جبارين: مشروع الاحتلال لضم الضفة تهديد للأمن القومي الأردني
تاريخ النشر: 28th, June 2024 GMT
صفا
أكد رئيس حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالضفة الغربية زاهر جبارين، يوم الجمعة، أن مواجهة مشروع ضمّ الضفة الغربية الذي تعمل عليه حكومة الاحتلال الإسرائيلي برئاسة "نتنياهو" يستدعي موقفًا من الأردن شعبًا وحكومة يتناسب مع خطورة المخططات، وما يعنيه هذا القرار من تهديد للأمن القومي الأردني.
وأشار جبارين، في تصريح وصل وكالة "صفا"، إلى أن ما ينوي وزير الاحتلال "سموتيرش" القيام به من هدم منازل الفلسطينيين وحرمانهم من أرضهم يعني عملية تهجير صامتة قد تتحول لعملية تهجير صاخبة في أي لحظة تتوفر فيها الظروف.
وشدد على أن حماية الأردن وأمنه القومي يبدأ من انتصار المقاومة في غزة، ودعم المقاومة في الضفة وحمايتها.
وأوضح جبارين أن انتصار المقاومة في غزة انتصار للأردن، ودعم المقاومة في الضفة وحمايتها يعني قبر مشروع الوطن البديل ودفنه في عقول الصهاينة الذين يحاولون تمرير المشاريع التصفوية لقضية الشعب الفلسطيني تمهيدًا للتهجير.
ووجه التحية لأهل الكرامة "الذين ما زالت أرواحهم تتوق إلى أمجاد البطولة والفداء، فالكرامة تعني العزة والأنفة ورفع الضيم، وفي الأردن، الكرامة تعني معركة بطولية خاضها شعبنا الأردني الأصيل بجانب شعبنا الفلسطيني، وتم فيها كتابة وحدة الهدف والمصير بمداد الدم".
وأضاف "فيا أهل الكرامة، ويا أبناء وأحفاد صناع تاريخها، اليوم فلسطين تنتظر منكم العون والنصر، أنتم أهل الرباط وأكناف بيت المقدس، وكيف لمن جاور القدس أن يقبل بضيم لترابها؟ وكيف لمن كانت له الوصاية لحماية المقدسات ألا تثور حميته للدفاع عن الأقصى حبًا وشوقًا وفداء؟".
وبين جبارين أن أهل الأردن اليوم قادرون على صناعة التاريخ وكتابة صفحة جديدة في تاريخ الأردن بدعم شعبنا البطل في معركته ضد المحتل.
وتابع "فالميادين تنتظركم، وصناعة المعادلات تبدأ من إرادتكم وقراركم، وأطفال غزة وأهلها ينتظرون مواصلة فزعتكم، وليكن قرار شعبنا الأردني البطل أننا سنوصل المساعدات ونغيث شعبنا الفلسطيني بلا سقوف وبلا حدود".
وقال جبارين إن معركة طوفان الأقصى التي بدأتها كتائب القسام ستظل خالدة في أهدافها، نبيلة في غايتها، تسكب في طريقها أطهر الدماء وأزكاها من أجل القدس والأقصى.
وأكد أن "غزة البطلة الصابرة المحتسبة تنوب عن الأمة في معركة الميدان، فلا أقل من أن تنوب الأمة عن المجاهدين في إطعام أبنائهم وعائلاتهم التي يحاصرها الجوع".
وتساءل: "أين مئات الآلاف الذين يخلفون الغزاة الكماة أبناء القسام والمقاومة وهم يواصلون المعارك والتصدي للعدوان؟ فوالله ما أرى أحدا غيركم يا أبناء الأردن يتقدم صفوف الأمة".
وأضاف: "إننا ونحن نخوض الصراع مع العدو المجرم، نؤكد أننا سنواصل صمودنا وتصدينا لهذا العدوان، ولن ترهبنا المجازر".
وشدد القيادي جبارين على أنه "لن يكتب لأحلام الغزاة المجرمين من اليمين الصهيوني ولا لخرائطهم التي تدرس في مناهجهم وتوضع على منصات احتفالاتهم أي نجاح ما دامت المقاومة بخير ورجالها في ميادين النزال".
ونوه جبارين إلى أن حركة حماس وهي تدير المواجهة، تؤكد أن العدو غير جاد في المفاوضات أو وقف الحرب، وأن ما أعلن عنه رئيس وزراء الاحتلال عن قبوله بالمرحلة الأولى من الصفقة عين الحقيقة التي تحاول إدارة بايدن التغطية عليها.
وأكد قائلًا: "قدمت الحركة في سبيل وقف العدوان مقاربات جادة وتفصيلية لإنجاز اتفاق قابل للتطبيق قد توافق مع رأينا الوسطاء والمبعوثون الأمريكيون، الذين تراجعوا لاحقًا خوفًا من سطوة الصهيونية العالمية وأدواتها المالية والإعلامية".
وبيَّن أن بيئة صنع القرار في حكومة كيان العدو يديرها سياسيون الأكثر فاشية وتطرفًا في العالم، ويمارسون الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين وعمليات القتل بدوافع أيديولوجية ونظريات التفوق العرقي.
وطالب القيادي في حركة حماس العالم أجمع بإدراج أسمائهم كمجرمي حرب، والبدء بفرض عقوبات اقتصادية وسياسية على عصابة المجرمين في "تل أبيب" التي تسمى حكومة، لحين خضوعها للإرادة الدولية بوقف الحرب ووقف الإبادة الجماعية.
وشدد جبارين على أن الشعوب العربية والإسلامية، بمن فيهم نشامى الأردن، مطالبون بتصعيد حراكهم الميداني والشعبي من أجل وقف الحرب الإجرامية وإنقاذ أطفال غزة من المجاعة والجوع الذي ينهش أجسادهم أمام شاشات التلفزة التي يراقبها العالم بصمت.
وختم القيادي جبارين كلمته: "بورك جمعكم يا أهل الكرامة، يا أهل الوصاية، القدس والأقصى أمانة في أعناقكم، فهذه الأمانة ثقيلة وعظيمة في ميزان الله وميزان الأمة، فإياكم أن تمس الأمانة وأنتم حُماتها، إن أطفال غزة أمانة في أعناقكم، فواصلوا دوركم في إغاثتهم ووقف الإبادة الجماعية التي تأكل أجسادهم، واصلوا حشودكم في الميادين، فحراككم في الميادين يسمع صداه في كل العالم".
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين أول 2023 يشن الاحتلال الإسرائيلي حربا مدمرة على قطاع غزة راح ضحيتها عشرات آلاف الشهداء والجرحى والمفقودين، ودمارا هائلا في البنية التحتية.
المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية
كلمات دلالية: طوفان الأقصى الأردن غزة الضفة المقاومة فی
إقرأ أيضاً:
غزة.. أسطورة الصمود التي كسرت هيبة الاحتلال وأعادت للحق صوته
عامان من النار والحصار والدمار.. عامان لم تشهد لهما البشرية مثيلا في القسوة، ولا في الصبر. في تلك الرقعة الصغيرة المحاصَرة بين البحر والحدود، وقف أهل غزة عُزّل إلا من إيمانهم، فحملوا على أكتافهم ملحمة أعادت تعريف معنى الكرامة، وأثبتت أن الشعوب الحرة قادرة على قلب الموازين، ولو كانت وحدها في مواجهة آلة القتل.
عامان من الصمود الأسطوري
منذ اللحظة الأولى للعدوان، ظنّ قادة الاحتلال أن غزة ستنحني سريعا، وأن القصف العنيف سيكسر إرادة المقاومة، لكنّ ما حدث كان عكس كل حساباتهم. فكلما اشتد القصف، اشتعلت روح التحدي أكثر، وكلما سقط بيت، وُلدت في الأنقاض ألف إرادة جديدة.
لم يكن في غزة جيوش نظامية أو أسلحة متطورة، بل كان فيها رجال يعرفون أن الأرض لا تُسترد إلا حين يُقدَّم من أجلها الدم والعرق والعمر.
عامان من المواجهة المتواصلة أثبتا أن إرادة الشعوب، مهما حوصرت، قادرة على فرض واقع جديد، وأن الاحتلال مهما امتلك من قوة، لا يمكنه أن يهزم فكرة الحرية.
المقاومة.. من ردّ الفعل إلى فرض المعادلة
عامان من المواجهة المتواصلة أثبتا أن إرادة الشعوب، مهما حوصرت، قادرة على فرض واقع جديد، وأن الاحتلال مهما امتلك من قوة، لا يمكنه أن يهزم فكرة الحرية
لم تعد المقاومة الفلسطينية ذلك الطرف الذي يردّ بعد الضربات؛ بل أصبحت اللاعب الأساسي الذي يرسم ملامح المعركة ويحدد إيقاعها.
أجبرت فصائل المقاومة الاحتلال على الجلوس إلى طاولة المفاوضات بعد عامين من العدوان المتواصل، بعدما أدركت القيادة العسكرية والسياسية للاحتلال أن خيار "الحسم العسكري" مجرد وهم، وكل محاولة للتوغّل بَرّا تحولت إلى فخٍّ قاتل، وكل اجتياحٍ بري انتهى بانسحابٍ مذلّ.
المقاومة لم تدافع فقط عن غزة، بل أعادت تعريف مفهوم الردع. وبدل أن تكون غزة "نقطة ضعف"، أصبحت "نقطة ارتكاز" لمعادلة جديدة في المنطقة: أن أمن المحتل لن يكون ممكنا ما دام أمن الفلسطينيين منتهكا.
هزيمة السمعة وسقوط صورة "الجيش الذي لا يُقهر"
ربما لم يخسر الاحتلال في تاريخه الحديث خسارة أخلاقية وسياسية كتلك التي خسرها خلال حرب غزة الأخيرة، وجيشه الذي كان يتفاخر بـ"الدقة التكنولوجية" ظهر كآلة قتلٍ عشوائية تستهدف الأطفال والمستشفيات والمدارس ومراكز الإغاثة.
انهارت صورة "الجيش الأخلاقي" أمام عدسات العالم، وتحوّل قادته إلى متهمين بجرائم حرب في المحاكم الدولية. وما لم تستطع المقاومة فعله بالصواريخ، فعله الوعي العالمي بالصور والفيديوهات التي نقلت بشاعة العدوان إلى كل بيت على وجه الأرض.
سقطت هيبة الاحتلال، لا فقط في الميدان، بل في الرأي العام الدولي، حتى صار قادة الغرب يجدون حرجا في تبرير دعمه أمام شعوبهم.
التعاطف العالمي.. النصر غير العسكري
لم يكن الانتصار في غزة بالسلاح وحده، فخلال عامين من المجازر، تحوّلت فلسطين إلى قضية إنسانية عالمية. شهد العالم مظاهرات غير مسبوقة في العواصم الغربية، من لندن إلى نيويورك، ومن باريس إلى مدريد. الملايين خرجوا يحملون علم فلسطين، يهتفون باسم غزة، ويدينون الاحتلال بصوتٍ واحد. الجامعات، والنقابات، والمؤسسات الأكاديمية، والمبدعون، وحتى الرياضيون؛ كلهم قالوا كلمتهم: كفى قتلا في غزة.
لقد أعادت المقاومة تعريف الصراع أمام الضمير الإنساني: فالقضية لم تعد "نزاعا سياسيا"، بل معركة بين الحرية والاحتلال، بين العدالة والإبادة. وهذا الوعي العالمي المتزايد ربما يكون أعظم مكاسب غزة، لأنه نصر طويل المدى، يغيّر الرأي العام الغربي الذي لطالما كان منحازا للاحتلال.
غزة تُسقط الصمت العربي
وحدها غزة قاتلت، ووحدها دفعت الثمن، بينما كانت أنظمة عربية كثيرة تكتفي بالصمت أو البيانات الباردة. لكن هذا الصمت لم يمنع الرسالة من الوصول: أن المقاومة، رغم كل الحصار والخذلان، فعلت ما عجزت عنه جيوشٌ نظامية تمتلك أحدث الأسلحة والعتاد.
لقد سقطت أوهام القوة الزائفة، وكُشف حجم جيش الاحتلال الحقيقي أمام العالم. فذلك الجيش الذي قيل عنه إنه "لا يُقهر" عجز عن إخضاع مدينة محاصرة لا تتجاوز مساحتها 365 كيلومترا مربعا. إنها الحقيقة التي على كل عاصمة عربية أن تتأملها: القوة ليست في السلاح، بل في الإيمان بعدالة القضية.
اتفاق وقف النار.. إعلان نصر لا هدنة
الاحتلال مهما امتلك من سلاح، يظل هشّا أمام إرادة من يقاتل من أجل حقه.. أن الكرامة لا تُشترى، وأن الحرية لا تُمنح، وأن من يقف بثبات على أرضه يُرغم المحتل في النهاية على التراجع
حين يُوقَّع اتفاق وقف إطلاق النار، فذلك ليس مجرد نهايةٍ مؤقتةٍ للقتال، بل اعترافٌ بانتصار غزة. فالاحتلال لم يجلس إلى طاولة التفاوض إلا بعدما استنفد كل وسائله، ولم يرضَ بالتفاوض إلا بعدما أدرك أن الحرب أصبحت عبئا لا مكسبا.
وقفُ إطلاق النار، بالنسبة للمقاومة، ليس تنازلا، بل تتويجا لمسيرة صمودٍ دامت عامين، دفعت فيها غزة ثمن الحرية دما، لكنها انتزعت اعترافا سياسيا ومعنويا بأنها الطرف الذي لا يمكن تجاوزه في أي معادلة قادمة.
غزة.. مدرسة الأحرار
لقد قدّمت غزة للعالم درسا خالدا: أن الاحتلال مهما امتلك من سلاح، يظل هشّا أمام إرادة من يقاتل من أجل حقه.. أن الكرامة لا تُشترى، وأن الحرية لا تُمنح، وأن من يقف بثبات على أرضه يُرغم المحتل في النهاية على التراجع. هي مدرسة للأحرار، ومصدر إلهام لكل شعبٍ يسعى للخلاص من القهر.
وغزة اليوم لا تنتظر التصفيق، بل تطلب أن يُكتب تاريخها كما يليق بها: كأعظم قصة صمود في وجه أعتى آلة بطش عرفها العصر الحديث.
غزة انتصرت.. لأن الحق لا يُهزم
في زمنٍ يُباع فيه المبدأ وتُشترى المواقف، ظلّت غزة وفية لقضيتها، وحين ظنّ العالم أن صوتها سيخفت تحت الركام، خرجت لتقول: "ما زلنا هنا، وما زال لنا وطن".
لقد انتصرت غزة، لا فقط في الميدان، بل في الوعي والكرامة والتاريخ. وانتصارها هو انتصارٌ لكل من يؤمن بأن الحرية تستحق النضال، وأن الحق لا يضيع ما دام وراءه شعبٌ يقاتل من أجله حتى الرمق الأخير.