سجلت سوق الصكوك وأدوات الدين في المملكة العربية السعودية نمواً سنوياً يعادل 7.9% منذ عام 2019م، وتركز هذا النمو في الإصدارات غير المدرجة التي نمت بمعدل سنوي بنسبة 9.6%، كذلك زاد عدد المُصدرين مع نمو حجم السوق، في الوقت الذي حقق سوق الصكوك وأدوات الدين غير المدرجة نمواً بنحو 33 مليار ريال منذ عام 2019م، حيث بلغ حجمها آنذاك 72 مليار ريال، فيما بلغ حجمها عام 2023م نحو 105 مليارات ريال.

 وتواصل هيئة السوق المالية سعيها للنهوض بسوق الصكوك وأدوات الدين كأحد أهم البدائل التمويلية التي توفرها السوق المالية لتمويل مشاريع القطاعين العام والخاص، ونظراً لما يمثله هذا السوق من أهمية بالغة وعنصراً جوهرياً في نمو الاقتصاد ونشاطاته، فقد شكل برنامج تطوير القطاع المالي "لجنة تطوير سوق الصكوك وأدوات الدين" برئاسة معالي رئيس مجلس الهيئة لتكون لجنة فرعية تابعة للبرنامج، وذلك بهدف توحيد الجهود وتحديد التوجهات الإستراتيجية لتطوير سوق الصكوك وأدوات الدين للمساهمة في تعزيز تحقيق هدف برنامج تطوير القطاع المالي، المتمثل في تكوين سوق مالية متقدمة وخصوصاً فيما يتعلق بسوق الصكوك وأدوات الدين.

ونفذت "لجنة تطوير سوق الصكوك وأدوات الدين" منذ تأسيسها عدداً من المبادرات لتعميق وتعزيز سيولة سوق الصكوك وأدوات الدين، والذي نتجت عنها تطورات إيجابية فيما يخص نمو عدد الإصدارات والمصدرين، ونمو السيولة، إضافة إلى تنوع قاعدة المستثمرين، حيث بلغ حجم سوق الصكوك وأدوات الدين للشركات 125 مليار ريال في نهاية عام 2023م، مقارنة بـ 95 مليار ريال في نهاية عام 2019م. كما تضاعف عدد الشركات المصدرة لأدوات الدين بحوالي ثلاث مرات بنهاية عام 2023م بالمقارنة مع نهاية عام 2019م.

 وعلى مستوى السيولة فقد شهد السوق نمواً متسارعاً في قيمة التداولات وعدد الصفقات المنفذة، حيث بلغت القيمة المتداولة 2.5 مليار ريال خلال عام 2023م، مقارنة بـ 0.8 مليار ريال خلال عام 2019م، مسجلة بذلك رقماً قياسياً لعدد الصفقات المنفذة.

من جهته أوضح مساعد وكيل الهيئة للتمويل والاستثمار فهد بن محمد بن حمدان أن الهيئة تسعى لتكون سوق الصكوك وأدوات الدين مزدهرة ومشجعة للإصدارات الحكومية وغير الحكومية، وإلى تطوير بيئتها التشريعية والتنظيمية بإتاحة آليات ومنتجات استثمارية حديثة بما يجذب ويمكّن استثمار فئات المستثمرين المحليين والدوليين.

 وعلى مستوى تنوع قاعدة المستثمرين في سوق الصكوك وأدوات الدين للشركات، أبان بن حمدان أن حصة المستثمرين الأفراد ارتفعت من قرابة 1% في نهاية عام 2021م إلى قرابة 12.5% بنهاية عام 2023م، وذلك نتيجة اكتمال طرح عام لإصدار صكوك خلال الربع الرابع من عام 2022م، نتج عنه اكتتاب أكثر من 125 ألف من المستثمرين الأفراد، الأمر الذي بدوره يدعم تنويع قاعدة المستثمرين في سوق الصكوك وأدوات الدين المحلي.

 وأضاف "في الوقت ذاته انخفض تركّز حصة البنوك والمصارف من قرابة 60% في نهاية عام 2021م إلى 48% في نهاية عام 2023م، كما انخفضت حصة الجهات الحكومية في العام ذاته بنسبة 7% لتصل إلى 13% بعد أن كانت 20% في نهاية عام 2021م. في حين ارتفعت حصة الصناديق الاستثمارية من قرابة 12% في نهاية عام 2021م إلى 15% في نهاية عام 2023م، وارتفع عدد الصفقات المنفذة في سوق الصكوك وأدوات الدين المدرجة وغير المدرجة خلال العام 2023م إلى 36,961 صفقة مقابل 3,722 صفقة تم تنفيذها في 2021م، وبارتفاع نسبته 893%.

 وبالنظر إلى القطاعات المُصدرة للصكوك وأدوات الدين في نهاية عام 2023م، يتضح أن القطاع المالي هو من أكثر القطاعات تفعيلاً لقناة سوق الصكوك وأدوات الدين كقناة للتمويل بما يتواءم مع ما تم مشاهدته ضمن الأسواق العالمية، ويليه قطاع الطاقة ثم قطاع المرافق العامة.

 وأكد بن حمدان أن هيئة السوق المالية ستمضي قُدماً لتطوير سوق الصكوك وأدوات الدين للشركات بالتعاون مع أعضاء "لجنة تطوير سوق الصكوك وأدوات الدين" وأصحاب المصلحة، من خلال تنفيذ محفظة من المبادرات، تتضمن 16 مبادرة إستراتيجية بما يسهم في رفع جاذبية وكفاءة سوق الصكوك وأدوات الدين للمصدرين والمستثمرين ويعزز من تنافسيتها إقليمياً ودولياً، حيث يتم العمل على تطوير البيئة التشريعية، والحوافز، والبنية الأساسية لتشجيع المُصدرين على إصدار الصكوك والسندات محلياً، بالإضافة إلى تعزيز التداول في هذه الأدوات وتشجيع المستثمرين على الاستثمار فيها، ولقياس أداء المبادرات الإستراتيجية، ستتابع الهيئة العديد من المؤشرات الإستراتيجية ومنها نسبة حجم الأموال المجموعة من طرح الصكوك وأدوات الدين من إجمالي التمويل العام، وحجم سوق أدوات الدين كنسبة من الناتج الإجمالي المحلي، ومعدل دوران أدوات الدين، ونسبة ملكية المستثمرين الدوليين في سوق أدوات الدين.

وأشار إلى أنه سيجري العمل على معالجات مختلفة لتذليل التحديات التي تواجه المُصدرين والمستثمرين والبنية الأساسية للاستفادة من كامل فرص سوق الصكوك وأدوات الدين لتمويل الشركات المحلية، وذلك من خلال إطلاق العديد من المبادرات منها تسهيل الأطر التنظيمية للطرح والإدراج والتسجيل لأدوات الدين، إنشاء الإطار التنظيمي لأدوات الدين المستدامة، إزالة متطلبات ضريبة الاستقطاع على إصدارات أدوات دين الشركات المحلية، تنظيم صناعة سوق الصكوك وأدوات الدين، ودراسة جدوى التوسع في إطار عمليات إعادة الشراء لتشمل أدوات دين الشركات.

 وللمزيد يمكنكم الاطلاع على وثيقة التوجهات الإستراتيجية لتطوير سوق الصكوك وأدوات الدين على موقع الهيئة على الرابط www.cma.org.sa .

المصدر: صحيفة عاجل

كلمات دلالية: هيئة السوق المالية السوق المالیة ملیار ریال عام 2019م

إقرأ أيضاً:

إعلان خطة لتطوير سوق دمشق للأوراق المالية وزيادة أيام التداول

أعلن وزير المالية السوري محمد يسر برنية -في منشور له عبر حسابه على منصة "لينكد إن" اليوم الاثنين- انطلاق خطة تطوير شاملة تستهدف سوق دمشق للأوراق المالية، وتشمل تحديث البنية التقنية والتشريعية وزيادة عدد أيام التداول الأسبوعية.

وأوضح الوزير أنه جرى الاتفاق خلال اجتماع للمعنيين في الوزارة على زيادة عدد أيام التداول من 3 إلى 5 أيام أسبوعيا اعتبارا من يوليو/تموز القادم، في خطوة تهدف إلى رفع وتيرة التعاملات وتوسيع قاعدة المشاركين في السوق.

وأشار برنية إلى أنه ستتم دعوة الجمعية العامة للانعقاد خلال سبتمبر/أيلول المقبل بغرض انتخاب مجلس إدارة جديد، تمهيدا لإطلاق مرحلة جديدة من التحديث والتطوير.

وأضاف أن الخطة الجديدة التي يجري التحضير لإطلاقها خلال الأسابيع القليلة المقبلة ستركّز على تعزيز جانب العرض في السوق، بتشجيع إدراج الشركات العائلية والجامعات الخاصة ومؤسسات اقتصادية أخرى ضمن بيئة تشريعية أكثر مرونة وجاذبية.

كما تشمل الخطة إدخال أدوات وخدمات مالية واستثمارية جديدة من شأنها تنشيط جانب الطلب وتحفيز التداولات.

ويمتد نطاق الإصلاحات إلى مراجعة القوانين والتشريعات الناظمة لعمل السوق، بالتوازي مع تنفيذ تحديث تقني شامل يشمل نظم التداول والمقاصة، وصولا إلى التحوّل الرقمي الكامل في تقديم الخدمات المالية، بالإضافة إلى رفع مستوى التوعية المالية.

وختم الوزير تصريحه بتأكيد التزامه بتحقيق نقلة نوعية في عمل السوق وتوفير جميع مستلزمات التطوير، بما يُسهم في رفع كفاءتها وزيادة مساهمتها في دعم الاقتصاد الوطني.

وأعيد افتتاح سوق دمشق للأوراق المالية في الثاني من يونيو/حزيران الجاري، بعد توقف دام نحو 6 أشهر، وذلك بحضور رسمي رفيع ومشاركة واسعة من شخصيات اقتصادية ومستثمرين وتجار.

وقال حينها رئيس مجلس إدارة سوق دمشق للأوراق المالية فادي جليلاتي: "نقف اليوم أمام أعتاب مرحلة جديدة من تاريخنا الاقتصادي، وانطلاقة جديدة نحو اقتصاد مشرق سيعيد لسوريا مكانتها كمركز مالي وتجاري رائد بين دول المنطقة".

إعلان

وأكد جليلاتي أن سوق دمشق للأوراق المالية لن يكون مجرد منصة لتداول الأسهم والسندات، بل سيكون له دور فاعل في إعادة الإعمار والنمو الاقتصادي وجذب الاستثمارات المحلية والدولية، كما سيسهم في استقرار العملة الوطنية وربط الاقتصاد السوري بالاقتصادات العالمية.

أما المدير التنفيذي للسوق باسل أسعد، فقال حينها إن "افتتاح سوق دمشق يوم تاريخي مهم لسوريا، ونحن متأهبون للعودة وممارسة دورنا خلال الفترة القادمة، حيث ستكون الاستثمارات أكبر وأوسع في سوريا الجديدة".

مقالات مشابهة

  • ندوة العلمية بعدن : تناقش دور الصكوك الإسلامية في تعزيز السياسات المالية والنقدية وتحقيق التنمية المجتمعية” باليمن
  • وزير المالية: إقرار قانون تنظيم القطاع المصرفي قبل نهاية الشهر
  • مكتب الصرف: عجز تجاري بقيمة 133.06 مليار درهم في نهاية ماي
  • «الرياض المالية» تطلب موافقة «هيئة السوق» على طرح جزء من أسهمها للاكتتاب
  • عقارات دبي تواصل تحطيم الأرقام القياسية مسجلة أعلى مبيعات نصفية على الإطلاق بأكثر من 326 مليار درهم
  • إعلان خطة لتطوير سوق دمشق للأوراق المالية وزيادة أيام التداول
  • بأكثر من مليار دولار.. العراق خامس أكبر مستورد من تركيا خلال شهر
  • “المياه الوطنية” تشرع في تنفيذ 23 مشروعًا بالمدينة المنورة بأكثر من 814 مليون ريال
  • المياه الوطنية تشرع في تنفيذ 23 مشروعًا بالمدينة المنورة بأكثر من 814 مليون ريال
  • اليوم.. انتهاء المهلة الممنوحة للشركات لإيداع القوائم المالية