تصدرت خلال الأيام الأخيرة على منصات التواصل السودانية الأخبار التي تتحدث عن وفاة سودانيين بسبب تعرضهم لضربات شمس ونقص المياه خلال رحلتهم من السودان إلى مصر بطرق غير شرعية هربا من الحرب المشتعلة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

يأتي ذلك وسط تصاعد تحذيرات رسمية وشعبية لتجنب السفر عبر "التهريب البري" إلى مصر، في ظل موجة حارة غير مسبوقة تشهدها البلاد، وخاصة مدينة أسوان الواقعة في أقصى الصعيد، إذ بلغت درجة الحرارة قبل يومين 49.

6 درجة في الظل.

وقالت وكالة الأنباء السودانية إن سوء الطقس تسبب بموت العشرات بين أوساط القادمين بالتهريب إلى مصر.

وأشارت الوكالة إلى أن القنصل السوداني بأسوان عبد القادر عبد الله قدم تعازيه لأهل السودان وأسر المتوفين الذين تعرضوا لضربات شمس وهم في طريقهم للدخول إلى مصر بطرق غير قانونية.

وأوضحت أنه منذ 3 أيام وصلت إلى المستشفى العديد من الجثامين بعضهم بسبب ضربات الشمس وبعضهم بسبب العطش وبعضهم بسبب الحوادث المرورية.

ومع انتشار الأخبار القادمة من محافظة أسوان الحدودية مع السودان عن وجود عشرات الوفيات من السودانيين في مستشفيات المحافظة، أطلق ناشطون دعوات على منصات التواصل، طالبوا من خلالها أقرباءهم وأصدقاءهم في السودان بعدم السفر بطرق غير شرعية، بسبب ارتفاع درجات الحرارة.

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

يا جماعة عليكم الله الجايين تهريب من السودان فى الأيام دى لو بتعرفوهم (أمنعوهم لو بالنصح او بالقوة) … مع موجة الحر دى كل يوم بندفن أسر كاملة بيوصلوهم سواقين التهريب ديل جثث يا يا حالات متأخرة شديد معظمهم (عطش يا ضربة شمس و جفاف) "

— MODESER (@Where45304652) June 8, 2024

ونقل أحد الأطباء شهادته لما يجري مع السودانيين من حالات وفاة بسبب ضربات الشمس، وقال الطبيب نادر محروس في منشور عبر حسابه على الفيسبوك "ما يحدث مع السودانيين يحزن، وفاة أكثر من 20 شخصا أثناء سفرهم إلى أسوان من طريق العلاقي خلال اليومين الماضيين من ضربات شمس".

 

ووجه أحد المغردين نداء إلى من يعرف أشخاصا يريدون القدوم إلى مصر عن طريق التهريب لمنعهم من المضي في خططهم بالنظر إلى العدد الكبير من الضحايا خلال الأيام الماضية، ومن بينهم أسر بأكملها، وفقا لتعبيره.

وعن القصص المأساوية التي يتعرض لها المسافرون السودانيون بطرق غير شرعية إلى مصر قال أحد الناشطين "سمعت عن قصص جدا محزنة ومحبطة، وقطعا لكل شخص ظروفه وتقديراته لكني لو نصحت أو جاز لي ذلك لنصحت السودانيين بالبقاء في وطنهم أو الأجزاء الآمنة منه على الأقل، صحيح أنهم سيعانون، لكن الوضع بكل حال سيكون محتملا والفزعة قريبة".

وكشفت تقارير صحفية مصرية وسودانية عن تسجيل 24 وفاة خلال الأسبوع الماضي، وتحدثت عن وجود حالات أخرى لم تصل إلى مستشفيات أسوان.

ويسلك الآلاف من السودانيين بينهم أسر وأطفال وكبار السن طرقا غير شرعية للوصول إلى مصر لصعوبة الحصول على تأشيرة الدخول من القنصليات المصرية في بورتسودان ووادي حلفا، والتي تتطلب نحو 4 أشهر.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات من السودان غیر شرعیة بطرق غیر إلى مصر

إقرأ أيضاً:

هل تُمهّد استعادة الخرطوم الطريق لنهاية الحرب في السودان؟

في تطوّر عسكري لافت، أعلن الجيش السوداني يوم الثلاثاء استكمال ما وصفه بـ"تطهير كامل لولاية الخرطوم" من قوات الدعم السريع، بعد أسابيع من معارك ضارية شهدتها العاصمة ومحيطها. اعلان

قالت القيادة العامة للقوات المسلحة السودانية في بيان إن الولاية، التي تضم الخرطوم وأم درمان ومدينة بحري، باتت "خالية تمامًا من المتمردين"، في إشارة إلى القوات التي يقودها محمد حمدان دقلو المعروف بـ"حميدتي".

وجاء هذا الإعلان في إطار عملية عسكرية واسعة بدأت قبل أسابيع لاستعادة السيطرة على آخر معاقل الدعم السريع في جنوب وغرب أم درمان، ولا سيما منطقة صالحة. وأوضح المتحدث باسم الجيش السوداني، العميد نبيل عبد الله، أن العمليات شملت مناطق متعددة من العاصمة ومحيطها، وتواصلت حتى إحكام السيطرة الكاملة عليها.

تقدّم ميداني... ولكن

يمثل استرجاع الجيش للخرطوم ومحيطها، بما في ذلك القصر الجمهوري ومطار الخرطوم، نقطة تحوّل رمزية وعسكرية في الحرب التي تدخل عامها الثالث. ففي آذار/ مارس الماضي، أعلن قائد الجيش عبد الفتاح البرهان أن "الخرطوم حرة"، بعد ساعات من استعادة المطار الرئيسي في العاصمة، رغم تواصل الاشتباكات المحدودة مع عناصر من قوات الدعم السريع.

وفي المناطق التي أجبرت فيها هذه القوات على التراجع، لجأت إلى تكتيكات التخريب، مستخدمة طائرات مسيّرة لاستهداف بنى تحتية حيوية، من بينها منشآت للطاقة في الخرطوم وبورتسودان.

طائرة متضررة في مطار الخرطوم الدولي بعد استعادته من قوات الدعم السريع، 17 نيسان/ أبريل 2025. AP

كما تستمر المعارك في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، إضافة إلى اشتباكات على محور كردفان.

ورغم الانتصارات الأخيرة للجيش، لا تزال قوات الدعم السريع تحتفظ بنفوذ واسع في إقليم دارفور وأجزاء من جنوب البلاد.

تعيين رئيس وزراء: خطوة نحو الاستقرار؟

بالتوازي مع التقدّم العسكري، شهدت الساحة السياسية خطوة جديدة، مع إصدار البرهان مرسومًا دستوريًا يقضي بتعيين الدبلوماسي السابق كامل الطيب إدريس رئيسًا للوزراء في أيار/ مايو 2025، خلفًا لدفع الله الحاج الذي شغل المنصب لفترة قصيرة.

ويمثل ذلك أول خطوة رسمية نحو تشكيل سلطة تنفيذية منذ اندلاع الحرب، ويأتي تنفيذًا لتعهد سابق من البرهان بتشكيل حكومة انتقالية تقودها شخصية تكنوقراطية غير حزبية.

ويعكس هذا التعيين رغبة واضحة من المؤسسة العسكرية في تقديم إشارات إلى المجتمع الدولي والداخلي حول إمكانية استعادة العمل المؤسسي وبناء مسار سياسي، رغم استمرار القتال في أجزاء من البلاد.

هل نحن أمام نهاية وشيكة للحرب؟

استعادة الخرطوم وتعيين رئيس وزراء جديد يرسلان رسائل أولية نحو احتمال تهدئة الصراع وتدشين مرحلة انتقال سياسي.

لكن الواقع الميداني والأمني لا يدعم بالضرورة سيناريو نهاية قريبة للحرب. فالمواجهات لا تزال مشتعلة في دارفور، والطائرات المسيّرة التي تستخدمها قوات الدعم السريع في بورتسودان توحي بقدرتها على نقل المعركة إلى جبهات غير متوقعة.

كما أن الدعم الخارجي الذي تتلقاه هذه القوات، فضلًا عن غياب توافق دولي حاسم، يعقّدان فرص التهدئة. وحتى الآن، لم تتبلور مبادرة سلام فعّالة قادرة على وقف إطلاق النار بشكل شامل، في ظل انقسام دولي حيال الملف السوداني وتراجع مستويات الضغط الدولي.

Relatedالبرهان يعيّن كامل إدريس رئيسًا للحكومة وسط استمرار الحرب في السودانتصعيد دامٍ في دارفور وكردفان: الجيش السوداني يكثّف غاراته الجوية والدعم السريع يردّ بمسيّراتتصاعد التوتر بين السودان والإمارات بعد إبعاد دبلوماسيين من دبي

ورغم آمال البعض بأن تُبدي إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اهتمامًا أكبر بإنهاء النزاع خلال العام الجاري، إلا أن غياب الإرادة الجماعية والتعقيدات الميدانية والإنسانية قد تجعل من هذا الطموح رهانًا غير مضمون.

اعلان

من هنا، فإنّ نهاية الحرب التي اندلعت بالسودان في نيسان/ أبريل 2023 تبقى رهينة بتوازنات داخلية شديدة التعقيد، وتدخلات إقليمية ودولية متشابكة، وأزمة إنسانية متفاقمة، رغم المكاسب العسكرية والسياسية.

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • استشهاد صحفي وطفلة ناشطة على منصات التواصل في غارات متواصلة على قطاع غزة
  • العقوبات الأمريكية على السودان- لحظة محورية أم تعميق للمأزق؟
  • التدهور البيئي في السودان
  • “فعلتُ ذلك من أجل غزة”.. صرخة رودريغيز تشعل منصات التواصل
  • مذيع بريطاني: إسرائيل تتجه نحو تدمير نفسها بسبب ما تفعله بغزة (شاهد)
  • عاصفة في السودان عقب قرار البرهان
  • هل تُمهّد استعادة الخرطوم الطريق لنهاية الحرب في السودان؟
  • طفل بنصف قلب.. تشييع جثمان الرضيع آدم ببني سويف
  • الحرية لفلسطين .. صرخة رودريغيز تهز منصات التواصل بعد عملية واشنطن .. فيديو
  • فعلتها لغزة.. صرخة رودريغيز تهز منصات التواصل بعد عملية واشنطن