عربي21:
2025-05-23@03:49:13 GMT

عصر التفاهة.. وعصر سرقة تضحيات الشعوب

تاريخ النشر: 10th, June 2024 GMT

كنت ذات مرة في جولة عمل مع بعض الزملاء والزميلات، فأشارت إحدى الزميلات لكتاب عصر التفاهة لمؤلفه الفرنسي الصادر حديثا، وشددت عليّ بقراءته، فقلت لها ولماذا أقرأه، ونحن نعاصره ونعيش رجالاته، ونراه على الهواء الطلق، وعلى مدار أربع وعشرين ساعة؟ إنه عصر التفاهة الذي يتحدث عنه، ونعيشه نحن على مدار الأسبوع والشهر والعام.



تذكرت هذا وبعض الطلبة يسألونني كيف تُسرق الثورات، فأجبتهم دون تردد: لم تعد هناك حاجة لقراءة تاريخ وتعرجات وكتابات تتحدث عن سرقة الثورات العربية والإسلامية، الوطنية والقومية منها، فنحن نعيش عصر سرقة الثورات اليوم على مدار الساعة، فانظروا إلى الثورة السورية التي قدمت أكثر من مليون شهيد و 14 مليون مهجر ومليوني جريح ومعتقل، ومع هذا يحرص بعض من يسمون بأهل هذه الثورة على سحقها، علموا أم جهلوا، لا لشيء وإنما لتصفية حسابات فردية وشخصية، وساحته الشمال السوري المحرر إن كان في إدلب العز، أو في المناطق الخاضعة للسيطرة التركية.

لم تعد هناك حاجة لقراءة تاريخ وتعرجات وكتابات تتحدث عن سرقة الثورات العربية والإسلامية، الوطنية والقومية منها، فنحن نعيش عصر سرقة الثورات اليوم على مدار الساعة، فانظروا إلى الثورة السورية التي قدمت أكثر من مليون شهيد و 14 مليون مهجر ومليوني جريح ومعتقل، ومع هذا يحرص بعض من يسمون بأهل هذه الثورة على سحقها، علموا أم جهلوا، لا لشيء وإنما لتصفية حسابات فردية وشخصية
في مقابل هذا نرى توحد أهلنا في السويداء المنتفضين حديثا بوجه النظام المجرم، يوازيه تشتت بالشمال السوري المحرر، وتشتيت المشتت، وتمزيق الممزق، بحيث سيكون من الصعب غدا لو أردنا اختيار قيادة ناطقة باسم الشمال المحرر أن يتم الاتفاق على بضعة شخصيات قادرة على فرض رأيها وتصوراتها على البقية الباقية، لكان ذلك في حكم المستحيل، كل ذلك خدمة لأعداء الثورة السورية، وتضييعا لدماء الشهداء وعذابات المشردين، وأنّات المعتقلين والمعتقلات في سجون النظام السوري المجرم.

ترى أحدهم يتظاهر ويتظاهر، والنظام المجرم المدعوم من القوى المحتلة الروسية والإيرانية ومليشيات طائفية متعددة الجنسيات وعابرة للحدود تقبع على كيلومترات معدودة منه، فتهدد بقاءه وبقاء الجميع، ولكنه يؤثر مع هذا كله خرق السفينة، وخرق المحرر، تماما كمن تقاتل على جلد الدب قبل اصطياده. ويحدثونك عن قتال المجاهدين الأفغان لبعضهم، بينما هؤلاء تقاتلوا بعد أن أخرجوا الدب الروسي من أرضهم، فتقاتلوا على جلده. وإن كان القتال غير مبرر بكل تأكيد، ولكن على الأقل أفضل من السوريين الذين تقاتلوا ويتقاتلون بين بعضهم، ويسقطون بعضهم ويخونون بعضهم وهم لم يحصلوا على الاستقلال فضلا عن طرد المحتلين وعصاباتهم الطائفية من أرضهم.

إن العقلية العربية والسنية تحديدا تكتفنها الكثير من الإشكاليات الحقيقية الداعية إلى الوحدة والجسد الواحد، ولعل الآيات والأحاديث النبوية التي حضت كثيرا على هذا الأمر استبطنت منذ البداية تلك الشخصية العربية المتمردة، وهي الشخصية التي شبهها بعض علماء الاجتماع الغربيين بحبات الرمال، قوية بنفسها وبذاتها، وضعيفة بغيرها، ما لم تقف النخب السورية لحظة تأمل حقيقي، بعيد عن التخوين وبعيد عن المصالح الشخصية الآنية الفردية، فإن السنة في سوريا والثورة السورية كلها ستدفع ثمنا باهظا، حينها لن يكون هناك أحد بحاجة إلى أن يكتب كيف سُحقت الثورة السورية، وكيف هُزمت المقاومة السورية، بعد أن تولّى أبناؤها سحقها، تشاركهم في ذلك نخبهم الذين تعاظمت عندها الآنا؛بحيث لا يمكن أن تتماسك مع بعضها، بخلاف الشخصية الغربية التي شبهها كحبات التراب، والتي تتسم بأنها ضعيفة بذاتها قوية بغيرها، فقادرة بذلك على التماسك فيما بينها، فتكون صلصالا بوجه أعدائها وخصومها.

ما لم تقف النخب السورية لحظة تأمل حقيقي، بعيد عن التخوين وبعيد عن المصالح الشخصية الآنية الفردية، فإن السنة في سوريا والثورة السورية كلها ستدفع ثمنا باهظا، حينها لن يكون هناك أحد بحاجة إلى أن يكتب كيف سُحقت الثورة السورية، وكيف هُزمت المقاومة السورية، بعد أن تولّى أبناؤها سحقها، تشاركهم في ذلك نخبهم الذين تعاظمت عندها الآنا؛ ولو كان ذلك على مذبح المصالح الشعبية ومصالح الشهداء والمشردين والمعتقلين ومن بعد الشعب السوري الطامح إلى الحرية والاستقلال.

لحظة تأمل حقيقية مطلوبة من كل سوري، وتحديدا من كل سني ما دام هو المعني بالقصة، كون الأطراف الأخرى لا تنسحب عليها ما ينسحب عليه، وهو أن على النخب أن تتقي الله فيما تكتبه وما تعرضه وما تحرّض عليه، وينبغي عليها أن تضع مصالح الأمة فوق كل شيء، وأن تستعصم بوحدتها، وتغليب المصالح الكبرى على المصالح الفصائلية والفردانية المفرطة لدى البعض.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الثورة الوحدة سوريا سوريا الثورة الانقسام الوحدة مقالات مقالات سياسة صحافة سياسة صحافة سياسة اقتصاد سياسة اقتصاد سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الثورة السوریة على مدار

إقرأ أيضاً:

الشديفات : الحركة الكشفية ركيزة تربوية في بناء الشخصية وتعزيز الوعي المجتمعي

صراحة نيوز ـ أكدت وزارة الشباب أن الحركة الكشفية والإرشادية تُعد مسارا تنمويا وتربويا فاعلا، يسهم في دعم وتمكين الشباب الأردني، وبناء شخصياتهم، وتعزيز مشاركتهم المجتمعية.

جاء ذلك خلال لقاءين منفصلين عقدهما وزير الشباب، المهندس يزن الشديفات، اليوم الثلاثاء، مع أمين عام المنظمة الكشفية العربية، الدكتور هاني عبد المنعم، ورئيس القطاع الكشفي والإرشادي الأهلي الحسن نصر، بحضور مدير المراكز الشبابية والكشافة في الوزارة، نايف أبو رمان، وعضو اللجنة الكشفية العربية، بكاي ولد أحمد، والمديرة التنفيذية لتطوير الأعمال والشراكات في المنظمة العالمية للحركة الكشفية، المهندسة مي عبد الهادي، ومستشار أمين عام جمعية الكشافة والمرشدات الأردنية، خالد أبو زيد.

وأكد الشديفات، أهمية تعزيز الشراكات مع المنظمات الكشفية العربية والدولية، لا سيما في مجالات التدريب وتبادل الخبرات وتنفيذ البرامج الإقليمية، التي من شأنها تنمية المهارات القيادية والتطوعية لدى الشباب، مشيرًا إلى أن الحركة الكشفية تُشكّل إحدى الركائز التربوية في بناء شخصية الشباب، وتعزيز وعيهم بالمسؤولية المجتمعية.
وشدد على حرص الوزارة لدعم القطاع الأهلي كشريك فاعل في تنفيذ البرامج والمبادرات الشبابية، مؤكدًا أهمية تعزيز التنسيق المشترك، وأن الوزارة تعمل على دراسة واقع المرافق الشبابية التابعة لها، بهدف إنشاء بيوت كشفية في عدد من المحافظات، إلى جانب دمج التجربة الكشفية ضمن أنشطة المراكز الشبابية، لما له من أثر في ترسيخ قيم الانتماء الوطني، وتنمية المهارات القيادية والتطوعية لدى منتسبي تلك المراكز.

من جهته، أعرب الدكتور عبد المنعم عن تقديره للمكانة المتميزة التي تحظى بها الحركة الكشفية الأردنية على الصعيدين العربي والدولي، مؤكداً استعداد المنظمة الكشفية العربية لتقديم كافة أشكال الدعم الفني واللوجستي لتطوير العمل الكشفي في الأردن، بما يُمكنه من تلبية تطلعات الشباب واحتياجاتهم.
بدوره، أكد نصر أهمية التكامل بين القطاعين الرسمي والأهلي في تطوير الحركة الكشفية، مشيرًا إلى أن الكشافة والمرشدات ما يزالون يشكلون ركيزة أساسية في ترسيخ قيم الانتماء والعمل الجماعي.

وشهدت اللقاءات استعراض مجموعة من المبادرات والمشاريع النوعية المنفذة في مجالات الخدمة المجتمعية، والتنمية البيئية، وبناء قدرات الشباب.
كما تم بحث سبل توسيع نطاق هذه المبادرات وتعزيز مشاركة الكشافة والمرشدات في الحملات الوطنية، بما يسهم في تطوير الحركة الكشفية وترسيخ دورها المجتمعي

مقالات مشابهة

  • حين يتكلم البسطاء... هل للأنثروبولوجيا ما تقوله عن الثورات؟ كتاب يجيب
  • الضهيب: هذا الإنجاز التاريخي لم يكن ليتحقق لولا تضحيات أبطالنا في ميادين القتال
  • في نص ساعة.. أسرع طريقة لاستخراج البطاقة الشخصية 2025
  • السليمانية.. 30 فرقة فنية محلية ودولية تشارك بمهرجان ثقافات الشعوب (صور)
  • عندما تذوب الأوهام في بحر المصالح
  • التوازن بين العمل والحياة الشخصية
  • الشديفات : الحركة الكشفية ركيزة تربوية في بناء الشخصية وتعزيز الوعي المجتمعي
  • رابط الاستعلام عن مواعيد المقابلات الشخصية لبرنامج المرأة تقود
  • بمشاركة دولية.. السليمانية تستعد لإطلاق أول مهرجان لثقافات الشعوب (صور)
  • كتلة نيابية: لاسيادة للعراق في ظل حكومة السوداني