«من لم يمت بالقذائف مات بالأوبئة».. أمراض خطيرة تداهم أطفال غزة.. اليونيسف: أكثر من مليون طفل يعانون من أمراض جلدية وتنفسية.. منظمات دولية: القطاع تعاني من كارثة صحية وأطفالها يواجهون الموت جوعًا
تاريخ النشر: 23rd, June 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
كحال الآلاف من سكان قطاع غزة، يُعاني الأطفال من ويلات الحرب المستعرة منذ السابع من أكتوبر الماضي، حيث تشن قوات الاحتلال الإسرائيلي هجومًا موسعًا أتى على الأخضر واليابس في القطاع، ولعل الأطفال والنساء كانوا من أكثر المتضررين من الهجمات المتكررة على المدنيين ومخيمات اللاجئين الذين تقطعت بهم السبل وخرجوا من ديارهم بحثًا عن ملاذ آمن، وهو أمر أصبح أشبه بالمستحيل في القطاع.
ولعل المآسي التي يعاني منها أطفال غزة هي من دعت العديد من المنظمات الدولية لإنقاذ أطفال غزة، وبخاصة في أعقاب انتشار العديد من الأمراض والأوبئة، إذ حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف" من تصاعد مخيف في معدلات الإصابات والوفيات بين أطفال قطاع غزة، جراء انتشار العديد من الأمراض والأوبئة، وذلك نتيجة طفح مياه الصرف الصحي في الشوارع وبين الخيام، ونقص حاد في المياه الصالحة للشرب، خاصة مع دخول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة.
وشددت اليونيسف على أن "الوضع العام والصحي للأطفال في غزة مأساوي للغاية، ويزداد صعوبة مع تعثر إيصال المساعدات الإنسانية والطبية إلى شمال القطاع"،
وقال كاظم أبو خلف، المتحدث باسم "يونيسف"، إن المنظمة رصدت إصابة أكثر من 860 ألف طفل بأمراض الجهاز التنفسي، و400 ألف بالنزلات المعوية، وأكثر من 10 آلاف بالأمراض الجلدية منذ السابع من أكتوبر الماضي، محذرا من العواقب الوخيمة التي تحدث نتيجة لاستمرار قوات الاحتلال في إيجاد العراقيل أمام إدخال المساعدات الإنسانية، خاصة الوقود الذي يُستخدم لاستخراج المياه الصالحة للشرب من الآبار الجوفية، مؤكدًا أنّ المنظمة تبذل قصارى جهدها لتوفير كافة الاحتياجات الأساسية للأطفال في غزة، رغم الصعوبات والمعوقات الناجمة عن استمرار الحرب على القطاع.
وندد متحدث اليونيسف بالمضايقات والعراقيل التي واجهتها شاحنة مساعدات إنسانية تم التنسيق لها مسبقًا لإدخالها إلى القطاع، حيث تم احتجازها لأكثر من 9 ساعات كاملة على مسافة 35 كيلومترًا فقط، مؤكدًا على ضرورة وقف الحرب على غزة بشكل فوري، لضمان دخول جميع الخطط الإغاثية لإنقاذ أطفال القطاع من الموت المحقق، ومنع تفاقم الأزمة الإنسانية التي يعيشونها في ظل انعدام مقومات الحياة الآدمية.
من جهته، حذر كريستيان ليندماير، المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية، من خطورة الوضع المتدهور في غزة في ظل نقص المساعدات الإنسانية وتوقف وصول الإمدادات الغذائية والطبية، الأمر الذي يدفع بسكان القطاع إلى "شبح المجاعة".
وقال متحدث الصحة العالمية، في تصريحات تليفزيونية اليوم السبت، إن إسرائيل لا توفر أي بيئة آمنة لإيصال المساعدات للمدنيين في قطاع غزة.
منظمات دولية: غزة تعاني من كارثة صحيةوعلى صعيد متصل، قال الدكتور فؤاد عودة رئيس الطبية الأوروبية الشرق أوسطية، إنّ قطاع غزة به كارثة صحية يعرفها الجميع، موضحًا: "طالبنا منظمة الصحة العالمية بأن يستمر من ناحية سياسية واقتصادية ودعم الأطفال والنساء والشعب الفلسطيني".
ولفت "عودة إلى أن هناك ما لا يقل عن "25% من أطفال قطاع غزة يواجهون الموت جوعا، ولدينا 11 طفلا يفقد جزءً من أجزاء جسمه"، مشيرا إلى أن "غزة بها أكبر تكدس سكاني في قطاع غزة، كما أن 85% من أهل غزة نازحون، وهناك نقص في الكهرباء والمياه والغذاء النظيف، وكلها أسباب رئيسية لانتشار الأوبئة والالتهابات الكبدية والتهابات الجهاز التنفسية وأمراض الضغط والقلب، كما أن 52 ألف امرأة فلسطينية حامل دون أي رعاية صحية أو أطباء".
وفي هذا الشأن، قال الدكتور صبحي عسيلة، الباحث بالمركز المصري للدراسات الاستراتيجية، إن التقارير الدولية تؤكد أن أطفال غزة يواجهون "أوضاعًا مدمرة" في ظل استمرار العملية العسكرية لقوات الاحتلال على القطاع.
وأضاف "صبحي" أنه بحسب ما كشفته وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، فإن أطفال غزة بحاجة لخطة إنقاذ موسعة ف ظل الأوضاع المأسوية التي يعاني منها سكان القطاع، داعيًا المؤسسالت الدولة للتخلي عن موقفها "الذي وصفه بـ"المتخاذل".
وأوضح "صبحي أن الوكالة الاممية "الأونروا" تحاول أن تبعث برسائل للمنظمات الدولية بأن يتدخلوا لإنقاذ أطفال غزة من المجازر الإسرائيلية، ولكن تظل هذه المنظمات متقاعسة عن أداء دورها، ويظل دور "الأونروا" مشرفا منذ اليوم الأول للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، مشددا على أن الحرب الإسرائيلية على غزة شهدت توترات خطيرة بشأن الأطفال خصيصا، الذين لا يتحملون جرائم الكيان الصهيوني التي ترتكب كل يوم.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: غزة اطفال غزة أمراض الاحتلال جرائم الاحتلال قطاع غزة أطفال غزة قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
يسمع ضجيج القنابل قبل صوت أمه.. عن طفل رضيع في مستشفيات غزة
لم يدرك جسده الطري بعد ما يدور حوله، ولحسن حظه، لا يستطيع رؤية الحرب بلونها الأحمر. لكنه يسمع ضجيجها، كما يسمع بكاء بعض أقرانه داخل الحاضنات. ولربما باتت أصوات القنابل ورائحتها أكثر ألفة لديه من صوت أم تغني له تهويدة المساء، وأقرب رائحة منها. اعلان
لا يعرف الطفل الرضيع في غزة شيئًا عن الحرب ولا عن مبرراتها، لا عن ما بعد 7 أكتوبر، ولا حتى ما قبله؛ لا رأي له في السياسة.
ومع ذلك، يتحمل وطأة المعركة بكل قسوتها، يشعر بها في أحشائه، جوعًا لحليب وحنان امرأة ربما غطّاها التراب قبل أن ترخي عليه صدرها وجدائلها وتناديه باسمه.
في مستشفى خان يونس، يبذل الطبيب جهده لإبقائه على قيد الحياة. يعرفه بمأساته، ويدرك أنه جاء إلى الحياة دون أم أو أب أو منزل، يوزع الشفقة عليه وعلى أقرانه، ويخفق قلبه حين يدرك أن بين يديه من نجا وحيدًا من عائلات محيت عن السجل المدني.
Relatedحرب غزة في يومها ال166: قصف ودم وجوع.. الموت يتهدد الرضع بسبب الهزال وكندا تحظر بيع السلاح لإسرائيلفيديو: نفاد الحليب يقتل الأطفال الرضع في غزة والبدائل غير الآمنة تهدد حياتهم"ماما..بابا..بوووم!" الرضع في غزة يتعلمون النطق على إيقاع القصف وأسرهم تحاول التعايشورغم أن المستشفى يؤكد أنه يبذل ما في وسعه لتقديم الرعاية اللازمة للأطفال، فإنه يناشد لتوفير الحد الأدنى من المستلزمات الأساسية: الحاضنة، الجهاز الطبي الضروري، وحليب الأطفال "رقم 1" الذي بات نادرًا، مما يهدد حياة الرضيع بشكل يومي.
ومنذ مارس 2025، فرضت إسرائيل حصارًا شاملاً، مانعة دخول المساعدات الإنسانية، بما في ذلك الغذاء. وعلى الرغم من تحذيرات الأمم المتحدة المتكررة من "خطر حرج" للمجاعة، تصر إسرائيل على نفي وجود أزمة إنسانية في القطاع.
وفي وقت سابق، قال مسؤول الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة إن 14,000 طفل رضيع في غزة قد يموتون خلال الـ48 ساعة القادمة إذا لم تصل شاحنات المساعدات إلى المجتمعات في القطاع.
وكانت منظمة اليونيسف، قد وصفت ما يتعرض له الأطفال في غزة بـ"فظائع لا تُحتمل"، كاشفة أن أكثر من 50 ألف طفل قُتلوا أو أصيبوا منذ 7 أكتوبر 2023، بمعدل طفل كل 20 دقيقة، في ظل حرب وصفتها بـ"الوحشية وغير الرحيمة".
وجددت دعوتها إلى وقف فوري لإطلاق النار، وتأمين الحمايةللأطفال والمدنيين، وضمان دخول المساعدات الإنسانية، وإطلاق سراح جميع الرهائن. وختمت بالقول إن: "أطفال غزة لا يحتاجون فقط إلى الغذاء والدواء.. بل إلى تحرّك فوري وجماعي يضع حداً لهذه المأساة".
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة