بوابة الوفد:
2025-12-09@05:00:36 GMT

لا تحارب من أجل لا شىء

تاريخ النشر: 30th, June 2024 GMT

حكى لى الصديق المبدع الكبير أحمد الخميسى، أن والده الكاتب الكبير عبدالرحمن الخميسى، أوصاه قبل وفاته بأن يكتب على شاهد قبره «عشت أدافع عن قيثارتى، ولم أعزف ألحاني». ولما توفى أوائل شهر أبريل سنة 1987 أوفى المبدع الابن بوصية المبدع الأب.

بدت العبارة الوصية المدونة على شاهد قبر الخميسى فى طنطا مُعلمة وقيمة.

وربما كان المبدع الكبير يقصد أن المعارك فى السياسة والحياة استنزفته، فلم يتمكن من تقديم كل ما يموج داخله من إبداع وسحر وجمال، لأنه استهلك وقتا طويلا فى الدفاع عن قيثارته. وذلك رغم أن الرجل كان ماكينة إنتاج فنى وإبداعى وكتابى لا مثيل لها، فكتب الشعر الرومانسى، وألف القصص والمسرحيات، وقام بإعادة كتابة «ألف ليلة وليلة» بشكل عصرى، وقام بترجمة آداب ومعارف شتى، ثم كتب أفلاما عديدة ومثّل فى بعضها مثل فيلم «الأرض»، واكتشف مبدعين كثرا ربما أشهرهم سعاد حسنى التى قدمها للسينما فى فيلمه «حسن ونعيمة». لف الرجل ودار ونثر سحره وألقه يمينا ويسارا، وعلّمَ وشجع أجيالا من الكُتاب والمبدعين وكانت له صولات وصولات عديدة. لكن لمعانه الطاغِى أثار حُساده فسعوا إلى خطف قيثارته، وقمعه وإسكاته، بدعوى خطره على السلطة، ليخرج بجلده من وطنه خائفا يترقب، وهو يشعر أنه لم يعزف بعد ألحانه التى كان يتمناها.

لم يجد الرجل وهو ينظر إلى رحلته العابرة على الأرض إلا أن يوصى المبدعين الجدد بأن يتجنبوا استدراجهم لمعارك عبثية لا منتصر فيها ولا منهزم، وأن يستغلوا كل لحظة ليعزفوا ألحانهم الشجية، فالعمر– مهما طال – قصير جدا، وهو أثمن من أن نُبدده فى ما لاطائل منه.

وهذا الدرس وعاه النبهاء من المبدعين والنجوم، وهم للأسف الشديد قليلون، فلم ينزلقوا فى معارك سطحية استهدفت قيثارة كل منهم، وتجنبوا إلى أكبر قدر خوض حروب تستهدف تعطيل مشروعاتهم وكبت طاقاتهم الجمالية.

لكن الأغلب والأعم من المثقفين انزلقوا فى عراك قوى مع بعضهم البعض لا علاقة له بالجمال ذاته. فالمتابع للوسط الثقافى المصرى على وجه الخصوص يُدرك إلى أى مدى استُنزف سرب المُبدعين المصريين خلال السنوات التالية لـ2011 فى استقطابات سياسية غريبة، لا طائل حقيقيا من ورائها، وأدت جميعها إلى كمون نسبى للتفرد والعراقة الإبداعية التى تميزت بها مصر عربيا ودوليا لعدة عقود. خاض كثير من المبدعين غمار معارك غير حقيقية، ساندوا شخوصا، أيدوا وربما عادوا تيارات، تلاعنوا ووظفوا قدراتهم الكتابية فى التصفيق والاتهام، واستهلكو بعيدا عن ساحة الجمال الحقيقية.

وما نراه وما نشهده وما نجفل من اتساعه يضعنا أمام مسئولية إنسانية لازمة هى أن ننظر للأجيال الشابة الصاعدة ونهتف فيها أن تقبض على قيثارتها وتنأى بها عن أى صراع سياسى أو طبقى أو حتى فكرى. فالجمال يمتع الجميع، والسحر يُبهر الكل، والابداع يُسعد كل صناع الحضارة.

ومصر كانت وستبقى منارة حضارة حقيقية، وحصن جمال منيعا، يُضىء من حوله ليُكرر كل عقد أفذاذا قادرين على استعادة الألق المستحق.

والله أعلم

[email protected]

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مصطفى عبيد المبدع الكبير الكاتب الكبير السياسة

إقرأ أيضاً:

الرجل المثالي .. فيدرا تكشف موقفا طريفا جمعها مع باسم سمرة

روت الفنانة فيدرا  موقفًا طريفًا جمعها بالفنان باسم سمرة أثناء تصويرهما مسلسل "عين سحرية" المقرر عرضه في موسم رمضان 2026.

ونشرت فيدرا صورتها مع باسم سمرة، عبر حسابها الشخصي فيس بوك وعلّقت قائلة:
"باسم اتكسف… امبارح خلص تصوير بدري، لكن أنا كان باقيلي مشاهد، وكانت الساعة واحدة بعد منتصف الليل، وكنت بنام وأنا قاعدة. فقرر مايمشيش ويستنى معايا، وقعد يشربني قهوة سادة لحد ما خلصت. بحبه يا ناس… فعلاً الرجل المثالي."

رمضان 2026.. عمرو عبد الجليل ينضم لأسرة مسلسل عين سحرية بطولة عصام عمر

المسلسل من تأليف هشام هلال، وإخراج سدير مسعود، ويعد من الأعمال المنتظرة في الموسم الرمضاني المقبل نظرًا لطبيعة قصته التشويقية وفريقه الفني والتمثيلي.


ومن المنتظر أن يكشف صناع عين سحرية عن مزيد من التفاصيل حول العمل والشخصيات خلال الفترة المقبلة مع بدء التصوير رسميًا

طباعة شارك فيدرا عين سحرية باسم سمرة

مقالات مشابهة

  • تمطيط
  • مفيدة شيحة: المرأة تريد من الرجل الاستقرار والأمان
  • الرجل المثالي .. فيدرا تكشف موقفا طريفا جمعها مع باسم سمرة
  • وزير الثقافة: مصر تتبنى توجهًا يقوم على تطوير البنية التحتية الثقافية وتمكين المبدعين
  • خاص.. نقل مشروع متحف العراق الكبير إلى المنطقة الخضراء
  • مسؤولية الرجل عن صلاة أهل بيته من زوجة وأولاد.. الإفتاء توضح
  • الخلوة بين الرجل والمرأة الأجنبية.. ما المقصود بها؟
  • علي جمعة: عدم العفاف يَسُدُّ بابَ استجابة الدعاء ويُوقِع الضغينةَ بين الناس
  • القبض على رجل مسن حاول شراء رضيعة في لويزيانا
  • عثر على 5 سبائك ذهب تحت بيته.. صدفة جعلته الرجل الأكثر حظا فى العالم | إيه الحكاية؟