قدّم الرئيس الأميركي جو بايدن يوم الجمعة أحدث اقتراح إسرائيلي لصفقة محتجزين ووقف إطلاق النار، كاشفاً أن العرض "سيعيد الرهائن جميعاً إلى ديارهم، ويضمن أمن إسرائيل، ويخلق يوماً تالياً أفضل في غزة من دون وجود حماس في السلطة، ويمهّد الطريق لتسوية سياسية توفر مستقبلاً أفضل للإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء".


وعرض بايدن تفاصيل المراحل الثلاث، التي تتضمن وقف إطلاق النار وتبادل محتجزين وانسحاباً إسرائيلياً من غزة وإعادة إعمار القطاع، ومعلنا أن الدول العربية والمجتمع الدولي سيشاركان أيضاً في صفقة إعادة إعمار غزة «بطريقة لا تسمح لحماس بإعادة التسلح في حين أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يؤكد الاستمرار في هدف القضاء على حماس فهو اعتبر أن "الحرب لن تنتهي إلا بعد تحقيق أهدافها جميعها، بما في ذلك عودة مخطوفينا جميعاً، والقضاء على قدرات حماس العسكرية والحكومية"،علما أن مسؤولا إسرائيليا كشف أمس ان نتنياهو ومجلس الحرب وافقا على الاقتراح الاخير لوقف اطلاق النار، لكنهما ينتظران رد حماس

وبينما يظن كثيرون أن الخطة تحمل في طياتها نقاطاً لا يمكن تطبيقها بسهولة على أرض الواقع، لا سيما في ما خص عدم تكرار ما حصل منذ عملية "طوفان الاقصى"، يعتقد العميد الركن حسن جوني في حديث لـ"لبنان24" أن الحكومة الإسرائيلية ورئيسها سيتعاملون مع المبادرة الأميركية بمنتهى الجدية آخذين بالاعتبار أولاً أن الرئيس بايدن شخصياً أطلقها عبر وسائل الإعلام وأمام العالم، وهذا يعطي زخماً للمبادرة ويمثل ضغطاً رئاسياً أميركياً لأول مرة يحصل بهذا الشكل على إسرائيل.أما الأمر الثاني الذي يدعو الإسرائيليين للقبول بها فيتمثل بضغط أهالي الرهائن الذي سيتفاقم بشكل كبير إذا ما رُفضت مبادرة الرئيس الأميركي. في حين أن الأمر الثالث يتصل بعدم وجود خطة واضحة متفق عليها لمتابعة العمليات بين الدخول المكلف إلى رفح وتداعياته السلبية من الخارج على دولة إسرائيل وبين الستاتيكو العملياتي الحالي الذي لن يؤدي إلى تحقيق الأهداف، ما يجعل المقترح الأميركي خياراً مناسباً للخروج من الدوامة.

قد لا تشكل مبادرة الرئيس بايدن خارطة طريق كاملة وواضحة للحل، إنما تشكل، بحسب العميد جوني، مدخلًا يمكن البناء عليه بشكل يرضي جميع الأطراف المنهكين من طول مدة القتال.
ولا يظن العميد جوني أن إسرائيل يمكن أن تقبل بأي شكل من الأشكال وجود حركة حماس في السلطة الجديدة لقطاع غزة التي قد تتشكل من شخصيات وكوادر فلسطينية أكاديمية أو علمانية ستكون مقيدة وملتزمة بتدابير مشددة بما يحفظ أمن إسرائيل. وفي احتمال آخر قد تكون امتداداً للسلطة الفلسطينية في بعدها السياسي فقط. وفي كلتا الحالتين يكون الانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من القطاع مشروطاً بالتقيد بهذه التدابير.
وعليه، فإن مسألة الحديث عن انتصارات، فذلك ممكن للطرفين، لكون فلسفة الانتصار الحديثة أصبحت مختلفة بين جهة وأخرى، فالانتصار في مفهوم المقاومة يُقاس وفقًا لاستمرار فكرة المقاومة وروحها بغض النظر عن جسامة الخسائر والتضحيات بينما الأمر مختلف عند الإسرائيلي الذي سيُعلن أنه تم القضاء على البنية الأساسية لحركة حماس وأنهى وجودها السياسي في القطاع،كما أنه قد حرّر جميع الرهائن، يقول العميد جوني.

وفي الوقت الذي تشهد فيه مفاوضات إنهاء الحرب في غزة زخماً كبيراً، وضغطاً دولياً متصاعداً، فإن نتنياهو أمر الجيش الإسرائيلي بتوسيع ضرباته في لبنان، علماً أن مصادر متابعة للعمل الأميركي على خط التهدئة في الجنوب، تشير لـ"لبنان24"إلى أن الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين سوف يزور لبنان فور دخول وقف إطلاق النار في غزة حيز التنفيذ، خاصة وأن خطته المقسمة إلى ثلاث مراحل شبه جاهزة وتنتظر أن يحين الوقت.

ومع ذلك، تقول أوساط دبلوماسية أن لبنان تلقى تحذيرات جديدة من احتمال قيام إسرائيل بعمل عسكري كبير ضد لبنان خاصة وأنها لا تستجيب لأي مطلب أو وساطة للتراجع عن تصعيدها أو عن المواجهة، وأن على حزب الله تقديم التنازلات، لأن تل أبيب تظن أن بوسعها تغيير الوقائع على أرض الجنوب، من خلال حرب الاستنزاف التي قد يتسع نطاقها، أو من خلال الذهاب إلى حرب شاملة مع لبنان .في المقابل تشدد مصادر مقربة من حزب الله لـ"لبنان 24"على أن رد الحزب سيكون بلا حدود إذا شنت إسرائيل حرباً على لبنان، وأنه جاهز للعودة إلى فترة ما قبل عام 2000، إذا استدعى الامر، وهو شنّ في الأيام القليلة الماضية ومن مسافة قصيرة للغاية هجوماً مركزاً بالقذائف المدفعية والصواريخ الموجهة استهدف موقع راميا وتجهيزاته وتموضعات جنوده، وهذا يؤشر إلى أنه لا يزال يتواجد عند الحدود ولم يتراجع قيد انملة، معتبرة أن الحزب يمتلك صواريخ مضادة للطائرات وقادر على استهداف الطائرات الحربية الإسرائيلية.

ومع ذلك يعتبر العميد جوني أن الحرب في جنوب لبنان سوف تتوقف فور بدء مفاعيل الاتفاق في غزة وسيبدأ تطبيق التسوية التي عمل عليها هوكشتاين والتي تتضمن خطوطاً عريضة تُعالج المشكلات الحدودية بروحية ما ينص عليه القرار 1701 الذي يبقى الركيزة الأساسية للحل.أما إلى حين الاتفاق في غزة، فسيبقى الوضع في الجنوب كما هو مع احتمال تصاعد وتيرة الضربات من الطرفين في العمق والتأثير دون الانزلاق إلى حرب واسعة لأن اللاعبين الإقليميين والدوليين لا يوافقون عليها وهم يمنعون توسعها.

إن الاتفاق على حل في لبنان ليس أمراً معقداً لأن الاشتباك، وفق العميد جوني، حصل تحت عنوان مساندة غزة وليس سعياً لتحقيق أهداف ذات صلة بالوضع الحدودي الذي كان خاضعاً لمندرجات القرار 1701وبقي مستقراً منذ العام 2006 حتى 2023. كما أن التسوية في غزة إن حصلت فذلك يعني أن ثمة مباركة إقليمية لها وهذه المباركة ستنسحب على مختلف الجبهات وجميع الأطراف. المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: فی غزة

إقرأ أيضاً:

ما الذي تخطط له العدل الإسرائيلية بشأن العفو الرئاسي عن نتنياهو؟

تتهيأ وزارة العدل في دولة الاحتلال الإسرائيلي لاتخاذ قرار بشأن الطلب الذي تقدم به رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، للعفو الرئاسي من المحاكمة التي قد تفضي إلى سجنه حال إدانته بتهم الفساد الموجهة إليه.

ونقلت "هآرتس" عن مصادر رفيعة في النظام القضائي الإسرائيلي قولها، إنه من غير المتوقع أن توصي إدارة العفو بوزارة العدل الرئيس إسحاق هرتسوغ بقبول طلب العفو المقدم من نتنياهو دون إجراء تعديلات.

وأضافت المصادر التي وصفتها الصحيفة بـ"العليا" أنه في حال إجراء تعديلات على الطلب، فقد يؤثر ذلك على القرار النهائي لإدارة العفو. مشيرة إلى أن قسم العفو في وزارة العدل الإسرائيلية طلب مؤخراً من مكتب المدعي العام للدولة رأياً قانونياً رسمياً بشأن طلب العفو كجزء من عملية التقييم.


ويبدو أن النيابة العامة، التي تتولى حاليًا محاكمة نتنياهو الجنائية ، ستعارض العفو عنه، وهو ما يُرجّح أن يؤثر على توصية دائرة العفو للرئيس هرتسوغ. ويُتهم رئيس الحكومة بالرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة، وهو ينفي ارتكاب أي مخالفة.

وقالت المصادر، إنه بإمكان هرتسوغ العفو عن نتنياهو حتى لو نصحت إدارة العفو بعدم القيام بذلك. إلا أن مثل هذه الخطوة قد تثير معارضة شعبية شديدة، وقد تُشكّل أساساً للمحكمة العليا الإسرائيلية لإلغاء قرار الرئيس.

وذكرت "هآرتس" أن هرتسوغ من المرجح أن يعقد اجتماعاً بين ممثلين عن دائرة العفو ونتنياهو ومحاميه لمناقشة طلب العفو الذي قُدِّم الشهر الماضي. ولا يُتوقع صدور قرار نهائي بشأن توصية دائرة العفو قبل أسابيع أو حتى أشهر.

ولا يتضمن الطلب، الذي يحمل رسالة من نتنياهو نفسه، أي اعتراف بالذنب أو إبداء ندم من جانبه. ويستند رئيس الوزراء إلى موقف مفاده أن الرئيس يملك صلاحية منحه العفو حتى دون إدانة في القضية، لأن المحاكمة لا تزال جارية. كما أن رسالة نتنياهو لا تشير إلى أي نية لديه للاعتزال من العمل السياسي. 


قال هرتسوغ إنه سينظر في الطلب "بمسؤولية وجدية تامة". وأفاد مسؤولون في مقر إقامة الرئيس بأن الإجراءات ستستغرق عدة أسابيع. ويمكن أن يتخذ العفو الرئاسي بموجب القانون أشكالاً عديدة، منها تخفيف الغرامات، وعقوبات السجن، ومتطلبات الخدمة المجتمعية، ومحو السجل الجنائي للمتهم.

قبل البتّ في طلبات العفو، التي يأتي بعضها من أشخاص يقضون حالياً عقوبات سجن، يستشير الرئيس إدارة العفو في وزارة العدل. وتستشير الإدارة، قبل إصدار توصيتها، جميع المسؤولين المعنيين، بمن فيهم موظفو مصلحة السجون الإسرائيلية، والشرطة الإسرائيلية، ومكتب المدعي العام، وموظفو الرعاية الاجتماعية، فضلاً عن ضحايا الجرائم.

ويقوم محامو إدارة العفو بعد ذلك بإصدار تحليل مفصل يأخذ في الاعتبار الظروف الشخصية للشخص الذي يطلب العفو وتفاصيل القضية. ويُرفع هذا التحليل إلى الرئيس مصحوباً ببيان حول موقف وزير العدل من القضية.

ولفتت الصحيفة إلى أن طلب نتنياهو يأتي في وقت تواجه فيه الوزارة عددًا متزايدًا من طلبات العفو بسبب الوضع الأمني منذ هجوم حماس السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 والحرب التي أعقبت ذلك.

مقالات مشابهة

  • القناة 12 الإسرائيلية: المستوى الأمني يضغط باتجاه شن عملية تستهدف حزب الله
  • ما الذي تخطط له العدل الإسرائيلية بشأن العفو الرئاسي عن نتنياهو؟
  • فضل الله بعد لقائه سلام: الملف الأساسي الذي ناقشناه يرتبط بإعادة الأعمار
  • هذا ما قررته إسرائيل بشأن لبنان.. صحيفة تُعلن الأمر
  • الجميل: وعدُنا أن نكمل الطريق الذي استشهد لأجله جبران وبيار وباقي شهداء ثورة الأرز
  • عاجل | القناة 12 الإسرائيلية: سلاح الجو يبدأ بقصف أهداف لحزب الله في لبنان
  • حماس تتهم إسرائيل بالمماطلة وتحذر من تفاقم المعاناة الإنسانية في غزة
  • سيناتور أمريكي: ابن سلمان لن يطبع مع إسرائيل دون ثمن للفلسطينيين
  • وساطة عُمانية ثلاثية الأبعاد لإنقاذ لبنان.. السفير الأميركي: المفاوضات لا تعني توقف إسرائيل
  • تصريحات مشعل.. وواقعية حماس!