احتجت إيران لدى مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة على بيان جامعة الدول العربية الداعي "لإيجاد حل سلمي" لقضية الجزر الثلاث التي تطالب بها الإمارات، حسبما أفادت، الأحد، وكالة "مهر" شبه الرسمية للأنباء.

وذكرت الوكالة أن الاحتجاج الإيراني جاء عبر رسالة قدمها مندوب البلاد الدائم لدى الأمم المتحدة، أمير سعيد إيرواني، إذ دانت فيها طهران ما وصفته بـ"الاتهامات الظالمة التي لا أساس لها ضد سيادتها وسلامة أراضيها".

ولم تكشف وكالة "مهر" موعد تسليم الرسالة الاحتجاجية لمجلس الأمن، لكن هذا الإعلان يأتي بعد ساعات من الإعلان رسميا عن انتخاب الإصلاحي، مسعود بزشكيان، رئيسا لإيران، السبت.

وكانت القمة العربية التي انعقدت في البحرين خلال شهر مايو الماضي دعت طهران إلى "التجاوب مع مبادرة دولة الإمارات العربية المتحدة لإيجاد حل سلمي" لقضية الجزر الثلاث التي تسيطر عليها طهران وتطالب بها أبوظبي "من خلال المفاوضات المباشرة أو اللجوء إلى محكمة العدل الدولية، وفقا لقواعد القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، بما يسهم في بناء الثقة وتعزيز الأمن والاستقرار في منطقة الخليج العربي".

وتقع الجزر الاستراتيجية الثلاث، طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى، في الخليج بالقرب من مضيق هرمز الذي يمر عبره خمس إنتاج النفط العالمي.

وتشكل الجزر الثلاث نقطة تجاذب بين طهران وأبوظبي اللتين تربط بينهما علاقات سياسية واقتصادية جيدة.

كذلك، تشكل قضية الجزر ملفا بالغ الحساسية بالنسبة الى طهران، وسبق أن أثارت توترا بينها وبين دول تقر بحق الإمارات بالسيطرة على الجزر الثلاث. وكانت إيران سيطرت هذه الجزر عام 1971 بعد خروج القوات البريطانية من المنطقة.

وفي رسالة الاحتجاج، اعتبرت طهران أن بيان الجامعة العربية يعد "انتهاكا واضحا وتدخلا غير عادل في الشؤون الداخلية" الإيرانية، وفقا لما أوردت وكالة "مهر" للأنباء.

وأضافت الرسالة، بحسب "مهر"، أن "هذا الإجراء لا يتعارض فقط مع روح حسن الجوار، ولكنه يشكل أيضا انتهاكا واضحا للمبادئ الأساسية للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، خاصة مبادئ المساواة في السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول.

وتؤكد إيران مرة أخرى، بحسب رسالتها الاحتجاجية، سيادتها غير القابلة للجدل على جزر أبو موسى وطنب الكبرى وطنب الصغرى الإيرانية في مياه الخليج.

كما دانت إيران بشدة ما اعتبرته "استخدام اسم مزيف للخليج الفارسي في الفقرتين 11 و16 من البيان المذكور، واعتبرت ذلك غير مقبول".

وأكدت إيران أن "الخليج الفارسي" هو الاسم الجغرافي القانوني الصحيح الوحيد لهذه المنطقة المائية التي تم استخدامه منذ العصور القديمة. 

والسبت، أعلنت وزارة الداخلية الإيرانية أن المرشح المعتدل بزشكيان، الذي تعهد بانفتاح إيران على العالم وتوفير الحريات التي يتوق لها الشعب، فاز في الجولة الثانية من انتخابات الرئاسة التي أجريت الجمعة.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الجزر الثلاث

إقرأ أيضاً:

مناورات إيران وأذربيجان العسكرية.. تعاون أمني أم رسائل إستراتيجية؟

طهران- في تطور لافت بمنطقة القوقاز، أطلقت إيران وأذربيجان مناورات عسكرية مشتركة تحت اسم "أراس 2025″، في خطوة تعكس تحسنا في العلاقات الثنائية بعد فترة من الفتور والتوترات السياسية.

وجاءت هذه المناورة التي انتهت الأربعاء، بالتزامن مع مساعٍ دبلوماسية لإعادة بناء الثقة بين البلدين وتعزيز التعاون الأمني على طول حدودهما المشتركة.

وبحسب تقارير رسمية، جرت المناورة في منطقة قرب نهر أراس وتشمل تدريبات ميدانية للقوات الخاصة، وشاركت فيها وحدات من الحرس الثوري الإيراني والجيش الإيراني إلى جانب الجيش الأذربيجاني، وهدفت إلى تعزيز التنسيق الميداني وتبادل الخبرات في مواجهة التهديدات العابرة للحدود، مثل "الإرهاب" وتهريب السلاح.

وجاءت هذه الخطوة بعد زيارة رفيعة المستوى أجراها الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان مؤخرا إلى باكو، حيث اتفق الجانبان على توسيع التعاون الإستراتيجي في المجالات الدفاعية والاقتصادية.

ويُنظر إلى المناورة باعتبارها مؤشرا على رغبة مشتركة في تجاوز مرحلة التوتر التي أعقبت الهجوم على السفارة الأذربيجانية في طهران عام 2023، حيث أعلنت وسائل إعلام إيرانية تزامنا مع اليوم الأخير من المناورات عن تنفيذ حكم الإعدام بحق المعتدي على السفارة الأذربيجانية في طهران، واعتبرت هذه الخطوة بادرة حسن نية.

الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف (يمين) ونظيره الإيراني مسعود بزشكيان بمنتدى الأعمال الأذربيجاني الإيراني في باكو أبريل/نيسان الماضي (الأناضول) أبعاد دبلوماسية وأمنية

وتحظى هذه المناورة باهتمام خاص لتنظيمها في منطقة حساسة كانت مسرحا لنزاعات متكررة بين أذربيجان وأرمينيا، وهو ما يمنحها أبعادا جيوسياسية تتجاوز الإطار العسكري، ويدفع مراقبين إلى اعتبارها رسالة مزدوجة لكل من تل أبيب ويريفان، بأن طهران لن تغيب عن ترتيبات الأمن في جنوب القوقاز.

إعلان

وفي مداخلة للجزيرة نت، يرى الباحث العسكري الإيراني حسين حقيان أن المناورات العسكرية المتعددة الجنسيات تُجرى عادة لأهداف متعددة، من بينها رفع الجاهزية القتالية وتعزيز التنسيق المشترك لمواجهة التهديدات، لا سيما الإرهابية منها.

ويشير حقيان إلى أن المناورة الأخيرة بين إيران وأذربيجان تأتي في هذا السياق، لكنها في الوقت ذاته تحمل أبعادا دبلوماسية لا تقل أهمية.

ويؤكد حقيان أن هذه المناورة جزء من سلسلة تدريبات متفق عليها تُنفذ بشكل منتظم، وهو ما يعكس وجود برنامج تعاون عسكري طويل الأمد بين طهران وباكو.

وفي تقديره، فإن لهذه المناورة بعدين دبلوماسيين مهمين:

أولهما مرتبط بالتغيرات الجيوسياسية التي طرأت على منطقة القوقاز بعد حرب قره باغ، حيث تسعى إيران، حسب قوله، إلى التكيف مع النظام الإقليمي الجديد، والحفاظ على نفوذها في المنطقة، وعدم الخروج من معادلاتها الأمنية. ويلفت في هذا السياق إلى أن إجراء المناورة في منطقة قره باغ يحمل دلالة واضحة على استمرار النفوذ الإيراني هناك. أما البُعد الثاني، فيتصل بما يصفه حقيان بـ"هندسة العلاقات المعقدة بين إيران وأذربيجان وإسرائيل". ويوضح أن طهران تعمل على تعزيز علاقاتها العسكرية والأمنية مع باكو في محاولة لاحتوائها وإبعادها عن المحور الإسرائيلي، خصوصا في ظل تعمّق التعاون بين تل أبيب وباكو في مجالات التسليح والتكنولوجيا الدفاعية.

ويضيف الباحث الإيراني أن إسرائيل لم تنجح حتى الآن في تنظيم مناورة عسكرية مشتركة مع أذربيجان، بينما تتحرك إيران لتكون الطرف المتقدم في هذا المجال.

ولا يستبعد حقيان أن تمهد هذه الخطوات لعقود تسليح مستقبلية بين طهران وباكو، خاصة أن لدى إيران بدائل وطنية لبعض الأسلحة الإسرائيلية التي تعتمد عليها أذربيجان، مثل الطائرات المسيّرة الانتحارية والصواريخ المضادة للدبابات، مما يجعل التعاون العسكري بين الطرفين خيارا أكثر استقلالية وأقل تكلفة.

إعلان رسائل ميدانية

وفي السياق ذاته، يقول خبير الشؤون العسكرية محمد مهدي يزدي للجزيرة نت إن المناورة الأخيرة بين إيران وأذربيجان تأتي استكمالا لاتفاقات أُبرمت سابقا بين قيادتي البلدين، وخصوصا على مستوى الرؤساء، مشيرا إلى أن أول مناورات مشتركة بين الجانبين أُجريت في نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي بمحافظة أردبيل شمال غربي إيران.

ويضيف يزدي أن الهدف الرئيسي من هذه المناورات يتمثل في تعزيز التنسيق ورفع مستوى التعاون الثنائي، لا سيما في المجال العسكري، معتبرا أن هذه الخطوة تعكس حرص الطرفين على ترسيخ الشراكة الدفاعية في مرحلة إقليمية حساسة.

ويؤكد أن وجود قوات البلدين على أراضي كل منهما يُتيح فرصة عملية للتعرف عن كثب على قدرات كل طرف في المجالين الدفاعي والهجومي، مما يسهم في بناء الثقة العسكرية ورفع الجاهزية المشتركة.

ويلفت يزدي إلى أن التعاون العسكري بين إيران وأذربيجان لا يخلو من رسائل إقليمية، موضحا أن هذا التقارب قد يحمل إشارة موجهة لإسرائيل التي تربطها علاقات أمنية وعسكرية متنامية مع باكو. وبرأيه، فإن المناورات الإيرانية الأذربيجانية قد تدفع تل أبيب إلى إعادة النظر في حجم ونوعية وجودها داخل الأراضي الأذربيجانية.

ويختم يزدي بالإشارة إلى أن طهران تسعى لأن يكون لها دور أكبر في إدارة التوازنات الإقليمية، خصوصا فيما يتعلق بالنزاع بين أذربيجان وأرمينيا، مؤكدًا أن إيران تطمح إلى أن تلعب دور الوسيط الفاعل، وألا تظل بعيدة عن ترتيبات الأمن في منطقة القوقاز.

وبينما تسعى باكو لتحقيق توازن بين شركائها، يبدو أن طهران عازمة على ألا تكون مجرّد متفرج في ساحات أمنها الحيوي.

وفي هذا السياق الإقليمي المعقد، تبدو مناورات "أراس 2025" أكثر من مجرد تدريبات عسكرية؛ فهي تجسيد لمحاولة إيرانية لإعادة تموضعها في جنوب القوقاز من بوابة التعاون مع أذربيجان، في مواجهة النفوذ الإسرائيلي المتصاعد والفراغ الأمني الذي خلفته المتغيرات الجيوسياسية.

إعلان

مقالات مشابهة

  • عُمان تحتفل اليوم بالذكرى 44 لتأسيس مجلس التعاون لدول الخليج العربية
  • سلطنة عمان تحتفل بالذكرى الـ 44 لتأسيس مجلس التعاون لدول الخليج العربية
  • محللون يوضحون لـCNN سيكولوجية إيران وخطأ وقعت فيه إدارة ترامب
  • إيران تفاجئ الجميع في روما: عرض اتحاد نووي عربي مقابل خفض التخصيب
  • 3 ساعات متواصلة .. اختتام المباحثات النووية بين إيران والولايات المتحدة
  • إيران تتوعد برد مدمر على أي تصرف إسرائيلي "متهور"
  • مناورات إيران وأذربيجان العسكرية.. تعاون أمني أم رسائل إستراتيجية؟
  • واشنطن: ترامب ونتنياهو بحثا اتفاقا محتملا مع إيران
  • مفاوضات إيران وأمريكا تعود من بوابة روما
  • مندوب الجامعة العربية بالأمم المتحدة: نعمل مع الجانب الأوروبي لاستصدار قرار من مجلس الأمن لتسهيل إدخال المساعدات إلى غزة