قالت الدكتورة مروة السعيد، المتخصصة في الآثار المصرية: واجهت مصر بسبب حضارتها العريقة الكثير من التحديات عبر الزمن، من أبرز وأحدث هذه التحديات الأفروسنتريك، وفي الحقيقة هي حركة عنصريه مركزها في الولايات المتحدة الأمريكية للتعريف بالثقافة الأفريقية وتسليط الضوء على أهميتها ولكنها تتسم بالتعصب العرقي للعرق الأفريقي الأسود.

وهناك محاولات منها لنسب الحضارة المصرية إلى العرق الأسود مدعين أن مصر سرقت حضارتهم وأنهم أصحاب الفضل في نشأة هذه الحضارة. وتلقى هذه الحركة صدى واسعا بين الجاليات الأفريقية في أوروبا والشرق الأوسط مدعين أن المجتمع العلمي الغربي يشارك في إخفاء مساهمتهم في أفريقيا في التاريخ والحضارة للدول المختلفة، وخاصة أنهم يدّعون أن لهم فضلا أيضا في نشأة الحضارة المغربية والحضارة القرطاجية في تونس  بحجة أن أول سكان شمال أفريقيا الأصليين هم من الزنوج السود. فهم يعتقدون أنهم أصحاب الأرض الحقيقيون وأن المصري القديم احتل مصر بعد أن أقاموا بها حضارتهم، وفى نظرهم لكي تكون مصريا حقيقيا مستحقا لهذه الحضارة إما أن تكون أسود البشرة أو قبطيا. وقد أدت هذه النزاعات الطائفية الآن إلى تقسيم السودان شمالا وجنوبا، كما أن هناك بعض الحركات التي تسعى إلى فصل النوبة عن مصر وإقامة دويلة خاصة بهم. وفى محاولات مستميتة من الأفارقة لإعادة الاستيلاء على أراضي شمال أفريقيا.

وواصلت السعيد: في وقت سابق أعلن المسئولون في تونس أنه تم تحويل مليار دينار إلى الأفارقة المقيمين في تونس في خلال 6 أشهر فقط. فمن أين جاءت كل هذه الأموال لشعب خرج من بلاده مضطرا مقهورا بسبب الحرب إلا إذا كان نتيجة تمويل خارجي؟ كما انتشر عدد كبير من الأفارقة في مصر بسبب وجود الحرب في البلاد مما دفع الى ارتفاع الأسعار بشكل مفاجئ وخطير. وقد اتخذت مصر بعض الإجراءات بالفعل لمواجهة هذه الحركة منها هيئة الدفاع القانونية التي رفعت قضايا على مسلسل كليوباترا التي عرضته منصة نتفليكس مؤخرا في محاوله للتصدي الإعلامي الذى تتبناه حركة الأفروسنتريك ومحاولتهم إظهار الملكة كليوباترا المصرية التي تنحدر من أصل يوناني في هيئة امرأة سوداء البشرة متجاهلين تماما كل التماثيل التي أظهرت كليوباترا كملكة بيضاء اللون. وعلى الصعيد الداخلي تقوم مصر الآن بجهود متنوعة لإعادة إحياء الهوية المصرية في مجالات متعددة من معمار واحتفالات ومناسبات وتراث. منها إعادة إحياء ونشر تعليم اللغة المصرية القديمة، فقد قامت القناه المصرية الأولى بعمل برنامج "لغتنا القديمة" لشرح أساسيات اللغة المصرية بالخط الهيروغليفي وتعليم كيفية قراءته ونطقه بشكل صحيح. كذلك إقامة الحفلات في المتحف المصري الكبير الذى سيتم افتتاحه قريبا والتي يشدو فيها مطربات من الأوبرا والغناء باللغة المصرية القديمة كما حدث في موكب نقل المومياوات. كذلك لجأ بعض مصممي الأزياء المصريين إلى تصميم أزياء مستوحاة من الأزياء الفرعونية لنشر الثقافة المصرية القديمة. وقد ارتدت السيدة الأولى في مصر في إحدى المناسبات فستانا مستوحى من الأزياء المصرية القديمة في محاولة منها لتشجيع هذه الفكرة. وبسبب زيادة انتشار هذه الأخبار على شبكة النت الدولية لجأت بعض الشخصيات المهمة العالمية إلى مصر إما للسياحة في مصر وكان منهم مؤخرا الممثل العالمي توم هانكس مع عائلته، ومدرب الكرة الإسباني الذى ذهب لزيارة الأهرامات مع عائلته واليوتيوبر النيجيري الأصل نويل روبنسون. كما تقوم مصر بجهود مضنية لاستعادة قطع مصرية من الخارج كان من ضمنها قطعة من تمثال الملك رمسيس الثاني يرجع تاريخها إلى 3400 سنه من سويسرا. ويأتي استرجاع هذه القطع نتيجة حملات ضغط على المتاحف العالمية التي تحصل على هذه الآثار من شبكات تهريب الآثار.     

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: اثار المصریة القدیمة

إقرأ أيضاً:

كشف أثري في دلتا مصر يعيد إيمت القديمة إلى الضوء

القاهرة ـ "د.ب.أ": أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية اليوم السبت عن كشف أثري جديد في منطقة تل الفرعون (تل نباشة) بمركز الحسينية في محافظة الشرقية وذلك في ختام موسم الحفائر الحالي والذي قامت به البعثة الأثرية البريطانية من جامعة مانشستر. وأعرب شريف فتحي، وزير السياحة والآثار، في بيان صحفي نشرته الوزارة اليوم، عن تقديره لهذا الاكتشاف الذي يلقي الضوء على واحدة من المدن التاريخية الهامة في دلتا مصر، مؤكدا على أن الوزارة تولي أهمية قصوى لدعم أعمال البحث والتنقيب في مختلف أنحاء الجمهورية، في إطار جهودها لحماية التراث الحضاري وتعزيز التنمية السياحية والثقافية بما يتماشى مع خطط الدولة للتنمية المستدامة. وأوضح الدكتور محمد إسماعيل خالد الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار أن أعمال التنقيب تمركزت في التل الشرقي اعتمادا على تقنيات الاستشعار عن بعد وصور الأقمار الصناعية (لاندسات)، التي كشفت عن تجمعات كثيفة من الطوب اللبن في أماكن محددة.وأشار إلى أن الحفائر الفعلية أسفرت عن الكشف عن مبان سكنية يرجح أنها تعود إلى أوائل أو منتصف القرن الرابع قبل الميلاد. وفي منطقة المعبد، عثرت البعثة على أرضية كبيرة من الحجر الجيري وبقايا عمودين ضخمين من الطوب اللبن، يحتمل أنهما كانا مغطيين بالجص، ويعتقد أن هذه البقايا تنتمي إلى مبنى شيد فوق طريق المواكب الذي كان يربط بين صرح العصر المتأخر وصرح معبد واجيت، ما يشير إلى خروج هذا الطريق من الخدمة بحلول منتصف العصر البطلمي. وأعيد معبد واچيت خلال فترة حكم الملك رمسيس الثاني، ثم مرة أخرى في عهد الملك أحمس الثاني، وخلال الفترة الأخمينية استخدم كمحجر. وقال نيكي نيلسن مدير البعثة، إن مدينة "إيمت" كانت من أبرز المراكز السكانية في الوجه البحري، لا سيما خلال عصري الدولة الحديثة والعصر المتأخر، وتميزت بوجود معبد ضخم مكرس لعبادة الإلهة واجيت، والذي لا تزال أطلاله قائمة على الجانب الغربي من الموقع. ويعد هذا الكشف خطوة جديدة نحو استكمال الصورة الأثرية والتاريخية لمدينة "إيمت"، ويمهد الطريق أمام المزيد من الدراسات المستقبلية التي ستسهم في الكشف عن أسرار هذه المدينة القديمة.

مقالات مشابهة

  • صنعاء القديمة.. ذاكرة الحجر والهوية في وجه الزمن والتحدي
  • نقيب الصحفيين: سنسير في كل المسارات لمتابعة مشروعات الإسكان القديمة والإعلان عن أخرى جديدة
  • الصحة: «الكشف المبكر عن الأورام» نجحت في خفض اكتشاف الحالات المتأخرة من 70% لـ 20%
  • ضربة واشنطن النوعية: هل نجحت "مطرقة منتصف الليل" في شل البرنامج النووي الإيراني؟
  • مصر.. كشف أثري جديد يميط اللثام عن أسرار مدينة إيمت القديمة (صور)
  • متحدث الوزراء: السياسة النقدية نجحت في القضاء على السوق الموازية
  • سكرتير عام أسوان يفتتح فاعليات " إشراقة الحضارة من قلب إدفو "
  • محافظ أسوان ينيب السكرتير العام لحضور فاعلية إشراقة الحضارة من قلب إدفو
  • العدو الصهيوني يعيد اغلاق الأقصى ويواصل حصار البلدة القديمة
  • كشف أثري في دلتا مصر يعيد إيمت القديمة إلى الضوء