بوابة الوفد:
2025-07-28@01:48:37 GMT

لا تحارب من أجل لا شىء

تاريخ النشر: 30th, June 2024 GMT

حكى لى الصديق المبدع الكبير أحمد الخميسى، أن والده الكاتب الكبير عبدالرحمن الخميسى، أوصاه قبل وفاته بأن يكتب على شاهد قبره «عشت أدافع عن قيثارتى، ولم أعزف ألحاني». ولما توفى أوائل شهر أبريل سنة 1987 أوفى المبدع الابن بوصية المبدع الأب.

بدت العبارة الوصية المدونة على شاهد قبر الخميسى فى طنطا مُعلمة وقيمة.

وربما كان المبدع الكبير يقصد أن المعارك فى السياسة والحياة استنزفته، فلم يتمكن من تقديم كل ما يموج داخله من إبداع وسحر وجمال، لأنه استهلك وقتا طويلا فى الدفاع عن قيثارته. وذلك رغم أن الرجل كان ماكينة إنتاج فنى وإبداعى وكتابى لا مثيل لها، فكتب الشعر الرومانسى، وألف القصص والمسرحيات، وقام بإعادة كتابة «ألف ليلة وليلة» بشكل عصرى، وقام بترجمة آداب ومعارف شتى، ثم كتب أفلاما عديدة ومثّل فى بعضها مثل فيلم «الأرض»، واكتشف مبدعين كثرا ربما أشهرهم سعاد حسنى التى قدمها للسينما فى فيلمه «حسن ونعيمة». لف الرجل ودار ونثر سحره وألقه يمينا ويسارا، وعلّمَ وشجع أجيالا من الكُتاب والمبدعين وكانت له صولات وصولات عديدة. لكن لمعانه الطاغِى أثار حُساده فسعوا إلى خطف قيثارته، وقمعه وإسكاته، بدعوى خطره على السلطة، ليخرج بجلده من وطنه خائفا يترقب، وهو يشعر أنه لم يعزف بعد ألحانه التى كان يتمناها.

لم يجد الرجل وهو ينظر إلى رحلته العابرة على الأرض إلا أن يوصى المبدعين الجدد بأن يتجنبوا استدراجهم لمعارك عبثية لا منتصر فيها ولا منهزم، وأن يستغلوا كل لحظة ليعزفوا ألحانهم الشجية، فالعمر– مهما طال – قصير جدا، وهو أثمن من أن نُبدده فى ما لاطائل منه.

وهذا الدرس وعاه النبهاء من المبدعين والنجوم، وهم للأسف الشديد قليلون، فلم ينزلقوا فى معارك سطحية استهدفت قيثارة كل منهم، وتجنبوا إلى أكبر قدر خوض حروب تستهدف تعطيل مشروعاتهم وكبت طاقاتهم الجمالية.

لكن الأغلب والأعم من المثقفين انزلقوا فى عراك قوى مع بعضهم البعض لا علاقة له بالجمال ذاته. فالمتابع للوسط الثقافى المصرى على وجه الخصوص يُدرك إلى أى مدى استُنزف سرب المُبدعين المصريين خلال السنوات التالية لـ2011 فى استقطابات سياسية غريبة، لا طائل حقيقيا من ورائها، وأدت جميعها إلى كمون نسبى للتفرد والعراقة الإبداعية التى تميزت بها مصر عربيا ودوليا لعدة عقود. خاض كثير من المبدعين غمار معارك غير حقيقية، ساندوا شخوصا، أيدوا وربما عادوا تيارات، تلاعنوا ووظفوا قدراتهم الكتابية فى التصفيق والاتهام، واستهلكو بعيدا عن ساحة الجمال الحقيقية.

وما نراه وما نشهده وما نجفل من اتساعه يضعنا أمام مسئولية إنسانية لازمة هى أن ننظر للأجيال الشابة الصاعدة ونهتف فيها أن تقبض على قيثارتها وتنأى بها عن أى صراع سياسى أو طبقى أو حتى فكرى. فالجمال يمتع الجميع، والسحر يُبهر الكل، والابداع يُسعد كل صناع الحضارة.

ومصر كانت وستبقى منارة حضارة حقيقية، وحصن جمال منيعا، يُضىء من حوله ليُكرر كل عقد أفذاذا قادرين على استعادة الألق المستحق.

والله أعلم

[email protected]

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مصطفى عبيد المبدع الكبير الكاتب الكبير السياسة

إقرأ أيضاً:

تعليق مفاجئ من عزة لبيب على قرار اعتزال حماتها ليلى طاهر

استضافت الاعلامية ياسمين عز، مقدمة برنامج كلام الناس، المذاع عبر قناة ام بي سي مصر، مساء اليوم الجمعة، الفنانة عزة لبيب.

ميسي وجوردي ألبا يتجنبان العقوبات بعد استبعادهما من مباراة كل النجوممحافظ شمال سيناء: مصر قالت لا لأمريكا .. والرئيس السيسي خاطب العالم

وخلال اللقاء كشفت الفنانة عزة لبيب، تفاصيل جديدة عن بدايتها في المجال الفني ودخولها عالم التمثيل من اوسع ابوابه.

علقت الفنانة عزة لبيب، على اعتزال حماتها الفنانة ليلى طاهر، موضحة أن قرار الاعتزال صائب في سبيل الحفاظ على مشوارها الفني، بجانب التعليق على جدل تصريحها السابق حول مغازلة الرجل للمرأة أمام زوجته.

عزة لبيب: قرار اعتزال ليلى طاهر في محله
وقالت عزة لبيب، في لقائها مع الإعلامية ياسمين عز، في برنامجها كلام الناس: الفنانة ليلى طاهر معتزلة بقالها كذا سنة، ومفيش حد كتبلها حاجة تليق بتاريخها الفني وقرار اعتزالها صائب وفي محله.

وتابعت عزة لبيب: هي بتزعل من الشائعات اللي بتطلع عليها كل شوية وبتقولهم أنتم مستعجلين عليا ليه؟، والشائعات دي دمها تقيل.

أما عن تصريحها السابق، حول مغازلة الرجل للمرأة أمام زوجته، فعلقت عزة لبيب: مفيش مشكلة لو الراجل اللي معايا بيثني على جمال واحدة قدامي، الله جميل يحب الجمال، ودي مش حاجة هتقلل من قيمتك ولا كرامتكك، أنا وهو ممكن نبص ونقول الله شعرها جميل، ولكن لازم تحترم الست اللي معاك والموضوع ميزيدش عن حده.

طباعة شارك عزة لبيب ياسمين عز الإعلامية ياسمين عز ليلى طاهر

مقالات مشابهة

  • انطلاق فعاليات ملتقى الكتاب السوريين في المكتبة الوطنية بدمشق بمشاركة نخبة من المبدعين
  • موسى لزياد الرحباني: وداعا أيها المبدع
  • كاهن يقتل مشردا حرقا
  • صدمه بالخطأ فقتله.. جريمة صادمة تهز مترو إسطنبول
  • عم الزين : (أيقونة الإبداع وحداء المسيرة)
  • تعليق مفاجئ من عزة لبيب على قرار اعتزال حماتها ليلى طاهر
  • كل الأهل في الأبيض غرب فرحوا بهلاك فولجنق (ابو كدير)
  • وزير الثقافة يطالب المبدعين بتعزيز الهوية العربية وصون التراث
  • أم تحارب الجوع والسرطان في خيمة.. غزة تكتب فصول الموت البطيء
  • إسحق أحمد فضل الله يكتب: (رغم الداء والأعداء)