نشر موقع "أويل برايس" الأمريكي تقريرا بيّن فيه ما إذا كان بإمكان "أرامكو" استقطاب المستثمرين الأجانب مرة أخرى، مشيرا إلى أن الشركة السعودية العملاقة أعلنت في الأسبوع الماضي عن طرح ثانوي للأسهم من المتوقع أن يجلب ما يصل إلى 13 مليار دولار.

وذكر الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، أن ذلك العرض يمثل 0.

64 بالمئة من إجمالي أسهم الشركة وتم بيعه خلال ساعات من الإطلاق. وأوضح أن السؤال المطروح هو من اشترى أسهم الشركة السعودية؟.

ولم تظهر بعد تفاصيل حول توزيع المشترين. وفي الوقت الحالي، تشير المعلومات الرسمية الوحيدة المتاحة إلى أن الطلب على السهم تجاوز العرض بعد ساعات من بدء بنوك أرامكو تلقي الطلبات من المستثمرين المؤسسيّين. مع ذلك، هناك بالفعل ما يشير إلى أنه من غير المرجح أن يتزاحم المستثمرون الغربيّون في عروض الشركة السعودية، حسب التقرير.


وفي مقالها في صحيفة "وول ستريت جورنال"، قالت كارول رايان إنه سيكون من الصعب بيع عرض أرامكو لمستثمري وول ستريت لأنه بصرف النظر عن أرباحها، لا تزال الشركة السعودية أكثر تكلفة بناءً على مقاييس أخرى مقارنة بالشركات الأمريكية الكبرى. وفي إشارة إلى أن الطرح العام الأولي لأرامكو ذهب في الغالب إلى المستثمرين المحليين، أشارت رايان أيضًا إلى إلغاء خطط أرامكو لطرح مزدوج في سنة 2019، مع واحد يستهدف المستثمرين الدوليين على وجه التحديد.

في ذلك الوقت، أشارت رايان إلى أن أرامكو لم تتمكن من جعل نفسها جذابة بما يكفي لهؤلاء المستثمرين لأن شركات مثل إكسون وشل أو بي بي عرضت عوائد أرباح أعلى. مع ذلك، لم تقف الشركة السعودية مكتوفة الأيدي في السنوات الخمس الماضية. لقد عملت على بناء جاذبيتها للمستثمرين. وفي وقت الطرح الثانوي، بلغ عائد أرباحها ما يقدر بنحو 6.6 بالمئة، بناءً على توزيعات الأرباح المخطط لها لهذا العام، وذلك وفقًا لبلومبيرغ إنتليجنس.

مع ذلك، وفقا للتقرير، فقد لا يكون هذا كافيا لجذب المستثمرين الدوليين، على حد تعبير ريان من "وول ستريت جورنال"، لأنه إذا ركزت أرامكو على نمو الأرباح، فقد ينتهي بها الأمر إلى الاضطرار إلى دفع أكثر مما تحققه، مما سيؤثر على أدائها العام ويجعل من الصعب على الشركة أن تظل مربحة - خاصة إذا انخفضت أسعار النفط أكثر.

ويبدو أن فرص حدوث ذلك قد زادت مؤخرا بعد اجتماع "أوبك+" الأخير، الذي أدى إلى انخفاض حاد في المعايير. وجاء ذلك نتيجة لتجدد التوقعات بعودة بعض المعروض في النصف الثاني من السنة. وعودة العرض هذه ليست مضمونة بأي حال من الأحوال، حيث تقول أوبك + فقط إنه في حالة تغير ظروف السوق، فقد تتراجع عن بعض التخفيضات. مع ذلك، اعتبر التجار أن هذا يعني أن العرض سيعود وكان رد فعلهم كما لو أن هناك وفرة تلوح في الأفق في سوق النفط العالمية.

بالنسبة لأرامكو، يمكن أن تمثل هذه التقلبات في الأسعار مشكلةً على الرغم من أنها ليست مشكلة كبيرة مثل ملكية الأغلبية. وكما أشارت ريان من وول ستريت جورنال في مقالتها، فإن حقيقة أن أرامكو مملوكة بحصة الأغلبية من قبل الحكومة السعودية تضعها في وضع غير مؤات مقارنة بشركات القطاع الخاص الكبرى في الغرب. وتعني هذه الملكية الحكومية أن أرامكو "تعد في الأساس ذراعًا للدولة السعودية ولها مهمة إضافية تتجاوز مجرد تعظيم العائدات"، وذلك وفقًا لزميل دراسات الطاقة في جامعة رايس، جيم كرين، الذي تحدث إلى رايان.

وفي الواقع، كان يُنظر إلى الغرض من الطرح الثانوي على نطاق واسع على أنه توليد أموال إضافية لبرنامج التنويع "رؤية 2030" في المملكة العربية السعودية، الذي تبلغ تكلفته التقريبية تريليون دولار. ومع انخفاض أسعار النفط بشكل كبير عما تحتاجه الرياض، كان العرض الثانوي هو البديل الواضح لجمع الأموال.


ووفقا للتقرير، فإن السعودية تحتاج إلى سعر نفط خام يزيد عن 96 دولارا للبرميل من أجل تحقيق التوازن في ميزانيتها، وذلك حسب صندوق النقد الدولي. وهذه زيادة عن التقديرات السابقة التي شهدت سعر التعادل للمملكة العربية السعودية عند حوالي 80 دولارًا للبرميل من خام برنت. ويبدو هذا سيئًا لأنه في الوقت الحالي، لا يوجد سبب لتوقّع ارتفاع أسعار النفط إلى هذا الحد في أي وقت قريب. لكن في الوقت نفسه، يشير المراقبون إلى أن جهود التنويع التي تبذلها الرياض تؤتي ثمارها، مع ارتفاع مساهمة الصناعات غير النفطية في الميزانية إلى حوالي نصف الإجمالي.

وفيما يتعلق بالتنويع الاقتصادي، ذكر التقرير أنه من المؤكد أن هذه أخبار جيدة للسعودية. أما فيما يتعلق بجاذبية أرامكو للمستثمرين خارج المملكة، فقد لا تكون هذه أخبارًا جيدة. لذلك، يقوم العملاق السعودي أيضًا بالتنويع في اتجاهات منخفضة الكربون. ووقّعت الشركة مؤخرًا صفقات أولية مع ثلاث شركات أمريكية للتطوير المشترك لمشاريع منخفضة الكربون، وورد أنها تخطط لشراء حصة في أعمال طاقة الرياح والطاقة الشمسية التابعة لشركة ريبسول. وعموما، قد تكون جاذبية أرامكو للمستثمرين الأجانب، وخاصة الغربيين المدللين من قبل كبرى الشركات الخاصة، موضع شك لكن الشركة السعودية متأكدة من أنها تعمل على تحسينها.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية أرامكو السعودية النفط الاقتصادي اقتصاد السعودية نفط أرامكو صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الشرکة السعودیة إلى أن

إقرأ أيضاً:

نادر خطاطبة يكتب .. مفتاح صندوق العطاء ضاع.. وحقوق المستثمرين معلقة ؟!

#سواليف

مفتاح صندوق العطاء ضاع.. وحقوق المستثمرين معلقة ؟!

كتب نادر خطاطبة
“مفتاح صندوق قسائم العطاء ضاع”، وضاعت معه أموال المتقدمين، والقصة ليست نكتة، ولا طرفة منسوبة لخيال روائي، يستهل بها حكاية استثمارية، بل هي قصة واقعية حدّ الصدمة.

ثلاثة مستثمرين تقدّموا لعطاء استثماري طرحته جامعة حكومية، تبحث عن موارد إضافية تبقي رأسها فوق سطح حوض تغرق فيه بمديونية ثقيلة منذ سنوات ، انتظارا لأي قارب نجاة.

مقالات ذات صلة إسرائيل تتجسس على القاعدة الأمريكية في “كريات جات” وقائدها غاضب 2025/12/08

العطاء طرحته شركة اسستها الجامعة، كذراع استثماري، ليعينها على استثمار أصول مطلوبة، ومرغوبة، والأصول اراض شاسعة، والفكرة هي الاسهل للملّاك، ويفترض انها آمنة، وعمادها اسثمار قطع عبر إقامة مبانٍ ومنشآت يديرها من يرسو عليه العطاء لمدة 25 عامًا، مقابل 50 ألف دينار سنويا ونسبة من إيرادات المشروع، على أن تعود كامل الملكية للمؤسسة بعد انتهاء المدة، وهنا هي فكرة مأمونية الاستثمار، وان طالت المدة.

ثلاث جهات تقدمت للعطاء، دفع كل منها 40 ألف دينار كتأمينات مالية، و200 دينار ثمن قسيمة، وأنجزوا ملفاتهم كاملة، وسلموها في الشهر الاخير من العام الماضي(2024)، ووضعت في صندوق، انتظارا لقرار الشركة صاحبة العطاء بابلاغهم بموعد فض العروض، والذي تحدد بعد فترة في الاشهر الاولى من العام الحالي، بحضورهم أمام لجنة رسمية، لنسميها لجنة الاحالة او فتح العطاء، لكن المفاجأة كانت بحجم فضيحة، مفتاح الصندوق مفقود! كيف ؟؟ لا احد يدري؟ ففض الاجتماع، على امل تحديد موعد لاحق، ربما لحين العثور على المفتاح، او ربما لتشكيل لجنة لخلع القفل، (وربما) اجتهاد فرضي منا ..

مرت أكثر من ستة أشهر على تلك اللحظة العبثية، دون أن يُفتح الصندوق، ولا أعيدت الأموال، ولا حتى ظهر من يقول، أي شيء، او يعلن عن تحمل المسؤولية، والإجراء الذي سيتبع مع العطاء.

الان المستثمرون تخلوا عن فكرة استثمارهم، وهمهم استعادة التأمينات المجمدة منذ اشهر، والتي لربما لو جيروها لشان آخر، حققت لهم عائدا، لكن مطالباتهم تصطدم بممالطة، وتسويف، غير مبرر بالنسبة لهم، لا سيما وان الجهة التي يتعاملون معها يفترض انها مؤسسة، ذات وزن وسمعة ورجالاتها شخصيات اعتبارية اكاديميا، واداريا، لكن كل ذلك لم يشفع للان لاستعادة أموالهم.

مصدر مطلع أكد صدقية الشكوى، وقال ان مشكلة المؤسسة، انها غرقت في متاهة منذ اليوم الأول لإنشائها الشركة الاستثمارية، وان القصة التي نسردها، ليست بأهمية قصص اخرى وقعت، حيث ان جماعة الشكوى ما زالوا ببر الامان، ومؤكد ان حقوقهم ستحصل نهاية المطاف.

وزاد ان اخطاءً جسيمة شابت عطاءات استثمارية عدة تمت احالتها، وتطلبت تشكيل لجنة تحقيق في عمل الشركة، وكان لها توصيات تلككت جهات التنفيذ في الادارة الجامعية عن تنفيذها، ما دفع اللجنة بالتلويح للجوء الى رئيس الوزراء بهذا الملف، الذي تشوبه علامات استفهام جوانبها مختلطة ومتشابكة الى حد كبير .

وزاد ان جلسة لمجلس أمناء الجامعة – التي تتبع لها الشركة – كانت عاصفة قبل ايام، وشهدت تلويحا باستقالات من المجلس، بعد ان تبين عدم وجود جدية لوقف التجاوزات ومعالجة الاختلالات.

المصدر ذاته كشف أن لجنة التحقيق هي من طلبت وقف العطاءات الاستثمارية المماثلة، وأبلغت لجان العطاءات بضرورة إعادة الأموال للمتقدمين فورا، لافتا الى ان ذريعة ضياع مفتاح صندوق العطاء نكتة مبتكرة، في علم الاستثمار، والعمل المؤسسي.

المشهد بالمحصلة مثير للدهشة، اذ كيف يمكن التعامل بخفة مع تأمينات مالية هي بالأصل “أمانات” لا يجوز المساس بها؟ والنتيجة اليوم، مستثمرون بلا إجابة عن أموال محتجزة دون مسوغ، وصندوق عطاء “ضائع المفتاح” لكنه رغم اغلاقه الا انه فتح بابا واسعا للسؤال، اين الخلل؟ ومن يحاسب عليه؟

مقالات مشابهة

  • "أرامكو" تعتزم تصدير أول شحنة مكثفات من معمل غاز الجافورة
  • النفط يهبط 1% وسط ترقب المستثمرين أسعار الفائدة الأمريكية
  • انخفاض أسعار النفط وسط متابعة المستثمرين عن كثب لمحادثات السلام
  • تغيير اسم الشركة القابضة لمشروعات الطرق والكباري والنقل البري
  • رقابة الإنترنت تشتد.. حجب الأطفال دون سن 16 عامًا من وسائل التواصل.. فهل تستطيع منع طفلك؟
  • جاستن بيبر يهاجم عيب في هاتفه ويتهم الشركة بإفساد يومه
  • “أرامكو” و”إكسون موبيل” و”سامرف” يوقّعون اتفاقية إطارية لتطوير مصفاة سامرف وإنشاء مجمع جديد للبتروكيميائيات
  • نادر خطاطبة يكتب .. مفتاح صندوق العطاء ضاع.. وحقوق المستثمرين معلقة ؟!
  • رئيس الشركة القابضة لمصرللطيران يبحث مع سفير إيطاليا تعزيز التعاون
  • سبب انقطاع الكهرباء عن السودان - الشركة السودانية لتوزيع الكهرباء