من مصر انطلقت أول كنيسة فى العالم

شهدت مصر منذ القدم أعرق الحضارات كما شهدت مئات الثقافات التى نبتت على أرضها والتى كانت مهبطا للأديان عبر العصور، وتاريخ مصر زاخر بالعديد من الأحداث التى ارتبطت بحياة الأنبياء والرسل، والتى كانت مصر فيها محطة رئيسية ومهمة وتعد مصرنا الحبيبة ملاذًا آمنًا للعديد منهم والذين تركوا بصمات واثرا فى تاريخها.

كان اشهرها رحلة العائلة المقدسة إلى مصر التى أتناولها بالكتابة اليوم فى زاويتى هذه والتى خلدها التاريخ وتتوارث معرفتها الاجيال على مر العصور، حيث جاءت العائلة المقدسة إلى مصر هربًا من بطش الملك هيرودس حتى وصلوا إلى أرض الكنانة.

ويحتفل الاخوة المسيحيون والكنائس بذكرى دخول السيد المسيح إلى أرض مصر، وهو حدث تاريخى ودينى هام، حيث اقيم الاحتفال السنوى منذ عدة ايام بمشاركة كبيرة من رجال الدين وكبار المسئولين، واعلن عن اكتشاف أثرى جديد يتضمن تفاصيل مسار العائلة المقدسة فى مصر، وذلك من خلال بردية أثرية تعود للقرن الرابع الميلادى، والتى تحدد بدقة طريق سير العائلة المقدسة والتى سارت من بيت لحم إلى غزة حتى محمية الزرانيق وسلكت طريقًا بريًا من فلسطين عبر سيناء لدخول مصر عن طريق الناحية الشمالية من جهة الفرما الواقعة بين مدينتى العريش وبورسعيد، كما دخلت العائلة المقدسة مدينة تل بسطا بالقرب من مدينة الزقازيق ومروا خلال مسيرتهم بالعديد من المدن والقرى المصرية والتى أضفت قدسية على كل الاماكن التى مروا بها وتركوا اثرهم الطيب المبارك على أرض مصر وشعبها وتاريخها، اشهر تلك المناطق التى تركوا بها اثرا حتى الآن سمنود والمطرية ووادى النطرون ومسطرد ومنطقة المعادى والتى مرت بها للسفر إلى الصعيد عبر النيل، وسميت المعادى، لأن العائلة المقدسة عدت منها، وما زال السلم الذى نزلت عليه العائلة المقدسة إلى ضفة النيل موجودًا وله مزار يفتح من باب الكنيسة، كما يعتبر دير المحرق من أهم المحطات التى استقرت بها العائلة المقدسة ويشتهر هذا الدير باسم دير العذراء مريم، حيث تعتبر أطول فترة قضتها العائلة فى هذا المكان، كما ان المغارة التى سكنتها العائلة هى أول كنيسة فى مصر بل وفى العالم اجمع، ويعد هذا الاكتشاف إضافة مهمة إلى التراث التاريخى والدينى فى وطننا الحبيب مصر، حيث يقدم معلومات جديدة حول رحلة العائلة المقدسة، وهى مناسبة دينية هامة تعكس أهمية مصر فى التاريخ المسيحى. وتساهم هذه الاحتفالات بالحفاظ على الهوية الثقافية والدينية لمصر. ويعد الاحتفال بإحياء التراث الدينى للحفاظ على مكانة مصر كوجهة سياحية دينية مميزة ولتعزيز الروابط الروحية بين نسيج الوطن..

 

المصدر: بوابة الوفد