واشنطن تقدم صيغة جديدة لمقترح الهدنة في غزة.. ما الذي غيّرته في البند الثامن؟
تاريخ النشر: 29th, June 2024 GMT
تحاول إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، تحريك المياه الراكدة بشأن مقترح وقف إطلاق النار في غزة، وذلك في أعقاب تعثر جولة المفاوضات الأخيرة، على ضوء تعنت حكومة الاحتلال، ورفضها وقف الحرب، مقابل إصرار حركة حماس على تضمين المقترح الإسرائيلي الأخير الذي قدمه بايدن نصا واضحا يقضب بوقف إطلاق نار دائم بمجرد الانتهاء من تنفيذ الصفة كاملة.
وكشفت مصادر لموقع "أكسيوس" أن إدارة بايدن قدمت في الأيام الأخيرة صياغة جديدة للبند الثامن من مقترح اتفاق وقف إطلاق النار، في محاولة لسد الفجوات والتوصل إلى الاتفاق.
وأكدت مصادر مطلعة للموقع، أن هذا الجزء من الاتفاق يتعلق بالمفاوضات التي من المفترض أن تبدأ بين الحكومة الإسرائيلية وحركة حماس خلال تنفيذ "المرحلة الأولى" من الصفقة من أجل تحديد الشروط الدقيقة للمرحلة الثانية منها، والتي تتضمن التوصل إلى "استقرار وهدوء مستدام" في غزة.
وأشار الموقع إلى أن الصياغة الجديدة التي لم يعلن عنها من قبل، هي تعديل للمقترح الإسرائيلي الذي أقره مجلس الحرب الإسرائيلي، وأعلن عنه بايدن الشهر الماضي.
ولفتت المصادر للموقع إلى أن المسؤولين الأمريكيين "صاغوا لغة جديدة للبند الـثامن من أجل سد الهوة بين إسرائيل وحماس، ويضغطون على قطر ومصر للضغط على حماس لقبول الاقتراح الجديد". دون أن يعرف بعد نص التغيير في هذه الصيغة.
وقال أحد المصادر للموقع، إنه "إذا وافقت حماس على الصياغة الجديدة التي قدمتها الولايات المتحدة فسوف تسمح بإتمام الصفقة".
على ماذا ينص البند الثامن؟
"بما لا يتجاوز اليوم الـ 16، يتم البدء بمباحثات غير مباشرة بين الطرفين بشأن الاتفاق على شروط تنفيذ المرحلة الثانية من هذا الاتفاق، بما في ذلك الشروط المتعلقة بمفاتيح تبادل المحتجزين(ات) والأسرى (المجندين ومن تبقى من الرجال)، على أن يتم الانتهاء من ذلك والاتفاق عليه قبل نهاية الأسبوع الخامس من هذه المرحلة".
ويرتبط هذا البند بالمفاوضات التي ينبغي أن تبدأ بين دولة الاحتلال وحماس خلال تنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق، من أجل تحديد الشروط الدقيقة للمرحلة الثانية من الاتفاق.
وقال موقع "واللا" في تقرير له، إن حماس تريد أن تركز هذه المفاوضات على عدد وهوية الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم من السجون الإسرائيلية مقابل كل جندي أو إسرائيلي على قيد الحياة ومعتقل في غزة"، في حين تريد "إسرائيل" أن تكون لديها القدرة على إثارة قضايا إضافية خلال هذه المفاوضات، مثل نزع السلاح في قطاع غزة.
وشدد الموقع على أن مسؤولين كبار في الإدارة الأمريكية الذين صاغوا التعديل الجديد للمادة الثامنة من الاقتراح، يمارسون ضغوطًا شديدة على قطر ومصر ليضغطوا بدورهم على حماس لقبول الصياغة الجديدة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية غزة الفلسطينيين فلسطين غزة واشنطن مقترح الهدنة المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی غزة
إقرأ أيضاً:
الهدنة الهشة: هل تخاطر الهند بخرق وقف إطلاق النار توسطت فيه الولايات المتحدة؟
إن الهدوء الهش الذي ساد على الحدود الهندية الباكستانية، بفضل وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة، لا يزال معلقا بشكل غير مستقر في الميزان. ففي حين صمتت المدافع في الوقت الحالي، فإن التوترات الأساسية التي ابتليت بها شبه القارة الهندية لعقود من الزمن لا تزال قائمة، مما يلقي بظلاله الطويلة على مستقبل السلام. ولكن السؤال المركزي يظل قائما: هل تستطيع الهند مهاجمة باكستان مرة أخرى، والأمر الأكثر تحديدا هو: هل يجرؤ رئيس الوزراء ناريندرا مودي على كسر الهدنة الهشة التي صممتها الولايات المتحدة؟
وأدى التصعيد الأخير، وهو تذكير صارخ بالتقلبات في المنطقة، إلى دفع الجارتين المسلحتين نوويا إلى حافة صراع كارثي محتمل. وقد أكدت الاستجابات العسكرية السريعة، والاشتباكات الجوية، والخطابات المتصاعدة على طبيعة العلاقة الحساسة. وفي هذه اللحظة الحرجة، تدخلت الولايات المتحدة للتوسط في وقف إطلاق النار، وهي الخطوة التي تعكس القلق العميق لدى المجتمع الدولي إزاء احتمال التصعيد الخارج عن السيطرة.
ومع ذلك، فإن تاريخ العلاقات الهندية الباكستانية مليء بوقف إطلاق النار المكسور ولحظات السلام العابرة. ولا تزال القضايا الأساسية التي تغذي الصراع (أراضي كشمير المتنازع عليها، ومزاعم الإرهاب عبر الحدود، والاختلافات الأيديولوجية العميقة الجذور) دون حل، وأي تحليل يتجاهل هذه الحقائق الأساسية يخاطر بتقديم صورة مبسطة بشكل خطير.
وتتمتع الهند، تحت قيادة رئيس الوزراء مودي القومية الحازمة، بميزة عسكرية تقليدية كبيرة، ولكن هذه الميزة تتضاءل بسبب الواقع الصارخ المتمثل في الترسانة النووية الباكستانية وقدراتها العسكرية الواضحة. وسلطت الاشتباكات الجوية الأخيرة، حيث أسقطت القوات الجوية الباكستانية خمس طائرات هندية، بما في ذلك ثلاث مقاتلات رافال متطورة، الضوء على قدرة باكستان على إلحاق تكاليف باهظة بالهند، متحدية فكرة الهيمنة العسكرية الهندية بلا منازع. وعلاوة على ذلك، يعمل الردع النووي كمعادل قوي، مما يزيد من مخاطر أي هجوم عسكري تقليدي واسع النطاق إلى مستوى غير مقبول.
وترتبط الشخصية السياسية لرئيس الوزراء مودي ارتباطا وثيقا بأجندة قومية قوية، وقد أظهرت حكومته استعدادا لاتخاذ إجراءات حاسمة، بل وأحادية الجانب، ردا على التهديدات المتصورة. على سبيل المثال، أظهرت الغارات الجوية في بالاكوت استعدادا لتصعيد التوترات سعيا لتحقيق أهداف استراتيجية.
ومع ذلك، فإن خرق وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة يحمل مخاطر كبيرة، سواء على المستوى المحلي أو الدولي. وعلى الصعيد المحلي، إذا فعلت باكستان شيئا تعتبره الهند استفزازا، فمن المرجح أن يجد رد فعل واضح دعما بين بعض الهنود، ومع ذلك، فإنه قد يخاطر أيضا بزيادة الاستقطاب في الأمة المنقسمة بالفعل وربما أن يؤدي إلى تفاقم التوترات مع الأقليات الدينية. وعلى الصعيد الدولي، من المرجح أن يثير انتهاك وقف إطلاق النار إدانة شديدة من جانب الولايات المتحدة وغيرها من القوى الكبرى، وهو ما قد يلحق الضرر بالشراكات الاستراتيجية للهند ومكانتها الدبلوماسية.
إن مشاركة الولايات المتحدة في التوسط في وقف إطلاق النار تؤكد المصلحة الراسخة للمجتمع الدولي في الحفاظ على الاستقرار في المنطقة، وأي إجراء أحادي الجانب من جانب الهند يقوض هذا الاستقرار من شأنه أن يخلف آثارا جيوسياسية بعيدة المدى، مما قد يؤدي إلى تعطيل التجارة الإقليمية، وتفاقم التحديات الأمنية القائمة، وزيادة تعقيد الوضع الحساس بالفعل في أفغانستان.
ووقف إطلاق النار الحالي، رغم الترحيب به، ليس سوى توقف مؤقت في تاريخ طويل ومضطرب. ويتطلب السلام الدائم في شبه القارة تحولا جذريا في النهج، والانتقال إلى ما هو أبعد من سياسة حافة الهاوية واحتضان الحوار المستدام والجهود الحقيقية لمعالجة الأسباب الكامنة وراء الصراع
وإن فعالية الضربات العسكرية كحل طويل الأمد لقضية الإرهاب العابر للحدود المعقدة أمر قابل للنقاش، وفي حين أن مثل هذه الأعمال قد تحقق مكاسب تكتيكية قصيرة الأجل وتلبي الضغوط السياسية المحلية، فإنها غالبا ما تفشل في معالجة الأسباب الجذرية للتشدد ويمكن أن تؤدي إلى أعمال انتقامية، مما يؤدي إلى إدامة دائرة العنف. ويمكن القول إن الاستراتيجية المستدامة والشاملة التي تجمع بين التدابير الأمنية القوية والمشاركة الدبلوماسية الاستباقية وتعالج المظالم الأساسية في كشمير هي بلا شك طريق أكثر استدامة نحو السلام على المدى الطويل.
لا يمكن المبالغة في مدى هشاشة وقف إطلاق النار الحالي، ولكن حتى في مراحله الأولى، فقد ظهرت بالفعل مزاعم الانتهاكات من كلا الجانبين، مما يسلط الضوء على انعدام الثقة العميق واحتمال تصاعد الحوادث البسيطة. وإن غياب خريطة طريق واضحة للحوار المستدام والافتقار إلى تقدم ملموس في القضايا الأساسية مثل كشمير يجعل المنطقة عرضة للأزمات المستقبلية.
ويعد صعود القومية الهندوسية داخل الهند عاملا حاسما، ويضيف القلق الذي تشعر به الأقليات الدينية داخل الهند، والإدراك لهذا الأمر داخل باكستان، طبقة من التعقيد إلى الوضع. ويؤدي تصور الهند كمركز متزايد للهندوس إلى تأجيج القلق في باكستان، مما يساهم في خلق مناخ من عدم الثقة والشك. ولا يمكن تجاهل هذا البعد الأيديولوجي عند تقييم احتمالات الصراع في المستقبل.
في الختام، ورغم أن الهند تمتلك القدرة العسكرية لشن هجوم آخر على باكستان، فإن القرار بالقيام بذلك، وخاصة في انتهاك لوقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة، سيكون محفوفا بمخاطر كبيرة. ويتعين على رئيس الوزراء مودي أن يوازن بين المزايا التكتيكية المحتملة مقابل التداعيات الدولية الوخيمة، والخطر الدائم المتمثل في التصعيد النووي، والفعالية المشكوك فيها في الأمد البعيد للعمل العسكري وحده.
ووقف إطلاق النار الحالي، رغم الترحيب به، ليس سوى توقف مؤقت في تاريخ طويل ومضطرب. ويتطلب السلام الدائم في شبه القارة تحولا جذريا في النهج، والانتقال إلى ما هو أبعد من سياسة حافة الهاوية واحتضان الحوار المستدام والجهود الحقيقية لمعالجة الأسباب الكامنة وراء الصراع. وظل الصراع المحتمل يلوح في الأفق بشكل كبير، وما إذا كانت هذه الهدنة الهشة ستعتمد على الاختيارات التي سيتم اتخاذها في أروقة السلطة في كل من نيودلهي وإسلام أباد، تحت أعين المجتمع الدولي المعني.