محللون: نتنياهو يعرّض إدارة بايدن للإحراج لتعزيز فرص ترامب الانتخابية
تاريخ النشر: 22nd, June 2024 GMT
اتفق محللون وباحثون سياسيون على أن استمرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تعريض الرئيس الأميركي جو بايدن وإدارته للإحراج والإهانة عبر مواقف وتصريحات مختلفة يهدف إلى التأثير على رصيد بايدن وحظوطه في الانتخابات المقبلة أملا في سقوطه.
ورغم اعترافه بما سماه الدعم الذي قدمه بايدن والإدارة الأميركية لجهود إسرائيل الحربية منذ البداية وتقديره الشديد لهذا الدعم أعلن مؤخرا أنه تعمد ابتزازهما حين قرر نشر تسجيل مصور قال فيه إنه أبلغ وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن احتجاجه على ما سماه تعطيل واشنطن شحنات أسلحة وذخائر إلى إسرائيل.
وفي حديثه لبرنامج "غزة.. ماذا بعد؟" يرى الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية الدكتور مصطفى البرغوثي أن نتنياهو رغم ضعفه السياسي داخل إسرائيل يبدو أقوى من الرئيس الأميركي جو بايدن داخل الولايات المتحدة، لافتا إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يتحدى فيها نتنياهو الإدارة الأميركية.
وأضاف أن سكوت الإدارة الأميركية المتكرر شجع نتنياهو على التمادي، وهو يعتمد في ذلك على 3 عوامل، الأول الانقسام داخل الإدارة الأميركية، والثاني قوة اللوبي اليهودي الذي يستخدمه نتنياهو للضغط على بايدن، والثالث حالة الارتباك الشديد في الإدارة الأميركية وعدم قدرتها على اتخاذ قرارات حاسمة.
ويشير البرغوثي إلى أن نتنياهو يستخدم تكتيك إطالة أمد الحرب، إذ يأمل في قدوم دونالد ترامب بعد الانتخابات الأميركية المقبلة، وهو ما يفسر دعمه الضمني لترامب، وهو بذلك يلعب لعبة سياسية تهدف إلى الإطاحة ببايدن، وذلك بدعم اتهامات ترامب له بالضعف وقلة الكفاءة.
خلاف تكتيكي
ومع ذلك، يؤكد البرغوثي أن ما يجري بين الإدارة الأميركية ونتنياهو هو خلاف تكتيكي صغير في إطار اتفاق إستراتيجي عام كبير، إذ تعتبر الولايات المتحدة إسرائيل حليفة أساسية لها.
ويشدد البرغوثي على أن ضعف الرد الأميركي على نتنياهو سيضعف إدارة بايدن ويجعل خسارتها في الانتخابات واردة بشكل أكبر، ويخلص إلى أنه على بايدن مواجهة نتنياهو بشجاعة، إذ إن الأخير في أضعف حالاته داخل إسرائيل، وإذا امتلك بايدن الجرأة يمكنه وضعه في الزاوية.
بدوره، يرى الدكتور حسن أيوب أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح الوطنية أن استقالة أندرو ميلر نائب مساعد وزير الخارجية الأميركية للشؤون الإسرائيلية الفلسطينية تأتي ضمن سلسلة من الاستقالات المماثلة لمناصب مرموقة، تعبيرا عن الاحتجاج العلني على سياسة الإدارة الأميركية تجاه الصراع في غزة والضفة الغربية.
وحسب أيوب، فإن هذه الاستقالات بالإضافة إلى رسائل الاحتجاج من عشرات الموظفين في البيت الأبيض ووزارة الخارجية واللجنة الانتخابية تدل على وجود خلافات جدية داخل الإدارة الأميركية.
ويرى أن نتنياهو وضع بإعلانه العلني عن الأزمة الإدارة الأميركية في موقف دفاعي، إذ اضطرها إلى إثبات ولائها لإسرائيل بشكل علني، خاصة أن نتنياهو يربط الحاجة لهذه الأسلحة بالدفاع عن وجودها، مما يعتبر محاولة صريحة للابتزاز الأخلاقي.
تاريخ من التلاعب
ويشير أيوب إلى أن لدى نتنياهو تاريخا من التلاعب بالعلاقات مع الإدارات الديمقراطية الأميركية، وهو يمارس هذا التلاعب الآن بالتزامن مع اقتراب انتخابات أميركية شديدة الدقة، إذ يتدخل بشكل مباشر عبر رسائل تفيد بأن بايدن لا يدعم إسرائيل بالشكل المطلوب، مما يدفع اللوبي اليهودي إلى تكثيف جهوده لدعم ترامب.
بدوره، يرى ستيفن هايز الباحث في الشؤون الدولية والسياسية أن توقيت إعلان نتنياهو ليس مجرد صدفة، بل هو خطوة محسوبة بدقة، إذ تأتي قبل 7 أيام فقط من المناظرة الأولى بين الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس السابق دونالد ترامب.
ويضيف هايز أن نتنياهو يقدم بهذا الشكل دعما غير مباشر لترامب، معتبرا أن هذه الخطوة تعطي ترامب فرصة لمهاجمة سياسات بايدن الخارجية، حيث يمكن أن يتهمه بعدم دعم إسرائيل بشكل كافٍ، مما قد يؤثر على بعض الممولين وعلى الرأي العام الأميركي.
ويرى هايز أن بايدن يواجه وضعا معقدا للغاية زادته استقالة ميلر، مضيفا أن التوصل إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة قد يكون أفضل خطوة لمساعدة بايدن في هذه المرحلة.
وفي توضيحه لهذا الوضع المعقد يشير هايز إلى أنه على بايدن إقناع الناخبين بأنه قوي في موقفه تجاه إسرائيل، لكنه في الوقت نفسه يجب أن يوازن بين دعم الجماعات المؤيدة لها والجماعات المؤيدة للفلسطينيين في الولايات المتحدة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الإدارة الأمیرکیة أن نتنیاهو إلى أن
إقرأ أيضاً:
عاجل- نتنياهو يستعد للقاء ترامب وسط تصاعد الجدل حول “الخط الأصفر” وحدود غزة الجديدة
كشف رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير، في بيان رسمي، أن ما يُعرف بـ "الخط الأصفر" داخل قطاع غزة بات يمثل –وفق الرؤية العسكرية الإسرائيلية– حدودًا جديدة للقطاع مع إسرائيل، تزامنًا مع الإعلان عن لقاء مرتقب بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي دونالد ترامب قبل نهاية الشهر الجاري لمناقشة مستقبل غزة بعد وقف إطلاق النار.
الخط الأصفر.. حدود دفاعية أم واقع سياسي جديد؟وقال زامير إن "الخط الأصفر يشكل خط حدود جديدًا، خط دفاع متقدم للمستوطنات وخط هجوم في الوقت ذاته"، ما يعكس تحوّلًا كبيرًا في طبيعة التعامل الإسرائيلي مع القطاع خلال الفترة التي تلت اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في 10 أكتوبر.
وبموجب الاتفاق، انسحبت القوات الإسرائيلية إلى ما وراء الخط المحدد، والذي يشمل مناطق واسعة داخل القطاع. ويشير الجيش الإسرائيلي إلى أنه يسيطر حاليًا على 53% من مساحة غزة، بما يشمل أراضي زراعية شاسعة، إلى جانب رفح في الجنوب ومناطق حضرية أخرى.
ماذا بعد المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار؟الخطة المعلنة لوقف الحرب تتضمن مراحل متتابعة، تبدأ بالانسحاب إلى الحدود المعروفة بالخط الأصفر، ثم الانتقال إلى مرحلة ثانية تشمل:
انسحاب إسرائيلي أوسع من داخل القطاع
تشكيل سلطة انتقالية لإدارة غزة
نشر قوة أمنية متعددة الجنسيات تتسلم المسؤولية الأمنية
نزع سلاح حماس
البدء في إعادة إعمار القطاع
وتتزامن هذه التطورات مع تقارير من شهود عيان في غزة تفيد بأن الجيش الإسرائيلي وسّع بالفعل نطاق الخط الأصفر، ما أثار مخاوف من فرض واقع جغرافي جديد داخل القطاع.
نتنياهو: “نقترب من المرحلة الثانية”وقال نتنياهو، عقب لقائه المستشار الألماني فريدريش ميرتس، إنه يتوقع الانتقال “قريبًا جدًا” إلى المرحلة الثانية من الاتفاق، مؤكدًا أنه سيناقش مع ترامب كيفية إنهاء حكم حركة حماس في غزة.
وأشار إلى أن المباحثات ستشمل أيضًا “فرص السلام” واحتمالات توسيع دائرة الدول العربية التي قد تنضم إلى مسار التطبيع، مع تأكيده في الوقت ذاته أن إسرائيل ستحتفظ بالسيطرة الأمنية الكاملة على الضفة الغربية.
ضم الضفة.. ملف لا يزال مفتوحًاورغم وعد ترامب السابق لقادة عرب بأن إسرائيل لن تقدم على ضم الضفة الغربية، قال نتنياهو إن “مسألة الضم السياسي ما زالت محل نقاش”، في إشارة إلى استمرار الجدل داخل الدوائر السياسية الإسرائيلية حول مستقبل الأراضي الفلسطينية المحتلة.
مواقف عربية ودوليةعلى الصعيد الدبلوماسي، دعت مصر وقطر –وهما الشريكان الرئيسيان في الوساطة إلى جانب الولايات المتحدة– إلى انسحاب إسرائيلي كامل من غزة ونشر قوة استقرار دولية كشرطين أساسيين لتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بشكل كامل.
وفي المقابل، أعلنت حركة حماس استعدادها لتسليم سلاحها إلى “الدولة التي ستدير قطاع غزة مستقبلًا”، بشرط انتهاء “الاحتلال الإسرائيلي”، موضحة أن المقصود هو دولة فلسطينية ذات سيادة.