إنتل كشفت عن رقائق إلكترونية جديدة ستقود ثورة الذكاء الاصطناعي
تاريخ النشر: 4th, June 2024 GMT
كشفت شركة "إنتل" العملاقة في صناعة الرقائق الإلكترونية النقاب الثلاثاء عن تقنيات قالت إنها ستقود ثورة الذكاء الاصطناعي، في خطوة تحمل لهجة تحدٍّ في ظل المنافسة القوية من شركات "إنفيديا" و"إيه إم دي" و"كوالكوم"، بحسب ما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
وسيطرت "إنتل" لعقود على سوق الرقائق التي تستخدم في مختلف المنتجات، بدءا من أجهزة الحاسوب المحمولة وصولا إلى مراكز البيانات.
وخلال كلمة في معرض "كومبيوتكس" المُقام في تايوان، قدّم بات غيلسنغر الرئيس التنفيذي لشركة "إنتل" أحدث معالجات "زيون 6" (Xeon 6) للخوادم من "إنتل"، وتطرّق إلى تفاصيل إضافية عن شرائح "لونر ليك" (Lunar Lake) من الجيل التالي لأجهزة الحاسوب التي تعمل بالذكاء الاصطناعي.
وقال غيلسنغر إن "الذكاء الاصطناعي يقود أحد أكثر عصور الابتكار أهمية شهدها القطاع على الإطلاق".
وتابع أن "سحر سيليكون يعمل مرة جديدة على تمكين التطورات الهائلة في مجال الحوسبة التي ستدفع حدود الإمكانات البشرية وتزوّد الاقتصاد العالمي بالطاقة للسنوات المقبلة".
وأشار إلى أن "أحدث منتجات إنتل توفر أفضل مزيج متاح من الأداء وفعالية الطاقة والتكاليف المقبولة".
وأكّد أن أنظمة "غاودي" من "إنتل"، المستخدمة في الذكاء الاصطناعي المتقدم مثل نماذج التدريب، هي بثلث تكلفة ما تقدّمه الشركات المنافسة.
وجاء عرض غيلسنغر بعد خطابات ألقاها كل من رئيس "إنفيديا" جنسن هوانغ، والمديرة العامة لشركة "إيه إم دي" ليزا سو، وكريستيانو أمون من شركة "كوالكوم"، كانت مليئة بالمزاعم والمزاعم المضادة بشأن أفضل منتجات للذكاء الاصطناعي.
وقدمّ سو وأمون عروضا تفصيلية عن رقائق شركتيهما لأجهزة الحاسوب المعززة بالذكاء الاصطناعي.
وكانت شركة "مايكروسوفت" قد كشفت النقاب هذا الشهر عن أجهزة الحاسوب الشخصية المعززة بالذكاء الاصطناعي "كوبايلوت بلاس" (Copilot Plus)، تحتوي على ميزات ذكاء اصطناعي مُدمجة مباشرة في "ويندوز"، نظام التشغيل الرائد عالميا للشركة.
وبالإضافة إلى "مايكروسوفت"، سيقدّم عدد من أكبر الشركات المصنّعة لأجهزة الحاسوب المحمولة في العالم، بينها "ديل" و"إتش بي" و"سامسونغ" و"لينوفو"، خدمة مماثلة مع إدماج ميزات ذكاء اصطناعي في الأجهزة نفسها لا فقط عبر الإنترنت.
ومن بين ما رفضه غيلسنغر، تأكيد "كوالكوم" أن رقائق أجهزة الحاسوب التي تعمل بتقنية الذكاء الاصطناعي الخاصة بها أفضل من رقائق "إنتل".
وقال "هذا ليس صحيحا!".
وأشارت "إنتل" نقلا عن "بوسطن كونسالتينغ غروب" إلى توقعات بأن تشكل أجهزة الحاسوب التي تعمل بالذكاء الاصطناعي 80% من سوق أجهزة الحاسوب الشخصية بحلول عام 2028.
يشكل "كومبيوتكس" أكبر معرض سنوي للتكنولوجيا في تايوان، حيث توفر مصانع أشباه الموصلات المكونات الرئيسية لمنتجات كثيرة، من أجهزة "آيفون" إلى الخوادم المستخدمة في تشغيل برنامج "تشات جي بي تي".
ومع مراهنة شركات التكنولوجيا الكبرى في العالم على الذكاء الاصطناعي، برز المصنعون التايوانيون كلاعبين رئيسيين في هذا المجال.
وتنتج الجزيرة الكمية الأكبر من أشباه الموصلات الأكثر تقدّما في العالم، بما فيها تلك المستخدمة في أقوى تطبيقات وأبحاث الذكاء الاصطناعي.
وتبدي حكومة تايوان رغبة في استخدام هذه القدرات لتسريع الاستخدام الواسع النطاق للذكاء الاصطناعي.
وخلال زيارة إلى معرض "كومبيوتكس" الثلاثاء، قال الرئيس لاي تشينغ تي الذي تم تنصيبه في الشهر الماضي "لدينا الكثير لننجزه بهدف تحويل تايوان إلى جزيرة ذكية للذكاء الاصطناعي".
إلا أن الموقع المركزي لتايوان في سلسلة التوريد العالمية لأشباه الموصلات، يشكل مصدر قلق في العواصم ومجالس إدارات الشركات في مختلف أنحاء العالم.
وتطالب الصين بالسيادة على الجزيرة التي تتمتع بحكم ذاتي، وتعتبرها إحدى مقاطعاتها، من دون أن تستبعد استخدام القوة لوضعها تحت سيطرتها.
وفي السنوات الأخيرة، تدهورت العلاقات بين بكين وتايبيه، وزادت الصين مناوراتها وتحذيراتها العسكرية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات بالذکاء الاصطناعی الذکاء الاصطناعی للذکاء الاصطناعی أجهزة الحاسوب
إقرأ أيضاً:
البشر يتبنون لغة الذكاء الاصطناعي دون أن يشعروا
في ظاهرة تبدو كأنها خرجت من قصص الخيال العلمي، كشفت دراسة حديثة أن البشر بدؤوا بالفعل تبني أسلوب لغوي يشبه إلى حد كبير أسلوب الذكاء الاصطناعي التوليدي مثل تشات جي بي تي.
هذا التحول الصامت، الذي رصده باحثون في معهد "ماكس بلانك لتنمية الإنسان" في برلين، لم يقتصر على المفردات فحسب، بل امتد إلى بنية الجمل والنبرة العامة للحديث، مما يثير تساؤلات عميقة حول مستقبل اللغة والتنوع الثقافي في عصر هيمنة الآلة ومنطقها في التفكير.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2"كل ما نريده هو السلام".. مجتمع مسالم وسط صراع أمهرة في إثيوبياlist 2 of 2سيرة أخرى لابن البيطار بين ضياع الأندلس وسقوط الخلافةend of list تسلل إلى حواراتنا اليوميةاعتمدت الدراسة، التي لم تنشر بعد في مجلة علمية وتتوفر حاليا كنسخة أولية على منصة (arXiv)، على تحليل دقيق لمجموعة ضخمة من البيانات اللغوية، شملت ما يقرب من 360 ألف مقطع فيديو من منصة يوتيوب الأكاديمية و771 ألف حلقة بودكاست. وقام الباحثون بمقارنة اللغة المستخدمة في الفترة التي سبقت إطلاق" تشات جي بي تي" في أواخر عام 2022 وما بعدها، وكانت النتائج لافتة.
لاحظ الفريق البحثي زيادة حادة في استخدام ما أطلقوا عليه "كلمات جي بي تي"، وهي مفردات يفضلها النموذج اللغوي، مثل "delve" (يتعمق)، "meticulous" (دقيق)، "realm" (عالم/مجال)، "boast" (يتباهى/يتميز)، و"comprehend" (يستوعب). هذه الكلمات، التي كانت نادرة نسبيا في الحوار اليومي العفوي، شهدت طفرة في الاستخدام. على سبيل المثال، ارتفع استخدام كلمة "delve" وحدها بنسبة 48% بعد ظهور تشات جي بي تي.
وللتأكد من هذه "البصمة اللغوية"، قام الباحثون باستخلاص المفردات التي يفضلها النموذج عبر جعله يعيد صياغة ملايين النصوص المتنوعة. ووجدوا أن استخدام هذه الكلمات في كلام البشر المنطوق ارتفع بنسبة قد تصل إلى أكثر من 50%، مما يؤكد أن التأثير لم يقتصر على النصوص المكتوبة، بل امتد إلى المحادثات اليومية.
تغير في الأسلوب والنبرةالمفاجأة الكبرى في الدراسة لم تكن في المفردات فحسب، بل في النبرة الأسلوبية العامة. لاحظ الباحثون أن المتحدثين بدؤوا يتبنون أسلوبا أكثر رسمية وتنظيما، وجملا أطول، وتسلسلا منطقيا يشبه إلى حد كبير المخرجات المنظمة للذكاء الاصطناعي، بعيدا عن الانفعالات العفوية والخصوصية اللغوية. هذه الظاهرة تعني أننا نشهد مرحلة غير مسبوقة: البشر يقلدون الآلات بطريقة واضحة.
إعلانيصف الباحثون ما يحدث بأنه "حلقة تغذية ثقافية مغلقة" (closed cultural feedback loop)؛ فاللغة التي نعلمها للآلة تتحول، بشكل غير واع، إلى اللغة التي نعيد نحن إنتاجها.
يقول ليفين برينكمان، أحد المشاركين في الدراسة: "من الطبيعي أن يقلد البشر بعضهم بعضا، لكننا الآن نقلد الآلات"، في مشهد يؤكد تحول الذكاء الاصطناعي إلى مرجعية ثقافية قادرة على التأثير في الواقع البشري.
تآكل التنوع اللغويرغم الطابع الطريف الذي قد تبدو عليه هذه الظاهرة، فإن الدراسة تحمل في طياتها تحذيرا جادا حول مستقبل التنوع الثقافي واللغوي. يلفت الباحثون الانتباه إلى أن اعتمادنا المفرط على أسلوب لغوي موحد، حتى لو بدا أنيقا ومنظما، قد يؤدي إلى تآكل الأصالة والتلقائية والخصوصية التي تميز التواصل الإنساني الحقيقي.
وفي هذا السياق، يحذر مور نعمان، الأستاذ في معهد "كورنيل تك"، من أن اللغة عندما تكتسب طابع الذكاء الاصطناعي قد تفقد الآخرين ثقتهم في تواصلنا، لأنهم قد يشعرون بأننا نسعى لتقليد الآلة أكثر من التعبير عن ذواتنا الحقيقية.
تشير الدراسة إلى أن ما بدأ كأداة للمساعدة في الكتابة والبحث قد تحول إلى ظاهرة ثقافية واجتماعية مرشحة للتوسع. فإذا كان الإنترنت قد أدخل على لغتنا اختصارات تقنية مثل "LOL"، فإن ما يحدث اليوم هو انعكاس مباشر لعلاقة أعمق وأكثر تعقيدا بين الإنسان والذكاء الاصطناعي.
وتؤكد هذه النتائج أن اللغة ليست مجرد كلمات، بل هي مرآة للسلطة الثقافية ومنبع للهوية. ومع تحول الذكاء الاصطناعي إلى جزء من هذه السلطة، فإن تبنينا لأسلوبه قد يعني أننا، وبشكل غير محسوس، نفقد جزءا من شخصيتنا وهويتنا اللغوية الفريدة في ساحة معركة هادئة تكتب فيها فصول جديدة من تاريخ التواصل البشري.