إسبانيا تستنجد بالسائقين المغاربة لسد العجز في قطاع نقل الشاحنات
تاريخ النشر: 9th, June 2024 GMT
زنقة 20 | الرباط
تواجه إسبانيا نقصًا كبيرا في سائقي الشاحنات الثقيلة.
و بادرت مدريد، إلى اتخاذ عدة إجراءات لسد العجز الذي قد يزداد في السنوات المقبلة.
وبحسب وسائل الإعلام الإسبانية، تبحث إسبانيا عن توظيف سائقي شاحنات مغاربة لملئ 25 ألف وظيفة شاغرة.
وحسب ذات المصادر، فإن نقص السائقين في إسبانيا يتسبب في خسارة اقتصادية كبيرة لعدد من الشركات الإسبانية.
و انضم المغرب مؤخرًا إلى قائمة البلدان التي سيتمكن فيها سائقو الشاحنات من العمل دون رخصة إسبانية.
وسيكون لهذا الإجراء تأثير متبادل، حيث يسمح أيضًا لسائقي الشاحنات الإسبان بالعمل في المغرب.
المصدر: زنقة 20
إقرأ أيضاً:
من ياسر عرفات لأمين معلوف.. عرب نالوا جوائز أمير أستورياس الإسبانية
يتذكر كثيرون أن الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات حصل على جائزة نوبل للسلام عام 1994 مناصفة مع إسحاق رابين وشيمون بيريز، لكن قليلين ربما يتذكرون أنه فاز في السنة ذاتها مع إسحاق رابين بجائزة دولية أخرى، لها مكانتها الخاصة، ويتعلق الأمر بجائزة أمير أستورياس.
وكان عرفات بذلك أول شخصية عربية تتوج بتلك الجائزة الإسبانية المرموقة التي تمنح منذ عام 1981 وتكرم شخصيات ومؤسسات بارزة في مجالات التواصل والإنسانيات والبحث العلمي والفنون والعلوم الاجتماعية والآداب والتعاون الدولي والوفاق والرياضة.
وجاء تكريم عرفات تلك السنة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحاق رابين في فئة التعاون الدولي اعترافا بـ"جهودهما الحاسمة الرامية إلى تهيئة الظروف للسلام، وفقاً للعملية التي بدأت في مؤتمر مدريد في أكتوبر/تشرين الأول 1991، والتي من شأنها أن تؤدي إلى السلام النهائي في الشرق الأوسط".
كما جاء التتويج بعد عام على توقيع اتفاق أوسلو بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية، الذي ينص على "إنهاء عقود من المواجهة والنزاع، والاعتراف بحقوقهما المشروعة والسياسية المتبادلة"، وضم عدّة بنود تتعلق بهيكلية السلطة الفلسطينية وتكوينها، وإقامة سلطة حكم ذاتي انتقالية فلسطينية.
وفي العام الموالي (1995)، كان العرب حاضرين في قائمة المتوجين بتلك الجائزة في فئة "الوفاق" التي آلت للعاهل الأردني الملك الحسين تقديرا "لمساهمته في خدمة السلام في منطقة الشرق الأوسط"، وفي مجال الرياضة للعداءة الجزائرية حسيبة بولمرقة تكريما لإنجازاتها في سباق المسافات المتوسطة ببطولة العالم لألعاب القوى بطوكيو (1991) والألعاب الأولمبية ببرشلونة (1992).
وجاء تكريم الملك حسين في العام نفسه الذي وقع فيه الأردن اتفاقية سلام مع إسرائيل تُعرف بـ"معاهدة وادي عربة" بهدف "تحقيق سلام عادل وشامل بين البلدين استنادا إلى قراري مجلس الأمن 242 و338 ضمن حدود آمنة ومعترف بها".
وفي أثناء تسلم الجائزة، قال الملك حسين "اليوم، هنا في أستورياس، مهد حروب الاسترداد (سقوط الأندلس)، يتم تكريم زعيم عربي مسلم باسم السلام، لأنه في إسبانيا اندمجت الديانات الإبراهيمية الثلاث الكبرى: اليهودية والمسيحية والإسلام معًا لإنتاج تراث فريد من نوعه".
إعلانوفي عام 2002، عادت الجائزة "فئة الوفاق" إلى المفكر الفلسطيني إدوارد سعيد (1935-2003) مناصفة مع الموسيقار العالمي دانيال بارنبويم اللذين "عملا بإيثار وجدارة لتعزيز التعايش والسلام"، من خلال مشاريع فنية شارك فيها موسيقيون شباب من فلسطين وإسرائيل.
وكان إدوارد سعيد من أبرز رموز الثقافة العربية والفلسطينية واشتهر بنقده للاستشراق الغربي، وظل إلى حين وفاته عام 2003 من أقوى الأصوات المدافعة عن القضية الفلسطينية في المحافل الإعلامية والأكاديمية في الغرب، خاصة في الولايات المتحدة حيث حصل هناك على دكتوراه من جامعة هارفارد، وعمل محاضرًا في جامعة كولومبيا.
وتغطي أعمال إدوارد سعيد مجالات معرفية واسعة، وتشمل تخصصات مثل التحليل السياسي وتحديدا ما يهم الشأن الفلسطيني داخليا ودوليا، والنقد الأدبي الإنجليزي، وعلم الموسيقى. كما تناول في كتاباته خلفيات العلاقات الشائكة بين الشرق والغرب.
وفي فئة الآداب، كانت الكاتبة المغربية فاطمة المرنيسي (1940-2015) أول شخصية عربية تفوز بالجائزة وذلك عام 2003 مناصفة مع الكاتبة الأميركية سوزان سونتاغ (1933-2004) وقالت اللجنة المعنية إن الكاتبتين تشتركان في "إنتاج أعمال أدبية متنوعة، تتميز بجودة فنية عالية، وتتناول قضايا عصرنا الجوهرية برؤية ثاقبة ومعمقة، وتقدمان رؤى متكاملة في الحوار بين الثقافات".
وانصبت أعمال فاطمة المرنيسي، وكلها باللغتين الفرنسية والإنجليزية، على تحليل جذور الأنماط الاجتماعية التقليدية التي تحدد أوضاع المرأة في العالم العربي والإسلامي، وركزت على مقاربة التأطير الديني لمكانة المرأة ووظيفتها في الحياة الاجتماعية والسياسية.
إعلانوحضر العرب في السنة الموالية (2004) في سجل تلك الجائزة التي عادت في فئة الرياضة إلى العداء المغربي هشام الكروج الذي وصفته اللجنة المختصة بـ"الرياضي الاستثنائي" الذي بلغ قمة النجاح في بطولة العالم وفي الألعاب الأولمبية الأخيرة في تلك السنة، حين فاز بالميدالية الذهبية في سباقات 1500 و5 آلاف متر، وهو إنجاز لم يحدث إلا مرة واحدة من قبل.
وفي عام 2010 سُجل آخر تتويج عربي بالجائزة وكان في فئة الآداب، وفاز بها الكاتب اللبناني أمين معلوف (ولد عام 1949) لأن "أعماله، التي تُرجمت إلى أكثر من 20 لغة، تثبت أنه أحد الكتاب المعاصرين الذين استكشفوا بشكل أعمق الثقافة المتوسطية التي تُمثل مساحة رمزية للتعايش والتسامح".
وسبق لمعلوف أن حاز عام 1993 جائزة غونكور، وهي أرقى جائزة أدبية في فرنسا، عن روايته "صخرة تانيوس" ونال بعدها عدة جوائز أخرى تقديرا لإنتاجه الغزير والعميق الذي يجمع بين السرد والمقالات الطويلة حول قضايا العصر من قبيل الهوية، وصراع الحضارات. ويشغل معلوف منذ عام 2023 منصب الأمين العام الدائم للأكاديمية الفرنسية.
ويشار إلى أن جائزة "أمير أستورياس" في فئة الآداب تختلف عن جائزة سيرفانتس للآداب باللغة الإسبانية التي أطلقت عام 1976 والتي تعتبر "الجائزة المرموقة والأكثر مكافأة التي تُمنح لأدب اللغة الإسبانية" وفاز بها كتاب كبار من بلدان أميركا اللاتينية.
وحصل على جائزة أمير أستورياس منذ إطلاقها وجوه أدبية عالمية، بينها الألماني غونتر غراس، والإيطالي أومبرطو إيكو، والبيروفي ماريو بارغاس يوسا، والألباني إسماعيل كاداري، كما نالها في مجال التعاون الدولي والوفاق سياسيون بارزون، بينهم نيلسون مانديلا وميخائيل غورباتشوف.
إعلانوفي أحدث دورة من هذه الجائزة الرفيعة، تُوج في فئة الآداب هذا العام الكاتب الإسباني إدواردو ميندوزا الذي ترجمت أعماله إلى عدة لغات، و"تدور أحداثها عادةً في مدينة برشلونة، وتتميز بأسلوب يجمع بين عناصر الرواية القوطية والخيال العلمي وروايات الجريمة، بالإضافة إلى حس فكاهة شخصي للغاية وهجاء ومحاكاة ساخرة".
وكانت تلك الجائزة تعرف بـ"جائزة أمير أستورياس" وتمنحها مؤسسة أمير أستورياس (غير الربحية) برئاسة فيليب أمير أستورياس الذي كان وليا للعهد في إسبانيا، وعندما تسلم السلطة تحت اسم فيليبي السادس عام 2014 أصبح اسمها "جائزة أميرة أستورياس"، وتمنحها مؤسسة أميرة أستورياس، تحت رئاسة الأميرة ليونور ابنة الملك فيليب.