تسارعت الخطوات الحكومية الرامية إلى تضييق الخناق على جماعة الحوثي الإرهابية والمدعومة من إيران، بتجفيف مصادر تمويلها ونزع كل أدوات التأثير من قبضتها.

وخلال الساعات الماضية كشفت وثيقة رسمية عن توجيه وزير التخطيط والتعاون الدولي والقائم بأعمال وزير الاتصالات واعد باذيب خطاباً رسمياً إلى كافة شركات الهاتف النقال العاملة في اليمن يطالبهم فيها بتصحيح وضعهم "وبشكل عاجل".

مشدداً على الالتزام وبشكل كامل بنقل مقرات الشركات فنياً وإدارياً ومالياً إلى العاصمة عدن للحصول على التراخيص اللازمة وسداد المديونية السابقة من رسوم وترخيص وموقف ضريبي، ملوحاً باتخاذ الإجراءات القانونية في حالة المخالفة.

وقبل ذلك بساعات كشفت وثيقة رسمية عن توجيه من وزارة النقل، إلى جميع وكالات السفر المعتمدة في المناطق الخاضعة لسيطرة مليشيات الحوثي الإرهابية للانتقال إلى العاصمة عدن، والمحافظات المحررة لمزاولة نشاطها.

ويوم الخميس، أظهرت وثيقة رسمية توجيها من وزير النقل عبدالسلام حُميد إلى رئيس مجلس إدارة شركة الخطوط الجوية اليمنية بسرعة تحويل إيرادات الشركة إلى البنك المركزي عدن أو حسابات الشركة في الخارج وبصورة عاجلة واستكمال الترتيبات الفنية والتجارية لنقل ما تبقى من أنشطة الشركة من صنعاء إلى العاصمة عدن.

هذه الخطوات تأتي في خضم الأزمة التي تعاني منها جماعة الحوثي من خطوات وقرارات البنك المركزي في عدن، لانتزاع سلطة الإشراف على القطاع المصرفي في اليمن من قبضة الجماعة، بدأها بقرار نقل البنوك التجارية من صنعاء إلى عدن، وصولاً إلى قرار حصر نشاط التحويلات الخارجية بموافقة مسبقة من قبله.

وتتجلى الأزمة لدى الجماعة الحوثية في عجزها عن مواجهة الخطوات الحكومية التي تحظى بتأييد وإسناد إقليمي ودولي غير مسبوق على عكس الوضع خلال سنوات الحرب التي أتاح فيها موقف الغرب من الحرب متنفساً للجماعة في المناورة والصمود عسكرياً واقتصادياً.

وتكمن خطورة الأزمة لدى الجماعة الحوثية في صعوبة الخيارات المتاحة لديها في مواجهة هذه المعركة "القرارات" المفتوحة التي تشنها الحكومة عليها، وتجري في ميدان مختلف لا يجدي فيه ما تملكه الجماعة من أسلحة وأدوات للعنف.

وبرز ذلك واضحاً في الحملة الشعواء وغير المسبوقة التي شنتها مليشيات الحوثي خلال الساعات الماضية، واختطفت فيها عشرات الموظفين بمنظمات أممية ودولية ومحلية في مناطق سيطرتها، وصل عددهم الى 50 موظفاً بحسب وزير حقوق الإنسان والشؤون القانونية في الحكومة أحمد عرمان.

وأضاف عرمان في تصريح لوكالة الأنباء الصينية (شينخوا)، بأن عدد المختطفين في هذه الحملة بلغ حتى مساء الجمعة 50 موظفا بينهم 18 موظفا من الأمم المتحدة، مشيراً إلى أنه من بين الموظفين المعتقلين أربع نساء، إحداهن تم اعتقالها مع زوجها وأطفالها من قبل الحوثيين.

وفي غياب أي تفسير أو أسباب لهذه الاعتقالات التي طالت موظفين في مكتب المبعوث الأممي، إلا أنها تأتي في ظل توجه أغلب المنظمات الأممية والدولية العاملة في اليمن إلى نقل مقراتها من صنعاء الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي إلى العاصمة عدن.

وكان لافتاً التغريدة التي نشرها وزير التخطيط والتعاون الدولي واعد باذيب على منصة "إكس" الاثنين، وكشف فيها بأن الوزارة منحت تراخيص عمل لـ107 من المنظمات الدولية غير حكومية (NGO) منها 70 منظمة مركزها الرئيسي عدن، مختتماً بالتأكيد بأنها "جهود مستمرة وستتواصل".


المصدر: نيوزيمن

كلمات دلالية: إلى العاصمة عدن

إقرأ أيضاً:

تحليل عبري: الحوثي كورقة أخيرة بيد إيران.. هل ستحاول الأولى العودة إلى الحرب في ظل الضربات الإسرائيلية؟

قالت صحيفة "جي بوست" العبرية إن جماعة الحوثي في اليمن هي الورقة الأخيرة بيد إيران بعد سقوط نظام الأسد في سوريا وتدمير قدرات حزب الله اللبناني واغتيال قياداته.

 

وذكرت الصحيفة في تحليل لها ترجمه للعربية "الموقع بوست" إن تقرير تشير إلى أن الحوثيين قد يكثفون هجماتهم إذا انضمت الولايات المتحدة إلى حرب إسرائيل على إيران. وقد امتنعت الجماعة الإرهابية المتمركزة في اليمن عن شن هجمات مؤخرًا على السفن في البحر الأحمر منذ انتهاء حملة القصف الأمريكية ضد الحوثيين الشهر الماضي.

 

وأشارت إلى أن الحوثيين يستخدمون الهجمات على إيران لحشد قواتهم في اليمن.

 

وأفادت أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اختار إنهاء الهجمات بعد عدة أسابيع عندما بدا أن الجماعة وافقت على وقف هجماتها على السفن، وإن لم تكن ضد إسرائيل نفسها.

 

وحسب التحليل تدخلت الولايات المتحدة ضد الحوثيين عندما بدأوا بمهاجمة السفن في أعقاب هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023 على إسرائيل. زعموا أنهم كانوا يستهدفون السفن المرتبطة بإسرائيل في البداية، لكنهم وسّعوا نطاق الهجمات لتشمل العديد من السفن التجارية الأخرى. على الرغم من معارضة مجموعة من الدول الغربية لهجمات الحوثيين بدءًا من نوفمبر وديسمبر 2023، إلا أن ذلك لم يردعهم.

 

وقالت "ثم وسّع الحوثيون حملتهم لتشمل هجمات متكررة بالصواريخ الباليستية على إسرائيل، بالإضافة إلى هجمات بطائرات مسيرة. وردّت إسرائيل عدة مرات عام 2024".

 

في عام 2025، وفق التحليل أوقفت الجماعة الإرهابية هجماتها خلال وقف إطلاق النار في غزة. زعموا دعمهم لحماس، فاختاروا الانضمام إلى وقف إطلاق النار. عندما انتهى وقف إطلاق النار في الأول من مارس، عاود الحوثيون شن هجماتهم. وبدأت الولايات المتحدة جولتها الجديدة من التدخل في 15 مارس.

 

وقالت إن التهديدات الأمريكية بالتدخل ضد إيران دفعت الحوثيين إلى إعادة النظر في موقفهم. وأضافت "يمكنهم محاولة إحداث فوضى في حركة الملاحة، ويمكن لإيران أن تفعل الشيء نفسه في مضيق هرمز".

 

وزادت "يمكن للحوثيين مهاجمة السفن الداخلة إلى البحر الأحمر أو الخارجة منه عند مضيق باب المندب، مما قد يضر بإمدادات الطاقة العالمية. هذه إحدى آخر أوراق طهران".

 

ومع ذلك، حسب التحليل العبري قد تكون إيران قلقة من هذا المسار لأنه سيُغضب دول الخليج. تتمتع طهران بعلاقات ودية مع عُمان والكويت وقطر. كما عملت على إصلاح العلاقات مع مصر والسعودية والإمارات.

 

وأكد التحليل أن أي هجمات على الملاحة البحرية ستضر بمصر لاعتمادها على قناة السويس، وستُغضب الإمارات والسعودية. وسيحتاج الحوثيون وإيران إلى دراسة هذا الأمر في ظل التوترات الأخيرة.

 

 


مقالات مشابهة

  • هزيمة إيران تعجل بنهاية شبكة وكلائها في المنطقة.. الحوثي الهدف القادم
  • توكل كرمان: إيران خرجت منتصرة في الحرب مع إسرائيل كما خرج الحوثي منتصراً في الحرب مع أمريكا
  • وزير الطيران يزور مركز القاهرة للملاحة الجوية
  • وزير الطيران: المراقبون الجويون ركيزة السلامة
  • قطر تؤكد تبنّيها سياسة خارجية تقوم على تعزيز التضامن الدولي مع كافة الدول والمنظمات الإقليمية والدولية
  • منصة قوى توضح الحالات التي لا يجوز فيها نقل الموظفين غير السعوديين
  • تحليل عبري: الحوثي كورقة أخيرة بيد إيران.. هل ستحاول الأولى العودة إلى الحرب في ظل الضربات الإسرائيلية؟
  • كيف تعاملت جماعة الحوثي في اليمن مع قصف إسرائيل وأمريكا لإيران؟ وما الدلالات؟ (تحليل)
  • ما قصة المسيرة الإيرانية شاهد 101 التي سقطت في العاصمة الأردنية؟
  • وزير الطيران يتابع موقف تشغيل الرحلات بالمطارات المصرية