#حسابات_الأردن لما #بعد_الحرب _ #ماهر_أبوطير
سواء توقفت الحرب او لم تتوقف، فإننا في الحالتين أمام وضع مأساوي جدا في قطاع غزة، سوف تتكشف فصوله أكثر، بعد عودة الفلسطينيين إلى بيوتهم، وحصر الخسائر الإنسانية.
هذا الواقع لا تغطيه كاميرات التلفزة، ولا ترصده كاملا المنظمات الدولية، لان الوضع داخل القطاع أعقد بكثير من صورة، وقصة صحفية، أو فيديو عبر السوشال ميديا، وهذا يعني ان قطاع غزة في كل الأحوال سيكون أمام أطول عملية إغاثة إنسانية من حيث المدة الزمنية في حال توقفت الحرب، أو لم تتوقف، وقد تمتد لسنوات، وأمام أعقد عملية إغاثة إنسانية أيضا، نظرا لكون الاحتياجات لا تستثني شيئا، من حبة الدواء وصولا إلى رغيف الخبز، مرورا بكل ما يحتاجونه، على مستوى الخدمات والتعليم، ومستويات الحياة، وتعزيز الأمن والاستقرار.
الأردن وسط هذا المشهد ولاعتبارات أخلاقية، تتجاوز إخلاء المسؤولية من خلال إرسال المساعدات حاليا، ومنذ بدء الحرب، يحلل المشهد بطريقة مختلفة، خصوصا، مع احتياجات الغزيين، ومع تراجع المساعدات الدولية، وانسحاب بعض الأطراف على مستوى بعض الجهات الإغاثية، بسبب الواقع الميداني في القطاع، بما يعني أن المشهد الحالي مقلق، لنقص المساعدات، وهو مشهد سوف تتعاظم كلفته عند توقف الحرب، في ظل غياب أي جهد دولي عربي مشترك لإطلاق مبادرات كافية للتعامل مع احتياجات القطاع المختلفة.
مقالات ذات صلة ليلة اشتعال الشمال وحرائق مستوطنات الكيان 2024/06/04لهذا كله جاء تنظيم الأردن لمؤتمر دولي للاستجابة الإنسانية الطارئة في قطاع غزة، في الحادي عشر من هذا الشهر، وتكمن أهميته في مستوى الحضور من رؤساء دول، ووزراء خارجية، وعقد جلسات تبحث عناوين من ابرزها ادامة المساعدات وضمان تدفقها بشكل مرتفع، وعدم الوقوف فقط عند الإغلاقات الإسرائيلية الحالية التي تؤدي إلى خفض وصول المساعدات لكن بعد قليل في حال تم فتح باب دخول المساعدات، فسيكون القطاع أمام مشهد حساس، من حيث احتياجاته الكبرى، وقدرة كل الأطراف على تلبية هذه الاحتياجات، بما يعني هنا اهمية مضاعفة للتهيئة لهذه المرحلة المقبلة على الطريق.
المؤتمر الذي يأتي بالتنسيق مع المصريين والأمم المتحدة، مهم جدا، وهذه المبادرة الأردنية تعبر عن هواجس عروبية وأخلاقية وإنسانية، وليس محاولة لتعزيز مركزية الدور الأردني في ملف قطاع غزة، بما يعني أن الأردن يبحث عن توافقات في المؤتمر، وشراكات لإطلاق حملات إغاثة إنسانية كافية تتعامل مع احتياجات الغزيين والكارثة التي نراها، وتحديد الآليات والخطوات الفاعلة للاستجابة، والاحتياجات العملياتية واللوجستية اللازمة في هذا الإطار، والالتزام بتنسيق استجابة موحدة للوضع الإنساني في غزة، سواء استمرت الحرب أو توقفت، خصوصا، ان الإغلاقات الإسرائيلية الحالية قد تكون مبررا لحالة تراجع المساعدات أو نقصها، بسبب التعثر في ايصالها دوليا، لكن المشهد لا يمكن أن يبقى هكذا، سواء استمرت الحرب او توقفت، مع دخول فصل الصيف، ومشاكله البيئية، بما يؤشر على الاحتياجات الصحية، فوق الاحتياجات الغذائية، وصولا إلى ملف إعادة الإعمار، وهذا ملف آخر.
هذا جهد أردني عربي دولي يحدث للمرة الأولى منذ بدء الحرب، واهميته تكمن في التوافق على شراكة كبرى في الجهود، بحيث تكون حملات الاستجابة الإنسانية منسقة ومؤثرة أيضا، كما أن هذه المبادرة أردنية الجوهر، لاتتجاوز أهمية تعزيز الشراكات في هذا الملف، كون الواقع داخل القطاع اصعب بكثير مما يتوقعه كثيرون، وما يخشاه الأردن هنا كلفة الأضرار المتواصلة على حياة الغزيين، في ظل هذه المناخات التي لم تعشها أي منطقة عربية، وفي ظل اشكالات لوجستية تبدأ بإيصال المساعدات، وتمر بتوزيعها، وتصل إلى نوعيتها وكميتها.
وتبقى الأهمية الفعلية هنا، لما سينتج عن هذا المؤتمر من قرارات، وهذا هو دور أساسي للأردن بالتنسيق مع بقية الشركاء الذي سيشاركون في هذا المؤتمر، في ظل حسابات الأردن الدقيقة لفترة ما بعد الحرب، وربما أيضا تعقيدات الفترة الحالية وما سبقها من شهور.
الغد
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: حسابات الأردن بعد الحرب قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
الخارجية الأميركية: نحن على بعد خطوات قليلة من حل بشأن مساعدات غزة
كشفت وزارة الخارجية الأميركية، مساء أمس الخميس، عن قرب التوصل إلى حل بشأن إدارة وتوزيع المساعدات الإنسانية في قطاع غزة ، عبر "مؤسسة جديدة".
وقالت المتحدّثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، تامي بروس، للصحافيين: "نحن على بُعد خطوات قليلة من هذا الحلّ، من إمكانية تقديم المساعدات والغذاء" لمحتاجيها في القطاع الفلسطيني، مؤكّدة أنّ مؤسّسة جديدة ستتولى هذه المهمة وستُصدر "قريبا" إعلانا بهذا الشأن"، دون مزيد من التفاصيل.
وأضافت، "على الرّغم من أنّه ليس لدينا شيء محدّد نعلنه اليوم في هذا الصدد، وأنا لن أتحدّث نيابة عن المؤسّسة التي ستقوم بهذا العمل، إلا أنّنا نرحّب بالمبادرات الرامية لتسليم المساعدات الغذائية عاجلا إلى غزة بسرعة، حتى تصل المساعدات الغذائية فعليا إلى أولئك الذين تستهدفهم".
ومنذ الثاني من آذار/ مارس واستئناف الهجوم الإسرائيلي على غزة، لم يُسمح بدخول أيّ مساعدات إنسانية إلى القطاع المحاصر حيث يعيش 2.4 مليون شخص.
وردّا على سؤال بشأن تغييب دور الأمم المتّحدة في هذا الشأن، قالت بروس إنّ "البيانات الصحافية اللامتناهية واسترضاء حماس لم يُتح توفير الغذاء أو الدواء أو المأوى لمحتاجيها".
اقرأ أيضا/ صحيفة إسرائيلية: ترامب قد يُعلن هذه الأيام عن حل شامل لقضية غـزة
وتابعت أنه "لا يمكننا أن نسمح بوقوعها (المساعدات) في أيدي إرهابيين مثل حماس"، مجددة التأكيد على موقف واشنطن بأنّ الحركة الفلسطينية تتحمّل "المسؤولية الكاملة" عن الكارثة الإنسانية المستمرة في القطاع. وفق قولها
وكان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، وعد في وقت سابق من هذا الأسبوع بإصدار "إعلان مهم جدا" قبيل رحلته المقرّرة إلى الشرق الأوسط الأسبوع المقبل، رافضا في الوقت نفسه الكشف عن أيّ تفصيل بشأن طبيعة هذا الإعلان.
ومن المقرّر أن يزور ترامب كلا من المملكة العربية السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة في الفترة الممتدّة بين 13 و16 أيار/ مايو.
ولا يُعرف الكثير عن هذه المؤسسة، لكن تمّ تسجيل مؤسّسة غير ربحية تحت اسم "مؤسسة إنسانية لغزة" في سويسرا منذ شباط/ فبراير، ومقرها جنيف.
وذكرت صحيفة "لو تان" السويسرية أنّ المؤسسة تسعى إلى توظيف "مرتزقة" لضمان أمن توزيع المساعدات.
وأعربت منظمة العفو الدولية في سويسرا عن قلقها إزاء هذه المسألة، محذّرة من أنّ مثل هكذا خطوة يمكن أن تتعارض مع القانون الدولي.
المصدر : عرب 48 اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار العربية والدولية إسرائيل تشن سلسلة غارات على النبطية جنوب لبنان إيران تنفي تورطها في مؤامرة استهداف السفارة الإسرائيلية بلندن يعلن عنها خلال الـ24 ساعة المقبلة - ماذا يخبئ ترامب لغزة ؟ الأكثر قراءة محدث: استشهاد مواطن برصاص الاحتلال شرق نابلس الخارجية تحذر من تعميق الاحتلال لعدوانه على مخيمات شمال الضفة أميركا تريد استئناف المساعدات الإنسانية إلى غزة بينما تواصل دعم الحرب المجلس الوطني: استهداف الصحفيين في غزة جريمة حرب عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025