معاناة مرضى السرطان تتفاقم بسبب الحرب في السودان
تاريخ النشر: 26th, June 2024 GMT
تتفاقم معاناة مرضى السرطان في السودان في ظل الحرب الدائرة بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، التي أسفرت عن تدمير البنية التحتية والمرافق المختلفة.
وبات مرضى السرطان الذين يحتاجون إلى علاج بالأشعة بحاجة إلى السفر مسافة تقارب ألف كيلومتر للوصول إلى المستشفى الوحيد الذي يقدم هذه الرعاية.
وحتى في حال وصولهم إلى مروي في الشمال، لن يتمكن مرضى السرطان من الحصول على العلاج فورا، وسيضطرون إلى انتظار دورهم لتلقي الرعاية، وفقا لشهادات المرضى.
وأسفرت الحرب العنيفة التي يشهدها السودان منذ نحو عام عن أزمة إنسانية خانقة، حيث دمرت الحرب ما يقارب 70% من المرافق الصحية، وفقا للأمم المتحدة.
قال المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية كريستيان ليندميير إن ما يقارب من 30% من المرافق الصحية في السودان لا تزال في الخدمة وتعمل بالحد الأدنى، مشيرا إلى أن الإمدادات الطبية لا تلبي سوى 25% من الاحتياجات.
وتدفق مئات الآلاف من الأسر إلى ولاية القضارف بعدما نزحت من الولايات التي طالتها الحرب، وسط معاناة من نقص في المواد الغذائية ومياه الشرب والمرافق الصحية. وينتظر مرضى السرطان دورهم في مركز "الشرق"، وهو المركز الوحيد المخصص لعلاج السرطان، ولكنه لا يوفر علاج الأشعة، مما يجعلهم يضطرون للسفر إلى مستشفى مروي في الشمال، الذي يبعد حوالي ألف كيلومتر عن القضارف.
وبسبب المسافة الطويلة بين الولايتين والعقبات الأمنية المتكررة، يطلب السائقون مبالغ طائلة مقابل الرحلة.
27 سريرا فقط ومئات المرضىوبسبب الحرب، تم إغلاق مركزي الأورام الكبيرين في الخرطوم وود مدني، عاصمة ولاية الجزيرة الجنوبية، مما أدى إلى اكتظاظ مركز القضارف بمرضى السرطان رغم سعته الضئيلة.
ويضم مركز القضارف 27 سريرا فقط، بينما يحتاج إلى 60 سريرا على الأقل، وفقا لما ذكره مدير المركز معتصم مرسي لوكالة الصحافة الفرنسية.
وأوضح مرسي أنهم استقبلوا حوالي 900 مريض جديد العام الماضي، مقارنة بحوالي 300 إلى 400 مريض في الأعوام السابقة. وفي الربع الأول من عام 2024 فقط استقبل المركز 366 مريضا.
ورغم ذلك، أكد مرسي أن الأدوية لا تزال متوفرة بشكل جيد، مع وجود بعض النقص الذي تم تسجيله قبل اندلاع الحرب.
تدهور نظام الرعاية الصحيةوفي أواخر مايو/أيار الماضي، حذرت منظمة الصحة العالمية من تدهور نظام الرعاية الصحية في السودان، خصوصا في المناطق النائية والمتضررة بشدة من النزاعات.
وأكدت المنظمة أن المرافق الصحية تعرضت للتدمير والنهب، وتعاني من نقص حاد في الأطباء الأدوية واللقاحات والمعدات والإمدادات الطبية.
وفي أكتوبر/تشرين الأول، حذر مقال نشره أطباء سودانيون في مجلة "إيكانسر" البريطانية من أن محدودية الوصول إلى خدمات علاج الأورام خلال النزاع الحالي تعرض حياة أكثر من 40 ألف مريض سوداني بالسرطان للخطر.
وأشار المقال إلى أن التكاليف المرتبطة بالعلاج الإشعاعي، وكذلك تكاليف النقل والسكن، تجعل هذه الخدمات غير متاحة للعديد من المرضى، مما يضطرهم لمواجهة مستقبل غير مؤمن دون الرعاية الطبية الكافية.
وبحسب المقال، فإن الحرب قد أدت إلى تعطيل سلاسل التوريد وتقليل توافر المسكنات، مما يجبر المرضى على تحمل الألم الشديد نتيجة نقص الرعاية الطبية الملائمة في السودان.
وفي مروي، يعمل أحد الأطباء بأجهزة للعلاج الإشعاعي على مدار الساعة، ولكن تعطل أحد هذه الأجهزة قد يؤدي إلى تكدس المرضى الذين يأتون من كافة أنحاء السودان لتلقي العلاج.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات مرضى السرطان فی السودان
إقرأ أيضاً:
إزالة “741” مقذوفا من مخلفات الحرب بولاية في وسط السودان
سنار- متابعات تاق برس- أعلنت منظمة الوحدات الوطنية لمكافحة الألغام والتنمية (NUMAD) عن إزالة وتدمير 741 جسمًا خطيرًا من الذخائر غير المنفجرة ومخلفات الحرب في محليات سنجة، السوكي، والدندر بولاية سنار. وهدفت هذه الجهود إلى حماية المواطنين من الأخطار المترتبة والناجمة عن مخلفات الحرب.
وأوضح المهندس ماهر رمضان إبراهيم المدير العام للمنظمة في تصريح لـ (سونا) اليوم الخميس بأن المشروع تم تنفيذه بواسطة فريق NTS+1 التابع للمنظمة، والذي يعمل في ولاية سنار منذ فبراير 2025.
وأشار إلى أن جهود المنظمة قد تركزت على ثلاثة محاور رئيسية في التوعية، الإزالة ، والتدمير.
وأضاف رمضان انه في الجانب التوعوي بمخاطر مخلفات الحرب نفذت المنظمة برنامج توعوي غطى 3975 مواطنًا بمخاطر الألغام والذخائر غير المنفجرة في المحليات المذكورة.
وفي تحذير مهم للمواطنين، دعت منظمة NUMAD أي شخص يعثر على جسم خطير من الذخائر أو مخلفات الحرب إلى عدم الاقتراب منه أو لمسه مطلقًا. وشددت على ضرورة الإبلاغ الفوري عبر الرقم المجاني 60666 .
وأفاد المهندس رمضان بأن ولاية سنار لا تزال ملوثة بمخلفات الحرب في عدد من المناطق، منها جبل مويا، ومصنع سكر سنار، والدالي والمزموم، بالإضافة إلى سنجة، السوكي، والدندر. وأكد على حاجة هذه المناطق الماسة لتدخل فرق التوعية والإزالة لضمان سلامة السكان.
وأشار المدير العام إلى أن المنظمة لديها فريق يعمل بأجهزة حساسة ودقيقة لاكتشاف الأجسام الخطرة فوق وتحت سطح الأرض. ويتم نقل المخلفات الحربية التي يتم العثور عليها بطريقة آمنة إلى منطقة مخصصة للتدمير في جبل قريريصة جنوب محلية سنجة، مع الالتزام بارتداء الملابس الواقية لضمان سلامة الفريق.
سنارمكافحة مخلفات الحرب