بوابة الوفد:
2025-10-16@09:16:05 GMT

المستحيل فى توشكى

تاريخ النشر: 26th, June 2024 GMT

هل أحد كان يتوقع أن تتحول صحراء توشكى إلى جنة خضراء بهذا الشكل؟!.. حلم الزراعة فى توشكى كان مستحيلاً، وكل الخبراء والمعنيين بهذا الأمر كانوا دائمًا فى رهان على استحالة زراعة توشكى، لكن ما الذى جرى لهذه البقعة من الأرض المصرية؟!.. الحقيقة أن وراء ذلك إرادة سياسية قوية حولت هذه الصحراء الجرداء إلى جنة خضراء، فمنذ حوالى سبع سنوات أصر الرئيس عبدالفتاح السيسى على وضع توشكى فى مسار التنمية التى تقوم بها البلاد، حتى تحقق الحلم الكبير، وتمت زراعة هذه الصحراء ضمن مخطط التنمية الزراعية الذى يهدف إلى سد الفجوة الزراعية من المنتجات وتصدير الفائض.

ولا ينكر أحد أن حرص القيادة السياسية على أن تشمل التنمية كل بقاع الأرض المصرية.

هذا المخطط الاستراتيجى للتنمية لم يأت من فراغ وإنما من خلال خطط مدروسة لتنمية توشكى وشرق العوينات وسيناء، وبالعقول المصرية المتحفزة للإنتاج تمت زراعة توشكى، وخسر المراهنون رهانهم على استحالة الزراعة فى هذه المنطقة، وهذا يعنى أن التنمية ليست قاصرة على منطقة دون الأخرى، وقد تم تجهيز البنية التحتية من محطات رفع المياه وشق الترع والقنوات وشبكة كهرباء وتسوية الأرض على مدار السنوات الماضية وتمت الزراعة التى حققت الإنتاج الذى كان حلمًا وبات واقعًا.

الإرادة السياسية دائمًا ما تكون وراء كل إنجاز يتم على الأرض، ولذلك فإن قولى بأن مصر وضعت مشروعًا وطنيًا بعد ثورة 30 يونيو فى كافة المجالات كان ضروريًا ومهمًا، والذى من خلاله حققت مصر إنجازات ضخمة على كافة المناحى والأصعدة، وباتت واقعًا على الأرض فى إطار تأسيس الدولة الحديثة التى طالما حلم المصريون بها. ولذلك لا نستغرب أبدًا هذا الإنجاز الذى تم فى توشكى منذ يوليو عام 2020 عبر تحالف 162 شركة وطنية والآلاف من المهندسين والمعدات والآلات وتجهيز محطات ضخ المياه لأجهزة الرى المحورى الحديثة باعتبارها الأفضل حاليًا.

إنجاز مشروع توشكى يأتى ضمن الإنجازات الكثيرة التى حققتها ثورة 30 يونيو بمشروعها الوطنى المصرى الخالص، ولولا أن هناك إرادة سياسية حديدية ما كانت كل هذه الإنجازات قد تحققت، ولو فتشنا على أى مشروع ناجح فى إطار التنمية المستدامة سنجد أن وراءه هذه الإرادة، فكل مشروع يبدأ بفكرة يتولاها المسئول من خلال إرادة، فكل مشروع يبدأ بفكرة يتولاها المسئول من خلال إرادة قوية، ويبدأ تنفيذها من خلال الخبراء المعنيين بالأمر. ولذلك فإن النجاح لمشروع توشكى وزراعة مليون ونصف المليون فدان بالمحاصيل الاستراتيجية للحفاظ على الأمن الغذائى لم يأت من فراغ. ونتمنى أن تعم هذه الإرادة السياسية كل الصحراء المصرية القابلة للزراعة خلال السنوات القادمة.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: حكاوى تتحول صحراء توشكى جنة خضراء الأرض المصرية الرئيس عبدالفتاح السيسي من خلال

إقرأ أيضاً:

مصر تصنع السلام

مرة بعد أخرى، وعلى مدار عقود، تثبت مصر للعالم، أنها الرقم الصعب والمؤثر، فى معادلة الشرق الأوسط، والتأكيد أن استقرار المنطقة لا يمكن تحقيقه بدون دورها المباشر والفاعل.
لقد نجحت مصر، بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى إنجاز اتفاق جديد بين الفلسطينيين والإسرائيليين، دخل حيز التنفيذ مؤخرًا، بعد جهود دبلوماسية وأمنية قادتها الدولة المصرية بهدوء وحنكة، وعلى رأسها جهاز المخابرات العامة، الذى تحرك باحترافية عالية، حسمت كثيرًا من التعقيدات، كما أذابت جليد التوتر بين الطرفين فى ملفات شائكة.
لم يكن هذا التحرك المصرى مفاجئًا، خصوصًا أن مصر تحمل على عاتقها منذ عقود مسئولية دعم القضية الفلسطينية، حيث حرصت على دفع كافة الأطراف نحو حل يوقف نزيف الدم ويحفظ ما تبقى من الأمل فى مستقبل أكثر أمنًا.
تلك التحركات المصرية تمت عبر قنوات مفتوحة مع جميع الفاعلين الدوليين والإقليميين، بعيدًا عن الاستعراض، و«الشو الإعلامى»، لكنها كانت فائقة الدلالة، من حيث التوقيت والدقة وتحقيق الهدف.
فى قلب تلك الأحداث، برزت شرم الشيخ (مدينة السلام)، كمساحة آمنة للحوار، حيث استضافت اللقاءات الحاسمة وسط إجراءات أمنية مشددة، عكست مدى جاهزية الدولة لحماية مسار التفاوض بكل ما أوتيت من إمكانات، ومعها شعر الجميع أنهم آمنون، حيث الأمان والسرية والاحترافية، وهذا ما ساعد على خلق مناخ تفاوضى حقيقى، يعلو فيه صوت العقل والحكمة.
الرئيس السيسى، بثقله السياسى وحضوره الإقليمى، أعاد التأكيد أن السلام ليس مجرد خيار، بل ضرورة لحماية أمن المنطقة بأكملها، وأن مصر لن تتردد فى استخدام ما لديها من تأثير وعلاقات للدفع باتجاه الحل العادل والدائم، ثم جاءت الإشادات الدولية الأخيرة لتعكس هذا الدور القيادى، تأكيدًا أن القاهرة لا تزال قادرة على جمع المتناقضات وصياغة توافقات وسط الدمار.
كما لا يمكن إغفال الدور الذى لعبه رجال المخابرات العامة المصرية، الذين خاضوا جولات طويلة من الحوار غير المعلن، بتكليف مباشر من القيادة السياسية، وبتنسيق مع الأطراف الإقليمية والدولية، فكانوا صقورًا فى الرؤية، وثابتين فى المواقف، وعاملًا حاسمًا فى صياغة الاتفاق النهائى.
تلك التطورات، تتزامن مع زيارة الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب إلى مصر، للمشاركة فى قمة السلام، إذ تعتبر إشارة جديدة لإدراك واشنطن بأن مفاتيح الحل الحقيقى تبدأ من القاهرة، لا من غيرها، حيث إنها بتاريخها وثقلها، تبقى حجر الأساس فى أى عملية سلام، والضامن الأهم لأى استقرار فى المنطقة.
وفى الختام، لا يمكن النظر إلى هذا الاتفاق إلا كخطوة أولى على طريق السلام الطويل، الذى تقوده مصر بثبات، بتاريخها السياسى العميق، وقدرتها على الجمع بين الواقعية والالتزام، إذ أثبتت أنها الأجدر بهذه المهمة، لأن السلام لا يُصنع بالشعارات، بل بالثقة، والهدوء، والعمل المتواصل، وهى عناصر أصبحت اليوم عنوانًا للدور المصرى المتجدد فى الشرق الأوسط.
[email protected]

مقالات مشابهة

  • المرأة العُمانية.. شريكة في التنمية
  • «التنمية الأسرية» تستعرض خدماتها المدعومة بالذكاء الاصطناعي
  • تحريك الأرض.. الكشف عن عملية سرية لنقل آلاف الجثث في صحراء سورية خلال عهد الأسد
  • وزيرة التنمية المحلية والقائم بأعمال وزير البيئة تستعرض جهود التخلص الآمن من المخلفات الإلكترونية
  • وزير الإسكان: مشروع تعزيز التكيف مع التغيرات المناخية لحماية السواحل المصرية
  • جهد كبير
  • خبراء: قد يكون من المستحيل العثور على بعض جثث الأسرى الإسرائيليين تحت أنقاض غزة
  • د. ثروت إمبابي يكتب: الزراعة المصرية بين البيروقراطية والذكاء الاصطناعي
  • مصر تصنع السلام
  • عاجل.. ترامب أمام الكنيست: حققنا المستحيل بإعادة الأسرى والمحتجزين