اتفق محللون وباحثون سياسيون على أن استمرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تعريض الرئيس الأميركي جو بايدن وإدارته للإحراج والإهانة عبر مواقف وتصريحات مختلفة يهدف إلى التأثير على رصيد بايدن وحظوطه في الانتخابات المقبلة أملا في سقوطه.

ورغم اعترافه بما سماه الدعم الذي قدمه بايدن والإدارة الأميركية لجهود إسرائيل الحربية منذ البداية وتقديره الشديد لهذا الدعم أعلن مؤخرا أنه تعمد ابتزازهما حين قرر نشر تسجيل مصور قال فيه إنه أبلغ وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن احتجاجه على ما سماه تعطيل واشنطن شحنات أسلحة وذخائر إلى إسرائيل.

وفي حديثه لبرنامج "غزة.. ماذا بعد؟" يرى الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية الدكتور مصطفى البرغوثي أن نتنياهو رغم ضعفه السياسي داخل إسرائيل يبدو أقوى من الرئيس الأميركي جو بايدن داخل الولايات المتحدة، لافتا إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يتحدى فيها نتنياهو الإدارة الأميركية.

وأضاف أن سكوت الإدارة الأميركية المتكرر شجع نتنياهو على التمادي، وهو يعتمد في ذلك على 3 عوامل، الأول الانقسام داخل الإدارة الأميركية، والثاني قوة اللوبي اليهودي الذي يستخدمه نتنياهو للضغط على بايدن، والثالث حالة الارتباك الشديد في الإدارة الأميركية وعدم قدرتها على اتخاذ قرارات حاسمة.

ويشير البرغوثي إلى أن نتنياهو يستخدم تكتيك إطالة أمد الحرب، إذ يأمل في قدوم دونالد ترامب بعد الانتخابات الأميركية المقبلة، وهو ما يفسر دعمه الضمني لترامب، وهو بذلك يلعب لعبة سياسية تهدف إلى الإطاحة ببايدن، وذلك بدعم اتهامات ترامب له بالضعف وقلة الكفاءة.

خلاف تكتيكي

ومع ذلك، يؤكد البرغوثي أن ما يجري بين الإدارة الأميركية ونتنياهو هو خلاف تكتيكي صغير في إطار اتفاق إستراتيجي عام كبير، إذ تعتبر الولايات المتحدة إسرائيل حليفة أساسية لها.

ويشدد البرغوثي على أن ضعف الرد الأميركي على نتنياهو سيضعف إدارة بايدن ويجعل خسارتها في الانتخابات واردة بشكل أكبر، ويخلص إلى أنه على بايدن مواجهة نتنياهو بشجاعة، إذ إن الأخير في أضعف حالاته داخل إسرائيل، وإذا امتلك بايدن الجرأة يمكنه وضعه في الزاوية.

بدوره، يرى الدكتور حسن أيوب أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح الوطنية أن استقالة أندرو ميلر نائب مساعد وزير الخارجية الأميركية للشؤون الإسرائيلية الفلسطينية تأتي ضمن سلسلة من الاستقالات المماثلة لمناصب مرموقة، تعبيرا عن الاحتجاج العلني على سياسة الإدارة الأميركية تجاه الصراع في غزة والضفة الغربية.

وحسب أيوب، فإن هذه الاستقالات بالإضافة إلى رسائل الاحتجاج من عشرات الموظفين في البيت الأبيض ووزارة الخارجية واللجنة الانتخابية تدل على وجود خلافات جدية داخل الإدارة الأميركية.

ويرى أن نتنياهو وضع بإعلانه العلني عن الأزمة الإدارة الأميركية في موقف دفاعي، إذ اضطرها إلى إثبات ولائها لإسرائيل بشكل علني، خاصة أن نتنياهو يربط الحاجة لهذه الأسلحة بالدفاع عن وجودها، مما يعتبر محاولة صريحة للابتزاز الأخلاقي.

تاريخ من التلاعب

ويشير أيوب إلى أن لدى نتنياهو تاريخا من التلاعب بالعلاقات مع الإدارات الديمقراطية الأميركية، وهو يمارس هذا التلاعب الآن بالتزامن مع اقتراب انتخابات أميركية شديدة الدقة، إذ يتدخل بشكل مباشر عبر رسائل تفيد بأن بايدن لا يدعم إسرائيل بالشكل المطلوب، مما يدفع اللوبي اليهودي إلى تكثيف جهوده لدعم ترامب.

بدوره، يرى ستيفن هايز الباحث في الشؤون الدولية والسياسية أن توقيت إعلان نتنياهو ليس مجرد صدفة، بل هو خطوة محسوبة بدقة، إذ تأتي قبل 7 أيام فقط من المناظرة الأولى بين الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس السابق دونالد ترامب.

ويضيف هايز أن نتنياهو يقدم بهذا الشكل دعما غير مباشر لترامب، معتبرا أن هذه الخطوة تعطي ترامب فرصة لمهاجمة سياسات بايدن الخارجية، حيث يمكن أن يتهمه بعدم دعم إسرائيل بشكل كافٍ، مما قد يؤثر على بعض الممولين وعلى الرأي العام الأميركي.

ويرى هايز أن بايدن يواجه وضعا معقدا للغاية زادته استقالة ميلر، مضيفا أن التوصل إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة قد يكون أفضل خطوة لمساعدة بايدن في هذه المرحلة.

وفي توضيحه لهذا الوضع المعقد يشير هايز إلى أنه على بايدن إقناع الناخبين بأنه قوي في موقفه تجاه إسرائيل، لكنه في الوقت نفسه يجب أن يوازن بين دعم الجماعات المؤيدة لها والجماعات المؤيدة للفلسطينيين في الولايات المتحدة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الإدارة الأمیرکیة أن نتنیاهو إلى أن

إقرأ أيضاً:

محافظ الأقصر يتفقد عدداً من اللجان الانتخابية استعدادًا لانتخابات مجلس الشيوخ

تفقد المهندس عبد المطلب عمارة، محافظ الأقصر، عددا من مقار اللجان الانتخابية فى إطار الاستعدادات لانتخابات مجلس الشيوخ 2025، المقرر إجراؤها يومي الإثنين والثلاثاء، الموافقين 4 و5 أغسطس المقبل.

وبدأ محافظ الأقصر جولته بمدرسة الأقصر الثانوية العسكرية، ثم مدرسة الأقصر الثانوية بنات، ومدرسة سيدي أبو الحجاج المشتركة، ومدرسة وادي الملكات الابتدائية المشتركة.

وخلال الجولة تفقد محافظ الأقصر اللجان واستراحات السادة القضاة والضباط بالمقار، مع التأكيد على الاهتمام بأعمال النظافة ورفع الإشغالات بمحيط اللجان، وتحسين كفاءة الشوارع المؤدية لها ومستوى الإنارة العامة.

وكان قد عقد محافظ الأقصر، اجتماعًا تنسيقيًا موسعًا مع القيادات التنفيذية، وذلك في إطار استعدادات المحافظة لانتخابات مجلس الشيوخ، حيث وجه المحافظ برفع درجة الاستعداد القصوى داخل جميع الأجهزة التنفيذية لضمان سير العملية الانتخابية في أجواء منظمة وآمنة، كما شدد على ضرورة تأمين حرم آمن حول المقار الانتخابية لتيسير حركة المواطنين، مع التنسيق مع شركة الكهرباء لتوفير مصادر طاقة احتياطية، ومراجعة منظومة الإطفاء بالتعاون مع الحماية المدنية، وتوزيع سيارات الإسعاف بشكل متوازن بالتنسيق مع مرفق الإسعاف.

وأكد محافظ الأقصر على أهمية توفير مظلات ومقاعد وأماكن انتظار، بالمقار الانتخابية، إلى جانب كراسي متحركة لذوي الهمم وكبار السن، بما يضمن راحتهم ويعكس صورة حضارية للعملية الانتخابية داخل المحافظة.

كما وجه رؤساء المراكز والمدن بالمرور ومتابعة مقار اللجان وتنفيذ كافة التعليمات السابقة بخصوص الانتخابات.

رافق محافظ الأقصر خلال جولته اللواء دكتور علي الشرابي رئيس مدينة الأقصر، والدكتور صفوت جارح وكيل وزارة التربية والتعليم بالأقصر، والعقيد خالد الغول مدير إدارة شرطة المرافق بالمحافظة، ومحسن الشامى مدير الشبكة الوطنية الموحدة للطوارئ والسلامة.

مقالات مشابهة

  • محافظ الأقصر يتفقد عدداً من اللجان الانتخابية استعدادًا لانتخابات مجلس الشيوخ
  • استقرار أسعار النفط وسط تهديدات ترامب وزيادة مفاجئة في المخزون الأميركي
  • الاحتياطي الاتحادي الأميركي يثبت الفائدة
  • ترامب معلقا على قرار الفيدرالي الأميركي: الفائدة المرتفعة تضر بالناس
  • الاقتصاد الأميركي ينمو 3% في الربع الثاني
  • مدبولي: الإقبال على العملية الانتخابية حجر أساس لتعزيز المسار الديمقراطي
  • استجابة لضغوط الرئيس الأميركي آبل تفتتح أكاديمية تدريب
  • مدير الرياضة بالقليوبية يلتقي أعضاء مجلس إدارة منطقة الشطرنج لتعزيز دورها
  • تململ وتحولات مفاجئة.. هل بدأ اليمين الأمريكي بمراجعة علاقته مع إسرائيل؟
  • محللون: لبنان يريد نزع سلاح حزب الله لكنه لا يضمن إسرائيل