عربي21:
2025-06-13@17:02:54 GMT

لماذا لم تنتهِ الحرب على غزة؟

تاريخ النشر: 13th, June 2024 GMT

بعد مرور تسعة أشهر منذ بداية التصعيد، تظل الحرب على غزة واحدة من أكثر المواجهات تعقيدا واستدامة في الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني. بالرغم من الجهود الدولية والمحلية لتحقيق الهدوء ووقف إطلاق النار، فإن الحرب لا تزال مستمرة بلا هوادة. لفهم أسباب استمرار هذه الحرب، يجب النظر في العوامل السياسية، العسكرية، والاجتماعية المحيطة بها.



الرغبات السياسية لإسرائيل

أحد الأسباب الرئيسية لاستمرار الحرب على غزة هو عدم رغبة إسرائيل في وجود أي سلطة سياسية قوية تحكم غزة، سواء كانت حماس أو السلطة الفلسطينية. إسرائيل تفضل أن تدير القطاع من خلال عائلات أو عشائر أو أصحاب النفوذ المالي المحلي، بحيث تكون هذه الإدارة مسؤولة عن الجوانب الإنسانية والخدماتية فقط. أما المسائل الأمنية، فتفضل إسرائيل أن تبقى تحت سيطرتها المباشرة، كما هو الحال في اتفاقية أوسلو 2. هذا الوضع يضمن لإسرائيل السيطرة الأمنية مع تجنب المسؤولية المباشرة عن حياة السكان اليومية.

يبدو أن إسرائيل تسعى فعلا للخروج من حالة الحرب وتظهر محاولاتها في حسم القضية الفلسطينية بالنسبة لها. ويتضح ذلك من عدم رغبتها في وجود أي هيئة سياسية تمثيلية فاعلة في الضفة الغربية أو بين فلسطينيي الأراضي التي احتلتها عام 1948. ومع ذلك، وحتى الآن، لم تحقق إسرائيل أهدافها في هذا الصدد.

يبدو أن إسرائيل تسعى فعلا للخروج من حالة الحرب وتظهر محاولاتها في حسم القضية الفلسطينية بالنسبة لها. ويتضح ذلك من عدم رغبتها في وجود أي هيئة سياسية تمثيلية فاعلة في الضفة الغربية أو بين فلسطينيي الأراضي التي احتلتها عام 1948. ومع ذلك، وحتى الآن، لم تحقق إسرائيل أهدافها في هذا الصدد
صعوبة القضاء على حماس

على الرغم من المحاولات الإسرائيلية المستمرة، إلا أن القضاء على حركة حماس كتنظيم يبدو مستحيلا. فحماس ليست مجرد جماعة مسلحة، بل هي حركة سياسية واجتماعية لديها تأييد واسع بين السكان الفلسطينيين، كما أن قياداتها وعناصرها يتوزعون بين غزة والضفة الغربية، وكذلك في الشتات والسجون. هذا الانتشار الواسع يجعل من الصعب جدا القضاء على الحركة بشكل كامل، حتى لو تمكنت إسرائيل من تقويض قدراتها العسكرية أو المؤسساتية. بالتالي، لا يمكن إقرار أي واقع في غزة خصوصا دون تجاوز حماس.

تأثير العمليات العسكرية الإسرائيلية

تساهم العمليات العسكرية الإسرائيلية المستمرة في تعقيد فرص نجاح أي مقترح للهدنة والخروج من الحرب. فعندما تقوم إسرائيل بعمليات عسكرية في غزة، يؤدي ذلك إلى تدمير البنية التحتية وتعميق الأزمات الإنسانية، مما يجعل الأوضاع أكثر تعقيدا. هذا الوضع يخلق مواجهة مستمرة، حيث يسعى كل طرف إلى تعزيز موقفه والسيطرة على المناطق الاستراتيجية، مما يدفع الجيش الإسرائيلي إلى التمسك بالمناطق التي يسيطر عليها. هذه الديناميكية تعرقل أي جهود حقيقية للتوصل إلى وقف إطلاق للنار. بالتالي، أي تراجع في ذلك بمثابة هزيمة لإسرائيل في قطاع غزة.

ما مصير المقترحات؟

من الواضح أن المقترحات الإسرائيلية التي يتم تقديمها في كثير من الأحيان من خلال الوسطاء الدوليين، تحاول التغاضي عن الواقع على الأرض. إسرائيل تسعى لضمان أمنها من خلال حلول جزئية لا تعالج الجذور الأساسية للصراع. هذه المقترحات غالبا ما تتجنب الحديث عن الانسحاب الكامل من غزة أو إنهاء الحرب بشكل نهائي.

المعادلة باتت واضحة لدى جميع الأطراف المعنية، فلا يمكن التوصل إلى اتفاق دون الانسحاب الكامل من غزة وإنهاء الحرب، وأي مقترح لا يشمل هذين العنصرين الأساسيين يبقى مجرد حبر على ورق وخبر في الإعلام دون تحقيق تقدم حقيقي. الفلسطينيون، بدورهم، يرون أن أي اتفاق يجب أن يتضمن ضمانات حقيقية لإنهاء الاحتلال ورفع الحصار وتحقيق حقوقهم المشروعة.

السيناريوهات المستقبلية في قطاع غزة
دخول إسرائيل في الحرب دون أهداف واضحة أو تطبيق مستحيل لها يمنع تحقيق أي اتفاق لوقف إطلاق النار. على الجانب الآخر، فإن المرونة التي تظهرها المقاومة الفلسطينية لا تخرج عن المعايير المطروحة للموافقة على أي اقتراح، وتتمثل بالانسحاب من القطاع وإنهاء الحرب
- استمرار الحرب مع وقف مؤقت لإطلاق النار: هذا السيناريو يشير إلى استمرار الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين، مع توقف مؤقت لإطلاق النار وفترات هدن إنسانية بين الفترات. هذا الخيار قد يؤدي إلى تخفيف حدة الصراع لفترة معينة، لكنه لا يعالج جذور المشكلة ولا يوفر حلا دائما.

- التوصل إلى صيغة لإدارة قطاع غزة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية: هذا الخيار يشمل التوصل إلى اتفاقية بين الولايات المتحدة وإسرائيل والسلطة الفلسطينية لإدارة قطاع غزة. يمكن أن تتضمن هذه الصيغة إدخال قوات دولية للمساعدة في إدارة القطاع، وتحسين الظروف المعيشية للسكان، وتحقيق الأمن والاستقرار. ومع ذلك، قد يواجه هذا الخيار تحديات كثيرة بما في ذلك المعارضة الداخلية والخارجية وصعوبة في تحقيق التوافق بين جميع الأطراف المعنية.

- استسلام فصائل المقاومة: هذا السيناريو غير محتمل تماما، حيث أن فصائل المقاومة، بما في ذلك حماس، تتمسك بأهدافها وترفض الاستسلام، فاستسلامها سيعني تنازلها عن مبادئها ومطالبها، مما يجعل هذا السيناريو غير واقعي.

ختاما، إن دخول إسرائيل في الحرب دون أهداف واضحة أو تطبيق مستحيل لها يمنع تحقيق أي اتفاق لوقف إطلاق النار. على الجانب الآخر، فإن المرونة التي تظهرها المقاومة الفلسطينية لا تخرج عن المعايير المطروحة للموافقة على أي اقتراح، وتتمثل بالانسحاب من القطاع وإنهاء الحرب، لكن تبادل الأسرى وإعادة الإعمار قضيتا تحصيل حاصل للمطالب الأساسية، وفي حال عدم تحقيقهما سوف نشهد مستقبلا مزيدا من المقترحات والمفاوضات السياسية، بموازاة تصعيد عسكري والمزيد من جرائم الإبادة الإسرائيلية ضد غزة وما يقابلها من عمليات للمقاومة الفلسطينية.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة الإسرائيلي الفلسطيني إسرائيل فلسطين غزة وقف إطلاق النار مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة إطلاق النار إسرائیل فی قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تصادر 800 دونم من الأراضي الفلسطينية في رام الله

رام الله (الاتحاد)

أخبار ذات صلة «الأونروا»: الأزمة في غزة وصلت إلى مستويات غير مسبوقة من اليأس عشرات الضحايا بقصف إسرائيلي قرب موقع توزيع مساعدات في غزة

أعلنت إسرائيل، أمس، مصادرة 800 دونم من الأراضي الفلسطينية وسط الضفة الغربية المحتلة لغرض التوسع الاستيطاني.
وتقع الأراضي المصادرة شرق مدينة رام الله وسط الضفة الغربية.
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية: «أعلن رسمياً الأربعاء، عن نحو 800 دونم كأراضي دولة ضمن منطقة ملاخي هشالوم، وهي مستوطنة ناشئة تقع ضمن مجلس بنيامين الإقليمي»، وهو مجلس استيطاني، وسط الضفة الغربية.
وأضافت: «يأتي هذا الإعلان في إطار مبادرة حكومية أوسع لدعم وتوسيع المستوطنات في الضفة الغربية»، وأشارت إلى أن القرار صدر عن وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش.
وفي سياق متصل، هدم الجيش الإسرائيلي، أمس، منزلاً و12 منشأة في محافظتي رام الله وسلفيت بالضفة الغربية، بدعوى البناء دون ترخيص.
وقال شهود عيان، إن «قوة إسرائيلية برفقة آليات هدم اقتحمت بلدة كفر الديك غربي سلفيت في شمالي الضفة الغربية، وشرعت بعملية هدم منزل المواطن يونس الديك مكون من طابقين بدعوى البناء دون ترخيص».
وفي بلدة «المغير» شرقي رام الله، شرعت قوة إسرائيلية بعملية هدم 12 منشأة زراعية، بينها آبار جمع مياه وغرفة زراعية وجدران حجرية، بذات الذريعة.
يأتي ذلك بينما يواصل الجيش الإسرائيلي عدوانه على مخيمات جنين وطولكرم ونور شمس منذ 21 يناير الماضي.

مقالات مشابهة

  • ما الأسلحة التي استخدمتها إسرائيل في قصف الأعماق الإيرانية؟
  • لماذا ركزت إسرائيل ضرباتها الافتتاحية على حدود إيران الغربية؟
  • ترامب: ندعم إسرائيل بشكل لا مثيل له والضربات التي نُفذت على إيران هجوم ناجح للغاية
  • أبرز القيادات التي اغتالتها إسرائيل في الهجوم على إيران
  • لماذا قررت إسرائيل توجيه ضربة لإيران الآن؟
  • نيويورك تايمز: لماذا تفكر إسرائيل في مهاجمة إيران الآن؟
  • الحرب لم تنتهٍ.. صرخة من عدوان إلى رئيسي الجمهورية والحكومة!
  • عادل الباز يكتب: لماذا نتفاوض مع الإمارات؟ وعلى ماذا يدور هذا التفاوض؟ (1/2)
  • إسرائيل تصادر 800 دونم من الأراضي الفلسطينية في رام الله
  • لماذا تجنبت “إسرائيل” استخدام طائرات “إف-35” في هجومها على ميناء الحديدة؟