صحيفة الاتحاد:
2025-05-12@18:56:29 GMT

المنسي والمُهمل.. في أعمال الغريب

تاريخ النشر: 3rd, July 2024 GMT

محمد نجيم (الرباط)
حققت أعمال الفنان التشكيلي المغربي خليل الغريب شهرة واسعة في المغرب وخارجه، فهو فنان مسكون بالدهشة والتفرد، فلسفته ونظرته إلى الحياة تتضح عبر مفردات جمالية وسرديات بصرية تنهل من المنسي والمهمل والمتلاشي، ليستخرج منها عمله الفني المثقل بالشاعرية والفلسفة، مفردات تعبِّر عن عبثية الحياة بمعانٍ بصرية تلفت نظر المتلقي وتذكره باللاجدوى واللايقين، وتكتنز الكثير من الرموز والمعاني والدلالات.

أخبار ذات صلة عادل خالد يحرز ذهبية «البطولة الدولية للشراع» «الجناح الإماراتي».. لوحات بصرية حية تزين «طانطان الثقافي 2024»

عالم الفنان خليل الغريب، الذي شارك في معرض جماعي نُظّم مؤخراً في مدينة الدار البيضاء، تُظهر إلى أي مدى يمكن للفنان أن يعبر عن ذاته وقلقه الوجودي، ليصوغ لوحته كما لو كانت جزءاً من محيطه اليومي، يبلورها من متلاشيات مدينته، أو شاطئ البحر، متجنباً استعمال الصباغة الزيتية أو الأكريليك، بل فقط يعتمد الجير والأصباغ الطبيعية، قد يعثر على قطعة خبز يابس هنا، أو بقايا كتاب هناك، أو قطعة قماش أو بقايا طحالب لفظها البحر، يجمع خليل أشياءه في رزم وصرر، وبخيط يعثر عليه هو أيضاً، يثبتها بالجير ويضعها على السند، وقد يضع الكل أحياناً في صندوق زجاجي، ففي مرسمه بمدينة أصيلة تتراكم ألواح الخشب المغطاة بالطفيليات، ولفافات البيض، وما يلفظه البحر من أشياء، كما قال الناقد الفني فريد الزاهي، مضيفاً أن اللوحة لدى الغريب ضرب من المنشأة الفنية التي تتصاعد مكوناتها كي تشكل ما يمكن تسميته عملاً فنياً، لكن الأغرب في الأمر أن اللوحة التي يصنعها الفنان، تخضع لتحولات الزمن، فالمواد التي تتكون منها آيلة للزوال، وهكذا قد يجد المرء نفسه أمام أطلال لوحة بعد مرور فترة من الزمن، بل إنه يعمل على تسريع التحلل والتفكك الذي يطال المواد، وكأنه بذلك يخلق موتها ويبتكر زوالها النهائي.
لذلك فأعمال خليل الغريب أعمال تناجي التحول والموت، إنها أعمال زائلة وعرضية، لا يستهويها الخلود، بقدر ما هي مفتونة بالفناء إنها – بالأحرى – ظلال وأشباح تعتاش من الموت كزمن ممكن للحياة.
الفنان خليل الغريب، من كبار فناني الشمال المغربي، فهو كما قال عنه الدكتور محمد الشاوي: سليل مدينة أصيلا، «الزَيْلاَشِي» الذي صنع وما زال يصنع فناً جميلاً من مهملات الطبيعة وملفوظاتها لكي تتحول إلى أشكال هندسية وتصويرية وأخرى تجريدية، راسماً لنفسه حدوداً جمالية وتعبيرية اختص بها هذا الفنان الألمعي عن غيره من فناني المغرب.
وأرّخ الغريب لفن إعادة التصنيع والتركيب بمنطقة الشمال خاصة والمغرب عامة، في فترة سادت فيها اللوحة/ الحامل إلى درجة التماهي، جاعلاً من المهملات وبقايا الأشياء والمتلاشيات مذهباً فنياً يتمرد به على التقاليد الأكاديمية التي لم تستوعب بعد مفهوم الحداثة في علاقته بالتشكيل، فإذا كان الجيلالي الغرباوي رائداً من رواد الحداثة التشكيلية، فإن خليل الغريب كان سبّاقاً أيضاً بين بني جيله إلى حداثة تشكيلية، إنها حداثة ليست في التعاطي مع تيمات اللوحة، مثل الخروج من الشكل الواقعي للذات والهوية المغربية والتحرر منه بتوسل أسلوب التجريد، وإنما بالتعبير الجمالي الذي يتوارى خلف المضمون الواقعي لحياة المواطن، إنه تعبير يجس نبض المجتمع المغربي وهمومه مع اليومي، إذ لا أمل من دون طموح وتطوير للقدرات والمؤهلات، تلك التي على أساسها يُخفي من خلالها الغريب أوراقاً متلاشية، أو بقايا خشب ألقته أمواج البحر، أو جزء من شبكة صياد قد نجد أثراً لها بالميناء أو برصيف شاطئ «أصيلا» أو على سطح أمواجه، إننا أمام أعمال يتسنى للوعي الإنساني أن يدرك ذاته بمعيتها.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الفن التشكيلي المغرب

إقرأ أيضاً:

الإثنين المقبل.. صبحي خليل في ضيافة عمرو الليثي ببرنامج "واحد من الناس"

في حلقة فنية خاصة من برنامج واحد من الناس في التاسعة والنصف مساء الاثنين المقبل، على شاشة الحياة، يستضيف الإعلامي د. عمرو الليثي على شاشة الحياة الفنان صبحي خليل ويتحدث لأول مرة عن كواليس وأسرار مسيرته الفنية الدرامية والسينمائية وأقرب الأدوار إلى قلبه وبدايته ونشأته بمدينة الإسكندرية وذكرياته هناك، وعن أول مرة يقف أمام الكاميرا.

 

تفاصيل الحلقة

 

كما تتناول الحلقة الحديث عن أعماله السينمائية، ومشاركته في اربع أعمال في وقت واحد ومنهم مسلسل المداح " وهل هناك جزء خامس "، وبيت الشدة وراجعين يا هوي والاختيار، ولماذا معظم أدواره شريرة، كما يتحدث عن عشقه للرياضة ومعرفته بعدد كبير من نجوم الرياضة وهل كان لاعب كرة القدم

 

وعن حياته الخاصة وأسرته وزوجته وكيف تم الزواج وقصة الحب التي جمعتهم، وأبناءه عبد الرحمن الذي يدرس في معهد السينما، وعن المحنة الصعبة في حياته وهي مرض ابنته داليا التي تعاني من السرطان في المرحلة الرابعة، وكيف قاومت ذلك المرض وأصبحت عروسة وتزوجت في واحد من الناس، ويرد على اتهامه بأنه عصبي ورسالته إلى محمد رمضان، وعن مشواره الفني وهل التمثيل أعطاه كل شئ.
 

مقالات مشابهة

  • بشروط عدة.. الحوثيون يفرجون عن الفنان "خليل فرحان" بعد نحو شهر من اختطافه
  • المخرج عمرو سلامة: موهبة محمد رمضان أكبر من الأفلام التي قدمها
  • الليلة.. صبحي خليل في ضيافة عمرو الليثي ببرنامج "واحد من الناس"
  • في ذكرى غرق سفينة أوكورينراكو.. تعرف على الكارثة التي هزّت اليابان 1955
  • حقيقة اعتذار فنانين عن المشاركة في فيلم «طه الغريب»
  • الإثنين المقبل.. صبحي خليل في ضيافة عمرو الليثي ببرنامج "واحد من الناس"
  • العراق.. استرداد نصف مليار دولار من الأموال المُهرَّبة خلال 2024
  • مشروع مجتمعي لتجميل مركز شباب الميناء بالغردقة بمشاركة فرق الجوالة
  • الأمراض التي قد يشير إليها الطفح الذي يصيب أكبر عضو في الجسم
  • النيابة الإدارية تحيل 3 موظفين بمستشفى فى البحر الأحمر للمحاكمة التأديبية