هل يمكن أن يكون الاكتئاب معديًا كالأنفلونزا؟.. دراسة حديثة تكشف مفاجأة
تاريخ النشر: 4th, July 2024 GMT
تعد نزلات البرد المرض الأكثر عدوى في العالم، وتشتهر بأنها سريعة الانتشار، ولكن السؤال الذي بات يفرض نفسه على الأطباء والعلماء، هل يمكن أن يؤثر الانخفاض في الحالة المزاجية على الأشخاص المحيطين، وهو الأمر الذي جرى التوصل لإجابات له مؤخرا.
هل يمكن أن يكون الاكتئاب معديًا؟لا شك أن مشاعر مثل الحزن والشعور بالعجز، تؤرق العديد من البشر في مختلف دول العالم، ما يمكن أن ينتشر الأمر كـ بنزلات البرد أو الأنفلونزا التي يجري التقاطها من شخص لآخر.
السؤال طرحه عدد من علماء النفس في فنلندا، من خلال مقال نشرته مجلة «JAMA Psychiatry» الشهيرة، إذ تتبع الفريق بقيادة كريستيان هاكولينين، الأستاذ المساعد في علم النفس بجامعة هلسنكي، بتتبع السجلات الصحية لأكثر من 700 ألف طفل لمدة 11 عاما، بدءًا من سن 16 عاما.
هل يمكن أن يكون الاكتئاب معديا؟ووجد تحليل العلماء أنه إذا أظهر طالب واحد في الفصل علامات واضحة على الاكتئاب، فإن هناك احتمالية أعلى بنسبة 9% على الأقل أن يصاب زملاؤه في الفصل أيضًا بهذا المرض.
فيما كان الأشخاص الذين لديهم أكثر من زميل مصاب بالمرض أكثر عرضة للإصابة بالمرض بنسبة 18% على الأقل خلال الدراسة التي استمرت 11 عامًا.
وحتى عند تعديل الأرقام لتشمل العوامل التي قد يكون لها تأثير، مثل مستوى الدخل، فإن الارتباط بين الطالب المكتئب وزيادة الاكتئاب بين زملائه في الفصل ظل قائما.
علاوة على ذلك، ورغم تراجع قوة التأثير بمرور الوقت، فإنه لا يزال مستمراً لمدة تصل إلى 11 عاماً بعد مغادرة الطلاب للمدرسة.
لم تكن تلك الدراسة الحديثة هي الوحيدة التي كشفت أن الاكتئاب قد يكون معديًا، إذ وجدت دراسة أمريكية أجريت عام 2014 في مجلة «Clinical Psychological Science» أن التفكير الاكتئابي قد ينتشر بين زملاء السكن في الجامعة، حيث سكن علماء النفس في جامعة نوتردام بولاية إنديانا وسط 108 طلاب جدد جرى تعيينهم عشوائيًا لمشاركة الغرف كأزواج.
أجرى الطلاب استطلاع رأي عبر الإنترنت حول أنماط تفكيرهم وتعرضهم للتوتر وحالتهم المزاجية خلال الشهر الأول، ثم مرة أخرى بعد ثلاثة وستة أشهر، وعلى وجه الخصوص، درس الباحثون نوعًا من التفكير مرتبطًا بالاكتئاب، يسمى التأمل، والذي يتضمن التفكير في الأشياء.
وجد الباحثون أنه إذا بدأ أحد زملاء السكن أيامه الجامعية بالتفكير بشكل معتاد، فإن زميله الذي لم يكن يتأمل من قبل سيلتقط هذه العادة.
ويوضح الدكتور جاك أندروز، عالم النفس التنموي بجامعة أكسفورد ، الذي يبحث في ظاهرة العدوى الاجتماعية المزعومة: «قد ينتشر الاكتئاب بالفعل من خلال التفكير المشترك، أي مشاركة عملية الانغماس المتكرر في عمليات التفكير السلبية والتهويل، دون التوصل إلى حل».
ولا يقتصر الأمر على الطلاب فقط، كما قال الدكتور أندروز لصحيفة «Good Health»: «لقد وجد العلماء أدلة على ذلك من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يمكنك رسم خريطة للعلاقات بين الأفراد، وهي تظهر أن الحالة المزاجية تنتشر بين البالغين أيضًا».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الاكتئاب هل یمکن أن
إقرأ أيضاً:
الحمادي: أغلب الطلاب يعانون من الاكتئاب ويزورون العيادات النفسية .. فيديو
الرياض
حذر المستشار التربوي عبداللطيف الحمادي من التأثيرات السلبية للضغط الدراسي المتزايد على طلاب المرحلة الثانوية، مشيرًا إلى أن كثيرًا منهم يزورون العيادات النفسية نتيجة القلق والتوتر الناتج عن الكم الهائل من الاختبارات ومشاريع التخرج وساعات التطوع.
وأوضح الحمادي خلال مداخلته عبر برنامج “يا هلا”، أن هذا الكم الكبير من المتطلبات يشكل عبئًا نفسيًا على الطلاب والطالبات، ويستدعي دعماً مباشراً من الأسرة والمدرسة على حد سواء، قائلاً: “أغلب الطلاب يعانون من الاكتئاب بسبب هذا الضغط المتواصل”.
وأكد أهمية وجود أخصائي نفسي أو اجتماعي في كل مدرسة لاحتواء هذه الحالات، إلى جانب دور الموجهين والمرشدين الطلابيين، مشيرًا إلى أن الضغط غالبًا يأتي في الغالب من الأسرة.
كما أشار إلى أن التأثير السلبي لمواقع التواصل الاجتماعي على الدماغ مثبت علميًا، كما أن الإقصاء الاجتماعي والتهميش سواء من الأصدقاء أو الأسرة يُفاقمان من الحالة النفسية لدى بعض الطلاب.
وأضاف أن بعض العادات الخاطئة مثل السهر المستمر وقلة النوم تسهم في زيادة القلق وقد تؤدي إلى أمراض نفسية خطيرة، ما يستدعي تدخلًا مشتركًا من المدرسة والأسرة، باعتبارهما الداعم الأساسي للطالب.
وعن كيفية التعامل مع الضغط الدراسي، شدد الحمادي على أهمية تنظيم الوقت قائلًا: “تنظيم الوقت ضروري جدًا لراحة الطالب وسط كثافة الطلبات الدراسية، كما يجب عدم حصر الخيارات الجامعية بتخصصات أو جامعات معينة، فالدولة وفرت بدائل مثل برامج الدبلوم والجامعات التقنية”.
وختم بقوله: “اتباع نمط حياة صحي والحصول على قسط كافٍ من النوم، لا يقل عن سبع ساعات يوميًا” .
https://cp.slaati.com//wp-content/uploads/2025/05/xDBlqwbJHKRfEQSi.mp4 https://cp.slaati.com//wp-content/uploads/2025/05/lyyIhMSRML2ZraWm.mp4