لماذا لا ترتب أسئلة الامتحانات أبجديا؟.. إليك السبب
تاريخ النشر: 9th, July 2024 GMT
«أبجد هوز» ليست مجرد أغنية للفنان نجيب الريحاني، وإنما هي نمط تقليدي يلاحظه الطلاب في ترتيب أسئلة الاختبارات، وأيضًا عند ملء الاستمارات والاستبيانات، والنماذج الرسمية والإدارية، إذ يُستخدم هذا النمط بدلاً من الترتيب الأبجدي المتعارف عليه «أ، ب، ت»، فما السبب؟
لماذا ترتب الأسئلة بغير الترتيب الأبجدي؟ودائمًا ما تعتمد الجامعات والمدارس على ترتيب غير منتظم للأسئلة في الاختبارات، وذلك لأسباب متعددة؛ مثل تنوع المستويات التي تعتمد على توزيع الأسئلة بحيث يكون هناك تدرج في الصعوبة، وبالتالي لم يتم ترتيبها بشكل تقليدي (أ، ب، ت، ث) لتحقيق المستوى المطلوب من التقييم.
وإضافة إلى ذلك؛ يمكن أن يقلل تغيير ترتيب الأسئلة عن النمط المعتاد من التوتر لدى الطلاب، إذ لا يكون الطالب متوقعًا دائمًا أن السؤال القادم سيكون أصعب، وهو ما يمكن أن يساعد في تخفيف الضغط النفسي أثناء الاختبار.
الدكتور جودة مبروك، أستاذ اللغة العربية وعميد كلية آداب جامعة بني سويف السابق، يقول في حديثه لـ«الوطن» إن مصطلح «أبجد هوز» اختصارًا للحروف الأبجدية وأصلها «أبجد هوز حطي كلمن سعفص قرشت»، وتلك الكلمات بها نظام الأبجدية المتعارف عليه قبل النظام الألف بائي فكان الترتيب على هذا النحو، مضيفًا أن هذا الترتيب ترقيمي متعارف في أسئلة الامتحانات أو الاستبيانات.
ومن الجدير بالذكر أن المعايير العالمية في كثير من الأنظمة التعليمية، تستخدم الأحرف اللاتينية (A, B, C, D) أو ما تقابلها في اللغة العربية مثل أ، ب، ج، د للترتيب في الاختبارات، إذ أصبح معيارًا متعارفًا عليه دوليًا.
ويساعد هذا النوع من الترتيب على الفهم بالنسبة للطلاب، خاصة إذا كانوا يتعاملون مع موارد تعليمية أخرى تستخدم نفس الترتيب، إلى جانب التوافق مع البرمجيات، فالكثير من برامج تصحيح الامتحانات الإلكترونية، أو البرمجيات التعليمية مصممة للتعامل مع الترتيب (أ، ب، ج، د) مما يسهل عملية التصحيح والتقييم.
ويعتبر الترتيب غير المنتظم للأسئلة أداة فعالة لتقييم الفهم الحقيقي للطلاب، فعندما يُطرح على الطلاب أسئلة في ترتيب غير متوقع، يجري تحدي قدرتهم على تطبيق المعرفة بشكل أكثر فعالية، مما يساعد في تقييم مدى استيعابهم للمادة بدلاً من مجرد حفظه.
ويساعد هذا النوع من الترتيب في الحد من التأثيرات السلبية على طول مدة الاختبار، ويتيح إمكانية تحفيز الطلاب على تطوير مهاراتهم في التفكير الاستراتيجي وحل المشكلات، ويجبرهم على التفكير بسرعة ومرونة في الرد على أسئلة مختلفة، مما ينعكس إيجابيًا على تطوير قدراتهم العقلية والاستعداد لمختلف التحديات الأكاديمية والمهنية.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: أسئلة الامتحانات الامتحانات
إقرأ أيضاً:
لماذا تهاجم إيران إسرائيل ليلاً فقط؟.. تقرير عبري يكشف السبب
مع تكرار صفارات الإنذار ليلاً في عدد من المدن الإسرائيلية، واعتراض الدفاعات الجوية للتهديدات قادمة من الشرق، رصدت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية ، نمطا لافتا في السلوك العسكري الإيراني وهو إطلاق الصواريخ خلال الليل فقط.
قد يبدو هذا التوقيت للوهلة الأولى خيارا تكتيكيا بسيطا، إلا أنه بحسب الصحيفة يعكس عقيدة عسكرية متكاملة تقوم على مزيج من الحسابات التقنية والعملياتية، بالإضافة إلى أهداف مرتبطة بالحرب النفسية.
الليل حليف مثالي للصواريخ
ترى “جيروزاليم بوست”، أن الليل يوفر بطبيعته غطاءً مظلمًا يعوق وسائل الرصد مثل الأقمار الصناعية والطائرات دون طيار وأنظمة المراقبة الجوية.
وبالنسبة لإيران، يُعد استغلال هذا الغطاء الليلي أمرًا حيويًا لتقليل فرص اكتشاف أو استهداف منصات الإطلاق.
ولا تقتصر أهمية الليل على التمويه، بل تمتد إلى تأمين عمليات التزود بالوقود التي تُعد طويلة ومعقدة وخطرة، خاصة في الصواريخ التي تستخدم الوقود السائل.
الاعتبارات التقنية
بحسب الصحيفة، تنقسم الترسانة الصاروخية الإيرانية إلى نوعين رئيسيين:
صواريخ الوقود السائل (مثل صواريخ "شهاب")، التي تتميز بمدى بعيد وقوة تدميرية كبيرة، لكنها تعتمد على مرحلة تزود بالوقود تُعد نقطة ضعف واضحة، وهذه المرحلة تتطلب وقتًا وبنية تحتية ثابتة، ما يجعلها هدفًا سهلاً للضربات الاستباقية. وهنا، يُشكّل التوقيت الليلي وسيلة لتقليل خطر الرصد أثناء هذه المرحلة الحرجة.
صواريخ الوقود الصلب (مثل "فاتح-110" و"ذو الفقار")، تكون جاهزة للإطلاق الفوري دون الحاجة لتزويد ميداني بالوقود، نظرًا لتخزين الوقود والمؤكسد مسبقًا داخل جسم الصاروخ. هذا النوع يُتيح تنفيذ ضربات سريعة ومباغتة من منصات متحركة أو مخفية، رغم محدودية التحكم به بعد الإشعال.
لماذا تحمل الصواريخ الأكسجين؟
توضح الصحيفة أن الصواريخ، بخلاف الطائرات النفاثة، لا يمكنها الاعتماد على الهواء الجوي في تشغيل محركاتها، لا سيما في الطبقات العليا من الغلاف الجوي حيث ينعدم الأوكسجين. لهذا السبب، تحمل الصواريخ مكونات الاحتراق كاملة – الوقود والمؤكسد منذ لحظة الإطلاق.
هذا المطلب الفيزيائي يُضفي مزيدًا من التعقيد على عمليات التخزين والإطلاق، ويُؤثر مباشرة على تصميم الصواريخ، خاصة بعيدة المدى منها.
الحرب النفسية
من منظور “جيروزاليم بوست”، تمتد أهمية الضربات الليلية إلى البُعد النفسي، فحين تُطلق الصواريخ في ساعات نوم المدنيين، يكون تأثيرها أعمق وأكثر إرباكًا، سواء على السكان في إسرائيل أو على الرأي العام الدولي.
الانفجارات وسط الظلام، والمفاجأة، والخوف من المجهول، كلها أدوات فعّالة لزعزعة الثقة في كفاءة الدفاعات الجوية، وإضعاف المعنويات في بيئة مشحونة بالقلق الأمني.
التوقيت كسلاح استراتيجي
تختم الصحيفة تقريرها ، بالتأكيد على أن التوقيت لا يقل أهمية عن نوع السلاح. فإيران، من خلال نمط الضربات الليلية المتكرر، لا تستخدم ترسانتها الصاروخية فحسب، بل تعتمد على عنصر الوقت كسلاح استراتيجي بحد ذاته.
وبحسب التقرير فإن هذا الاستخدام الذكي للزمن يعقد مهمة الدفاع الإسرائيلي، الذي يعتمد بدرجة كبيرة على الاستجابة السريعة والرصد الفوري.. وبالتالي، يصبح الليل عاملًا مضاعفًا لتأثير الضربة، من الناحية العسكرية والنفسية معًا.