان آخر قال فيه إن الحديث يدور عن حدثين مختلفين.
حرائق ضخمة تلتهم منطقة بجنوب الجولان نتيجة سقوط صواريخ أُطلقت من #لبنان pic.twitter.com/h4UqiXgcdi
— الجزيرة فلسطين (@AJA_Palestine) June 2, 2024
تصعيد عبر الحدودوشهد أمس الأحد تصعيدا في الضربات المتبادلة عبر الحدود بين حزب الله والجيش الإسرائيلي.
فقد أعلن حزب الله استهداف 11 موقعا إسرائيليا، وقد استهدف بالمسيرات ثكنة يردن في الجولان، مشيرا إلى تدمير رادار القبة الحديدية وإيقاع قتلى وجرحى في صفوف الجنود.
كما قال الحزب إنه قصف بعشرات صواريخ الكاتيوشا مستوطنة كريات شمونة ومقر قيادة فرقة الجولان في ثكنة نفح، كما هاجم مستوطنة المطلة ومواقع السماقة والرمثا والعباد والمرج وحدب يارون.
وبث حزب الله صورا قال إنها تظهر مشاهد من استهداف مقر قيادة اللواء 769 التابع للجيش الإسرائيلي في كريات شمونة.
ودوّت صفارات الإنذار 15 مرة في عشرات البلدات في الجليل الأعلى والجولان المحتل.
وتسببت الصواريخ والطائرات التي أطلقها حزب الله في إصابة شخصين بمحيط مستوطنة كريات شمونة، وفي إشعال حرائق ضخمة بعدة مناطق بينها محيط مستوطنة كتسرين غربي الجولان المحتل وكذلك قرب مستوطنة نهاريا.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن الحرائق انتشرت في محيط المستوطنة التي تعد أكبر المستوطنات في الجولان عقب سقوط صواريخ على الأقل في مناطق غير مأهولة في المنطقة.
وتدخلت فرق الإطفاء الإسرائيلية وعملت لعدة ساعات للسيطرة على الحرائق.
شهيدان بلبنانفي غضون ذلك، شنت الطائرات الإسرائيلية أمس الأحد غارات مكثفة على عدة بلدات بجنوب لبنان، كما استهدفت مجددا منطقة البقاع شرقي لبنان.
وقال الدفاع المدني في جنوبي لبنان إن مدنييْن استُشهدا في غارة إسرائيلية على بلدة حولا.
من جهته، قال الجيش الإسرائيلي إن مقاتلاته قصفت موقعا وبنية تحتية تابعَين لحزب الله في منطقتي عيتا الشعب وطير حرفا، وتحدث عن استهداف مواقع انطلقت منها مسيرات حزب الله.
في الأثناء، قال الجيش الإسرائيلي أمس الأحد إنه أنهى تدريبات لرفع الجاهزية على الجبهة الشمالية، مشيرا إلى أن التدريبات كانت في مقرات قيادة تتبع هيئة الأركان العامة.
وأضاف الجيش الإسرائيلي في بيان أن التدريبات التي بدأت قبل أيام تضمنت سيناريوهات عدة تحاكي توسيع رقعة الحرب على الجبهة الشمالية وحرب متعددة الساحات.
وقد حضر التدريبات ِرئيس هيئة الأركان هرتسي هاليفي ووزير الدفاع يوآف غالانت.
وفي السياق، نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن تقديرات للجيش وأجهزة الأمن الإسرائيلية أن حزب الله اللبناني لم يستخدم سوى 5% فقط من ترسانة أسلحته خلال هذه الأشهر من المعركة، وذلك كميدان اختبار ضد الجيش الإسرائيلي واستعدادا لحرب واسعة محتملة.
ويعتبر مايو/أيار الماضي الشهر الأكثر كثافة لهجمات حزب الله على إسرائيل منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي على طول الحدود الجنوبية للبنان.
وكشفت آخر إحصاءات وزارة الدفاع الإسرائيلية تضرر أكثر من 930 مبنى في 86 مستوطنة يبعد معظمها نحو 9 كيلومترات من الحدود اللبنانية.
ووثق مركز الأبحاث "عالما" المتخصص في رصد جبهة إسرائيل الشمالية تنفيذ حزب الله خلال مايو/أيار الماضي 325 هجوما، بمعدل 10 عمليات يوميا.
وفي المقابل، كشفت بيانات حزب الله أن العمليات التي شنها منذ الثامن من أكتوبر/تشرين الأول الماضي تجاوزت ألفي عملية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الجیش الإسرائیلی أمس الأحد حزب الله
إقرأ أيضاً:
ما دلالات قصف البحرية الإسرائيلية لميناء الحديدة لأول مرة؟
قال الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري إن الهجوم الإسرائيلي على ميناء الحديدة في اليمن يمثل أول عملية هجومية تنفذها إسرائيل بواسطة سلاح البحرية، في تحول لافت عن نمط الهجمات الجوية التي اعتمدتها خلال العمليات السابقة.
وأوضح الدويري -في تحليل للمشهد العسكري على قناة الجزيرة- أن هذا التطور يكتسب دلالة إستراتيجية مزدوجة، أولها تقنية عسكرية ترتبط بتوسيع نطاق الخيارات العملياتية، وثانيها ترجمة عملية لتصريحات سابقة أطلقها مسؤولون إسرائيليون بشأن نية فرض حصار بحري على الموانئ اليمنية.
ويأتي هذا الهجوم بعد أن أعلن الجيش الإسرائيلي -صباح اليوم الثلاثاء- تنفيذ غارتين على أرصفة ميناء الحديدة بواسطة سفن صاروخية، في أعقاب أوامر بإخلاء 3 موانئ يمنية بزعم استخدامها لشن هجمات على إسرائيل، أبرزها إطلاق صاروخ لم يصل إلى أجواء تل أبيب.
وأشار اللواء الدويري إلى أن القدرات البحرية الإسرائيلية تشمل سفنا وغواصات مزودة بصواريخ مجنحة تحمل رؤوسا تقليدية، مؤكدا أن تنوع مداها وفاعليتها يتيح لإسرائيل تنفيذ عمليات بعيدة المدى دون الحاجة إلى التزود بالوقود أو دعم جوي، كما هو الحال في العمليات الجوية.
وأوضح أن تكلفة تشغيل الطائرات المقاتلة، خصوصا خارج مداها الطبيعي، تمثل عبئا عملياتيا، حيث تحتاج طائرات مثل "إف-35″ و"إف-16" إلى التزود بالوقود جوا، بالإضافة إلى الحاجة إلى طائرات حماية، مما يجعل الخيار البحري أكثر مرونة وأقل كلفة.
حصار بحري
وقال الدويري إن التصريحات الأخيرة لوزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس -حول فرض حصار بحري على الحوثيين- تم تجسيدها ميدانيا بهذا الهجوم الذي حمل رسائل مباشرة بأن إسرائيل لا تكتفي بالتحذير بل قادرة على التحرك لتنفيذه.
وكان كاتس قد وصف الهجوم بأنه "ناجح" مشيرا إلى أن ذراع إسرائيل "ستصل لكل مكان" ملوحا بحصار بحري كامل في حال استمرار الهجمات الصاروخية من اليمن على إسرائيل.
ووفق وسائل إعلام تابعة لجماعة أنصار الله الحوثية، فإن الغارات استهدفت أرصفة الميناء دون الإعلان عن إصابات. ويعد ميناء الحديدة أحد أهم الموانئ الحيوية في اليمن، وهو مصدر أساسي لإمدادات الغذاء والوقود، كما يقع على مقربة من مضيق باب المندب.
ويخضع الميناء لسيطرة الحوثيين، في حين تسيطر القوات الموالية للحكومة اليمنية المعترف بها دوليا على موانئ جنوبية أخرى مثل المخا وباب المندب، وهو ما أوضحه الدويري خلال مداخلته بتحديده نطاق سيطرة الحوثيين الفعلية.
وتتزامن هذه التطورات مع تصعيد حاد في العمليات العسكرية الإسرائيلية على الأراضي اليمنية، إذ يعد الهجوم على الحديدة العاشر من نوعه منذ اندلاع الحرب على غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023، والرابع منذ استئناف العمليات العسكرية في مارس/آذار بعد هدنة قصيرة.
واستهدفت الغارات الإسرائيلية في الأشهر الماضية منشآت مدنية مثل محطات كهرباء ومصانع إسمنت وموانئ ومطارات، في مسعى واضح -حسب المراقبين- لإضعاف البنية التحتية التي يعتمد عليها الحوثيون.
ويؤكد الحوثيون أنهم سيستمرون في مهاجمة إسرائيل إلى حين إنهائها حرب الإبادة التي تشنها على الفلسطينيين بقطاع غزة منذ 20 شهرا.