أسعار ومواصفات.. أول سيارة كهربائية تطرح في مصر لا تحتاج لشحن خارجي
تاريخ النشر: 3rd, July 2024 GMT
طرحت شركة نيسان موتور إيجيبت، مؤخراً السيارة نيسان X-Trail الجديدة كليًا التي تعد أول سيارة كهربائية تقدمها الشركة اليابانية في السوق المصري مدعومة بتكنولوجيا e-POWER.
تزخر السيارة نيسان X-Trail الجديدة بباقة من أحدث تكنولوجيا القيادة الكهربائية والتنقل والمتمثلة في تكنولوجيا e-POWER وكذلك تكنولوجيا e-4ORCE اللتين يتم إطلاقهما في مصر لأول مرة، حيث من المتوقع أن تحدث هذه السيارة نقلة نوعية في قطاع السيارات المحلي، خاصة مع اتجاه مصر ودول المنطقة لتبني حلول تنقل صديقة للبيئة تساهم في تقليل الانبعاثات الكربونية وتمثل حلولًا مستدامة لمنظومة التنقل في مصر، وتمثل أيضًا السيارة X-Trail مدخلًا هامًا لتطوير صناعة السيارات الكهربائية على مستوى العالم، حيث تمثل القيادة الكهربائية مستقبل التنقل في عالم الغد.
تجمع تكنولوجيا e-POWER الفريدة من نوعها بين مزايا السيارات الكهربائية الحديثة ومحرك البنزين الفعال، الذي يعمل أساسًا على إعادة شحن بطارية الليثيوم الخفيفة الموجودة في السيارة عند الحاجة، حيث يقوم المحرك الكهربائي بتوصيل الطاقة المخزنة في البطارية مباشرة لعجلات السيارة باستخدام تلك الطاقة، بينما يُستخدم محرك البنزين في شحن البطارية أو تشغيل المحرك الكهربائي، لذا تمثل تكنولوجيا e-POWER حلاً عمليًا وفعالًا يجمع بين تجربة القيادة الممتعة للسيارات الكهربائية دون قلق بدعم من محرك الاحتراق الداخلي التقليدي الذي يشحن بطارية السيارة عند الحاجة.
وتختلف تكنولوجيا e-POWER تمامًا عن التكنولوجيا المستخدمة في السيارات الهجينة، حيث تتحرك العجلات بواسطة محرك كهربائي بنسبة 100%، ويعمل محرك البنزين على شحن البطارية التي تولد الطاقة لتحريك العجلات، في الوقت نفسه تقلل تكنولوجيا e-POWER الانبعاثات الكربونية الناتجة عن استخدام البنزين مقارنة مع النظام الهجين الخفيف أو التقليدي، وهي مشابهة لموزع مدى السير في السيارات الكهربائية، لكنها تحتوي على مولد أكبر وبطارية أصغر دون الحاجة لمقبس كهربائي.
يتكون نظام e-POWER الجديد في X-Trail من بطارية ذات قدرة عالية ومجموعة قوى متكاملة مع محرك بنزين بسعة 1.5 لتر ومعدل ضغط متغير ومُولِّد للطاقة وعاكس كهربائي ومحرك كهربائي أمامي، ويمثل استخدام محرك البنزين فقط لتوليد الكهرباء العنصر الفريد في تكنولوجيا e-POWER، بينما تتحرك العجلات بالكامل بواسطة المحرك الكهربائي، وهذا يعني أن المحرك يمكن أن يعمل دائمًا ضمن نطاقه الأمثل، مما يؤدي إلى كفاءة أكبر في استهلاك الوقود في البيئات الحضرية، وبفضل القيادة الكهربائية بالكامل فلا يوجد تأخير كما هو الحال مع محرك الاحتراق الداخلي أو الهجين التقليدي، وتوفر الاستجابة الفورية شعورًا بالعزم العالي والتسارع السريع والرشيق، مما يجعل عملية التجاوز أو الاندماج على الطريق السريع أسهل وأسرع.
وتتمتع السيارة X-Trail بثلاث مزايا رئيسية هي الهدوء والراحة أثناء القيادة، نظرًا لأن المحرك الكهربائي يعمل في صمت وسلاسة، أما الميزة الثانية فهي رشاقة القيادة لأن العجلات تعتمد على المحرك الكهربائي بشكل كلي في تحريك السيارة، وهو ما يعني التسارع اللحظي والاستجابة السلسة للمحركات أما ثالث هذه المزايا فهي الاستدامة حيث أنّ السيارة صديقة للبيئة بفضل محرك البنزين الذي يشغل المولد الكهربائي وبالتالي ينتج عنه أقل مستوى من الانبعاثات الكربونية مقارنة بمحركات الاحتراق الداخلي التقليدية التي تعمل بالوقود بشكل كلي".
تولد X-Trail الجديدة بتكنولوجيا e-POWER قوة تصل إلى 201 حصان، مع عزم دوران بقوة 330 نيوتن متر، وتتسارع السيارة من 0 إلى 100 كم/ساعة خلال 8 ثوانٍ، ويبلغ متوسط استهلاك الوقود حوالي 5.8 لتر لكل 100 كم، مع متوسط انبعاثات تبلغ 133 جرام/كم، بالإضافة إلى هذه المزايا يضمن نظام القيادة بتكنولوجيا e-POWER قيادة هادئة، فعند سرعة 40 كم/ساعة على سبيل المثال يكون الصوت داخل السيارة أقل بمقدار 8 ديسيبل من السيارات المنافسة.
تكنولوجيا e-4ORCE تمزج بين القوة والتحكم
التكنولوجيا الجديدة التي تم تزويد السيارة X-Trail بها تتمثل في e-4ORCE التي تجسد بعدًا جديدًا للقيادة الذكية من نيسان، تمزج هذه التكنولوجيا بين القوة والتحكم، حيث يتم الدمج بين تكنولوجيا الدفع الكهربائي من نيسان وتقنيات التحكم في الدفع الرباعي والتحكم في هيكل السيارة لتحقيق نقلة نوعية في التسارع والانعطاف والفرملة، وتعزز هذه التكنولوجيا التحكم في السيارة عند القيادة على مختلف الأسطح تقريبًا، ويوفر هذا النظام المبتكر تحكمًا فائقًا واستجابة فورية، بينما تعمل إدارة التوجيه على تعديل توازن الفرامل من أجل قيادة أكثر راحة.
وزوّدت X-Trail التي تجذب عشّاق القيادة والمغامرات لأول مرة بنظام الدفع الرباعي الذكيّ مع اقتران مباشر يتفاعل بشكل أسرع من أيّ وقت مضى، مما يتيح نقل الطاقة بكلّ سلاسة بين المحاور لتحقيق أقصى قدر من الثبات، وتوفّر أدارة تحكّم بشكل قرص إمكانية الاختيار بين خمسة أوضاع قيادة هي: Off-Road وSnow وAuto وEco وSports، إضافة إلى مفاتيح نقل الحركة على عجلة القيادة لوقف التحكّم الأوتوماتيكي ونقله إلى السائق.
في الوقت نفسه، يتوزع عزم المحرك مع تكنولوجيا e-4ORCE بين مقدمة ومؤخّرة السيارة، ليساعد في زيادة تماسك إطارات العجلات وفقاً لظروف أسطح الطرق ووضعية المركبة، ويتم التحكم بعملية الكبح منفرداً لكل من العجلات الأربعة، وتحافظ السيارة على مسارها سواء كان الطريق زيتياً أو رطباً أو زلقاً، والفضل يعود لنظام التحكم بالمحركين وقدرته على توزيع عزم الدوران، يكمن السر في الحفاظ على توازن السيارة في التوزيع المتوازن للطاقة، كما يمكن تعديل نظام توزيع الطاقة مع نظام «e-4ORCE» خلال 1/10,000جزء من الثانية، وهذا أسرع من المستخدم في أنظمة الدفع الرباعي الميكانيكية الاعتيادية".
تولد السيارة بتكنولوجيا e-4ORCE قدره 211 حصان عن طريق محرك كهربائي أمامي وآخر كهربائي خلفي، وعزم دوران 330+195 نيوتن متر. تتسارع السيارة من السكون حتى 100 كم/ ساعة خلال 7.2 ثانية، وصولًا إلى سرعتها القصوى التي تبلغ 180 كم/ساعة. من ناحية أخرى، تصل سعة بطارية الليثيوم أيون في السيارة إلى 1.8 كيلووات. السيارة X-Trail مزودة أيضا بمحرك احتراق 3 سلندر بسعة 1.5 لتر تربو يعمل كمولد لطاقة المنظومة الكهربائية.
يتوافق التصميم الخارجي للسيارة مع لغة تصميم نيسان الجديدة، خاصة مع شبكة الردياتير الأمامية بتصميم على شكل حرف V من اللون الأسود، مع شعار نيسان الجديد، بالإضافة لمشتت هواء أمامي باللون الفضي، ومنظومة إضاءة LED منفصلة، بالإضافة لكشافات الضباب في الجزء السفلي من الاكصدام الأمامي أعلى مشتت الهواء، والسيارة مزودة بعجلات رياضية قياس 18-19 بوصة، مع تطعيمات من الكروم على جانبي السيارة، أما الجزء الخلفي فمزود بمصابيح LED مع شعار X-Trail على منتصف غطاء حقيبة السيارة، ويظهر الاكصدام الخلفي باللون الأسود، مع مشتت هواء كبير الحجم فضي اللون وكشافات عاكسة.
تتضمن السيارة العائلية الجديدة أنظمة ملاحة متطورة والعديد من التجهيزات الخاصة، وتُقَدَّم السيارة بنسخة تتضمن ثلاث صفوف من المقاعد بإجمالي 7 مقاعد، وتتميز السيارة بمقصورة قيادة بكسوة من الجلد المميز، والذي يظهر أيضًا على لوحة القيادة، مع قطع زخرفية بتصميم شبيه للخشب الطبيعي.
ومن الداخل، تعكس السيارة أحدث حلول نيسان التكنولوجية، فالسيارة مزودة بلوحة عدادات رقمية مكونة من ثلاث شاشات بمساحة عرض إجمالية تبلغ 35.4 بوصة، بما في ذلك شاشتي عدادات بتقنية TFT قياس 12.3 بوصة مزودتين بتقنية TFT بتصاميم قابلة للتعديل ويتم التحكم فيها من خلال اللمس لعرض معلومات الملاحة أو الترفيه أو المعلومات المتعلّقة بالسيارة، مع شاشة عرض أمامية للسائق بقياس 10.8 بوصة وتعد أكبر شاشة عرض أمامية في فيئتها، وتتمتع السيارة أيضًا بنظام صوتي متميز يضم 10 سماعات، وتم تزويد السيارة بأنظمة ترفيه متقدمة، مثل أنظمة ربط الهواتف لاسلكيًّا، مع نظامي Android Auto وApple CarPlay .
تقدم نيسان مواصفات أمان إضافية في شكل نظام الفرامل الطارئ الذكي مع خاصية التنبؤ، حيث تستطيع الحساسات قراءة الطريق أمام السيارة لاكتشاف ما إذا كانت هناك سيارة تتوقف فجأة بفضل تقنية الرادار المتقدمة، ويقوم النظام بتشغيل الفرامل لتقليل احتمالية وقوع تصادم.
يتم تعزيز السلامة ليلاً من خلال تقنية المصابيح الأمامية المتقدمة التي تسمح بجعل فوانيس الإضاءة رفيعة لتساعد في رفع الكفاءة الديناميكية الهوائية للسيارة مع ضبط شكل شعاع الضوء حسب حركة المرور في الاتجاه المعاكس، حيث يتم إلغاء تنشيط مصفوفة مصابيح LED عند اكتشاف حركة المرور باستخدام سلسلة من الوحدات التي تغير اتجاه شعاع الضوء الصادر من فوانيس الإضاءة، القادمة، مما يترك الجزء الفارغ من الطريق مضاءً بشكل جيد، دون أن يضايق سائق المركبة القادمة في المواجهة.
تم إطلاق X-Trail الجديدة بطرازين مختلفين وهما ACENTA Plus بتكنولوجيا e-POWER بخيار الدفع الأمامي و5 مقاعد، والفئة الأعلى TEKNA بتكنولوجيا e-4ORCE بخيار الدفع الرباعي و7 مقاعد، والتي تأتي مع ميزات مبتكرة إضافية مثل شاشة العرض الأمامية ونظام المراقبة المحيطي وباب الحقيبة الآلي والشاشة بحجم 12.3 بوصة التي تعمل باللمس لاسلكيًا مع Apple CarPlay و Android Auto وعجلات بقياس 19 بوصة.
أسعار نيسان إكس تريل
تقدم نيسان إكس تريل الفئة الأولى من السيارة نيسان اكس تريل الجديدة بسعر 2 مليون و200 ألف جنيه، أما الفئة الثانية 2 مليون و500 ألف جنيه.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: سيارة كهربائية نيسان نيسان X Trail نيسان موتور إيجيبت السيارات الكهربائية أسعار نيسان إكس تريل تکنولوجیا e POWER الدفع الرباعی محرک البنزین X Trail الجدیدة السیارة X Trail التحکم فی
إقرأ أيضاً:
تحريض خارجي على المغرب.. منابر إخوانية تتصدرها توكل كرمان
تتجه موجة الاحتجاجات الشبابية التي تشهدها مدن مغربية عدة هذه الأيام نحو تحولٍ اجتماعي عميق؛ شباب يطالبون بالحقوق الأساسية في الصحة والتعليم والكرامة، لكن في المقابل ثمة أصوات خارجية—من بينها قيادات محسوبة على جماعة الإخوان المسلمين—تغذي خطابَ الاستقطاب وتروّج لفكرة "ربيع عربي" تُعيد إنتاج الفوضى بدلاً من دعم مطالب المواطن.
أحدث هذه الأصوات كانت تصريحات أطلقتها الناشطة اليمنية الإخوانية الحائزة على جائزة نوبل توكل كرمان، والتي وصفت مشاهد العنف والتخريب في بعض المدن بـ"مجد للشعب المغربي الثائر"، ما أثار ردود فعل غاضبة داخليًا وخارجياً وأعاد فتح سجالات حول دور الفاعلين الخارجيين في تغذية مناخات الاحتقان.
تصريحات الإخوانية توكل ونشطاء إخوانيين في عدة دول عربية، يؤكد أن ثمة مخططًا لفظيًا وسياسيًا يستغل مطالب حقوقية حقيقية لتمرير أهدافٍ استراتيجية؛ هدفه إضعاف المؤسسات، وإحداث فراغ أمني يسمح لما هو تنظيمي فوضوي بأن ينمو على حساب المصلحة الوطنية.
شعارات فوضوية ومحاولة رخيصة
تصريحات قيادات وإعلاميات محسوبات على تيارات إسلامية أو إخوانية، وغالبًا ما تُروّج عبر منصات التواصل، تُغلف التحريض بشعارات الثورة والتغيير والانتصار للشعوب. لكن الاختلاف الجوهري أن الحراك الشبابي المغربي الحالي في غالبيته ينطلق من مطالب اجتماعية محضة—الولوج إلى الصحة والتعليم والكرامة—وفقًا لاختصاصيين وفاعلين حقوقيين، الذين يشيرون إلى أن هذه الاحتجاجات شكل من أشكال الحياة المدنية التي تدل على وعيٍ سياسي واجتماعي متنامٍ. ومن جهة أخرى، تأتي الدعوات الخارجية التي تُمجّد «التخريب» وتُحوّل أحداثًا محلية محدودة إلى «ربيعٍ جديد» بمثابة محاولة لركوب الموجة وتحويل أهدافها عن مسارها السلمي إلى مناخات عدائية تُبرر التدخلات والتشويش.
وفي هذا الإطار، قال عبد الوهاب الكاين، رئيس منظمة "أفريكا ووتش" المتخصصة في قضايا حقوق الإنسان، إن الاحتجاجات السلمية للمطالبة بالولوج الآمن إلى الصحة وتعليم ذي جودة تمثّل مظهرًا بارزًا من مظاهر الحياة المدنية بالمغرب، وأن الغالبية العظمى من التحركات كانت سلمية، مع أسف على بعض صور العنف التي رافقتها والتي تهدد السلم العام. لكن الكاين أضاف تحذيراً من "اختلاط السلمية مع الطموح التخريبي" الذي قد يستثمره فاعلون خارجيون وداخليون لإحداث فتنة وتقويض العيش المشترك.
هذه القراءة الحقوقية تؤكد أن التصعيد الخطابي الخارجي لا يخدم الحقوق ولا يخفف من معاناة المواطنين، بل يعقّد الحلول ويضعف فرص الحوار.
وعلّق الكاتب الصحفي عبده حقي على ما سمّاه «مغامرات توكل كرمان» في الشأن المغربي، واعتبر أن تصوير مشاهد الحرق والتخريب باعتبارها «مجدًا للشعب» أثار صدمة عارمة في أوساط الرأي العام المغربي. وفي مقالة له وصف هذا الخطاب بأنه ليس مجدًا بل تهديد للاستقرار واعتداء على ممتلكات عامة وخاصة ينعكس ثمنه على المواطن البسيط: تاجر يخسر متجره، موظف تُحرق سيارته، أم ترتعد على ابنها. وأضاف أن التحريض من وراء الشاشات لن يكلف دافعيه شيئًا لكنه سيترك آثارًا كارثية على النسيج الاجتماعي والاقتصادي للدولة التي في حاجة ماسة إلى مشاريع تنموية واستقرار وليس إلى «بطولات إعلامية زائفة». وفق حقي، تحويل احتجاجات شعبية محدودة إلى «ثورة كبرى» هو محاولة رخيصة لركوب الأحداث والاستفادة الإعلامية والسياسية على حساب معاناة الناس.
تحريض على الكراهية ورفض يمني
خرج مفكرون وفاعلون إعلاميون بمطالبات صريحة تُدين تصرفات كرمان، منها دعوة سعيد ناشيد إلى سحب جائزة نوبل للسلام منها، مبررًا أن رمزية الجائزة يجب أن تُوظَّف لتعزيز السلام وختان الكراهية، وأن سلوكيات كرمان—بحسبه—لا تُمثل أي انحياز لرسالة والسلام بل لخطاب يفاقم العنف والفرقة.
وأوضح ناشيد أن تدوينات كرمان وغالبية التغريدات التي تصف الحراك بالمجد أو الثورة لا تستند إلى محاولات تقريب وجهات النظر أو الحوار، بل إلى تأجيج المشاعر ونشر الأخبار الكاذبة وتحريض الكراهية، وهو ما يتناقض، في نظره، مع المعايير الأساسية لجائزة نوبل للسلام. هذه المطالبات تُعكس استياءً واسعًا من استخدام رمزية دولية لأهداف ذات طابع تقسيمي ومحرض.
لم تغب الأصوات اليمنية الرافضة عن الساحة؛ فقد شنّ الإعلامي والناشط عبدالسلام القيسي هجومًا لاذعًا على التدخلات الأجنبية لتوكل كرمان، معتبرًا أن سلوكها يُنافي معاني السلام وأن خطابها حول "الربيع العربي الجديد" هو خطاب هدام لا يقدّم حلولًا لمشكلات اليمن نفسها.
قال القيسي إن توكل، بدلاً من أن تبادر بمشروعات تعليمية أو تنموية في مسقط رأسها أو في اليمن، تتفرّغ لإشعال الحرائق الإعلامية من الخارج، وهو ما يحوّل قيمة الجائزة الدولية إلى ذرائع للتأجيج. هذا الموقف اليمني يُبرز أن الانتقادات لكرمان ليست حصرًا مغربية أو إقليمية، بل تمتد إلى مواطنين وحقوقيين في بلدها الذين يطالبون بمحاسبة الخطاب الذي يولد الفوضى بدل بناء السلام.
فضح المخططات ودعوة للحوار
الوقائع على الأرض تُبيّن أن ثمن هذا الخطاب يتحمله المواطن البسيط قبل غيره: تدهورٌ اقتصادي من جراء التخريب، فرص استثمار مهدرة، تراجع صورة البلد دوليًا، وتهديد لمكتسباتٍ مدنية ناضج الشباب للمطالبة بها. كما أن تحويل المطالب الاجتماعية إلى صدامات مفتعلة يبرر قمعًا ويدفع البلاد نحو حل أمني قصير الأمد بدل حلول سياسية واجتماعية مستدامة. لذلك، يرى مراقبون أن التصدي لهذه الحملات الإعلامية والسياسية يجب أن يكون مزدوجًا: أولًا حماية الفضاء المدني والسماح بالمطالب المشروعة بالظهور دون ركوبها، وثانيًا كشف الروابط التمويلية والإعلامية لمن يقودون حملات التحريض وفضح أهدافهم الحقيقية.
تقويض "منطق الركوب" يستلزم شفافية إعلامية وقانونية وسياسية، وليس مزيدًا من السجالات التي تمنح المنبّهين من الخارج ما يريدون: ذريعة للتدخل والإساءة.
المغرب اليوم أمام مفترق طرق: إصلاح حقيقي يجيب على مطالب الشباب ويعالج أعطاب الخدمات العامة، أو الانزلاق إلى سيناريوهات تلهث خلفها أصوات خارجية تُضعف مناعة الدولة والمجتمع. المطلوب هو تعزيز المساحات الوطنية للحوار، حماية السلم الاجتماعي، وإدانة كل من يحاول ركوب مطالب الناس لأهداف سياسية ضيقة.
وفي الوقت نفسه، على الفاعلين الحقوقيين والإعلاميين والشباب ذاته أن يميزوا بين المطالب المشروعة ومن يسعى لتسليحها بالكلام والمال من خارج الحدود. إغلاق أبواب التأجيج لا يكون بالقمع وحده، بل بالاستجابة الحقيقية والشفافية والقدرة على استعادة الثقة بين المواطن والمؤسسة.